الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة عارية

حسّان الجمالي

2011 / 12 / 13
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ما الذي دفع الفتاة الجميلة٬ ذات العشرين ربيعا٬ والتي تعيش ضمن أسرة ميسورة أرسلتها للدراسة في الجامعة الأمريكية٬ لتضمن لها مستقبلا مفروشا بالورود٬ أن تتحدى المجتمعات العربية وبخاصة المجتمع المصري وذلك بنشر صورها عارية تحت عنوان: مذكرات ثائرة- فن عاري ومرفقة بالنص التالي:

«حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينات وانظروا إلى أنفسكم في المرأة•
أحرقوا أجسادكم التي تحتقرونها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلى الأبد قبل أن توجهوا إليَّ إهاناتكم العنصرية أو تنكروا علي حريتي في التعبير»•

وهكذا أعطت عاليا للثورات العربية بعدا ومعنى لم يتجرأ حتى أكثر الليبراليين انفتاحا وجرأة على التقدم خطوة واحدة في اتجاهه•

وبدافع من قلق وجودي ومن القرف من مجتمع تفصل بين أقواله وأفعاله محيطات لا نهاية لها، مجتمع يخفي عوراته متخفيا وراء الدين والتقاليد والشرف لكي يحط من شأن المرأة ويكرس دونيتها ويعتبر جسدها عورة وفرجها٬ الذي خرج منه صغارنا وكبارنا وحتى رسلنا وأنبياؤنا٬ بؤرة للنفايات والقذارات•

لم تتحدَّ عاليا بجسدها العاري أعداء المرأة وحريتها٬ من الأصوليين والإسلاميين وحراس الفضيلة فحسب٬ ولكن بالدرجة الأولى أولئك الذين يريدون الحرية في السياسة ولا يريدونها في الدين ولا في الفكر ولا في العلاقات الجنسية (عادية كانت أم مثلية)•

لم يتجرأ أحد من «الديمقراطيين» أو «الليبراليين» أو «اليساريين» ولا حتى رابطة النساء المصريات على الدفاع عنها وعلى طرح قضية الحريات الفردية التي هي حجر الأساس في بناء الديمقراطية والتي تشمل بالضرورة الحرية الجنسية• حتى أنهم لم يحتجوا على مبادرة مجموعة من المحامين الغيورين على الفضيلة وتطبيق الشريعة لرفعهم شكوى قضائية ضدها وضد صديقها المدون كريم عامر لمخالفتهما للقوانين الشرعية• هؤلاء المحامون لا يكتفون بعدالة الله والثواب والعقاب في السماء بل نصَّبوا أنفسه كمحامين عمَّن هو غني عن العالمين•

ولكن عاليا أضافت تحديا جديدا وهو الانتقال للسكن مع صديقها٬ بعد تهديد عائلتها لها٬ دون موافقة المأذون!
ذلك أن القوانين الشرعية والفتاوى التي شرعت التسري بالجواري والعبيد وزواج المتعة وتسهيلات أخرى منحت للمؤمنين من الرجال٬ ما زالت ترفض وبشدة أن يعيش رجل وامرأة تحت سقفِ رابطة الحب!

لم تحتج عاليا لورقة توت ولم يعترِها أي شعور بالخجل من جسدها لأنها بريئة وصادقة مع نفسها ومع ضميرها٬ ولأنها لا تجد في جسدها أي شيء يمكن وصفه بأنه عورة٬ وتركت الباب مفتوحا للخاطئات ليخفينَ٬ جزئيا أو كليا٬ ما تيسر من أجسادهن•

شكرا عاليا لأنك بجسدك العاري عرَّيت مجتمع النفاق الذي لن يتحرر سياسيا إلا بنساء مثلك وبرجال مثل صديقك كريم•








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تضرب على هيك مقال
Hayan ( 2011 / 12 / 13 - 14:25 )
تضرب على هيك مقال .. بس الغلط على اللي بيقرأ لك


2 - شكرا
سعيد ناشيد ( 2011 / 12 / 13 - 16:51 )
وأيضا شكرا لك صديقي حسان لأنك عريت جبننا نحن الذين لم نجرؤ على الكتابة في الموضوع


3 - وجه المرأة مثل فرجها
حسّان الجمالي ( 2011 / 12 / 14 - 12:28 )

في إيلاف اليوم يقول رجل دين سلفي بأن وجه المرأة مثل فرجها•

تحدت عاليا أمثال هذا المعتوه وما أكثرهم وجميع الذين يستهدفون المرأة وحريتها ويعتبرون جسدها عورة وقيمتها في بكارتها في مجتمع ختان البنات• كما تحدت المنادين بالحرية السياسية فقط بينما يخافون من الحريات الفردية•
طرح عاليا لهذا الموضوع وبهذه الجرأة أصبح ملحا بعد انتصار الاسلاميين في انتخابات تونس والمغرب ومصر•

اخر الافلام

.. امرأة تتقدم للترشح على منصب رئيس الجمهورية في إيران


.. كلب هجــــ م علي طفــــ لة فأصبحت ملكة جمال




.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و


.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات شيرين الجردي