الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث حدث !

أمجد الرفاعي

2004 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أحد أصدقائي يقطن في مبنى مكون من ستة طوابق،وكل طابق يحتوي على أربع شقق سكنية،ويقع هذا المبنى في أحد أحياء العاصمة السورية (دمشق).
حكى لي صديقي عما عاناه،وأفراد أسرته ،من مشاكل مع جيرانه فقال:
"منذ أن قطنت هذا المنزل قبل عام واحد،بدأت ألاحظ بأن الجيران يتجنبون الحديث معي،وأكثرهم لايرد السلام حين أبادرهم به.كما لاحظت في أعينهم نوعا من الكره المكبوت الذي لم أستطع له تفسيرا.
قلت في نفسي:لعل الأمر مرده إلى أنني مازلت غريباً بالنسبة لهم،والمرء ميال بطبعه في بلادنا هذه الأيام للحرص ،والحذر من الغرباء..حاولت أن أبدد لهم هذا الوهم بأن بدأت بالتودد إليهم ومحاولة تجاذب أطراف الحديث معهم،ومداعبة أطفالهم حين أصادفهم ،لكن النتيجة كانت...(عبس وتولى)!.
وبدأ الأمر يتعقد حين عاد أحد أولادي الصغار إلى المنزل ذات مساء وهو يبكي..قال بأن الأولاد يرفضون الحديث أو اللعب معه!.
وتصاعدت الأمور أكثر وأكثر،حين أخذ الجوار يعمدون لمضايقتنا بأساليب صبيانية، أقلها تعمدهم إلقاء القمامة على باحة منزلنا(يقع المنزل في الطابق الأرضي).وحين نبهتهم لذلك،شعرت بميل واضح لافتعال العراك.
احترت والله ماذا أفعل معهم؟ولم هذا العداء المستحكم تجاهي،وهم حتى لم يحاولوا أن يعرفوا خيري من شري؟
ومما زاد الطين بلّة،أنه في أحد الأيام زارني جار لي ممن يقطنون في نفس المبنى،فاستبشرت خيراً وقلت لنفسي:لعلها بداية صفحة جديدة من حسن الجوار.لكن تفاؤلي سرعان ماانطفأ.حين صعقت بعرضه أن يشتري منزلي الذي لم يكن قد مضى على سكني فيه سوى بضعة أشهر!!.
قلت له بجفاء:منزلي ليس للبيع.
قال:ستبيع..عاجلاً أم آجلاً ستبيع.كانت نبرة التهديد واضحة جدأً .
ثم انصرف وعلى وجهه ابتسامة هازئة!.

وجاءت لحظة (الكشف العظيم)،حين بادرني وفد من(وجهاء)المبنى بالزيارة.
وبعد البسملة والحوقلة والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه،
وبدون أي تردد ،وبكل حسم وضعوا أمامي خيارين لاثالث لهما:
إما أن تتحجب زوجتي أسوة ببقية نساء المبنى،وأن أبادر بالصلاة معهم يوم الجمعة على الأقل في أحد مساجد الحي(وماأكثرها)،وأن أكف عن شرب الخمر لأن رائحتها تصل إلى بيوتهم.
أو أن نغادر الحي بأكمله!!!!!!.
هكذا إذاً!.
كان هذا أكثر مما تحتمله مرارتي.
صرخت فيهم بكل ماأوتيت من قوة:والله ،وبكسر الهاء!،لو تجرأ أحد منكم وتدخل في خصوصياتي،أوتعرض لي ثانية،لأفعلن كذا وكذا بأمه!..ثم هددتهم بصديقي المسؤول الفلاني،وقريب زوجتي المسؤول العلاّني..!.
فخرجوا لايلوون على شيء،ونظرات الحقد والكره والغدر تملأ وجوههم.
وبعد ذلك كفوا عن مضايقتنا.لكن قرارهم بمقاطعتنا كان شاملاً.رغم أنه في أحد المرات، حين صادَفت زوجتي جارة من الجارات المنقبات الفاضلات على مدخل المبنى،بادرتها الجارة بفحيح كفحيح الأفعى قائلة:
سيأتي زمن،وسنعلقك ....من رمش عينيك!!".

انتهى كلام الصديق...وإلى أن يأتي زمن التعليق من الرموش والخصى،تصبحون على خير!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في