الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة التربية في تونس

ظافر الصغير

2011 / 12 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


وزارة التربية في تونس :هل تبقى دار لقمان على حالها ؟
لا يمكن أن ينكر احد حالة الخراب التي عاشتها و تعيشها مؤسسات الدولة في العهد البائد و التي انعكست سلبا على مصالح الشعب و لهذه الأسباب وغيرها اندلعت ثورة شعبنا من اجل وضع حد لمثل هذا الوضع المتردي .
و إن يتصور البعض أن الحلول لا يمكن أن توجد بسرعة البرق بل هذا الإصلاح يتطلب وقتا يمكن أن يقبل في بعض المجالات إلا انه غير مقبول إذا تعلق الأمر بأزمة تمس مباشرة وزارة التربية و التي تحدد مستقبل بلدنا لان الدول التي أحرزت تقدما في كل المجالات لم يكن إلا من بوابة التعليم.
فبعد تسعة أشهر من اندلاع ثورة شعبنا مازالت وزارة التربية لم تفق من سباتها العميق فهي تعيش أزمة مرشحة للاستفحال نظرا لغياب الطرح الذي يدل على سعيها للإصلاح و تحقيق أهداف الثورة بل أن كل ما قامت به لم يرتق إلى الحد الأدنى من هذه الأهداف. هذه الأزمة و أن يتبادر إلى ذهن البعض أنها ذات علاقة بالبيداغوجي أو بالزمن المدرسي أو غيرها من المواضيع المتعارف عليها إلا أنها في حقيقة الأمر أزمة اخطر من سابقاتها و هي أزمة تمس القيادة مباشرة فاليوم ان قيادة المنظومة التربوية في حاجة إلى مهارات لدى الساهرين عليها و إلى هيكلة و تنظيم يكون ترجمة لتصور لها على ارض الواقع.
فالمتأمل للهيكلة التي تم التسريع باعتمادها في نهاية حكم المخلوع و في سرعة تسابق الزمن لا يكفي أنها أصابت المنظومة بالوهن و الفوضى حتى يكاد أصحاب الدار الضياع فيها بل فاقت أللخبطة ذلك بالتغييرات الجديدة التي تم إدخالها بإعادة الروح لإدارة البرامج وإقطاعها من الإدارات الأخرى بشكل عشوائي لا يخذع إلى أي منطق سوى خدمة لمصالح لوبيات البعض أو ترضية البعض الأخر و الكل يعلم كيف كانت تسند المراكز المتقدمة في الإدارات التونسية في عهد المخلوع فهي في الغالب تكون حسب الولاء و لخدمة لمصالح الحزب الحاكم وقتها و ليست حسب الكفاءة هذا ما جعل أخطاء وزارة التربية تتكرر باستمرار و لم تعد سرا داخل الوزارة بل أصبح يعلمها القاصي و الداني إلا أصحاب القرار صلب وزارة التربية و هذا طبيعي جدا إذا كانت طريقة تعيين المسؤولين مشبوهة فالبعض منهم تنقصه الكفاءة و بالتالي فهم عاجزون على تخصيب الأفكار الواردة من طرف المتدخلين في العملية التربوية مما جعل الأخطاء تتكرر صلب وزارة التربية الواحدة تلو الأخرى و التي مست كل مكونات المنظومة التربوية و لعل أخر الأخطاء ما يتعلق بمناظرة الارتقاء المهني المرشدين العامين في التوجيه حيث تم الإعلان عنها على الشبكة التربوية في نهاية شهر أوت لكن لم يتم نشرها بالرائد الرسمي إلى حد هذا اليوم و هو أمر غريب و مريب و لا ينم عن روح المسؤولية من لدن القائمين على هذه الإدارة و لا على جودة خدماتها هذا إذا ما تم الإقرار جدلا بوجود الجودة و في علاقة بهذا الملف فان أخبارا تروج بأروقة وزارة التربية انه وقع تناسيه ؟؟؟؟ إن لم نقل شيئا آخر.
و من الأخطاء الأخرى التي ارتكبتها وزارة التربية و المتعلقة خصوصا بملف الانتداب سواء تعلق الأمر بالعمال أو القيمين أو المعلمين أو الأساتذة هذا الملف الذي حفت به جميع أنواع الفساد المالي و الأخلاقي في العهد البائد و الذي كان سببا من بين الأسباب في اندلاع الثورة و منذ تولي الوزير الحالي لوزارة التربية وقع القطع مع الماضي و ذلك باعتماد مقاييس واضحة و شفافة لانتداب العاملين بالوزارة إلا أن هذه المقاييس لا يمكن تطبيقها في المطلق لان بعض الحالات متأكدة و لا تنتظر المزيد من الوقت خاصة إذا تعلق الأمر في البعض منها بإمكانية تجاوز طالب الشغل السن القانونية للانتداب بالوظيفة العمومية علما و انه يوجد من بين هؤلاء من يعمل بقطاع التربية لمدة أكثر من 6 سنوات متتالية بصفة نائب و بدون انقطاع و يشارك في كل النشاطات التربوية هذا من ناحية و من ناحية أخرى فان مثل هذه الحالات قد خرقت كل المواثيق و القوانين المعمول بها.
هذا قليل من كثير و إشارة لعلها تصلح لمساءلة المتنفذين بوزارة التربية و القطع نهائيا مع ممارسات الماضي و مراجعة المنظومة التربوية مراجعة جذرية.
ظافر الصغير
نقابي من التعليم الأساسي ببن عروس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ