الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياصاحب أشرف العمائم

علي بداي

2011 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين كنت صغيراً ، كان العرف الإجتماعي يحثني لتقبيل أيادي أصحاب العمائم الهائلة، والأسنان الذهبية الذين كانوا يداهمون بيتنا بين فترة وأخرى وكنت أرفض. كان الكبار يقولون لي : هذا سيّد ! وكنت أرد ببراءة الطفولة لماذا لا يكون أبي سيّداً ايضاً؟ كبرت قليلاً فإزدادت قناعتي رسوخاً أن ليس كل من لبس العمامة يستحق الإحترام، بعضهم نعم، لكن ذلك الذي يريدك أن تحترمه لعمامته قبل أن تر أي فعل من أفعاله لا، ذلك الذي يريدك أن تحترمه لعمامته أولاً وقبل كل شئ ، وتميّزه عن الآخرين لعمامته قبل كل شئ، وتقبل يده لعمامته ثم يراد منك أن تطيعه لعمامته لا ..
كان أقاربي يبررون ذلك بأن الشيطان الذي يسكن فيّ قوي .. وأني لأشكر ذلك الشيطان الجبّار من كل قلبي أشكره على صموده وشجاعته وشموخه وجرأته ووقوفه طويلاً معي في محنتي وأنا أصارع جبروت الطغاة من ذوي العمائم وتسلطهم على رقاب وعقول وأموال الآخرين من غير ذوي العمائم والألقاب الدينية بإستخدامهم الإرهاب الديني . لقد كان شيطاناً خيّراً قويا وشريفاً أقوى من كل الشياطين الدنيئة الشرهة الطمّاعة المخبأة تحت الكثير من العمائم والتي تحمل في طياتها ثقل بحار من الدماء المسفوكة نتيجة فتاوى القتل . لم يكن شيطاني يخشى أحداً فرفض أن ينحني ،لكن هذاالشيطان يغادرني الآن حين أتوقف أزاء عمامتك ياصاحب أشرف العمائم . عمامتك بالذات هي ماخالف المألوف الذي تعودناه ، المألوف الذي جعلنا إضحوكة للعالم حين هرعت إحدى العمائم لتوجّه وزيرالتعليم العالي وتنبهه الى أن أخطر ماتواجهه الأمة هو ليس الفقر، ولا ذبح الناس كالنعاج بموجب فتاوى دينية، ولا بيع النساء أعراضهن بسبب الفاقة، ولا بحر الأمية الذي تغرق به الملايين، ولا إختفاء المليارات في جيوب الأحزاب الدينية، ولا عيش أحياء بكاملها على القمامة ولا الرثاثة والعوز والتخلف التي تلطخ حاضرنا ومستقبلنا بل هو إختلاط الطلاب بالطالبات ، أي نعم لابد من فصل الخيار عن الطماطة والبيرة عن العرق والحديقة عن البيت والملعقة عن الصحن والمسطرة عن القلم ففي إختلاط أحدها مع الآخر الفاحشة التي ستؤدي بأمتنا الى التخلف عن اللحاق ببرنامج ناسا لغزو المريخ، عمامتك بالذات هي ماخالف المألوف الذي تعودناه حين إنشغلت عمامة ثانية بالبحث عن فتوى تحرم كرة القدم وعمامة ثالثة بفتوى تمنع الموسيقى في الهواتف النقّالة، عمامتك بالذات هي ماخالف المألوف الذي تعودناه ،حين كانت العمائم الأخريات تحث المساكين على ضرب القامة والزنجيل وتوجه الناس للركض الى الوراء در! في دروب التأريخ المغبرة للإمساك بياقة من وشى بمسلم بن عقيل قبل أكثر من 14 قرناً من الزمان!
عمامتك فصّلت لتغطي رأساً شريفاً فتحتها لايختبئ أحد. ذلك واضح من أول كلمة تنطق بها فتحت عمامتك رأس ينشغل بما لاتنشغل به رؤوس أصحاب العمائم الآخرى فأنت تتحدث عن مخازيهم بالأسماء، والوقائع، وتكشف المستور الذي يخفى على الملايين العائشة في مناطقها الرمادية الكالحة بعيداً عن المنطقة الخضراء. أنت تكشف لنا، حين تقف أمام الصحافة والتلفزيون كيف سُرق إسم الله ، وكيف إنتُهكت سيرة أهل البيت ،كيف حولت الأحزاب الطائفية شهادة الحسين الى مصدر لتراكم ثرواتها . أنت تومئ لنا لنتتبع سيرة زحف إنتهازيين تسلقوا الحبال مثل القرود لينتقلوا من ضفة البعث الى ضفة أحزاب الطوائف متحدثين بأسمائها.
أرغب أن أتابعك وأنت تتحدث عن ملايين الدولارات التي تختفي في جيوب شيوخ المنابر والحوزات" العلمية" ، والخطب التاريخية التي تزوّر، والقيم الإنسانية التي يتم التجاوز عليها بإسم الدين، والعقل الذي يُهان يومياً بإسم الدين، ثم بدأت أنت تُسائل الآخرين وتحشرهم في زواياهم الضيقة كاشفاً حقيقة لصوصيتهم ويزداد تساؤلي الى أي حد سيصل صاحب أشرف العمائم ؟ من المنتصر في صراعه مع مافيات الدين؟ أية مرجعية من تلك المرجعيات الناطقة والصامتة والنا....ستتبناه؟ وأيها ستقف ضده وتكفره؟ أتراهم سيتركونك طليقاً ؟ هل ستستعصي عليهم فيتقبلون صفعاتك المتلاحقة بلا رد؟ هل سيغفرون لك حين تعريهم من آخر مايسترهم؟ هل سيطلقون يدك لكي تصل الى أن تهيل التراب على أجسادهم بعد أن إنتزعت منهم شرعية ملك الخُمس؟ وماالذي يتبقى لتك العمائم إن فقدت ريع الخُمس والنذور؟ لو صح هذا ياصاحب أشرف العمائم ، يتوجب عليّ عندها أن أقر أن عمامتك ليست هي المختلفة بل إن الله الذي تؤمن به يختلف عن آلهتهم ، نعم ماتؤمن به هو إلله الذي عرفناه من أمهاتنا، الله الساكن في ضمائرنا رمزاً للعدل المطلق والجمال المطلق وليس الله المتستر على النهب والنصب والإحتيال والتزوير وتهريب الأموال.
لاتتركوا صاحب أشرف العمائم وحيداً في غابة الوحوش.. .. لقد أدار الجميع ظهورهم لهادي المهدي، فلم يصل صوته لا للسيستاني ولا للصدر اللذين توجه اليهما لإنصافه فكان أن إستسهل أصحاب الكواتم صيده .. وها هو صاحب أشرف العمائم يستفز أصحاب الكواتم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انه هو لا ريب
سعد الخير ( 2011 / 12 / 18 - 16:52 )
لم تذكر اسمه عزيزي علي ولكني اجزم انه صديقي على الفيس بوك السيد احمد القبانجي وانا اثني على كلمة قلتها عنه وعنك وعن شيطانك الجميل ...... تحياتي


2 - تعليق
خادم ( 2011 / 12 / 18 - 17:58 )
الاخ علي يداي مقا لتك اعجبتني لكن المشكلة انك نوعا ما فيها تهجم على بعض الشخصيات المعروف عنها بالحكمة والنزاهة هذا اولا وثانيا انتقدت بعض الطقوص الدينية ولم تدعمها بادلة فكان من الافضل ان تطعمها بادلة لان اصحاب الفكر الديني وبالخصوص اتباع اهل البيت لا يقولون شيء الا ومعه دليل عقلي ونقلي


3 - الفرسان الثلاث ام الخرفان الثلاث
ال طلال صمد ( 2011 / 12 / 18 - 18:43 )
الاخ الفاضل
انت تعلم تماما انه لولا الخونه الثلاث
مرجعيه النجف وعلى راءسها الحكيم العميل والبرزاني وعفلق وهم الاخوان الثلاث لما حدتت مجزره البعث الفاشست قي 63
اليوم مثل البارحه خم انفثهم يحكمون العراق مع الفرق الوجيد سيدهم كانت انكلترا واليوم امريكا
ما هو الفرق بين 63 واليوم بعض الرتوش والكلمات وشهادات الدكتواه
يجب العمل على فصل الدين عن الدوله والزام كل المعممون قي دراخل معابدهم وترك الناس وهمومها واشكرك
صمد


4 - هل تقصد السيد احمد القابنجي؟؟
سمير آل طوق البحراني ( 2011 / 12 / 19 - 03:20 )
اذا كان الجواب نعم فانا اشد على يديك واتمنى له عمرا مديدا لانه لا شك ايقضنا من سبات طال 1400 عاما وكم كنا مخدوعين بالسير كـ القطيع خلف جزاريها باسم اهل البيت استنادا على احاديث كتبت قبل 1200 عاما والله وحده يعلم كم من اياد خبيثة ومنفعية لعبت فيها والا كيف شرع خمس المكاسب حتى على الفقراء علما بان اية الخمس نزلت في غنائم الحرب.والادهى من ذالك بعض الطقوس المنسوبة لاهل البيت واهل البيت لا شك انهم براء منها ولكنه التقليد الاعمى لكل مستورد وما يؤيد ذالك خلق احاديث بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق حتى جعلنا اهل البيت لا هم لهم الا البكاء والتباكي وهم في قبورهم.تحية اجلال واكبار لصاحب اشرف العمائم ومن يسير على نهجه وشكرا لك على هذا التحليل الجميل. وبالمناسبة لا بد من الاشادة بالشاعر الكبير السيد محمد صالح بحر العلوم الذي عرى تلك العمائم قبل عشرات السنين.
ليتني اسطيع بث الوعي في هذه الجماجم ** لاريح البشر المخدوع من شر البهائم
واصون الدين عما ينطوي تحت العمائم ** من مآس تقتل الحق وتبكي اي حقي.
شكرا لك ايها الاخ.


5 - نعم .. لاشك ..إنه أحمد
الكاتب ( 2011 / 12 / 19 - 10:22 )
أوصى علي بن أبي طالب الناس أن يعدوا بنيهم لزمان غير زمانهم وفي هذا إقرار عبقري مبكر بتطور الأفراد والمجتمعات ، أسائل نفسي أحياناً لو قدر لعلي أن يعود الى العراق الآن ماتراه يقول عن هذا الهوس المجنون بالعودة الى الماضي؟ ماتراه يقول عن جمع المال بإسمه وإسماء بنيه؟ ماتراه يقول عن فرض التبرعات على الناس من أجل بناء أضرحة لمؤسسي الأحزاب الدينية؟كيف سيتعامل علي مع هذه الملايين الخانعة التي خدرتها الأحاديث والوعود بجنات النعيم ونست وصيته هو الذي أراد أن يقتل الفقر في الدنيا؟- لو كان الفقر رجلاً لقتلته؟

تحياتي لأحمد الجميل الناطق بالحق وللقراء الكرام متفقين معي أو مختلفين
علي بداي

اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_