الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأخيرا يا مصر يا أم الدنيا سنجعلك أم التصحر والآخرة

ياسمين يحيى

2011 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد سماعي بخبر فوز الأخوان المسلمين في الأنتخابات في مصر ، أول شيء خطر في بالي هو أسمها الشهير ( أم الدنيا ) الذي يعني الجمال والحرية والشباب والبهجة ،  وكل ماتعنيه كلمة الدنيا من معاني جميلة في الحياة .
تخيلت وتسائلت بعد أن يحكم الأخوان مصر ، ماذا سيحصل بها ، وماذا سيكون حالها !
هل سيستمر الفن الجميل الذي لولا مصر ( أم الدنيا ) حاضرا ،  (وأم الآخرة ) مستقبلا ، الذي لولاها لما أستمتعنا به ولما عرفناه أصلا ، وهل ستستمر حرية الرأي والصحافة أم سيصبح الشعب كله على الفكر السلفي الأخواني وسيضطر الدكتور طارق حجي والدكتور سيد القمني وأمثالهم الى الهجرة وترك مصر للجهلة المشعوذين ، وهل سيسمح بحرية أرتداء الحجاب والنقاب أم ستصبح جميع النساء سواد في سواد ، وهل ستستمر المرأة في عملها أم ستقر في بيتها ولا تتبرج تبرج الجاهلية ، وهل سيكتفي معظم الرجال بزوجة واحدة كحالهم اليوم أم ستزداد رغباتهم الجنسية بفضل حكم الأخوان ويعددوا مثنى وثلاث ورباع ، وهل ستستمر جمعيات حقوق المرأة والأنسان أم ستلغى وتتحول الى جمعيات لجمع الزكاة أجباريا من الناس لتمويل الأرهاب ،  وهل ستبقى المرأة المصرية تقود سيارتها كعادتها منذ عشرات العقود أم ستصدر فتوى بتحريم قيادة السيارة للمرأة المصرية لأنها تفقد العذرية وتفسد المجتمع ولذا يجب عليها الأقتداء بأختها السلفية السعودية بعدم القيادة والحفاظ على الشرف ،
وهل ستستمر النساء اللواتي أعطن أصواتهن للأخوان بالأنتخاب مره أخرى بعد حكم من أنتخبوهم  أم سيكون أنتخابهن هذا هو آخر أنتخاب في حياتهن  ، وهل سيتمشى الخطيبين أو العاشقين المصريين على نهر النيل كما نراهم في الأفلام أم ستوقفهم الهيئة وتحقق معهم وتعاقبهم على هذا الفعل الفاحش ، وهل ستستمر المعاهد الفنية والموسيقية أم ستتحول الى دور لتحفيظ القرآن ، وهل ستستمر النوادي والمقاهي والمسارح ودور السينما والمعارض والأماكن الترفيهية والتثقيفية أم ستنهار تدريجيا ، وهل سيبقى المرأة والرجل أخوة وزملاء في العمل والجامعة أم ستقسم البلد الى قسمين قسم نسائي محظور  وقسم رجالي وسيتحول الرجل الى ذئب وتتحول المرأة الى نعجة محط أفتراس ذالك الذئب في أي لحظة أختلاط عابر أو غيره ،  وهل سيستمر السواح بالقدوم الى مصر للسياحة وزيارة الأهرام والآثار الفرعونية أم ستحرم السياحة وتهدم الأهرامات وجميع آثار  الفراعنة سكان مصر الأصليين وتوضع مكانها مكاتب لتزويج الرجال مسيار ومسفار ، وهل ستستمر الناس في الذهاب الى الأسكندرية لقضاء شهر الصيف على شواطئ بحرها  أم سيتحول أتجاهها الى مكة والمدينة لأداء العمرة وزيارة قبر النبي ، وهل ، وهل ، وهل ،!!!
اسئلة كثيرة من الآف الأسئلة التي روادتني عن مستقبل مصر أم الدنيا اذا أصبحت في قبضة هولاء الوحوش السلفيين الصحراويين الفكر والعقل والقلب ، هل ياترى ستصبح مصر أم الآخرة بعد ما كانت أم الدنيا ! هذا هو الشيء الأكيد والمتوقع مئة في المئة اذا حكموا أصحاب ثقافة الموت وعذاب القبر والحياة الآخرة .

رغم عدم قبولي للتصرف الأحتجاجي والأعتراضي الذي قامت به الفتاة المصرية علياء المهدي للتصدي للفكر السلفي القمعي الا أنني لا أجد أقوى من هكذا صرخة تصم أذانهم وتتساوى مع حجم القمع والتشدد والتزمت والأنحراف الخلقي والأنساني الذي يحملونه في رأووسهم ويريدون تنفيذه على أرض الواقع ، فألف تحية لكل من صرخ في وجه وأذن هذه العصابة السلفية الهمجية التي تريد قتل الحياة في مصر وبدونتها وتصحرها وألغاء كل تاريخها الجميل ، وأرجاعها مئات السنين الى الوراء .

وأخيرا أود أن أقول لكل امرأة مصرية أنتخبت الأخوان ، أقول لها : لو حكموا الأخوان فأنت أول الخاسرين والنادمين وستثبت لك الأيام .

وأقول للأقباط المصريين الذين قال عنهم أحد الأخوان المسلمين أن حكم الأخوان سيمنحهم حقوق أفضل من الحكم العلماني  ، أقول لهم : أن أول حق سيمنحوه لكم هو أنكم ستدفعون الجزية عن يد وأنتم صاغرون .
( عفوا حاشاكم من هذه الكلمة ) ولكن هذا ماسيمنحوه أياكم .

وهكذا ستتحول أم الدنيا الى أم الآخرة على يد هولاء الهمج البدائيين اللاحضاريين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ديانة احمد علمانية متطرفة
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 13 - 19:28 )
شكرا ياسمين ومقالك افضل وأجمل وارقى من مقالة للمدعوة المتطرفة العلمانية
ديانا أحمد التي أعتبرها وجهٌ آخر للتطرف الديني
فهي تلعن بهذرها المنشور اليوم الخليجيين وتسمّي الكويت بالعفنة
بذاءات لايمكن تصدر من إنسان جاهل فضلا عمّن يدّعي العلمانية
والثقافة.الخليجيون لديها ظلاميون قبليون متخلفون -معفنين-واما هي الإنسانة السوية لأنها مصرية فقط!
ومن جهلها وحمقها تقول ان الفكر الإخواني صدرته السعودية ولأنها جاهله لا تعلم ان
.السعودية والأنظمة الخليجية تخش الإخوان المسلمين وتحاربهم
عوضاً من معالجة مشكلتهاالنفسية ومشكلة مجتمعها تهرب الى ما يزيد مشكلتها سوءً واني لأشفق عليها وأتمنى لها التافي والشفاء من مرض الحقد على الخليجيين والسلفيين المصريين اخوانها في الوطن والاخوان وغيرهم


2 - هذه هي الديمقراطية
نابيل محمد علي ( 2011 / 12 / 13 - 22:07 )
تحية للكاتبة ياسمين
ان الديمقراطية و كما تعارف عليها العالم الحر و قبلت بها كل الفعاليات و الثورات في العالم العربي هي التي افرزت هذه النخب التي ستحكم مستقبلا.ورغم انه من الممكن جدا ان اكون او تكوني رافضة لحكم هؤلاء الا أنه يجب علي و عليك و على الجميع احترام ارادة الشعب الذي اختارهم و مراقبتهم و متابعتهم حتى لا يلتفوا عن الديمقراطية بمعناها الكوني.
الكاتبة المحترمة اعلمي ان الانسان الذي يحمل بداخله بعض افكار اليسار لا يسعه الا رفض من يصفهم بالظلاميين. وفي اعتقادي هذا هو الخطأ بعينيه ان ترفض الاخر فقط لانه الاخر.
وللاشارة فالشوارع العربية عموما مع بعض الاختلاف لا تقبل بمن يفرض عليه نمط معين للحياة باسم الدين و اغلب الشعوب تكرر الدين لله و الوطن للجميع و ما اسفرت عنه الانتخابات ناتج عن مصداقية المرشحين باسم تلك الاحزاب-لعدم سوابقهم في الفساد لانهم لم يحكموا من قبل- و مقاطعة الناخبين المحتملين للاحزاب الاخرى-ظنا منهم بأن الانتخابات محتومة لصالح الاسلاميين-


3 - فى الرجلين
هانى شاكر ( 2011 / 12 / 13 - 22:40 )

فى الرجلين

الأصوات تتعالى لتمهد لعملية متعددة الأطوار - او الخطوات - لتفريغ مصر من الأقباط :

1 - إعادة تعريف من هو المصرى الأصيل و من هو الدخيل أو الغريب .. تخاريف الأخوان و السلفيين تصف الأقباط بأنهم دخلاء و ليسوا مصريين

2 - اقتراح طبقتين من المواطنة ... مواطن اصلى مسلم يحمل الجنسية المصرية ... و مواطن درجة ثالثة .. قبطى معه بطاقة ال - بدون - كما فى الكويت

3 - تاصيل فكرة الحرق و القتل و السلب للمتلكات و الأناث ... أولاً على استحياء - كما صرح قطب سلفي : أن مع و ضد .. ثم ثانياً بالتشريع كما حدث فى الماضى القريب مع اليهود 1954 ثم اليونانيين 1956 ... تخرج بهدومك فقط

4 - تقليص التعداد ب 10 مليون و نهب كمية من الثروة يعطى الحكام الجدد فسحة من الوقت لأخفاء الكوارث الأقتصاديه و غيرها .. ويعطيهم بعض المصداقية فى اعين المتشددين الدينيين الحالمين بدولة الخلافة النقيه

5 - التوقيت مثالى بشواهد التقرب العلنى بين الدينيين و امريكا . زيارة السيناتور كارى مثالاً

6 - خبرة التفريغ الناجحة مع اليهود و اليونانيين ... بعد اقامتهم و توطنهم فى مصر لأ لاف السنين


4 - لاتخافى على مصر
هشام حتاته ( 2011 / 12 / 13 - 22:44 )
اشكر لك ياسيدتى انزعاجك وخوفك على مستقبل مصر بعد فوز الاخوان والسلفيين فى الجولة الاولى من الانتخابات المصرية واعتقد ان النتيجة لن تتغير فى المرحلتين الاخيرتين ، فهذا الفوز هو ترجمة للغزو الوهابى للعقل المصرى اولا ولفشل الحكومات المصرية والعربية عموما فى تقديم اى حلول لمشاكل شعوبهم مما ساعد على انتشار هذا التيار .
مصر لن تعود الى الوراء والثورات العربية ستشمل كل المنطقة رغم انف مشايخ وامراء وملوك النفط ولكنها لاشك ستتعثر عدد من السنين حتى يتأكد المخدوعين ان الاسلام ( او الاديان عموما ) لم تساعد يوما فى تقدم الامم .
القاطرة تحركت ، ستتعثر اكيد بفضل تراكمات الماضى ، ولكنها فى النهاية ستواصل رحلتها الى الديمقراطية .
اشكر لك اهتمامك وخوفك على مصر .. مع خالص تحياتى .


5 - صديقي بندر
جورج كارلن ( 2011 / 12 / 14 - 01:14 )
لفت نظري تعليقك عن ديانا احمد . أنا لا أعرفها ولم أقرأ لها , ولكن ما علاقة حقدها على الخليجيين بالتطرف؟؟؟ وكيف عرفت أنها جاهلة وأنها تحتاج إلى علاج نفسي؟؟؟ يعني ما شالله حولك من مجرد قراءة مقال تستطيع أن تعرف كل شاردة وواردة عن الكاتب او الكاتبة. صديقي العزيز انا كمان بكره الخليج وبكره كل شي عربي كمان , لا بل أشعر بالعار لمجرد انتمائي لهكذا أمة . هذا رأيي الشخصي وتقييمي لمجتمع ولا يعني أن لدي مشاكل نفسية . كل شخص لديه مشاكل نفسية وانا أولهم ولكن ما علاقة حب وعدم حب مجتمع معين بالأمراض النفسية؟؟ وما هو أيضا الفرق بين الإخوان المسلمين والسلفيين والأشعرية والشيعة أيضا؟؟؟ كلهم يحتوون على الخرافة والتعصب ويعتقدون انهم الصح والباقي الى النار. تحية للإخت الكاتبة واشاركك نفس الشعور حول ما سوف يحدث في مصر وليبيا وتونس ومستقبلا سوريا


6 - مصر لن تموت
Amir_Baky ( 2011 / 12 / 14 - 07:06 )
نعم حصد الإسلاميون الإنتخابات بسبب فقر الشعب و كفره بالكلام الذى لا يشبع فكان إختيار الإسلاميين كحل أخير ولكن نفس هذا الشعب سيلفظ الإسلاميين لو إكتشف إنهم مخادعين ولا يملكون حل إقتصادى لمشاكله. فالثورة على العسكر نجحت نسبيا و الثورة القادمة على تجار الدين الكذابيين. فلن ينخدع العقل المصرى مرة أخرى حتى لو تم إستخدام الدين كمخدر. فحتى الجهلة و الأميين يبحثون عن مصالحهم وعن من يوفر لهم لقمة العيش. والإسلاميين لا هدف لهم سوى تدمير إقتصاد مصر فتارة السياحة حرام و البنوك ربوية و البورصة قمار. فكل تصريحاتهم ستهرب رؤوس الأموال و الإستثمار من البلد و سيزداد الجوع و الفقر على يديهم و سينقلب الشعب عليهم


7 - جورج كارلن
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 14 - 11:11 )
ارجو ان تراجع مقالات المتطرفة الإرهابية التي تنادي من منبر علماني ان يحمل العلمانيين سلاحهم ليقتلوا الملتحين وتكون لهم ميليشيات كالإسلاميين فهذه المتطرفة عار على العلمانيين..لم أقرأ لها مقال بل مقالات ويبدو انكَ تدافع عنها دون قراءة حرف واحد من هذرها.اليس هذا غريباً؟ أما كراهيّتك وكراهيتها للخليجيين والعرب فهذا شأن بكم لا دخل لي به لكن لا تتكلمون عن المسلمين وكراهية لغير المسلمين وانتم تحملون ذات الصفات كراهيتكم للمختلف عنكم .تقييمك للمجتمع والعرب لا يختلف عن تقييم المسلم الصالح لغير المسلم ودينه والمجتمعات غير الإسلامية..لكن طالما عبّرت تلك المتطرفة الإرهابية عن كراهيتها بموقع علماني تمدّني فهذا يدل على مشكلة كبيرة في نفسيّتها تنادي بشيءوتنقضه من جهه .اذ انهاتدعو للسلام وبنفس الوقت تدعو للقتل وتدعو للكراهية والعنصرية القومية وتفضيل عرق على آخر ...الخ تستعمل اسم العلمانية وهي ابعد ماتكون عنها.اني لأخجل من إنتمائي للعلمانية وهذا المتطرفة الإرهابية بيننا في موقع تمدّني علماني


8 - الإرهابيون يتهمون الأحرار بالإرهاب
سامي المصري ( 2011 / 12 / 14 - 18:41 )
الإرهابيون يتهمون الأحرار بالإرهاب حتى ينفوا عن أنفسهم الجريمة التي تغطيهم بالعار. الكاتبة الحرة العظيمة تصرخ لتنبه المصريين مما هم مقبلون عليه من معاناة استعمار مجرم، اجتازته السعودية وإيران من قبلهم؛ تحت قوى الإرهاب المُغلَّف بنقاب الدين المتعفن. اختيارنا الوحيد كمصريين هو الاستمرار في الجهاد حتى الموت ضد الثالوث المعادي لمصر وحريتها، وهم المجلس العسكري السفاح، والإسلاميون الوهابيين، والاستعمار الأمريكي الصهيوني. إلا إذا كنا يأسنا وقررنا إننا نستغنى عن مصر وعن شرفنا ونعيش تحت الشريعة الإسلامية نأكل العيش بالجبن... وأولادنا يعيشون في أقصى درجات المذلة والهوان... ولا يمكن إلا أن يتركوا مبادئهم وأخلاقهم وتحضرهم... خيارنا الوحيد أن كنا نحترم إنسانياتنا وحريتنا هو استمرار الصراع حتى الموت ... الاختيار الآخر هو أيضا الموت لنا ولمستقبلنا وأولادنا لكن تحت الذل والعار والخزي ... ليس كثيرا لو مات مليون شهيد للخلاص من هذا العار؛
مع تحيتي وكل تقديري للكاتبة العظيمة؛