الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتركوا الحكم للاخوان المسلمين

خليل خوري

2011 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عقب فوز مرشحي جماعة الاخوان المسلمين " حزب العدالة والتنمية " والسلفيين " حزب النور " ب 62% من اصوات الناخبين المصريين وبعد ان اكتشف فقهاؤهم ان فوزهم بمعظم مقاعد البرلمان مسالة محسومة منذ ان وضع الله عز وجل اللبنات الاولى لهذا الكون وعبر عن انحيازه للجماعات الاصولية في عدد من الايات الكريمة ، سارع منافسوهم من التيارات السياسة الاخرى كالقوميين والناصريين والاشتراكيين والشيوعيين والليبراليين الى عقد اجتماعات طارئة لتبادل عصف فكري حول الاسباب التي ساهمت في زيادة جاذبية برامج واطلالة المرشحين الاسلاميين امام ناخبيهم وجعلتهم يحصدون معظم الاصوات فيما لم يحصد مرشحو التيارات الاخرى الا نسبة بسيطة من الاصوات مع منح اصواتهم بتقتير شديد للاناث من المرشحين . ورغم كثافة العصف الفكري فقد توصل المجتمعون الى استنتاجات مفادها انهم كانوا سيحرزون نسبة اعلى من اصوات الناخبين لو جرت الانتخابات في اجواء من النزاهة والشفافية ولم تتخللها عمليات التزوير فيما اكد بعضهم قائلين : مش معقول يا جماعة شعبنا اللي ورا حضارة عمرها 7 الاف سنة يعطى اصواته لملتحين تنقصهم الخبرة السياسية ويتركز اهتمامهم على اطالة لحاهم وتكحيل عيونهم ودمغ جباههم بزبيبات الورع وحمل المسابح .
مثل هذه الاستنتاجات ولو صح انها تضيء جانبا من " اللعبة الديمقراطية " فقد دحضتها عملية اعادة فرز العديد من صناديق الاقتراع التي اعتقد بعض مرشحي التيارات غير الاسلامية انها قد تعرضت لعملية تزوير في الاصوات وحيث تبين ان معظم اوراق الاقتراع تحل اسماء المرشحين الملتحين . بدوري حتى لو كنت بعيدا عن مواقع صناديق الاقتراع بضعة الاف من الكيلومترات واتابع مجريات عملية الانتخابات عبر الفضائيات فقد تكهنت سلفا ان تتمخض غزوة الصناديق عن حصد الاسلاميينن معظم الاصوات رغم انني لم اشارك في أي ورشة عصف فكري تتناول غزوة الصناديق سواء في مصر او في المغرب او في تونس او في ليبيا وكان يكفيني ان اتوصل لمثل هذا الاستنتاج ان ادقق جيدا في طوابير الناخبين الواقفين امام مراكز الاقتراع وحيث لاحظت ان نسبة كبيرة من الناخبين الذكور قد ارخوا لعنان للحاهم ودمغوا جباههم بزبيبات الورع ومثلهم نسبة كبير ة من الناخبين الاناث قد تحجبن او تنقبن وارتدين جلابيب تضاهي في احتشامها وفي تحصين فروجهن التصاميم التي اوصي بها وظل يشدد عليها الشيخ يوسف القرضاوي درءا للفتنة النسائية وكسبا لمرضاة الله وتحقيقا لنقلة حضارية الى اخر المصفوفة التي يتحفنا بها الملتحون كلما حلت هزيمة او نكسة عسكرية بمصر . وهو مشهد لم اشهد مثيلا له حين كنت طالبا في احدى الجامعات المصرية وحيث كان متعذرا في الحقبة الناصرية على الملتحين تسويق افيون ايديولجيتهم على البسطاء حتى يتشكل منهم مجتمع طالباني متخلف كالذي نشهده حاليا في مصر وحتى يحجب افراد هذا المحتمع اصواتهم عن مرشحي التيارات العلمانية والتنويرية وكما حصل في المرحلىة الاولى في انتخابات البرلمان المصري. وما زادني يقينا ان سكان بيوت الصفيح والمقابر " القرافات " وغيرهم من مكونات البروليتاريا الرثة انهم سيدلون باصواتهم لصالح مرشحي حزب العدالة والتنمية وحزب النور ولن يصوتوا الا في حالات نادرة لمرشحي التيارات غير الملتحية ان هذه الشريحة من الناخبين لا تستدل على كفاءة ونزاهة المرشح وجراته وانحيازه لمصالحها الطبقية الا اذا طبع جبهته بزبيبة الورع ورفع علم خادم الحرمين الشريفين وابرز وثائق تثبت انه نفر الى بيت الله الحرام حاجا ومعتمرا فيةه عدة مرات كما تيقنت سلفا من فوز الاسلاميين عندما كشفت وسائل اعلام خليجية ان شيخ مشيخة قطر قد ضخ من خزائنه العامرة بالدولارات واليورو وغيرها من العملات الصعبة التي يحصدها من عوائد صادرات الغاز القطري مئة مليون دولار لدعم خزينة جماعة الاخوان المسلمين وبان جزءا كبير من عطايا طويل العمر يستخدمها الملتحون في شراء الاصوات واقامة مقرات حزبية لهم في المدن والارياف المصرية اضافة الى اقامة جمعيات خيرية لتقديم الخدمات للفقراء مثلما كشفت حملاتهم الانتخابية وخاصة في المناطق الفقيرة بان هؤلاء الفقراء لم يصوتوا لهم الا بعد ان غسل الاخوان ادمغتهم واقنعوهم بان الله ودائما عز وجل قد اصدر اوامر مشددة لحارس ابواب جنته رضوان بان يغلقها في وجه اي ناخب لا يدلى بصوته لصالح مرشحي الاخوان والسلفيين بل يدلي بها لصالح اعداء الله ورسله وانبيائه من مرشحي العلمانيين والاشتراكيين والناصريين ربما سيبدو هذا الكلام بنظر البعض ضربا من السخرية ولا هدف له سوى ا لقاء ظلال من الشك على البرامج الديمقراطية للاخوان ولهؤلاء اقول اذا كان المراقب العام السابق لاخوان مصر ومثله نائب مراقب الاخوان السوريين قد سخرا في وقت سابق من هويتهما الوطنية والقومية ولم يخجلا من انكار هويتهما امام ممثلي وسائل الاعلام العربية والدولية بالقول " طز في مصر وطز في سوريا واذا كان كبير اخونجية امارة غزة اسماعيل هنية قد صرح امام حشد من العلماء المسلمين ان العدو الرئيسي للامتين العربية والاسلامية يتمثل في الولايات المتحدة الاميركية والصهيونية والعلمانيين فلماذا لانصدق ان الاخوان قد وظفوا خطابهم الديني في حملتهم الانتخابية في مصر من اجل شيطنة التيارت السياسية المناهضه لهم ولتحذيرهم بان من يدلي بصوته لصالح مرشحي هذه التيارات سيحرم من نكاح الحور العين وسوف يكون مقره جهنم وبئس المصير.
ما هو اهم من انشغال رموز وقيادات التيارات الوطنية واليسارية من البحث والتنقيب عن ادلة تثبت ان العملية الانتخابية قد شابها الكثير من التزوير والبلطجة ثم الاتكاء على هذه الحجة لاثبات فشلهم في اجتذاب اصوات البسطاء والفقراء من الناخبين المصريين الاهم من كل ذلك ان يستخلصوا الدروس والعبر من التماسك التنظيمي والعقائدي لجماعة الاخوان المسلمين وبان يبادروا الى تشكيل جبهة وطنية تضم كافة الاطياف الوطنية والقومية واليسارية تكون مهمتها الاساسية تعبئة وحشد الجماهير المصرية من اجل اقامة دولة علمانية ديمقراطية ولافشال مشروع الجماعات الاصولية الاسلامية الهادف الى اقامة دولة دينية . وبان يكون البرلمان ووسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني والشارع هو ميدان الجبهة الوطنية وساحتها الاساسية من اجل افشال الحل الطالباني الاخواني ولعل الاهم من كل هذا هو عدم ا مشاركة اي من هذه التيارات في الحكومة التي سيشكلها الاخوان باكثرية اخوانية سلفية و اظنهم سيعرضون عليهم عددا محدود ا من حقائبها بغية تشكيل ديكور ديمقراطي لها اضافة الى تجيير اخطاء وفشل برامج حكومتهم للوزراء الذي يمثلون التيارات الاخرى . دعوهم يشكلون حكومة ملتحية فلا سبيل لكشف افلاسهم الفكري وانتهاء صلاحية الحل الاسلامي امام الناخبين المضللين بخطابهم الديني والمخدوعين بشعاراتهم الوهابية الا اذا قامت الحكومة الاخوانية السلفية بتطبيق برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على ارض الواقع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى
Thamer Alshammari ( 2011 / 12 / 13 - 05:04 )
متى يقتنع العلمانيون انهم غير مرغوب فيهم؟!!
الكل يعلم ان الشعب المصري لايثق بغير الاخوان
مهما كانت الظروف


2 - الصعود إلى الهاوية
أمجد المصرى ( 2011 / 12 / 13 - 21:52 )
ليس أمامنا سوى الاعتراف بشعبية الإسلام السياسى فى بلادنا وقدرته على الحشد الجماهيرى و الاستقطاب سواء للانتخابات أو لغيرها ، و ليس أمامنا إلا إتاحة الفرصة للفائز - بل إجباره - لمزاولة مهام الحكم و الإدارة حتى تثبت الرؤية و يتضح الأمر ، فإمــــا أن ينجحوا فتعم الفائدة ، و إما أن يفشلوا و تذهب ريحهم بلا رجعــــــة

اخر الافلام

.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضي المقدسة بالصلاة في المسجد




.. ساعة حوار | برنامج -مراجعات- يكشف شهادات من داخل جماعة الإخو


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضى المقدسة بالصلاة فى المسجد




.. 26-An-Nisa