الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفاس الرجل

كامي بزيع

2011 / 12 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تنتشر عند معظم شعوب الهنود الحمر في اميركا عادة"نفاس البعل"، ذلك ان المرأة بعد الوضع، يرقد الزوج في الفراش لمدة اربعين يوما، في هذه الاثناء تقوم المراة بخدمته ، والعناية به وبالمولود الجديد.
وفي الحقيقة ان هذه العادة تنتشر عند شعوب متنوعة في بقاع مختلفة من العالم، وذلك بان يشغل الاب دور المولود الجديد، فتنصب عليه العناية والاهتمام.
كلود ليفي ستروس في "الفكر البري"، فيما يخص هذه العادة، يذكر بانه "من الخطأ القول بان في هذا الامر الرجل يشغل مكان المراة المولدة. احيانا، الرجل والمراة يخضعان لنفس الاجراءات لانهما يختلطان بابنهم، الذي في الاسابيع والشهور اللاحقة للولادة هو عرضة لمخاطر جدية. مرات اخرى، كما حصل غالبا في جنوب اميركا، الزوج يخضع لاجراءات تزيد ايضا على تلك التي للمراة، وحسب نظريات الهنود الحمر حول الحمل والحبل، فان شخصية الاب خاصة هي التي تختلط بشخصية الابن. ليس في هذه الفرضية او في اية فرضية اخرى الاب يلعب دور الام : انه يلعب، اذن، دور الابن".
ان الرجل يقدس المراة بسبب قدرتها على وهب الحياة، وبسبب هذا الامر نفسه فانه يخاف من المراة ويهابها. اذن ليكون رجلا متمتعا بالقوة التي تليق بالرجل عليه ان ينجب، ان يخلق، وهو الذي يحسد المراة لانها وحدها التي تقدر على هذا الامر يحاول ان يسرق الدور منها.
وينام الرجل في الفراش حيث يتلقى الزيارات تماما كما لو كان مريضا. لكن هناك محرمات غذائية تفرض عليه، تماما كما بالنسبة الينا عند النفساء، ويذكر باسكال ديبي بان الرجل عليه ان يبقى صائما لكن بدون ان يصل به الامر الى الموت. بشرب مشروب مغذي مثل الجعة، حتى نهاية اليوم الثاني عشر. عندئذ يعاود اكل المنيهوت والشرب، لكن لا يزال عليه ان يقاسي لمدة شهر محظورات غذائية اخرى. مثلا، لا يجب ان ياكل الا قلب كعكة المنيهوت، بطريقة لا يبقى فيها الا الاطراف، التي تاخذ المرء للتفكير في اجنحة مظلة الفطر المخروق. تعلق في السقف، بمساعدة حبلة صغيرة، وتحتفظ للحفلة الكبرى. في نهاية الاربعين يوما يدعو افضل اصدقائه واهله ويقيمون احتفالا، الا ان الامر لا لايتوقف عند هذا الحد، خلال ستة اشهر اخرى لا يمكنه اكل طيور او سمك. بعدم احترامه لهذه المحظورات يعرض الطفل للخطر. مثلا، اذا اكل الوالد سلحفاة، الابن يمكن ان يصم، طائش، او يبقى بساقين عوجاء كما هذا الحيوان؛ اذا اكل من خروف البحر، الطفل يمكن ان تبقى عيناه صغيرتين، دائرية، كما هذا الحيوان". ان كل ذلك يجسد الحرص، على دور الابوة التي تضطلع به هذه المجتمعات والتشديد على دور الاب في الرعاية والحماية.
ان الحبل ، في المجتمعات التقليدية وبالاخص عند الهنود الاميركيين، ليس فقط للمراة: ايضا يرتبط بموقف الاب الاجتماعي. ان فعل الانجاب بحد ذاته يمارس دورا ثانويا في الوظيفة الرمزية التي تناط بالاب تجاه الولد. ان انتهاك احتفال "نفاس البعل" يضر ليس فقط المولود الجديد وانما ايضا الاهل. ان حالة الضعف التي قد يعاني منها الرضيع تبدو اكبر انعكاس لموقف الاهل- خصوصا، موقف الاب- بالتحديد فيما يخص بعض الامور التابو. ان مراعاة او عدم احترام "النفاس الذكوري" يوافق التوازن او عدم التوازن لمجتمع الذي يجد تماسكه ، في افعال الحياة اليومية التي هي غالبا الاكثر سرية عند المجتمعات التقليدية.
وترى نظريات علم النفس ان هذه الظاهرة هي لتقليل الفوارق عند الحمل والولادة بين الرجل والمرأة، وتبرز هذه الظاهرة عند الشعوب التي فيها سيطرة للمراة، ويبقى السؤال مطروحا هل ان نفاس البعل هو غيرة ام مشاركة حقيقية في الحمل والولادة؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله