الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعني شعار -الاسلام هو الحل-؟!

رزاق عبود

2011 / 12 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يرفع الاسلاميون، على مختلف مذاهبهم، واحزابهم، شعار "الاسلام هو الحل" ولكن ماذا سيحل الاسلاميون ياترى اذا استلموا الحكم؟! ماهو الحل السحري الذي يوهمون به بسطاء الناس؟ لقد استلموا الحكم في افغانستان بمساعدة المخابرات المركزية الامريكية، وربيبتها المخابرات الباكستانية، فماذا جرى ياترى؟ نصبوا المشانق، والمقاصل في كل شارع. حولوا الملاعب الرياضية الى ساحات اعدام، ورجم. اجبروا الناس على مشاهدة قسرية لبربرية الحل الاسلامي بالرجم، والجلد، وتقطيع الاطراف. اغلقوا المدارس، والاعمال، وسدوا كل ابواب الحياة بوجه البنات، والنساء، واقتصروها على الاولاد، والرجال، واختزلت مدارس الاولاد الى كتاتيب يعلم فيها ملالي،لا يعرفون العربية، اصعب كتاب عربي: القرآن. حرموا المرأة من كل حقوقها، وباعوا بنات الافغان في اسواق النخاسة، لمن يدفع اكثر داخل وخارج الحدود. حجبوا النساء في بيوتهن، وعزلوهن عن المحيط بقطعة قماش تغطيها من قمة راسها حتى اخمص قديها، وكانها خيمة متحركة. حطموا الزراعة النامية، ونشروا زراعة المخدرات، وعملوا على توزيعها، وانتشارها، واصبحت اهم مصدر للدخل القومي. حطموا الكنوز الحضارية الافغانية، ونسفوا اكبر تمثالين لبوذا على الارض، وحرموا سكان المنطقة من السياحة، ومردودها. منعوا الموسيقى، والغناء، بل حتى الحلاقة. سدوا كل ابواب الثقافة الحرة. انقسموا على انفسهم، وقسموا الشعب الافغاني، الى شيع، وقبائل، وزعامات، وعصابات، ومجموعات متحاربة. اثاروا الفتن، والصراعات المحلية، واصدروا فتاوى باراقة دماء الالاف من الابرياء. استخدموا الاطفال للقتال، واستغلوا اجسادهم قنابل موقوتة. حاربوا العالم كله، واحتضنوا كل ارهابيي العالم. حتى صار اسم المسلم الافغاني يعني الارهابي. وضعوا لوحة على الحدود الافغانية، وكتبوا: معمل الارهاب العالمي. فقر، وجوع، وتخلف، وامية، وانحطاط، وحروب، وتشتت، وتشرد، وغربة، ودمار، وذبح يومي للبشر. لم يحلوا اي مشكلة في البلد، بل حلوا الدولة، والمجتمع. تلاميذهم في الصومال مثل اساتذتهم دمروا البنية التحتية على بساطتها، وقاموا بتهديد السلم الاهلي، والعالمي، وشنوا حروب التفكيك، والقرصنة، وقتل الابرياء في الاسواق، والمدارس، والمستشفيات. الاسلاميون الحاكمون في السودان قسموا البلاد، وشطروا العباد، بعد حروب اهلية طاحنة، واستعباد شرس للشعوب غير العربية في السودان. باعوا الافارقة عبيدا، وجواري داخل، وخارج السودان. وحولوا البلد الى ساحات حروب، وشقاق، ونزاع، وفتنة. في ايران نفس الخراب، والدمار، والبطالة، وامتهان حقوق الانسان. السعودية تدعي الاسلام، وتحكم باسمه. ورغم انها الدولة النفطية الاولى في العالم فلا زالت الامية، والفقر، والامراض منتشرة في مملكة البدو. تمييز طائفي، واحتقار للمرأة، وصل حد الافتاء بمنعها من الجلوس على كرسي، او اظهار فتنة عينيها. ناهيك عن قيادة السيارة، او السفر. اولياء امرها اطفال قاصرون، حتى لو كانت عالمة ذرة. فالحل الاسلامي اذن هو حل المجتمع، وتخريب الاخلاق، وتمزيق الاواصر الاجتماعية، وتفتيت الروابط الوطنية، وجعل المسلم يحتقر "الذمي"، ويستعبد "الكافر" ويقتل "المرتد" ويقيم الحدود على الشباب، اذا تهندموا، وتانقوا، وواكبوا ركب الحضارة البشرية. تقاتل المذاهب، والطوائف الاسلامية بحيث يحلل دم الشيعي"الرافضي"، ويجاز قتل السني"الناكر للولاية"، كما حاصل في العراق. نشروا فكرا ظلاميا، واقاموا حكما طائفيا، يقتل فيه الاخ اخيه، ويستباح فيه مال الجار، وعرضه. ولا يامن فيها المرا على نفسه، وماله. في العراق، كما في افغانستان جاء الاسلاميون الى السلطة بمساعدة الامريكان. الغريب انه رغم الامثلة السيئة، والنماذج المخيفة، والنتائج الفظيعة لحكم الاسلاميين في العالم، قديما وحديثا، فان الحركات الاسلامية تطالب "بالحل الاسلامي" واوله اضطهاد المرأة، كما يحصل الان في العراق، وايران، والسودان، وجنوب لبنان، واندونيسيا، وليبيا، وستلحقهم تونس، ومصر، واليمن، والاردن، والمغرب رغم دعاوى الاعتدال، والوسطية الكاذبة. فقندهار هي النوذج المثالي، والمتبع في كل الدول التي ابتلت بحكم الاسلاميين، او نفوذهم الواسع! فتاوى بالخلع، وسفك، واهدار الدماء، كما في مصر. قد تختلف في الاشكال، والنسب حسب الظروف، والضرورات. لكن الصورة نفسها: تفكيك، وحل اللحمة الاجتماعية لكل مجتمع يقوده سوء حظه الى قيادة الاسلاميين له. اي خلق مشاكل جديدة مستعصية للمجتمع، واعادته الى ظلام القرون الوسطى. ولا تحدثني عن تركيا فاسلاميو تركيا اعلنوها منذ اعادة اجازة حزبهم، واستلام السلطة، تخليهم عن تطبيق احكام الشريعة الاسلامية، وامنوا بفصل الدين عن الدولة، و تعهدهم القبول بالحكم العلماني، الذي يعني الدين لله والوطن للجميع. تخلوا عن "الحاكمية لله" وارتضوا بحكم الشعب، وصندوق الاقتراع. فان تخلوا عن هذه الاختيارات سيرفضهم الشعب التركي في اول انتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معادلات رياضية
داوود حسن ( 2011 / 12 / 24 - 09:24 )
الاسلام هو الحل يعني عندهم معادلات رياضية من مادة الرياضيات والتي تستخدم الان في كافة مجلات بحوث الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد ,وتحل اكبر لغز علمي من خلال العمامةو, ولهذا تلاحظ القفزات العلمية النوعية في تلك الدول الذي ذكرتها في مقالاتك, ستحل اكبر مشاكل العالم من خلال المعادلة الرياضية التي تفوق , معادلات النظرية النسبية لانشتاين وهي المعادلات الاسلامية , التي سيحصل عليها اصحاب هذا الفكر المتخلف جائزة نوبل لعام 2012
هل تعلم اخي العزيز ان معظم فتاوي( الاسلام هو الحل) تتمحور في ثلاث امور, الجنس, السرقة والقتل
والذي اصبح معروف ومفضوح في تلك الدول التي وردت في مقالتكم الجميلة
مودتي


2 - نموذج غزة
الحكيم فارس ( 2011 / 12 / 24 - 12:47 )
تحياتي سيدي الكاتب على هذا الوصف الرائع واحب ان اضيف نقطة يدعي الاخوان المسلمين ان لديهم نموذج اخر مختلف عن الاماكن التي ذكرت ومما يكذبهم نموذجهم في غزة شقوا الوطن قبل ان يتحرر وقسموا المجتمع بحيث اصبح الاخ يعادي اخيه مواقفهم نفس مواقف اليمين الاسرائيلي يرفضون اقامة الدولة يرفضون طرح القضية في الامم المتحدة يمنعون اي احتفال في مناسبة لا تعجبهم وتمنعها بنفس الوقت اسرائيل بالقدس قبل وصولهم للسلطة بغزة كانوا يطلقون تلك المواسير التي يسمونها صواريخ على اسرائيل لاحراج ابو مازن واتهموه بالخيانة لانه وصفها بالصواريخ العبثية اليوم يمنعونها ويسمونها صواريخ خيانية لانها ستورطهم مع اسرائيل جوعوا الناس وزاد معدل الفقر والبطالة وهم اثروا وتحول شعار الاسلام هو الحل الى شعار الصبر على الابتلاءات اي لاحلول لديهم والاهم من كل ذلك هم يرفضون اجراء انتخابات جديدة ويماطلون رغم استحقاقها منذ اكثر من سنتين ودوما او مازن يتحداهم بالعودة لصندوق الاقتراع لكنهم يرفضون لانهم واثقون ان الشعب اكتشفهم ولم تعد مقولة الاسلام هو الحل تخدع اي مواطن وانهم سيهزمون شر هزيمة


3 - الشعب عايز كده
عمر علي ( 2011 / 12 / 24 - 13:46 )
عزيزي ابو نوار
الشعوب الاسلامية مازوشية تعشق عبوديتها المراة قبل الرجل وللعلم هذه الشعوب تعرف ذلك جيدا لانها تحب وتعشق الظلم طالما مقرون باسم الدين لانهم يعتقدون هذا عقاب من الله وليس من المعممين ورجال الدين الذين يضحكون عليهم . هذه شعوب لازالت تغط في نوم عميق ولازالت تعيش في مرحلة الهمجية التي تجاوزها العالم قبل مئات السنين .دعمهم ان ينتخبوا الاسلامين لكي يتمتعوا بمنجزات شعار الاسلام هو الحل وطبعا عندما لم تتحقق احلامهم فهناك مشجب متوفر لهم لكي يرموا بأخطائهم هو امريكا واسرائيل
تحية لك دكتور وللعائلة


4 - الإسلام هو الحل خقُ يُرادُ به باطلاً
مروان محمد عبد الهادي ( 2011 / 12 / 31 - 11:03 )
إننا نكاد نجزم بأن الشِعار -الإسلام هو الحل- أو -الدين هو الحل- الذي يرفعه الإسلام السياسي، الذي نَصّبَ نفسه حارساً للشريعة، ووصياً على وجدان الناس وعقولهم، تارة بحجة أنهم ورثة الأنبياء، وتارة أخرى بحجة الحفاظ على الدين، لا علاقة له البتة بتعاليم الإسلام الحنيفية التي لا تفرق بين أطياف المجتمع على أساس ديني أو عرقيِّ، إذ أنه ليس من مهام الرسالة السماوية التي تنزلت وحياً على قلب الرسول الكريم، صلوات الله عليه بأوامرها ونواهيها، والتي تتجه إليها النفوس والعقول مدفوعة بِفطرة الخلق، سوق الناس سوقاً إلى الجنة بالعصا أو تجنيبهم نار جهنم بالقوة، لذا فإن المقصود من هذا الشعار عندما يُطرح هو السلطة المُطلقة باسم الدين، لا أكثر ولا أقل من ذلك.

لقراءة البحث كاملاً ، الرجاء النقر على رابط الفصل الثالث: -الإسلام السياسي- -الإسلام هو الحل حقٌ يُرادُ به باطلاً-

http://facebook.com/mhadi11

اخر الافلام

.. إطلاق نار وحرق كنيس يهودي في جمهوريتين اتحاديتين بروسيا


.. صور لاستمرار المعارك في محيط الكنيسة بمحج قلعة بداغستان




.. زاوية جديدة للاشتباكات المسلحة في محيط الكنيس اليهودي في داغ


.. مشاهد تظهر استيلاء مسلحين على سيارة شرطة أثناء تنفيذ هجوم عل




.. 119-An-Nisa