الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام المرعبُ.. والدعوة للإصلاح السياسي والاجتماعي في كردستان!!

صباح كنجي

2011 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الإسلام المُرعبُ في كردستان، المندفع بجنون التحدي لمواجهة المجتمع والسلطات الحاكمة في الإقليم.. المفترض مواجهته في هذه الأزمة قد فتح الأبواب للحديث عن الإصلاح من جديد.. فهذه ليست المرة الأولى التي نسمعُ فيها نغمة الإصلاح..
في المفهوم السياسي.. يعكس الإصلاح تبايناً في الفهم والإدراك والمحتوى بين القوى الاجتماعية المتصارعة لذلك اكتسب مفهوم الإصلاح تبايناً في المحتوى والجوهر.. فالإسلاميون الذين يطالبون بالإصلاح الديني يجعلون منه وسيلة لمنع الناس من ممارسة حرياتهم ويطال مفهومهم للإصلاح حد التدخل في مأكل ومشرب وملبس الناس.. تكون نتيجته فرض الحجاب على المرأة المسلمة وغيرها ومنع الكحول والمشروبات الروحية وتمتد قائمة الممنوعات الإسلامية لعزل الذكور عن الإناث وفرض الدين على المجتمع وأسلمته..
هذا هو مفهومهم للإصلاح الديني.. وهذا هو مشروعهم في العمل السياسي وغايتهم القصوى لذلك.. لا تهمهم الخدمات والصحة والتعليم.. ويرفضون التطور.. فجوهر الإصلاح في المفهوم الإسلامي.. هو العودة للماضي وتقليد من كان يرتدي الجلباب القصير.. يحلق شاربيه.. ويُطلق اللحية كثة غير مهذبة ومن أجل هذا هم مستعدون لتدمير العالم.. كل العالم من أجل رفع راية الله وإسلامه الحنيف الناهي لهذه الحريات الشخصية كما يؤمنون...
وفي مفهوم السلطة.. السلطة التي يديرها الفاسدون ثمة ما هو مغلفٌ ببريق من الإدعاءات الكاذبة لمحاربة الفساد والمفسدين.. لا علاقة له بالأزمات الحادة ونقص وانعدام الخدمات، الناجمة من تطاولهم على المال العام، وتحولهم إلى لصوص يحيط بهم نفر من المنافقين والدجالين الذين يسبغون على أفعالهم وتصرفاتهم هالة تجعلُ من ممارساتهم السافلة انجازات تاريخية يحققها القائد والزعيم.. تدرج في خانة مكاسب الحزب المهيمن.. الذي يتحول إلى هيكل يدعمُ نهج الفساد والاستبداد.. يمارس القهر.. وينتج الخراب والمزيد من الظلم، في عملية تحول تدفع بالحاكمين إلى المزيد من الابتعاد عن الجمهور، الذي يكتوي من جراء الحرمان ونقص الخدمات.
جمهور يصرخُ قبل أن يثور لتدارك الموقف في الأزمة التي تستفحل يوماً بعد آخر.. مع كلام معسول من السلطة ومؤسساتها لا يتجاوز في مفهومه عن الإصلاح حدود الكلام والإعلام.. انه إصلاح على الورق.. إصلاح ديماغوجي كاذب.. آتٍ من مواقع فاسدة تتناقض مصالحها مع الإصلاح ومفهوم الطبقات الشعبية له.. هؤلاء المنادين بالتغيير والإصلاح الحقيقي.. ليست لديهم أوهاماً بل مطالباً تتطلب الإنجاز والتحقيق .. هو في الجوهر إصلاح بنيوي يطال المؤسسات.. كافة مؤسسات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية والقانونية..
تشمل فيما تشمل توفير الخدمات وحق المواطنة المتساوي في الحقوق والواجبات، وتوفير فرص العمل المتكافئة دون تمييز، وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وسوء استغلال السلطة من قبل الفرد/ المسئول/ العائلة/ العشيرة/ الحزب / البطانة.. بأي شكل من الأشكال.. كما يحدثُ الآن بعد أن تحول المقربون للسلطة وتوابعها من أبناء الحزب والعشيرة والعائلة إلى طبقة طفيلية تتحكم بالاقتصاد والمال والتجارة.. طبقة لا تراعي مصالح الجمهور العريض من الكادحين الذين يبحثون عن فرص العمل وحق التعبير فيصطدمون بمن يكتم أنفساهم ويجوعهم ويذلهم، والبعض من هؤلاء كان من بين من حرق ودمر قراهم وأشعل النيران فيها، أصبح في مرحلة الفساد السياسي جزء من مكونات الدولة ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية في الإقليم يشيعُ وجودهُ خيبة أمل وعدم ثقة بمن يتصدى للإصلاح من المسئولين..
الإصلاح المطلوب ليس كلاماً.. بل عملاً متواصلاً يتطلب الإخلاص والتفاني..
والإصلاح تغيير بنيوي يبدأ من القاعدة نحو القمة عبر سلسلة إجراءات اقتصادية واجتماعية تحقق الأفضل والأفضل في كل يوم دون توقف تنقل المجتمع خطوة .. خطوة للأمام..
والإصلاح.. الإصلاح.. الذي يتلهف إليه الكادحون من أبناء الطبقات الشعبية.. الإصلاح المتفق مع مجرى العصر وتطوراته العاصفة.. لا يحققه الفاسدون في هرم الدولة البيروقراطية والأحزاب المتكلسة وباقي المؤسسات البالية للعشيرة والقبيلة.. لأن جوهر الإصلاح يتناقض مع الفساد.. وفي المقدمة منه الفساد السياسي الذي يسعى لتقاسم السلطة من خلال اتفاقيات إستراتيجية بين طرفين حاكمين أنتجا في العقدين الماضين الحالة الراهنة التي أنجبت الرعب الإسلامي المتفشي في كردستان.. الذي قال عنه البعض من المسئولين أنهم تفاجئوا بقوته وتحديه .. تلك هي المصيبة الأكبر في هذا الزمن المكشوف..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ صباح
علي ناصر العراقي ( 2011 / 12 / 13 - 14:58 )
هل تعلم ان هؤلاء يشغلهم امران لا ثالث لهما.الاول كيف سيجني الاموال الطائلة وبسرعة ,وكيف ما اتفق .والثانية هي نزواتهم الجنسية ,والرعب الذي احدثوه نتيجة تسقيط الكثير من الفتيات المغفلات اللواتي وثقن بهم من خلال المدارس الدينية وهناك حوادث كثيرة بهذا الشأن ,لا يتحمل الكثير من فقهاء الاديان سماعها حدثت في مدننا الفقيرة .ان هؤلاء طامة كبرى وورم رهيب تفشى في الجسد العراقي ,يظللون الناس الفقراء بالدين وبركة رجال الدين الذين يسرقون شرف الكثير من البريئات المغفلات والقادم أعظم


2 - شكراً مع الرجاء ان تكتب ما عندك من معلومات
صباح كنجي ( 2011 / 12 / 13 - 19:44 )
شكراً عزيزي على مداخلتك أتمنى أتمنى أن تفيد القراء بما عند من معلومات حول هذه التجاوزات بحق المواطنين دون التطرق الى الأسماء مع مودتي
صباح كنجي

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني