الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولنا كلمة ... ليس ردا على السيد الموسوي انما رفقا بوحدتنا الوطنية

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2011 / 12 / 13
القضية الكردية


كنت قد قررت عدم التعليق على الاحداث الاخيرة في بادينان كردستان ، ليست لانها لا تهمني بل لشدة تألمي منها ، لقد كانت بمثابة الفاجعة التي احلت ببادينان اولا وبكردستان ثانيا ، وربما اوحت الاحداث للبعض ان هناك في بادينان كردستان اناس اقل ما يقال عنهم انهم غير متحضرين ، وهو ما لا يتطابق مع الواقع .
انا لا اريد ان ارد على السيد حميد الموسوي وما اطلقه من اتهامات مبتذلة ومتعسفة ضد التيارات الاسلامية في كردستان ، وذلك في مقالته المنشورة بتاريخ اليوم 12-12 والتي جعل منها الاستاذ الكريم انور عبدالرحمن المقال الافتتاحي لموقع صوت العراق الرصين ، واترك المهمة للمعنيين ضمن هذه التيارات ، واود ان يعلم السيد الكاتب اني لا انتمي الى اي من هذه التيارات والاحزاب الاسلامية ، بل اعتبر محسوبا على حزب علماني مشارك في حكومة اقليم كردستان .
ان اقل ما يقال عن مقال الموسوي هو انه حاول صب الزيت على النار ، وانه وبحكم بعده عن كردستان العراق واقامته في السويد ليس له المام بالحالة السياسية في كردستان والخطوط العامة للتجربة الكردستانية في الادارة والحكم . وانه قد اخفق في مقاله باظهار مناصرته للتجربة التي عدّها ملكا لكل الشعب العراقي . كما انه لم يفرح لا قيادة ولا جماهير الحزبين الحاكمين .
ان الشعب الكردي يقدر عاليا كل جهد ومساندة من كل طرف وفرد ، وهو ممتن لتلك الاقلام الشريفة التي تدفع عنه الشر ، و سعيد بالجهود التي تشيد باحترام تجربته للحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان والتعددية البرلمانية ، وتساهم بذلك في اجراء الاصلاحات الضرورية في كردستان تحصينا لها من الانزلاقات والمسارات الخاطئة غير محسوبة العواقب . لكن الكرد ينأون بأنفسهم عن كتابات منحازة لا تخدم قضيته ، او لا يقصد بها مصلحته العليا .
ما يهمني القول هو ان كل القوى الكردستانية من الاحزاب الحاكمة واحزاب المعارضة قد ادانت الاحداث في زاخو ، احراق الاملاك الخاصة واحراق مقرات الاتحاد الاسلامي بنفس القدر . وشددت هذه الاحزاب ومعها منظمات المجتمع المدني ومجموعات المثقفين على وجوب احترام حقوق الطوائف الدينية وحقوق المواطنين جميعا واحترام مبادئ التعددية الحزبية وحق احزاب المعارضة في ممارسة العمل السياسي بكل حرية وبضمانات قانونية .
يهمني ان يدرك السيد الموسوي اننا هنا ، واعني المثقفون في كردستان ، لا ننظر الى الاحزاب الاسلامية كما ينظر هو اليها ، كما ان الحزبين الرئيسيين الحاكمين لا تبرمج لاستبعادها ، نحن نعتبرها جزءا وشريكا في العملية السياسية وجزءا من النسيج الاجتماعي الكردستاني ونتطلع الى مشاركتها الفعالة في الحكومة ، وهي تمارس دورها في برلمان الاقليم ، ونخالف الكاتب الموسوي في قوله ان احداث زاخو ربما استنساخ لما يجري في عدد من دول المنطقة ، ونريده ان يدرك ان احزابنا الاسلامية لا تدعو الى اسقاط السلطة ولا تنوي اخراج احد من مواطني الاقليم من وطنه ، ولا تبشر بقرب تطبيق الشريعة الاسلامية ، انما تدعو الى اصلاحات جذرية والى حكومة مقتدرة ومؤسسات مدنية والى سيادة القانون ، وهي امور لاتخالفها فيها الاحزاب الحاكمة ، عليه لم اكن اريد للكاتب الموسوي ان يكون ملكيا اكثر من الملك . كما اود ان يكون معلوما ان الازمة الحالية بين الاتحاد الاسلامي والحزب الديمقراطي الكردستاني هي سحابة صيف ، من مهمتنا وحرصا على وحدتنا الوطنية ازالة الاختلافات وليس التسبب في مزيد من الاحتقان ، وننتظر من اشقائنا المثقفين العرب العراقيين مساندتنا بهذا الاتجاه وليس عكس صورة مقلوبة عن الاوضاع في كردستان وكأنها تعيش حالة ( تورا بورا ) ، اذا كان بعض الكتاب العرب العراقيين يضنون انهم حريصون على التضامن مع شعب كردستان باظهار العداء الاجتماعي بين مكوناته او قواه السياسية فهم واهمون . اننا هنا حتى في الاحزاب الحاكمة لا نضع الاحزاب الاسلامية في خانة اعداء تجربتنا ولا نرى انها تعمل باجندات خارجية ولا نتهمها باستلام اجور مدفوعة مسبقا ، ولا نفرح حين تتهم من غيرنا بهذه التهم . وختاما اقول ان الاقليم مقبل على حركة اصلاحية حقيقية ، وهذه الحركة لا تتحقق الا بمشاركة الحزبين الحاكمين واحزاب المعارضة ومنها الاحزاب الاسلامية ، وعلى من يدعي الحرص على كردستان ان يحترم خياراتنا في التعددية الحزبية وان يدرك ان هذه التجربة هي نتاج نضال كل الشعب الكردي من غير اي استثناء ، وان كل القوى السياسية في كردستان تعمل لاغناء التجربة .
كما اشدّد على ان بادينان كردستان ستكون كما كانت حضنا دافئا لكل ابنائها ، كردا واشوريين وكلدان وارمن وعرب ، مسلمين ومسيحيين وازديين ، كما ستكون مسرحا مشاعا للقوى السياسية في صراعها الحضاري .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع