الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفاتنا الحُسنى وغير الحُسنى

فرح نادر

2011 / 12 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نحن البشر، نوعين، بعضنا يتمتع بصفات حسنى، والبعض الآخر تطغى عليه صفات غير حسنى، والفرق شاسع بين الاثنين، فإن توفّرت الصفات الحسنى في جميع البشر، ستختفي الحروب والصراعات الناتجة عن التعصّب، وكل ما ليس في صالح الحياة، وإن توفّرت بنا الصفات الحسنى فقط، فتخيّلوا كيف ستصبح الحياة جميلة ومتناغمة.

ما هي صفاتنا الحسنى؟

الرحمة: قلوبنا رحيمة، لا تتحمّل رؤية من يتعذّب، إن كان المعذّب حيوانًا، طفلاً، إنسانًا بالغًا، أو حتى حشرة، أو نبات لم يرتوِ، فإننا لا نتأخرّ في تقديم المساعدة أو تخفيف ألم من يحتاج للرحمة في تلك اللحظة.

الغفران: إن قلوبنا رحيمة، نغفر لمن أخطأ في حقنا ونتنازل عن بعض حقوقنا من أجل السلام والمحبة التي تربطنا كبشر، لا نقوى الجفاء والبُعد، فالعفو عند المقدرة، وفي غالب الأحيان، نبادر بالصلح، لكي لا نترك أثرً سيئًا في نفوس الآخرين.

الحلم: نعم، الحلم سيّد الأخلاق، إننا نتمتّع بهذه الصفة، ورغم صعوبتها إلا أنها ليست مستحيلة، إننا نتمالك أعصابنا من الانفلات ونحتفظ برباطة جأشنا في أشد المواقف صعوبةً، لا نفعل ذلك عجزًا ولا كتمًا لمشاعرنا، بل لأننا لا نحمل مشاعر سلبية لمن يُخطئ بحقنا، فبالحلم، تسمو أخلاقنا وتعاملنا مع الآخرين.

الحكمة: الحكمة لا علاقة لها بالعمر، فهناك من هو حكيم حتى في بداية حياته، وهناك من يفتقر للحكمة وهو في نهاية العقد الثامن من عمره، فمن الحكمة التروّي والتأنّي وعدم إصدار الأحكام ضد الآخرين، والحكمة لا تقتصر على ذلك، فهي تظهر في نواحٍ كثيرة تدل على رجاحة عقلنا، والمواقف التي نمر بها، هي التي تثبت حكمتنا من عدمها.

الكرم: يظهر كرمنا في جوانب كثيرة، فهذه الصفة المحبّبة لا تقتصر على الكرم المادي فقط، بل كرم مشاعرنا، على أن تكون في الاتجاه الصحيح، ولا نبخل على من يطلب أمرًا منا، وذلك الأمر متوفّر منه الكثير لدينا، فلن نتردّد بمشاركته ولو بقليل مما لدينا.

الصبر: في كثير من المواقف نحتاج للصبر، فمن لم يعتد على الصبر في المواقف الصعبة، فإنه من السهولة خسران ما كان يمتلكه في ثوانٍ بسبب فقدانه للصبر، فالصبور لا يغضبه ازدحام الطرقات ولا انتظار الطوابير الطويلة، ولا حرمانه من تلبية حاجة غرائزه اللحوحة، البعض يعتبر الصبر صفة المساكين والفقراء ومن لا حول لهم ولا قوة، بينما الصبر مرتبط بالحكمة برباط قوي.

الحق والعدل: إنه صاحب حق، ويعرف الفرق بين الظالم وصاحب الحق، وإن توفّرت له الفرص، لن يتردّد في قول الحق وإن كان جارحًا، كونه ينظر للأمور بموضوعية، عادلاً في أحكامه، فلا يُخفى عنه ما يبطن الآخرون، رغم تجنّبه إشعارهم بذلك.

النفع: يسعى لمنفعة الآخرين بما لديه، أثناء عمله وحتى في أوقات فراغه، دون أن يُشعر الآخرين بما يقدّمه لهم، ولا يتأخّر في تأدية ما يُطلب منه، مستجيبًا لكل من يلجأ إليه.

فالصفات الحُسنى كثيرة، لا مجال لحصرها، ونكتفي بالصفات التي ذُكرت، لنأتي الآن لبعض الصفات غير المرغوبة، وهي سلبية ومرفوضة من قِبل الجميع، لنذكر بعضها:

التكبّر والتعالي: من أكثر الصفات المنفرة، التي يلجأ إليها الشخص السلبي، بهدف تصغير من حوله، لاعتبار نفسه أعلى مكانة واستحقاقًا للاهتمام، دون أن يبدي أي اهتمام بمشاعر الآخرين.

الهيمنة: من صفاته التسلّط والإكراه، سواء بقناعة أم إجبار، لا يهمه سوى تنفيذ ما أمر به، صفة لا تليق بعصرنا وبعيدة كل البعد عن الديمقراطية والسماحة والشفافية، وهناك غاية من وراء الهيمنة، لكسر أنوف المستضعفين ليكونوا خامة جيدة لإتباع التعليمات والأوامر دون حوار ونقاش أو جدال، لسيادة نوع واحد من التفكير، ليتحقق الهدف المرجو.

الضرر: وهذه الصفة أشد فتكًا من أية صفة أخرى، وكيف لعقل هذا الشخص إلحاق الضرر بالآخرين؟ حتى وإن أخطئوا في حقه، فلا يحق له ضررهم، فليكتفي بمنع الضرر إن لم يكن نافعًا.

الإذلال والإهانة: عندما يفشل المرء من التواصل وإقامة علاقة سويّة تسودها المحبة مع الآخرين، تجده لمجرّد أي خلاف أو عدم استجابة لطلبه، يلجأ لإذلالهم إن كان صاحب نفوذ، أو إهانتهم بوصفهم صفات غير لائقة، لعجزه عن حفظ احترامه لنفسه ومن ثم احترام المختلفين معه له.

الانتقام: إنه لا يكتفي بالإذلال والإهانة، بل ينتهز الفرص للانتقام ممن يعتبرهم أعدائه، فيهدم ويدمّر كل ما يقف في طريقه للانتقام، ولا يهدأ وينتشي إلا بعد أخذ حقه وهو ليس صاحب حق، بل ظالم ومستبد.

الإماتة والقتل: إن اشتد به الغضب، فإنه لن يتوانى في إماتة وإراقة دماء الأبرياء، من أجل اختلافه مع عدد من المختلفين معه، لعدم تنفيذ أوامره، فالإبادة والفناء والحرق من شيم ملوك العصر القديم، لمَ لا ومصير الأمم بيده؟

بعد سرد الصفات الحسنى وغير الحسنى في البشر، هل يُعقل أن تجتمع كل الصفات التي ذُكرت من إيجابية وسلبية بشخص واحد؟ هل هناك مصداقية في شخصيّته أو يؤتمن له؟ هل هو محل ثقة أو يستحق الوثوق به؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اكثر من رائع
إيليا سعادة ( 2011 / 12 / 16 - 00:12 )
أكثر من رائع
شكراً سيدتي العزيز فرح


2 - شدني العنوان
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 16 - 02:20 )
حقيقة يا فرح مقالك مليء حكم وجمال.صفاتنا الحسنى عنوان جميل لمضمون أجمل عُرض بطريقة رائعة وخفيفة استمتعتُ أيّما استمتاع .وقرأت المقالة مرتّين على التوالي.
عندما يكون الشخص بصفات حسنى وبنفس الوقت يصفات سيئة كالقتل هذا تناقض يذكرني والعنوان بتناقض الإله وصفاته الذي يحمل صفه جميلة ثم ينقضها بصفه اخرى

رحمن رحيم لكن يدعو للقتل والإبادة كيف تجتمع هذه الصفة بإله؟
والانسان حينما يحمل صفة الرحمة وبنفس الوقت يقتل او صفة المحبة وبنفس الوقت يؤذي المحب ويذل او يخدع قد اعتراه خلل نفسيّ وعقلي وسلوكيّ وبالتالي لا يؤتمن لا على رعية ولا شعب ولا اهل ولا زوجة ولاحبيبة
متقلب متلون -ينخاف من غدره-بأي وقت!!!

:)


3 - إيليا سعادة
فرح نادر ( 2011 / 12 / 16 - 04:38 )
صباح الخير

شكرًا كثير إلك
وسعيدة بوجودك في المقعد الأول
(:


4 - بندر الفارس
فرح نادر ( 2011 / 12 / 16 - 04:52 )
هلا

نعم عزيزي
لا يؤتمن له
لأنه يتعامل مع الآخرين بمزاجية عالية
إما أن تنفذوا أوامري
وإلا سأسحقكم

من قرأ موضوع الرجل العاهر
سيلاحظ أن هذه الصفات تنطبق عليه

لكن كإله
لا يُفترض أن يعاني من التناقض والمزاجية

الإله كنموذج للخير
مهما اختلف البشر معه
فهو كونه فوق مستوى البشر
خاصةً إن كان هو خالقهم
لا ينبغي حرقهم وعقابهم لعدم إيمانهم به
بل مهما أساؤوا إليه ولم يقبلوه
عليه بالتحلي بالحلم والصبر
حتى يقتنعوا به

وينبغي أن يخلو من الصفات السلبية
لأن الكثير من البشر صفاتهم أفضل من ذلك الإله



5 - الرد على الفيس بوك
فرح نادر ( 2011 / 12 / 16 - 04:55 )
خالد بن مبارك
شكرًا لإطرائك

ريما عقل:
أشكرك لكلامك الحلو
ولكرمك في نشر المقالة المتواضعة
في صفحتك في الفيس بوك
أقدّر لكِ ذلك


6 - صفات إنسانية
سيمون خوري ( 2011 / 12 / 16 - 07:51 )
أختي الكاتبة المحترمة تحية لك مادة جميلة . الفضيلة هو أن يحافظ الإنسان على إنسانيته.مع التحية لك


7 - سيمون خوري
فرح نادر ( 2011 / 12 / 16 - 08:30 )
أعتذر بالنيابة عن الحوار المتمدن
لعدم نشر تعليقك المحترم

صفات إنسانية
Friday, December 16, 2011 - سيمون خوري

أختي الكاتبة المحترمة تحية لك مادة جميلة . الفضيلة هو أن يحافظ الإنسان على إنسانيته.مع التحية لك


8 - العزيزه فرح
فؤاده ( 2011 / 12 / 16 - 10:20 )
فعلا الانسان في داخله الشر والخير , فأذا كثرت صفاة الخير لديه اصبح انسان ايجابي وطيب والعكس , لكن يوجد الشر والخير دائما في نفس الشخص


9 - لتتحرك العقول المغسولة
أحمد حسن البغدادي ( 2011 / 12 / 16 - 11:12 )
مقالك أكثر من رائع، وهو بمثابة نظرية إجتماعية يجب أن تبنى عليها المجتمعات ألأسلامية، يجب أن يكون الصح صح والخطأ خطأ، كما يقول السيد المسيح، ليكن كلامنا بنعم نعم وبلا لا، وليس المبادئ الأسلامية، مثلاً، يقول لك القتل حرام، ومن ثم يقول محمد، إقتلوا المشركين..التوبة ٥ ، يقولون الكذب حرام، والقران يقول..تقية، لاتقسم بالله كذب، والقران يقول لايؤاخذكم الله في اللغو في أيمانكم،...أي الشيء ونقيضه. وهكذا هو حال محمد والمسلمين بصورة عامة مع إحترامنا للقلة المثقفة.


10 - سيمون خوري
فرح نادر ( 2011 / 12 / 16 - 11:58 )
مرحبا

يكفي أن يبتعد الإنسان عن إيذاء الآخر
لكي يكون إنسانًا

شكرًا للمشاركة


11 - فؤادة العزيزة
فرح نادر ( 2011 / 12 / 16 - 12:09 )
أهلاً بعودتكِ

يقال أن الخير والشر والذكاء والغباء
كلها صفات مكتسبة
وأن الوراثة لا علاقة لها

أنا ممن يؤمنون
بأن الصفات هذه مثل البذور في نفس الإنسان
تكون نائمة أو متحفّزة حسب البيئة والظروف
نصفها يعود للوراثة

لا ننكر أن الصفات الإيجابية يمكن اكتسابها بالتدريب والتهذيب
وفي الوقت نفسه، بذرة الشر إن وجدت طريقًا لها للنمو
فالإنسان هنا يتحول إلى خامة جيدة للصفات السلبية
ثم يصعب ردعه عن فعل الشر


12 - أحمد حسن البغداي
فرح نادر ( 2011 / 12 / 16 - 12:14 )
أجدت التعبير

ولهذا السبب
أثق بالشخصية المسيحية
ولا أثق بالمسلم

أشكرك للمشاركة


13 - شكراً لك
سيمون خوري ( 2011 / 12 / 16 - 13:07 )
أختي الكاتبة المحترمة تحية لك . لا أدري سبب منع تعليقي رغم أني لم أتجاوز حدود آداب النشر والتعليق ..؟


14 - الإنسان كتلة مشاعر
عبير صويّان ( 2011 / 12 / 16 - 13:18 )
لا يوجد انسان شرير كامل
وانسان طيب خيّر كامل
لكن الإنسان المتصف بالطيبة
تكون صفاته الإيجابية الحسنى-كما وصفتيها- واضحة
عليه
لا بد من وجود سلبيات بالإنسان
الشر بتعريفي الشخصي مكتسب
الخير ليس مكتسب بالإنسان بل منذ الأزل
لكن بإمكان المرء ان يكتسب صفات الخير ايضاً
لو كان شرير او سلوك سيئ
الإنسان الحليم هو القادر ان يتغلب على كل سلبية به

ما اجمل مقالك أستاذة نادر


15 - الطريق ليس مسدود
منى لافي ( 2011 / 12 / 16 - 15:06 )
؟جواب على السؤال هل تجتمع جميع الصفات الحسنى في شخص واحد
لا أعتقد ذلك
ولكن قد تجتمع صفات جيدة كثيرة
تجعلنا نتغاضى عن الصفات السيئة

لا يوجد إنسان جاء للحياة سيء
البيئة والتربية والظروف هي التي صقلته على ماهو عليه
لكن مع ذلك أنا لا أعطي لشخص سيء الخلق عذر
لأن لدية مقدرة على التحكم في صفاته وإعادة تأهيل نفسه
البعض سوف يقول ولكن سيئاته أعمت بصيرته
وسوف يكون من الصعوبة تغييره!
لكن سوف يأتي يوم يشعر بأن الجميع نفر منه
ويشعر في خلل ما بشخصيته
من هنا يبدأ بالتأهيل
حتى لو عاش أغلب حياته متمسك بصفه سلبية
وخير مثال على ذلك كبار السن الذين يكتسبون لغة جديدة
من خلال المثابرة والعمل الجاد
مع أن اكتساب لغة في عمر متأخر أصعب من الطفولة
أذا الطريق ليس مسدود
محبتي أستاذتي






16 - الصفات الحسنى وغيرها
حميد هاشم ( 2011 / 12 / 16 - 18:46 )
ان كان للفرح مكان فهو عيناك
وان كان للندرة وجود فهو انت
كل صفاتنا الحسنى يحتويها سحرك وما كان بعيدا عنه فلا حسنى فيه
سيدتي احلامنا تشاطر اقدارنا ربما كان الخير فينا والايام تحرقه قربانا للهباء
لاندري فكل الليوث تقتل لتطعم الاشبال الصغار ونحدب على النمل حينما يغتذي من الاجساد اخر الليل 0يهذي الطغاة بعيدا عن هموم الجياع ويأسرنا الهوى في العوم نحو الشتات وتسري في الروح نشوة عابر ويروي المجنون اسرارالمساء نجثوا نعاتب الرب حين تسحقنا الهموم ونركض للشمس لانلوي حين تناغينا الضباع لاحسنى للصفات ولالغيرها فكل محتوم بما يحيطه من هواجس0 فما احلى الرحمة في زمن وغبية حد السخف في اخر


17 - الاخلاق
ياسين خليل ( 2011 / 12 / 17 - 11:14 )
مقال رائع لايمكن الا التعاطف معه


18 - موضوع جيد اذ يلوج في النفس البشرية..تحيات
علاء الصفار ( 2011 / 12 / 17 - 13:43 )
شتان مت بين الجمال والقيح.فالاول يثير البهجة والاخر يثير القرف. الجميع او السّوي يفضل العشرة مع اجواء الطمئنينة التي تشيعها الصفات الحسنة. لكن هناك من يتذبذب بين الحسن و الرديء.ان التساؤل هو ما همني, انه امر ينبغي التوقف عنده.ان الامر سهل و واضح حين اختيار بين الرديء و الحسن.لكن متعب حين يقف المرء امام اناس محيرين. اذ يجيد البعض الادوار جيدأ فيستطيع جمع شكلين من العلاقات ويجيد التعامل مع الطيبين و السيئين.وهذا الشخص بمرور الوقت ياخذ من اساليب التعامل الرديء اسمية يتسخ .فهو في جوهره طيب لكن يصداْ ويراه المرء بالتعامل و يلمسه بالمفردات المتاتية من الوسط السيء. فنقول ان يحمل شطرين. ونحاول استنهاض الجانب الجيد فيه كي يتعامل معنى بصدق و بادب مثلا, ونحاول ان نرى اي كفة هي الاغلب الطيية ام الردائة. وهذا الشخص متعب اذ لا يتوقع المرء ردود فعلة اي صعب ضبطه في مقياس الانسان الطبيعي. اسميه شخص عصابي متناقض غير محزور لا ينبغي الاعتماد عليه في الامر المهم.فهو يجمع ما بين الخير و الشر وفي حالة صراع دائم.فهو اخطر الاصدقاء و لا يعرف المرء كيف الحفاظ او التخلص منه,و يندب المرءاحيانا صدفة اللقاء به


19 - حوار مع عبير صويّان
فرح نادر ( 2011 / 12 / 17 - 14:50 )
عبير: لا يوجد انسان شرير كامل
فرح: ممكن

عبير: وانسان طيب خيّر كامل
فرح: لمَ لا؟

عبير: لكن الإنسان المتصف بالطيبة، تكون صفاته الإيجابية الحسنى-كماوصفتيها- واضحة عليه
فرح: إذًا هو كامل الطيبة، لا يتّصف بأي شر، وإلا كيف يسمّى طيبًا؟

عبير: لا بد من وجود سلبيات بالإنسان
فرح: نعم، قد تكون صفات سلبية ولكن لا تمت للشر بِصلة

عبير: الشر بتعريفي الشخصي مكتسب، الخير ليس مكتسب بالإنسان بل منذ الأزل لكن بإمكان المرء ان يكتسب صفات الخير ايضاً، لو كان شرير او سلوك سيئ
فرح: أنا أرى أن الخير والشر صفات مكتسبة، مع وجود أرضية خصبة في نفس أو عقل الشخص، وقد تلعب الوراثة دورًا

عبير: الإنسان الحليم هو القادر ان يتغلب على كل سلبية به
فرح: اتفقنا

عبير: ما اجمل مقالك أستاذة نادر
فرح: مداخلتكِ هي الجميلة، والتي دفعتني لتحويلها إلى حوار بينكِ وبيني

أشكركِ عزيزتي


20 - حوار مع منى لافي 1
فرح نادر ( 2011 / 12 / 17 - 15:55 )
منى: جواب على السؤال هل تجتمع جميع الصفات الحسنى في شخص واحد؟ لا أعتقد ذلك
فرح: ولا أنا أيضًا .. إن كان سويًا

منى: ولكن قد تجتمع صفات جيدة كثيرة تجعلنا نتغاضى عن الصفات السيئة
فرح: لن نتغاضى عن صفة الضرر والتكبّر والإذلال والإهانة

منى: لا يوجد إنسان جاء للحياة سيء
فرح: صفة الشر تُكتشف بوادرها حتى في عمر الطفولة المبكرة

منى: البيئة والتربية والظروف هي التي صقلته على ماهو عليه
فرح: الشخص البالغ المؤذي، لا يخلو من الشر في طفولته، لو دخلتِ في حوار معه، سيخبركِ أنه قتل طائرًا بريئًا أو قطع ذيل قطة، ففي طفولته لا يعي الشر، ولكنه ينمو معه كجزء من شخصيته، ليلحق الأذى بمن حوله حين يكبر


21 - حوار مع منى لافي 2
فرح نادر ( 2011 / 12 / 17 - 16:02 )

منى: لكن مع ذلك أنا لا أعطي لشخص سيء الخلق عذر، لأن لدية مقدرة على التحكم في صفاته وإعادة تأهيل نفسه
فرح: الخطوة الأولى هي معرفته بينه وبين نفسه، ثم الاعتراف بصفاته السيئة، وفي الواقع، الشخص المسيء يشعر بأن كامل الحق معه فيما يفعله، خاصةً إن لقي له مشجّعين ليزداد سوءً، أما من ناحية التحكم في الصفات، فهذا أمرٌ ليس بالسهل، فمن الصعب جدًا تغيير الطباع

منى: البعض سوف يقول ولكن سيئاته أعمت بصيرته وسوف يكون من الصعوبة تغييره! لكن سوف يأتي يوم يشعر بأن الجميع نفر منه ويشعر في خلل ما بشخصيته من هنا يبدأ بالتأهيل، حتى لو عاش أغلب حياته متمسك بصفه سلبية
فرح: جميل، نرجو ذلك، هذا إن كان الشخص المعني إنسانًا

منى: وخير مثال على ذلك كبار السن الذين يكتسبون لغة جديدة من خلال المثابرة والعمل الجاد
مع أن اكتساب لغة في عمر متأخر أصعب من الطفولة، أذا الطريق ليس مسدود
فرح: تعلم اللغات شيء مختلف تمامًا، الرغبة في تغيير الطباع أمرها أصعب بكثير

منى: محبتي أستاذتي
فرح: محبة متبادلة


22 - حوار مع حميد هاشم
فرح نادر ( 2011 / 12 / 17 - 18:34 )
ح: ان كان للفرح مكان فهو عيناك
ف: ميرسي

ح: وان كان للندرة وجود فهو انت
ف: اللهُ أكبر (:

ح: كل صفاتنا الحسنى يحتويها سحرك وما كان بعيدا عنه فلا حسنى فيه
ف: يبدو أنك شاعر .. أشكرك لهذا الإطراء الذي لم يُخجلني ههههه

ح: سيدتي احلامنا تشاطر اقدارنا ربما كان الخير فينا والايام تحرقه قربانا للهباء
ف: حتى وإن لم تتحقق أحلامنا .. لا يعني أننا لا نفرح

ح: لاندري فكل الليوث تقتل لتطعم الاشبال الصغار
ف: الليوث لا تقتل حين تمتلئ بطونها .. بينما البعض يفعل

ح: يهذي الطغاة بعيدا عن هموم الجياع
ف: أها

ح: ويأسرنا الهوى في العوم نحو الشتات
ف: هوى الغرام؟

ح: ويروي المجنون اسرارالمساء
ف: في الجنون جمال

ح: نجثوا نعاتب الرب حين تسحقنا الهموم
ف: لكل هم حل

ح: ونركض للشمس لانلوي حين تناغينا الضباع لاحسنى للصفات ولالغيرها فكل محتوم بما يحيطه من هواجس
ف: كلامك كبير .. حتى وإن لم أفهمه (:

حميد: فما احلى الرحمة في زمن وغبية حد السخف في اخر
فرح: الزمن لا ذنب له .. فالظلم سائد حتى في الأزمنة القديمة .. وتبقى الرحمة صفة حُسنى

شكرًا لمشاركتك الشاعرية المليئة بالحكم


23 - ياسين خليل
فرح نادر ( 2011 / 12 / 17 - 20:35 )
يُسعدني ذلك
أشكر مشاركتك


24 - علاء الصفار
فرح نادر ( 2011 / 12 / 17 - 21:20 )
علاء: شتان مت بين الجمال والقيح.فالاول يثير البهجة والاخر يثير القرف. الجميع او السّوي يفضل العشرة مع اجواء الطمئنينة التي تشيعها الصفات الحسنة
فرح: أحسنت

علاء: وهذا الشخص متعب اذ لا يتوقع المرء ردود فعلة اي صعب ضبطه في مقياس الانسان الطبيعي. اسميه شخص عصابي متناقض غير محزور لا ينبغي الاعتماد عليه في الامر المهم.فهو يجمع ما بين الخير و الشر وفي حالة صراع دائم.فهو اخطر الاصدقاء و لا يعرف المرء كيف الحفاظ او التخلص منه,و يندب المرءاحيانا صدفة اللقاء

فرح: بالضبط .. المشكلة يا أستاذ علاء أن هذه الصفات لو اتصف بها الإنسان، فهو بكل وضوح متناقض، بينما كل هذه الصفات هي أسماء الله الحسنى، رغم أنها تحوي صفات غير حسنى، ولكن المؤمن يصعب عليه الاعتراف بذلك، وأنا شخصيًا امتنعت عن ذكر الله احترامًا لمشاعر المؤمنين، .. فهل المؤمن يحترم مشاعرنا؟


25 - ابن خلدون
فرح نادر ( 2011 / 12 / 17 - 21:28 )
شكرًا لك ابن خلدون لتشجيعك
لك مني وردة


26 - الله المطلق في اتجاه واحد فقط رحمة..تحيات
علاء الصفار ( 2011 / 12 / 20 - 22:56 )
العزيزة فرح حين ارى عالم الحيوان احيانا يحيرني ان ارى غزالا جميل يخبط فجأة من نمر مفترس. لا ادري فحين نبني شيء نحرص على الحفاض عليه لكن لا افهم لن كان نفس الرب قد خلق الاثنين الضحية والمفترس. اما بخصوص الصفات الحسنى فانها غريبة وغير معقولة. لا اصدق ان الله يملك صفات الانسان. هناك من يؤمن بالله على انه مطلق وفي اتجاه واحد اي رحيم عادل جميل اما من يقل ان الله يعاقل بالحرق هذه قسوة وهذا يتنافى مع المطلق في الرحمة واذا اصر البعض على ذلك فمعنى ذلك هناك قبح لكن من يؤمن بان الله مطلق في الايجاب فالله فقط جميل و جمال اي ان الله ليس متناقض لكن من خلق الله في خيالة متناقض اي ترك ضله البشري على الله الذي صوره على شاكلة البشر. انا اظن ان الله المطلق في الايجابية و ان النظر الى المطلق يغني ويثري.فيكفينا شر البشر من حقد وتعذيب وحرق في السجون و الحروب. لا ارتضي اي صفة بشرية سلبية تلصق بالله اذ هو فقط رحمة يسعد لا يؤلم نملة و ليس بحاجة الى ان يصفه البشر بل لربما فقط يسعده من يكون اكثر رحمة اكثر شهامة وعزة اذ معنى ذلك الانسان اخذ من ظل الله شيء و ليس الانسان اسقط ظله الرديئ على الله من تعذيب وقبح


27 - علاء الصفار
فرح نادر ( 2011 / 12 / 20 - 23:14 )
افتقدنا حضورك
أين كنت؟

برأيي
أن الإنسان حين يسمو بخلقه
يصبح في مرتبة إله

فالله برأيي
هو الجمال والمحبة والرعاية
إما إن تكبّر وتجبّر وأذل وحرق
فالإنسان ذو الأخلاق العالية
يفوقه في صفاته

يعجبني الله في الديانة الصابئية المندائية
إنه يرمز للنور والمحبة وكل صفاته إيجابية
ولا ينوي أي شر

وأظن أن أخلاق الإنسان مرتبطة بإلهه بعلاقة وطيدة
إن كان إلهه شتاّمًا
ترى متبعيه يشتمون
ومعهم كل الحق
طالما قائدهم الأمثل يشتم

وأتوقّع كذلك
أن الصابئيين المندائيين
شعب مسالم بسبب إلههم المسالم

لا أدري إن يوجد صابئيين في زمننا هذا

شكرًا لتعليقك المتأخر


28 - e
علاء الصفار ( 2011 / 12 / 21 - 00:16 )
m

اخر الافلام

.. غزة : ما جدوى الهدنة في جنوب القطاع؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حتى يتخلص من ضغط بن غفير وسموترتش.. نتنياهو يحل مجلس الحرب |




.. كابوس نتنياهو.. أعمدة البيت الإسرائيلي تتداعى! | #التاسعة


.. أم نائل الكحلوت سيدة نازحة وأم شهيد.. تعرف على قصتها




.. السياحة الإسرائيلية تزدهر في جورجيا