الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجديد الحضري لقلعة اربيل :دراسة إجتماعيّة-إقتصاديّة وعمرانيّة رسالة ماجستير في التخطيط الحضري والإقليمي جامعة بغداد- سنة 1984

عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

2011 / 12 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تشير كثير من الدراسات والبحوث إلى إن فكرة التجديد الحضري(Urban Renewal) ليست جديدة تماماً على الصعيد العالمي،هذا إذا ما أخذت بشكلها العام المنصب على الجانب العمراني بالدرجة الأولى.إلاّ إن هذه الفكرة تطورت كثيراً منذ نهاية القرن التاسع عشر نتيجة للإهتمام المتزايد للناس.والحكومات على حد سواء في كثير من دول العالم.حيث بدأت تدريجياً بالتحول اللإهتمام بالناس وطرق حياتهم الإجتماعيّة و الإقتصاديّة،بالاضافة للعمرانيّة،وإنتهت اليوم إلى أن تصبح معتمدة على برامج(Programs)تعتمد بدورها على خلق وإعادة خلق الحياة الحضريّة بكلّ أبعادها مع الاهتمام بالتراث وبكلّ ما يمثله من تواصل بين الماضي والحاضر.
برامج التجديد الحضري(Programs of Urban Renewal) هي:
1- الحفاظ (Conservation).
2- إعادة التأهيل(Rehabilitation).
3- إعادة التطوير(Redevelopment).
غير إن فكرة التجديد الحضري في الأقطار العربية وبضمنها العراق تعد حديثة العهد،ولا زالت تبحث عن صيغ للموازنة بين الحفاظ(Conservation) على تراث غني في مناطق عديدة مع تقديم ما تتطلبه الحياة المعاصرة من خدمات وتسهيلات(Facilities).وربما تمثل قلعة أربيل صورة مثاليّة لمثل هذا البحث عن مثل هذه الصيغة للموازنة بين الاثنين الأمر الذي حدا بالجهات المسؤولة غلى تكليف أكثر من جهة بتقديم دراسات حول التجديد الحضري للقلعة،وفي فترات متقاربة دون أن تقوم فعلاً بالتجديد هلى نطاق واسع،ومع أخذ الصعوبات الماليّة والفنية بنظر الإعتبار.
بيد أن تأجيل القيام بعمليّة التجديد الحضري للقلعة على نطاق واسع إنما يعود بالدرجة الأولى إلى عدم القناعة الكاملة بكلّ ما قدم من دراسات في الوقت الحاضر.وفي الوقت الذي لا ندعي فيه لأنفسنا القيام بدراسة أفضل من سابقاتها،إلاّ إننا نود أن نشير إننا حاولنا أن تكون أكثر شموليّة ومنهجيّة مع التأكيد إلى إن هذه الدراسة تبقى مجرد محاولة، خاضعة للنقاش والتطوير مستقبلاً.
هدف البحث:
إن المحافظة على المعالم القديمة ذات التراث الحضاري والمعماري يمثل أحد الأساليب التخطيطيّة الحديثة في موضوع التجديد الحضري.وتمثل قلعة أربيل في العراق تراثاً حضارياً ومعمارياً فريداً من نوعه،وعلى هذا الأساس تم إختيار القلعة كموضوع للدراسة،وحدد الهدف الرئيس للبحث،"تحديد سياسة تخطيطيّة ترمي إلى إحياء قلعة أربيل وتطويرها بشكل يوازن بين مستلزمات العصر الحديث وبين ضرورة الإبقاء على الطابع التاريخي العام لها".
فللوهلة الأولى تبدو القلعة ممثلة للخصائص الآتية:
- غنى التراث الحضاري والمعماري المتمثل في معظم الأبنيّة القائمة فيها.
- تهروء معظم الأبنيّة داخل القلعة.
- عدم توفر الخدمات العامة الضروريّة كالمباني التعليميّة و الترفيهيّة.
- إفتقارها إلى خدمات البنى التحتيّة الإجتماعيّة والفنيّة مثل نظام المجاري ونظام جمع النفايات.
وهكذا فإن البحث سيحاول الإجابة على مجموعة أسئلة مثل إلى أي مدى يمكن إعتبار منطقة الدراسة متهرئة؟ وإلى أي مدى تحتاج المنطقة إلى الخدمات الضروريّة التي تجعل من مسألة السكن فيها ممكنة ضمن معايير مقبولة على الأقل عراقياً؟ وكيف يمكن إقتراح مشروع للتجديد الحضري دون أن يكون ذلك على حساب التراث الحضاري والمعماري للقلعة؟.
وعلى هذا الأساس قسمت الدراسة إلى أربعة فصول رئيسية إعتمد كلّ منها على الآخر وعلى الوجه التالي:
الفصل الأول:
لقد تناول الفصل الأول، الاتجاهات و الأفكار النظرية و التطبيقيّة للتجديد الحضري، وأسبابه و مناهجه،مع دراسة أساليب الحفاظ علي الأبنيّة الأثريّة والتاريخيّة. كما تناول الفصل دراسة بعض النتائج المتوقعة للتجديد الحضري من النواحي الإجتماعيّة-الإقتصاديّة والعمرانيّة بوجه عام، وقد كان من الضروري أيضاً إستعراض بعض الممارسات في مجال التجديد الحضري عالمياً وعربياً،ومن ثم طرح بعض الممارسات في العراق قبل الإنتقال إلى إستعراض موجز للدراسات السابقة التي إستهدفت تقديم مقترحات لتجديد القلعة موضوع البحث.
الفصل الثاني:
مثّل هذا الفصل محاولة لإلقاء الضوء على التطور التاريخي، لمدينة أربيل وقلعتها، والعوامل التي أثرت في هذا التطور، كذلك الدور التاريخي للقلعة والمدينة و تأثير القلعة على المدينة عبر الفترات الزمنية المختلفة. وكان لا بد من دراسة تطور إستعمالات الأرض(Land uses ) ضمن حدود القلعة أولاً، وتوسع هذه الإستعمالات خارج حدود القلعة ثانياً. كما تمت محاولة دراسة إستعمالات الأرض الحالية في المدينة وتطورها بقدر تعلق الأمر بالتأثيرات المباشرة وغير المباشرة وغير المباشرة للقلعة على أشكال ومضامين هذه الإستعمالات.
الفصل الثالث:
ركز الفصل الثالث على تحليل الوضع الراهن لمنطقة الدراسة من النواحي الإجتماعيّة- الإقتصاديّة و العمرانيّة،وذلك عن طريق القيام بإجراء مسح ميداني شامل للقلعة وكل دورها وأبنيتها، وفي تقديرنا كانت هذه هي الوسيلة الأكثر جدوى في تقدير مدى تهروء القلعة و مدى النقص في الخدمات الأساسية الضروريّة للسكان. وقد إشتمل المسح على توزيع إستمارة استبيان على أرباب الأسر الرئيسة"المدروسة" التي تسكن أبان إعداد هذه الدراسة في دور القلعة.
اما الإستمارة ذاتها فقد تضمنت أسئلة تنصب على خمسة محاور هي :
أ-السكن.
ب-الأسرة الرئيسة.
ج-النشاطات الترفيهية.
د-الخدمات الفنيّة.
هـ-المشكلات الإجتماعيّة.
تمهيداً لتوظيف النتائج في رسم ما هو مطلوب لتجديد القلعة.

الفصل الرابع:
أما الفصل الرابع و الأخير فقد تضمن في البدء عرض بعض الأفكار الأوليّة لتجديد القلعة ومناقشة إمكانية الإستفادة منها،وصولاً إلى إستبعاد بعضها وإعتماد بعضها الآخر من خلال توضيح العوامل الأساسية المؤثرة في إختيار شكل و مضمون التجديد للقلعة، و التوصل بالتالي إلى البديل الأفضل للتجديد. وفي الجزء الأخير من الفصل تم عرض إستراتيجيّة التنفيذ، مع بعض المقترحات الأساسية لتنفيذ التجديد.
هذه نبذة مختصرة لما ورد في هذا البحث،وختاماً أستمد من المولى العظيم الإعانة والإيضاح، وأطلب منه التوفيق و الرضى ،ومنه نستمد العون.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وما موقف القاهرة ؟| المس


.. أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا




.. انتفاضة الطلبة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة تتمدد في أوروبا


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات




.. قطع الرباط الصليبي الأمامي وعلاجه | #برنامج_التشخيص