الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور الخرفان ودستور الجزارين - مجلس الشعب المصرى الجديد

جاك عطالله

2011 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هذه قصة قصيرة ليست من تاليفى ولكنى وجدتها منشورة على الانترنت

لقد هزتنى القصة جدا لمعانيها الرائعة و حبكة السرد واحببت ان اشارككم معى فى التفكير والتحليل عن مغزى القصة والدروس المستفادة منها واهديها الى جميع المظلومين بالعالم وخصوصا منطقة الشرق الاوسط المنكوبة بالظلم الدينى والاجتماعى

و اخص بالقصة مسيحيى الشرق الاوسط من كلدان واشوريين وارمن و مارون واقباط و متنصرين و اهديها بالذات لشعبنا القبطى المأسور داخل الحظيرة الاسلامية الوهابية و مسالخها --و وضعهم دستور الاستسلام -استسلامهم لمصير معروف مسبقا ومخطط له منذ بداية القصة من 1430 عاما او يزيد و يتكرر بحذافيره يوما بعد يوم

انقلها بتصرف لتوضيح وضع الاقباط والمسلمين الليبراليين الحالى فى مسلخة الاسلام الوهابى وخصوصا بعد نتائج الانتخابات الاخيرة و تصريحات السلف عن وضع المراة والاقباط والفنانين ورجال الفكر الليبرالى وادارة الاعلام و بداية عصر الامر بالمعروف والنهى عن المنكر

لا اعرف من مؤلف القصة ولهذا اعتذر له مقدما
----------------------------------------------
في زاوية قصية .. وبعيدا عن أعين الإعلام ... كان الجزار يحد سكينه ... منتظرا وصول أول خروف من الزريبة المجاورة للمسلخ في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش وتاكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الزريبة بضمان الخلود

دخل الجزار فجأة الى وسط الزريبة فأدركت الخرفان بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة .

وقع الاختيار على احد الخراف ..وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الزريبة .... ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين ..وقد شعر برهبة الحدث.. وجبن الموقف ..وهو يقاد الى الموت .... فنسي الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور ... وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة .... وكانت الوصية تقول :- حينما تقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويعرض حياتك وحياة افراد القطيع للخطر .

قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينطلي حتى على قطيع الخنازير ..فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر .. ... فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف ... فلا أعتقد انها ستضرني ... اما قولهم ان مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان ...فهذا من الغباء ...فماجاء بنا هذا الجزار الى هذه الزريبة الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الاخر ....فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر ....

انتفض ذلك الكبش انتفاظة الاسد الهصور ..وفاجأ الجزار ...واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره .

لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا ... فالزريبة مكتظة بالخراف ولاداعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب.... أمسك الجزار بخروف اخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة .... كان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبد اية مقاومة ..........الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة ... وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه ... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو يقول بسم الله والله أكبر نويت ان اذبحك على سنة الله ورسوله

خيم الصمت على الجميع ....وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الزريبة . ولكنهم سرعان ماعادوا الى اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفضون أي فكرة لمقاومة ذلك المصير بل قد يتعرض أي خروف يدعو الى مقاومة الجزار الى الموت نطحا قبل أن يقتل ذبحا.

وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحدا بعد الاخر ... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدهم لاتنسى بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع لا ثم لا للمقاومه

وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد .... اذا وجد خروفا هادئا مطيعا ...فانه يأخذ معه خروفا اخر . وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة ... حتى وصل به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسيرخلف هذا الخروف الى المسلخ.... وهو يقول : يالها من خراف مسالمة ... لم احترم خرافا من قبل قدر ما احترم هذه الخراف ... انها فعلا خراف تستحق الاحترام.

كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق .. أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ..وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم مايمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق .... فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ... ثم يقوم بسدحها وذبحها... والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار .. ولكن .. كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب لا تقاوم ....

في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح مابدأه ذلك اليوم ... كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت واخراج بقية القطيع معه كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره . لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا ... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب .

وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة .... لم يكد يصدق عينيه ... صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع .... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث...

وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع .. في انتظار قرارهم الاخير تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بانفسهم من سكين الجزار .... وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع ....

في صباح اليوم التالي ....جاء الجزار الى الزريبة ليكمل عمله .. فكانت المفاجأة مذهلة سياج الزريبة مكسور ...... ولكن القطيع موجود داخل الزريبة و لم يهرب منه أحد .......... ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفا ميتا ... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح .... نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث ........... صاح الجزار ... ياالله ... انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس .

نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف الارهابي الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر . كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف ... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء ايها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم ...

ايها الخراف الجميلة ...لدي خبر سعيد سيسركم جميعا .....وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير .... أنا وبداية من هذا الصباح ..... لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة .... كما كنت أفعل من قبل ... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم ..... كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ ...فاذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ . فليأت واحد بعد الاخر .... وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ ....

وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ...... لا للمقاومة ... وهذا ماجنته ايديكم ايها الخراف الغبية

------------------------------ ----------------
انتهت القصة الرمزية التى لا اعلم من كتبها ولاى مناسبة ؟؟

و اعرف اننى تطاولت على احد ما ومسست بعض الذوات والايجوهات و ساقابل بمزيد من عقوبات عدم النشر والتجاهل من مواقع قبطية عديدة اتخذت سياسة دستور الخرفان منهجا ونبراسا

ولكن اليس بالقصة ما يبعث على التفكير ولو قليلا ؟؟؟

اليس الامر يحتاج وقفة للقطيع مع رؤسائه ومدبريه داخل وخارج لتغيير دستور الخرفان البالى والذى يحتاج تحديث لان له اكثر من الف واربعمائة عام وتجاوزته المدنية بالقرن الحادى والعشرين ونحن بعصر العقول والتكنولوجيا والسياسات الفعالة و حقوق الانسان و التعاون العالمى ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصلنى سؤال
جاك عطالله ( 2011 / 12 / 12 - 02:33 )
معذرة بعد ارسالى المقال للسته الايميلات التى لدى لاصدقاء وصلنى سؤال اردت ان اشارك السادة قراء الحوار المتمدن المحترمين فيه ف
السؤال

متى سيحلف اعضاء مجلس الشعب المصرى الجديد يمين الولاء امام الملك عبد الله ملك السعودية ؟؟؟؟
من لديه الجواب الشافى المعافى يتفضل بوضعه لتعم الفائدة ويستريح صاحب السؤال


2 - هذه القصه تنطبق على المصريين كلهم
حكيم العارف ( 2011 / 12 / 12 - 02:38 )
فى الحقيقه ان هذه القصه تنطبق على المصريين كلهم وليس على الاقباط فقط ...


لان الجزار هنا واحد ولكن يوجد 500 جزار للاقباط ومعظمنا يملاء الدنيا صراخا ...

لا اعرف مدى استجابة التكنولوجيا والسياسات الفعالة و حقوق الانسان و التعاون العالمى ؟؟

لانه وحتى الان لم يقدم لنا (التعاون العالمى ) اى حكم ضد اى مجرم ذبح اى من القطيع سواء فى اسكندريه او فى المقطم !!

ممكن تقول لنا من خيالك .... اين هذا الذى سيقدم هؤلاء الجبناء للمحاكمات ...!!!


3 - الاستاذ جاك عطا اللة
محمد حسين يونس ( 2011 / 12 / 12 - 05:14 )
نعم سيدى يستحق ..تحياتي


4 - الخراف لن تظل هكذا
مجدي محروس عبدالله ( 2011 / 12 / 12 - 06:47 )
طول عمرها وعندما يأتي الجزار ليذبح المزيد والمزيد
وبسبب جشعه وغباءه ايضا سيكتشف الخراف ان الجزار
ليس في وسعه شيئا غير الذبح فهذا هو عمله
وساعتها سيلعنون من وضع دستورهم ويكتبون دستورهم الجديد
تحياتي لك ولقلمك الواعي
ملحوظة:ارسلت لك بريدا الكترونيا وكنت اتمنى التواصل معك به


5 - اساتذتى الكرام
جاك عطالله ( 2011 / 12 / 12 - 13:45 )

-شكرا اساتذتى الكرام على المرور والتعليق
----------------
الاستاذ حكيم العارف - الوضع ليس بذلك السوء و مشكلتنا فى تحكم الجزار فى الطبقة الفقيرة غير المتعلمة - هى تحتاج ان ننزل لها وننافسهم فى السيطرة عليها بلغة سهلة وهذا يحتاج اعلام حر
---------------
استاذنا محمد حسين يونس
لقد وقفنا فى 25 يناير لكنهم استكثروا علينا حتى الوقفة وسرقوها علنا وعلينا ان ندبر لوقفة اخرى ويؤسفنى ان اقول انها ستكون دموية وعنيفة بعدما ضاعت الوقفة السلمية تحت سكاكين الجزارين الذين استلذوا بطعم لحمنا ونحن احياء
-------------------
الاستاذ مجدى محروس
شكرا على التعليق - اولاد الحرام سرقوا الايميل وسرقوا الفيس بوك مرات ومرات فماذا افعل؟؟ الكتابة تهيج شياطينهم


6 - مشروع للذبح
عصام المالح ( 2011 / 12 / 13 - 13:25 )
انها قصة رائعة تجسد مأساتنا في هذه البقعة الجغرافية الملعونة بفكر الشياطين وطالما يوجد:-
صراع اسرئيلي - عربي: اذبحواالمسيحيين
صراع امريكي - عربي: اذبحواالمسيحيين
صراع سني - شيعي: اذبحواالمسيحيين
صراع كوردي - عربي: اذبحواالمسيحيين
صراع احزاب سياسية فيما بينها: اذبحواالمسيحيين
صراع من اجل العاهرات :اذبحواالمسيحيين
مع تحياتي

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال