الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي العربي ما بين الحداثة والتراث/الجزء الاول

علي الشمري

2011 / 12 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


((الوعي العربي ما بين الحداثة والتراث؟؟))الجزء الاول

التراث العربي نتاج تراكم حضارات قديمة امتزجت مع قيم البداوة الجاهلية في الجزيرة العربية .وتلاقحت مع تعاليم الدعوة الاسلامية ,لتنتج لنا وعي مجتمعي ازدواجي النظرة .
النظرة الاولى:,النظر الى الذات,وما تحمله من تمسك بكل ما هو قديم وموروث بصفة قدسية غير قابلة للنقاش والمراجعة والتي اقترن أغلبها بعادات وتقاليد جاهلية رحلت مع كل سلبياتها وايجابياتها الى الدولة الاسلامية و اصبحت بتقادم السنين جزء أساسيا من اخلاق المجتمع العربي وأختلافاته الفكرية والتي أنعكست سلبا على مبدا التعايش السلمي لاحقا.انهم أختلفوا في التنزيل والتأويل والتفسيرليصبحوا شيعا وطوائف مختلفة ,أختلفوا في نوع الحكم والياته ,أختلفوا بمن سيحكم بعد وفاة النبي.الانصارام المهاجرين واخيرا أستطاعوا ان يؤسسوا لنظام استبدادي ظل قائما الى يومنا هذا عندما قرروا بان الخلافة وجوبا لقريش ومنذ ذلك التاريخ أصبحت بلادنا العربية ضيعة لسلالات القرشيين يتمتعون بخيراته وثرواتها وبقية القوم خدم ومزارعين أجراء ..لا أعرف عن أية قناعة تولدت لدينا لكي نؤمن باراء من سبقونا ونظل نقدسهم ونبحث عن ما كتبوه .فهل كل ما قيل وكتب صحيح؟؟هل في ذلك العصر لا يوجد مزوري وواضعي الاحاديث من اجل الاسترزاق؟
لماذا لا ننتقد تاريخنا المليئ بالنزاعات الدمويةمن اجل السلطة والاغتيالات السياسيةللخصوم والتلفيق على من يحمل عقلا متنوراويريد الخير لامته وشعبه.؟
هل فكرنا لماذا انقلب الاعراب على اول خليفة للمسلمين ,؟وكيف أخمدت تلك الانتفاضات؟؟
هل عرفنا لماذا قتل ثلاثة خلفاء راشدون ,,
هل ادركنا لما ذا نتمجد به عندما نقرأ تاريخ الدولتين الاموية والعباسية .؟هل عرفنا لماذا كان ملوكها يعيشون في قصور فارهة تحيط بهم الجواري والغلمان ويقضون ليالهم تيها في عربدة السكر والغناء؟لقد نعتوا على انفسهم كل الالقاب والمسميات فمنهم من هو امير المؤمنين والاخر خليفة الرسول ,وخليفة المسلمين والحاكم بامر الله ,والمنتصر بالله والمتوكل علىالله ,,والمعتصم بالله ,وغيرها الكثير من الالقاب لا شئ الا لاستغفال محكوميهم بأسم الله والاسلام .هل حقا هم خلفاء مسلمين للمسلمين ؟؟؟من الذي اول من انتهك حرمة الكعبة؟أليس من خلفاء المسلمين؟ومن الذي اول من مزق القران؟أليس من خلفاء المسلمين؟
هل قرأنا ما قام به اجدادنا العظام من قتل جماعي وانتهاك الحرمات للاحياء والاموات وأغتصاب للحقوق والحريات والنساء ؟من سبي وتشريد ,والتجارة بالعبيد؟أيهما يشرب الماء رقراقا القريب من المنبع ام البعيد؟واذا كان الاقرب لا يطبق ما أمرت به السماء وهو الاقرب من وقت نزولها من السماء فكيف الذي بعد مئات السنين يطلب منه ان يؤمن بها ويتخذ منها منهاجا في حياته و سلوكياته ؟هل نعترف بان الاولين أخطأوا وأسائوا في التطبيق ؟هل نستطيع نحن ان نصحح اخطاء الاولين والتي لا زالت مسايرة لنا وسببت في فرقتنا واختلافنا,,خبث السرائر والحقد والكراهية من أين أكتسبناها؟أليس من الاولين؟
لماذا لا نحاول ان نتقبل الصدمة ونتقبل المواجهة مع ذاتنا وتاريخنا؟لماذا لا نتعامل بواقعية مع مفاهيم ونصوص نحن وضعناها او فرضت علينا بهالة قدسية زائفة في ظرف ما وبقينا متمسكين بها واعتقدنا بانها سماوية وغير قابلة للنقاش.
متى نضع حدا لفرقتنا واختلافاتنا الفكرية والمذهبية والدينية ؟
الى متى نبقى نعاني من مرضنا المزمن المتمثل بالانسداد الفكري؟
متى نعود لرشدنا ونوقف فتاوي التكفيرلمن لا نتوافق معهم فكريا والتبجيل لاولي الامركونه المخول من قبل السماء باذلالنا واغتصاب حقوقنا؟
متى تغادر أذهاننا فكرة الاسياد والعبيد؟وجميع المواثيق السماوية والوضعية تؤكد على ان الجميع يولدون متساوين؟
لماذا لم نتمسك بما ينفعنا ويدفعنا قدما الى الامام ونتخلص بما هو يضرنا ويرجعنا الى الوراء.؟
ليس كل ما تركه السلف الصالح صالحا ,وهناك من يناديكم ويقول لكم ( لا تربوا اولادكم على تربيتكم انهم خلقوا لزمان ليس بزمانكم)؟
النظرة الثانية:
النظر الى الاخر وما تتسم به من روح عدائية وأستخفاف بما يؤمن به الاخرون ,وأستعلاء وكأن ما نؤمن به هو الوحيد المقدس والذي سيقودنا الى الفردوس الاعظم والبقية وما يؤمنون به سيقودهم الى جهنم وبئس المصير ,أكثر من سبعون فرقة في الاسلام فقط ,عدا بقية الاديان وما فيها من فرق ,كل واحدة منها تدعي بانها هي الفرقة الناجية ,وكل فرقة متمسكة بوهم المنقذ الذي لا بد وان يظهر لينقذ البشرية من الطغاة والظلم.أليس هذا تضليل لعقول الاخرين ؟
في كل فرقة هناك من يبيع الوهم والخرافة لجمهوره واتباعه,,شحن طائفي متبادل امتداد لما هو كان عليه في بداية الاسلام ,تكفير واتهامات بالزندقة والالحاد والكفر والشرك ,,تعصب لا تسامح ,قتل وقتال .لا تحاور ولا استماع للرأي الاخر ,لم نتعلم بعد الى اليوم فن الاصغاء الى الاخرين ,فكيف نستطيع أن نكتسب معارفهم وعلومهم؟
أجيال تلاشت ونحن لا زلنا جل اهتماماتنا بما هو مباح وغير مباح ,بما هو حلال وحرام,بما هوواجب ومستحب,بما هو مكروه وجائز, ما بين الخيرة والاستخاره,ما بين الطهارات والنجاسات,,ما بين انواع من الثواب والعقاب,ما بين ملذات الجنة وما تحويه وبين هول عذابات جهنم ,نختلف حتى في الممات وسعة القبر او ضيقه من نصيب من سيكون, والثعابين التي تحويه ,,وما بين عالم الموت وعالم البرزخ عوالم اخرىمتعددة لا يفقهها الا الراسخون في العلم .وضرورة التقليد لاحد المراجع كي تقبل جميع اعمالك وعباداتك ,,وهل يجوز تقليد الميت ام الحي فقط,,,ولمن نقلد من المراجع العظام ؟هل نقلد الذي يعطي اكثر ؟ام الكريم المتسامح والذي يأخذمن الخمس أقل من غيره,والبيعة والولاية ومن لم يوالي فيموت ميتة جاهلية,,,لا زلنا نختلف في مواعيد الاهلة ,وشروق وغروب الشمس .والاعياد ,في تطبيق الاحكام الشرعية بما يتعلق باصول الدين وفروعه.في أقامة واحياء الشعائر والمراسيم الدينية ,حتى تواريخ الميلاد والوفيات للاولياء والصالحين لن تتطابق فيما بيننا .
للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكريم علي الشمري المجترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 12 / 20 - 04:02 )
نعم لماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااذا
ان كل واحده منها تحتاج الى وقت واطلاع وانتباه واصرار على الجواب عليها ومن هنا البدايه واقصد الجواب اتنمى على من يقراء الموضوع وهم كثر ان يجيب ولو مع نفسه واعتقد انه الافضل ويعيد الجواب لان الكثيرين يرفضون ما موجود او ما يحيط بهم ولكنهم يهملون الاجابه
انها صرخه قويه اخي علي وهذا ما تعودناه منكم وننتضر التالي
مع حبنا وتقديرنا واحترامنا لكم ولما تقدمون
وتهنئه لكم وللتيار الديمقراطي من خلالكم بمناسبة العام الجديد الذي نتمناه اخف ثقلا من سابقه


2 - الديكتاتور
عدلي جندي ( 2011 / 12 / 21 - 01:03 )
الفرقة الناجية...!! وممن ؟من يطاردها؟ أنها الثقافة البائسة يا صديقي المحترم علي وزن من ليس هو معنا فهو علينا.... شعوب لا تعرف الوسطية... وكل حيواتها وسوسة وتهيؤات وحتي لو كان بالفعل يوجد إله أعتقد سيصاب بالملل من هكذا شعوب وحقيقة ينطبق مثل شعب كوريا الشمالية الذي إنتحب لموت الديكتاتور علي شعوب الإسلام التي تنتظر الرحمة والإحسان من إله ديكتاتور... تحية لك ومجهود تشكر عليه

اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم