الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع عربي...حقوق غير مؤكدة للمرأة

أسماء صباح

2011 / 12 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لعبت النساء دورا مهما في انتفاضات شمال افريقيا والشرق الاوسط، منذ بدء الاحتجاجات في تونس في ديسمبر الماضي، وحطمن المعايير التقليدية للجنسين، تعرضن للضرب والشتم والاعتقال واطلاق النار وكن على الخطوط الامامية للثورة من ليبيا الى سوريا، وفي اكتوبر من هذه العام كوفئت المرأة على جهودها من خلال حصول ثلاث نساء على جائزة نوبل للسلام ومن بينهن كانت اليمنية توكل كرمان وهي زعيمة وقائدة الاحتجاجات في اليمن.
ان السؤال الذي يطرح بقوة اليوم، هل النساء، تلكم اللواتي وقفن بجانب الرجل كتفا بكتف امام الاعيرة النارية والغاز المسيل للدموع، قادرات وستمنح لهن الفرصة للمشاركة في قيادة بلادهن للخروج من ذ1ه الفوضى التي تسبق كل انتقال للديمقراطية الحقيقية؟
ان المتتبعين لوضع المرأة قبل وبعد الربيع العربي يخشون من عواقب اكثر ايلاما للنساء، وخصوصا ان النساء كن مستبعدات من المجالس الانتقالية واللجان الدستورية التي تشكلت بعد الثورات، وفي الانتخابات لم تحظ بنصيب جيد، ولذلك ستستبعد من المجتمعات ما بعد الثورية التي ستبنى في الاشهر والسنوات القادمة.
ان الذي تعانيه النساء في البلاد العربية ينم عن تشابك العوامل السياسية والاجتماعية والا فليس هناك اي سبب يقود الى استبعاد النساء من الجهود المبذولة لبناء الدولة في مرحلة ما بعد الثورة في كل من مصر وليبيا وتونس.
فلطالما كانت النساء ممنوعة من دخول عالم السياسة بفعل العوامل الاجتماعية لذلك نجدهن اقل تنظيما واقل حنكة من الرجال الذي مضوا عمرهم في عالم السياسة، فالمجموعات النسائية التي تميل للسياسة بحاجة الى الدعم والمساعدة من اجل الحصول على فرص مساوية للرجال للدخول الى عالم السياسة من بابه الواسع.
وعلى الرغم من الخطوات الكبيرة التي سارت بها عملية تعليم الاناث في الشرق الاوسط فقد استثنيت النساء الى حد كبير من تولي مناصب قيادية في المجال العام والسياسي والتي لا تزال تعتبر مخصصة للذكور، كما كشف تقرير صدر مؤخرا عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يشير الى انه على الرغم من الارتفاع الشديد في اعداد النساء المتعلمات الا انهن لا زلن يفتقرن الى العديد من المهارات القيادية والادارية بسبب نقص الخبرة.
ان العلامات الاولى على استبعاد النساء في مرحلة ما بعد الثورة اصبحت واضحة بشكل مؤلم بالفعل ففي مصر لم يتم تعيين اي امرأة في اللجنة التي تكونت من ثماني اعضاء وكلفت بتعديل الدستور، وعينت وزيرة واحدة في حكومة عصام شرف المستقيلة وكانت هذه السيدة خدمت سنوات في عهد مبارك.
وفيما يتعلق بالانتخابات المصرية التي ما زالت تجري حتى هذه الوقت لا توجد اي اشارات الى تحسن وضع المرأة التي من الواضح انها لم ولن تحصل على اصوات تخولها لدخول مجلس الشعب، الا من دخلن في قوائم الاحزاب وهؤلاء لن يكون لهن اي دور يخدم المرأة لانهن مجبرات على تنفيذ اجندات الاحزاب التي تسجلن على قوائمها.
في ليبيا كانت النساء ايضا مستبعدات بالكامل تقريبا عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي تشكل من 40 عضوا من الرجال وامرأتين، الا ان التغيرات القانونية والدستورية فيما يتعلق بحقوق المرأة لا يزال مجهولا بعد اعلان عبد الجليل انه لن يمنع تعدد الزوجات وانه سيعود بالدستور الى تطبيق الشريعة الاسلامية وبالتالي سيلغي كل ما يتعارض مع الشريعة.
لقد ساد جو من الاحباط بين المطالبين بحقوق المرأة والنشطاء النسويين بعد تراجع دور المرأة في المراكز القيادية في مرحلة ما بعد الثورة، الا ان الامل يظل موجودا طالما استمرت حملات التوعية المحلية والدولية باهمية حقوق المرأة ولا بد من عمل دورات تدريبية للنساء المهتمات بشغل المناصب القيادية، ويجب العمل على يقظة النساء الفردية والجماعية واستغلال وسائل الاعلام من اجل التوعية لقضيتهن وحقوقهن والعمل على تمكينهن على كل الاصعدة حتى يصبحن منافسات لاقرانهن من الذكور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتساءل معك عن كل هذا
ناريمان رستم ( 2011 / 12 / 17 - 11:20 )
يـا أخـتـاه
كل هذه الثورات التي سميت ربيعية. وآمنا بها وتأملنا بها. وسـرعان ما تحولت إلى عواصف إسلامية وأكثر سلفية شتائية, جامدة رجعية. خنقت كل حقوقنا كنساء حـرات مقاومات مناضلات, بالإضافة إلى تمويهها لغالب الحقوق الإنسانية,باسم العودة إلى الأصول والدين والشريعة. وحتى أنني أتساءل الم يكن كل هذا لتحويل العالم العربي إلى دويلات طالبانية, حتى نعزل عن العالم أكثر وأكثر. ونعود إلى عصور الجاهلية والبداوة والغباء.
آمل ألا نضطر إلى الصمت الأبدي. ولك مني أجمل تحية أخوية.

اخر الافلام

.. -السينما قادرة على خدمة واقع النساء ومقاومة الحيف ضدهن-


.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ




.. سارة عطا والتي تعمل بهيئة توفير مياه المدن


.. سلمى عطا الله أن منزل عائلتها في القرية الثانية مغطى برمال ا




.. الناشطة المدنية شيم بوفانة