الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلمسلمون وٱلعلمانيُون وجهان لعملة واحدة

سمير إبراهيم خليل حسن

2011 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتصدّر ٱلقول فى كتاب ٱللّه "ٱلقرءان" فىۤ أىِّ مسألة أكتب عنها. وهذا ما ينفر منه ٱلعلمانيّون وٱلمسلمون معا.
فيقول ٱلعلمانيُّون أنِّى أقحم ٱلدِّين فى كلِّ مسألة وهم لا يعلمون أنّ دليل ومفهوم كلمة "دين" هو ما يعرفون عنه من مفهوم "قانون" و"دستور" و"نظام".
ويقول ٱلإسلاميُّون أنِّى علمانىّ وعدوّ لشريعتهم ٱلتى لا تستند على مفهوم "شرع من ٱلدِّين" فى كتاب ٱللّه وتعاديه وتُعلى ممن وضعوها وتشركهم مع ٱللّه وكتابه. وهم كٱلعلمانيين لا يعلمون بدليل ومفهوم كلمة "دين".
وهذا يجعلنىۤ أقول أنّهما وجهان لجاهل فى ٱلدِّين واحد.

فى مقالى هذا سأكتفى بتعريف لأحد ٱلوجهين لهذا ٱلجاهل وهو "ٱلمسلمون". فٱلمسلم فى كتاب ٱللَّه "ٱلقرءان" لونان:
ٱلأوّل مسلم طوعًا وهو مَن شفع نفسه بأسمآء "ناظر" و"عليم" و"مؤمن". وبٱلشفع علم بمنهاج إيمان وخبر فيه وأقام ٱلأمن فيما خلف من ملك. وعدد هذا ٱلمسلم قليل فى كلِّ مجتمع وفى كلِّ وقت. ولهذا ٱلمسلم "أب" ينظر ويعلم ويرى ويحنف ولا يوثن على فهمٍ هَلَكَ ويسلم وجهه للذى فطر ٱلسَّمَـٰـوٰت وٱلأرض. ولأبيه "ملّة" ٱسم منهاج لمَن نظرُه لا يملّ ولا يكلّ ولا يتوقّف إلا بٱلموت. وليس لغير هذا ٱلأب من ٱلرَّسل وٱلأنبيآء ما له. وهو مَن ٱتخذه ٱللّه "خليلا" (ٱلخليل هو ٱلمثال ٱلتَّآمًّ) وجعله "إماما" للناس ليقتدوا به ويكون كلّ منهم "خليلا". وٱلخليل هو مَن رفع ٱلقواعد من أوّل بيت وضِعَ للناس فى وادٍ غير ذى زرع. وهو ٱلأمير لأوّل حكومة عارفين صالحين طيِّبين ولها ٱسم "أمّ ٱلقرى". وٱلخليل هو أوّل مَن كتب شرعا من ٱلدِّين (دستور فى لسان لغو اللغة العربية) فى صحفٍ وبما فيها عَبَدَ بما حكم وبمآ أمر ونسك.
ٱلثانى مسلم كَرهًا وله ٱسم "أعراب" لمَّا يدخل ٱلإيمان فى قلبه ويخاف ويجهل بسبيل ٱلخلافة فى ٱلملك وهو أشد كفرا ونفاقا. وعدده كثير فى كلِّ مجتمع وفى كلِّ وقت. ولهذا ٱلمسلم أسمآء مختلفة لجاهلين (مسلم ومسيحى ويهودى وعلمانى وملحد وغيرها من أسمآء لوثنيين يعادون ٱلنظر وٱلعلم). ولكلّ منهم ءابآء منافقون لا ينظرون ولا يعلمون بٱلحقِّ ولا بدينه ويوثنون على ما فهمه ءابآؤهم. وهؤلآء متطرفون وجاهلون وعمى عن طرفى ٱلجدلية فىۤ أنفسهم (خلق جعل) وفى كلِّ شىء (ذكر أنثى) وفى مجتمعات ٱلناس (مؤمن مسلم) وعمى عن سبيل نجل وادٍ وزرعه.
ولهذا ٱلمسلم سبيلان فى ٱلمجتمع:
ٱلسبيل ٱلأول أن يوالى ٱلمسلم ٱلأول ويعبده ولا يفسق ولا يشرك فيطعمه ويؤمنه من خوف.
ٱلثانى أن يطلب لنفسه ٱلولاية وهو جاهل بشرع من ٱلدِّين لسبيلها وجاهل بمنهاج ٱلإيمان وبسبيل ٱلزرع وحصد ٱلثمرات فيجوع ويخاف.
وٱلمسلمون كَرها بطوآئفهم وأحزابهم جميعهآ ألوان:
ٱلأولّ هم خليط من ٱلمسلم ٱلأول وٱلمسلم ٱلثانى وقد عمت قلوبهم عن جدليّة ٱلمجتمع "مسلم مؤمن" وعن ٱلصراط ٱلمستقيم بين طرفىّ ٱلجدلية بفعل تعبيدهم بشريعة ءابآء جاهلين بكلِّ جدليّة. وهم ٱليوم يقتحمون ساحات ٱلولاية بفعل ثورات فى بلادهم وقد غلب عليهم ٱلظنّ أنّ صندوق "ٱلديموقراطيّة" هو ٱلسبيل إلى ٱلطعام من جوع وٱلأمن من خوف.
ٱلثانى هم جميع ٱلمشركين من أحزاب "اليسار" إشتراكيُّون وشيوعيُّون. وهم ٱلناكبون عن ٱلصراط إلى طرف من طرفىّ جدليّة ٱلمجتمع وٱلمعادون لطرف ٱلجدلية ٱلأخر يطلبون نزع ٱلولاية منه وٱلاستيلآء على ملكه ليشتركوا فى سرقته وتدميره. وإن تولَّى هؤلآء يستبدُّون ويسيئون ويجوعون ويخافون وينخفضون فى ٱلأرض.
ٱلثالث هم جميع أحزاب ٱلقوم ولهم منهاج حميّة جاهليّة تدفع بهم إلى تباغضٍ مع فئات ٱلقوم ٱلأخرى فى بلادهم وينتهوۤا إلى تثريب ٱلعيش وتقسّم بلادهم ويجوعون ويخوفون.

ما حدث من ثورات وما تبعها من ٱنتخابات أظهر أنّ أحزاب ٱللون ٱلأوّل من ٱلمسلمين هو ٱلغالب فى تلك ٱلانتخابات. فهل ستهتدى حكومات هذه ٱلأحزاب إلى سبيل ٱلطعام من جوع وسبيل ٱلأمن من خوف بما يظنّون من شرع موروث عن ءابآئهم؟
لن تهتدى ولن يكون لها هداية بما ورثت ووثنت عليه.
ومَن يرىۤ أنّ "ٱلقرءان" كتاب ٱللَّه لا يتبع هذه ٱلشريعة ٱلموروثة بعد أن يعلم أنّها شريعة مَن يُشركون كتب ءابآئهم ٱلجاهلين (فقهآء ومشرّعين ومحدثين) مع كتاب ٱللّه. ويشركون ءابآئهم فى ٱلهداية وٱلموعظة وٱلشَّفع مع ٱللّه. فٱلذى يرىۤ أنّ "ٱلقرءان" هو كتاب ٱللّه يعلم أنّ ٱلدِّين (دستور فى لسان لغو اللغة العربية) عند ٱللّه "ٱلإسلَـٰـمـ" وله "أسلم مَن فى ٱلسَّمَـٰـوٰت وٱلأرض طوعا وكَرها" وهو مالك ٱلملك وهو ٱلمؤمن وكل شىء فى ملكه "مسلم" يسجد ويعبد إما "طوعا" وإما "كَرها".
وبما رأيت بٱلدَّرس فى كتاب ٱللّه "ٱلقرءان" أنصح جميع ٱلذين خلفوا بملك وغنى من ٱلذين ما زالوا يحملون ٱسم "ٱلمسلمين" ويظنون بشريعة موروثة عن ءابآء جاهلين أنّها شريعة "ٱللّه" أن يدرسوا فى كتاب ٱللّه ليعلموا لماذا ٱتخذ ٱللّه إبراهيم "خليلا" ولماذا جعله "إماما للناس". فإن علموا سيميّزون أنفسهم كطرف جدلىّ وسيشفع كلّ منهم نفسه بٱسم "ٱلمؤمن". وبعد أن يعلموا ويتميّزوا سيعملون على رفع ٱلقواعد من ٱلبيت وسيكتبون شرعا معروفا من ٱلدِّين فى صحف تقوم به فى ٱلبيت حكومة عارفين منهم صالحين طيِّبين على صراط مستقيم بين ٱلمؤمنين وٱلمسلمين فيرزقون من ثمرات ٱلطعام ٱلكثير ويؤمنون من خوف ويعلون فى ٱلأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل فى التعليم
Amir_Baky ( 2011 / 12 / 13 - 07:13 )
التعليم فاشل جدا و يفرز متعصبيين. ولكن التعصب بأسم الله يعطى شرعية للقتل و السرقة و الإنتحار تحتى مسمى جهاد و غنائم و عمليات إستشهادية. وهذا هو مكمن الخطورة أن تمارس جميع الكبائر بضمير مرتاح و بإعتقاد أن الله يبارك هذه التصرفات

اخر الافلام

.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا


.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال




.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن


.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال




.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل