الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس العسكرى والاسلاميين : انقسام مصر بعد اقتسامها

هشام حتاته

2011 / 12 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


*** الاقتسام
بعد ان تم اقتسام مصر بين المجلس العسكرى والاخوان المسلمين على ان يكون للاخوان حكم مصر نظير احتفاظ الجيش بكامل امتيازاته التى تكرست عبر ستون عاما من حكم العسكر ( ميزانية خاصة لاتناقش – مشروعات اقتصادية ضخمة – مساحات ضخمة من الاراضى يحتفظ بها الجيش تحت بند اعداد الدولة للحرب .... الخ ) بالاضافة الى بنود اخرى تم الاتفاق عليها والتى وردت ضمن وثيقة السلمى بالا يكون قرار الحرب الا بموافقة المجلس العسكرى ، والتى تنكر لها الاخوان ( كعادتهم دائما ) واسقطوها فى مظاهرة 18 نوفمبر الماضى حتى انهم رفضوا ان تكون مجرد وثيقة استرشادية ، وما زالت مرحلة الاقتسام ولعبة القط والفار قائمة وستظل قائمة حتى اعداد الدستور ، والتى ستنتهى حتما الى قبول الاخوان والسلفيين باحتفاظ القوات المسلحة بمميزاتها دون نقصان .
اما اصحاب الثورة الحقيقيين فقد بدأت حملة تشويه متعمد لهم بالتمويل الخارجى مستهدفين حركتى 6 ابريل وحركة كفاية ( هل من المقبول ان يكون هناك مجل شعب لايمثل فيه المناضل المصرى الاصيل جورج اسحاق .. ؟ ولكنها اراد الناخبين بعد تقسيم المصريين فما بالنا وهو قبطى اصلا ) لانهم كانوا الارهاصات الاولى للثورة والذين مازالوا هم الباقين على الساحة لحماية ثورتهم ، ثم بدأت حملة العمالة لامريكا والغرب للاب الروحى للثورة الا وهو الدكتور محمد الرادعى ، دون ان يقدموا دليلا واحدا يثبت هذا التمويل الخفى بخلاف التمويلات المعتمدة والمعروفة لجمعيات المجنمع المدنى .
*** الانقسام
وبالتوازى مع مرحلة التقسيم كانت مرحلة الانقسام حتى يكون المصريين عبارة عن فريقين متنافرين ويدور بينهم الجدل الببظزنى ليكون التقسيم ههنيئأ مريئأ ، فكان لكل فريق دوره :
- الاسلاميون ومنذ استفتاء 19 مارس وحتى انتخابات مجلس الشعب بمرحلتيها حتى الآن قسموا المصريين بين مؤمنين ( الاخوان والسلفيين ) وكفار ( الاقباط والليبراليين والماركسيين والناصريين والقومييين وكل من يؤمن بالدولة المدنية ) حتى ان بعض المرشحين على غير القوائم الاسلامية كانوا يقسمون امام الناخبين بأنهم مسلمين ويؤدون الصلاة ....!!( انا شخصيا حضرت اجتماع لحزب المصريين الاحرار فى محافظة الجيزة لتعريفنا بالاعضاء المرشحين لمجلس الشعب على قائمة الكتلة المصرية – حيث اننى عضو فى الحزب رغم اننى سجلت اعتراضى على احد شعاراته " لا لالغا المادة الثانية من الدستور " وانت كنت اعرف ان قيادات الحزب مضطرة لهذا حتى لايحسبوا ضمن الكفار ) وفوجئت باحد الاعضاء يقدم نفسة قائلا : " اخوكم فلان الفلانى من مواليد المدينة المنورة " فقمت على الفور معترضا وقائلا : " اريد من السيد المرشح او يوضح لنا ماذا يعنى انه من مواليد المدينة المنورة ، وهل هذا يعطيه اى افضلية او اى قدسية .... !! " ثم استطردت قائلا : وبهذه المناسبة ارجو من السادة المرشحين للمجلس ان يوضحوا لنا موقفهم من الفكر الليبرالى ومدى استعدادهم لنشره والتعريف به فى دوائرهم وفى اجتماعاتهم الجماهيرية لانه من المعروف ان هذا المجلس هو الذى سيضع الدستور وليس مجلسا للخدمات كالمجالس السابقة ، فان لم يكن السادة الاعضاء مقتنعين بهذا الفكر فماذا يضمن لنا ان يقاتلوا فى المجلس من اجل دستور مدنى "
امتعض احد الاعضاء وقال : "ان هذا الكلام سيضعنا فى مواقف ..... " ولكنه امام تصفيق الحاضرين لم يكمل وان جائنى بعد الاجتماع ومعة بعض المرشحين يقولوا لى : نحن نقدر رأيك ولكننا لانستطيع ان نوضح ذلك الآن لاننا سنقابل على الفور بكلمة : كافر ....!! )
قام الاسلاميين بدورهم فى قسمة الشعب الى مؤمنين وكفار .. وقضى الامر الذى فيه تستفيان ...!!
- المجلس العسكرى بعد ان قدم الكثير من الاتهامات والتى لم يثبت اى منها وبعد ان تباطأ كثيرا فى تقديم مبارك واركان النظام السابق للمحاكمة وتعدد ثورات التحرير فى الشهرين الآخيرن والتى قاطعها الاخوان والسلفيين ، بدأنا نرى مظاهرات مضادة فى ميدان العباسية ، بدأت صغير وانتهت اليوم بمايقارب النصف مليون ( ومن المعروف ان منطقة العباسية والتى تليها مباشرة منطقتىمصر الجديدة ومدينة نصر بها تواجد معظم ادارات الجيش المصرى والكثير من المجمعات السكنية التى بناها الجيش لضباطه )
بعد الاحداث الدامية فى ماسبيرو ومقتل حوالى عشرين من الاقباط باحدى مدرعات الجيش والتى لم يعلن عن محاكمة الفاعل حتى اليوم ، وبعد مقتل حوالى اربعين فى احداث محمد محمود والفاعل قوى خفيه هبطت بالاطباق الطائرة من كوكب آخر .. !! جاء الدور على متظاهرى مجلس الوزراء ، وبغض النظر عن كل ماقيل عن الاسباب الا ان مايهمنا هو مارأيناه جميعا على الفضائيات واليوتيوب من ضرب وسحل وتعرية لفتيات مصر ثم الاعتقال والضرب المبرح مع تهديدات بالاغتصاب بغض النظر عما حدث للشباب فهم منذ الثورة يضبون ويقتلون دون ان يحاسب حتى الآن من ضربهم ومن قتل زملائهم ، ولكن البنات والنساء فى المجتمع الشرقى عموما لهم وضع خاص ، تقوم الحروب بسبب الاعتداء على امرة ( حرب داغس والغراء التى استمرت اربعون عاما ، وهجوم المعتصم على القسطنطينية بسبب تعرية امرأة عربية .... ) المرأة هى شرف الرجل فأن اهينت المرأة اهينت اسره بكاملها . ماذا حدث لقواتنا المسلحة .. اى عار ارتكبوه ؟ جرائم الشرف فى الصعيد لايمحوها الا القتل .؟ ماذا حدث ... ان عصر مبارك وحبيب العادلى لم يفعل هاكذا بالنساء ... ماذا حدث ياجيسنا المصرى الباسل ... ؟ ياخسارة... !!
وعندما تخرج مظاهرة اليوم تحت شعار رد الشرف فى ميدان التحرير( والتى قاطعها الاخوان والسلفيين لأ هذة المتظاهرة التى تم سحلها وتعريتها هى من الكفار التى تختلط بالرجل ولاترتدى الخمار ... !! ولانهم ايضا مشغولين باحراز اكبر عدد الغنائم المتمثلة فى مقاعد المجلس ) نجد مظاهرة مضادة فى العباسية شعارها " لا للبلطجية " .. هل الثوار اصبحوا بلطجية ؟ ، وثلاثة من اطفال الشوارع يتم القبض عليهم لتذاع اقوالهم دليلا على تجنيدهم من البلطجية ..!! الطفل من سن الثانية عشرة يقف امام ضابط كبير فى الجيش ماذا تريد منه غير ان يردد مايقوله الباشا الكبيير ؟؟ هل الناس بهذه السذاجة ..؟؟
وعصر اليوم ( الجمعة 23 /12) وانا اتابع الفضائيات تصلى جماهير العباسية وراء احد الشيوخ والذى يقول : علينا طاعة اولى الامر منا ، والمجلس العسكرى هو الذى يتولى امورنا . وبدأ يهتف للمجلس العسكرى ويهتف ضد محمد البرادعى العميل الامريكى وبعض الاعلاميين الذين لايرضى عنهم المجلس ( منى الشاذلى – عمرو الليثى – محمود سعد ...) ويردد المجمعين فى وراءه فى العباسية الهتافات .
وكما اقتسمت مصر بين العسكر والاسلاميين ، فقد قسمت مصر ايضا بين مؤمنين وكفاربفضل الاسلاميين ، وبين ثوار التحرير ومناصرى المجلس العسكرى فى العباسية بفضل المجلس العسكرى ...... ياخساره يامصر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنويه : اكتب هذه المقاله وكلى اسف وحزن وحلقى مليئ بالمراره لاننى تربيت فى وسط عائله فيها الكثير من ضباط الجيش والشرطة ومنهم اخوتى وازواج اخواتى وكنت بصفة خاصة اكن احتراما وحبا لضباط الجيش المصرى اكثر من ضباط الشرطة ، فضباط الجيش داخل المعسكرات وخارج احتكاكهم بالمواطنين وخاضوا حروبا من اجل مصربذلت فيها الكثير من الدماء والتى كانت محصلتها رصيدهم من الحب فى قلب معظم المصريين ، ولكن السلطة المطلقة التى كانت ممنوحه لضباط الشرطه والتى ادت الى فسادهم وافسادهم والعجرفة التى ادت الى انهيارهم يوم 28 يناير الماضى ، هى السلطة الممنوحة الآن لضباط القوات المسلحة بعد ظهورهم على الساحة ، ولكن فى الحالتين اقول : ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض