الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض كتاب: (العراق المعاصر: رؤى اجنبية) ترجمة محمود عبد الواحد القيسي عرض: زينة الميالي

زينة الميالي

2011 / 12 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عرض كتاب: (العراق المعاصر: رؤى اجنبية) ترجمة محمود عبد الواحد القيسي عرض: زينة الميالي

يعد كتاب الدكتور محمود عبدالواحد القيسي المعنون (العراق المعاصر "رؤى اجنبية") والصادر عن مكتبة عدنان في بغداد، واحداً من الكتب التوثيقية التاريخية المترجمة، والتي تعرض آراءاً لعدد من الاكاديميّين الاوربيّين والامريكيّين واليابانيّين والعراقيّين والعرب، بصورة تحليلية ونقدية لاحداث ووقائع مهمة من تاريخ العراق باسلوب مشوّق يشدّ القاريء الى قراءته، والتغلغل في اعماقه، لكونه يناقش آراءاً لاحداث مهمة وقعت، ولازال تأثيرها جلياً في مسار الأحداث في العراق والعالم.
الاختلاف في الرأي حتى وإن وصل الى نقطة التقاطع، لايقلل من أهمية الدراسات الجادة، طالما ان التاريخ عبارة عن وجهات نظر، او كما يرى المؤرخ وفيلسوف التاريخ الايطالي كروتشة بقولته العميقة (... إن التاريخ كله تاريخ معاصر)!!.
كتاب (العراق المعاصر: رؤى اجنبية) عبارة عن فصول متنوعة تُرجمت في مدد متفاوتة، على مدى السنوات العشر الاخيرة، حيث إرتأى المترجم جمع الفصول الاثنتي عشرة في كتاب واحد، بالرغم من أن بعضها كان قد نُشر في كتاب مستقل حمل عنوان (أضواء على قضايا تاريخية عراقية معاصرة)، الا انها ذات فائدة كبيرة للمؤرخ وللباحث، خاصة وانها كتبت من اجيال متعددة، تمتد من بدايات القرن العشرين وحتى الوقت الحالي، من مؤرخين رواد وشباب أمثال الدكتور مجيد خدوري وعبداللطيف الطيباوي وأياد القزاز وفيبي مار وكيكو ساكاي وسليفيا نيف وماغنوس بيرنهاردسون وألين شليبفر.
بحث الدكتور مجيد خدوري كان عن "نوري السعيد"، حيث حاول خدوري أن يقدم للقارئ صورة اخرى للسياسي نوري السعيد الموالي للبريطانيين الا أنه أخذ يحاول أن يمد جسور التعاون مع الالمان على حساب البريطانيين، خاصة وان بريطانيا أصبحت في وضع حرج بعد الانتصارات الالمانية في الجبهات الاوربية والشرقية. ويثير البحث سؤالاً: هل إنَّ نوري السعيد كان جاداً أم أنه كان يمارس ألعوبة سياسية من قبله لكشف العناصر المتعاونة مع الالمان، وافشاء اسرارهم للبريطانيين.
أما الدكتورة سليفيان فقد حاولت أن تدرس التطور السياسي والفكري لمدينة النجف الأشرف كونها مركزا للعلمانية الراديكالية، أمّا ماغنوس بيرنهاردسون فقد حاول ربط الاثار بالقومية في العراق بين تاسيس النظام الملكي عام 1921 والاحتلال الامريكي عام 2003، اذ كوَّن فرضية مداها إرتباط الاثار بتطور النظام السياسي في العراق.
أما البوفيسورة كيكو ساكاي فقد تتبعت تاريخيا تطور العلاقات بين العراق واليابان وأثرها في تطور نظرة البلدين لبعضهما البعض، وهو من البحوث النادرة التي تتناول شأن تطور العلاقات العراقية اليابانية، ومن البحوث النادرة في هذا المجال.
أما الباحثة السويسرية المستشرقة ألين شليبفر قد ناقشت في بحثها الموسوم هويات اليهود العراقيين وفقاً لمذكرات يهود بغداديين مشكلة تناقص هويات اليهود العراقيين منذ الاربعينات واثرها في التطورات اللاحقة في احداث العراق، والمعلوم أن تاريخ اليهود في العراق، حظي باهتمام واسع من المؤرخين والأكاديميين العراقيين والعرب والأجانب، إذ صدرت العديد من الرسائل الجامعية والمؤلفات والدراسات والبحوث من وجهات نظر متعددة، ناقشت جوانب مختلفة لحياة الطائفة اليهودية في العراق، وعلى نحو خاص خلال العهد الملكي. وتركزت غالبية هذه الدراسات على مناقشة الظروف التي أدت الى هجرتهم من العراق في مفتتح عقد الخمسينات من القرن العشرين، والنتائج التي تمخّضت عن هذه الهجرة، ودور المنظمات الصهيونية في دفع الكثير من اليهود العراقيين إلى المساهمة في هذا النشاط، مما أثر سلباً في تطور المجتمع العراقي، ودفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات متشددة ضد اليهود المتورطين بنشاطات صهيونية. إلا أن هذا الكتاب يعد بصدق من الكتب المهمة في تاريخ العراق، خاصة وانه تناول جوانب مضيئة جديدة، لتضيف لمسة جديدة لتاريخ العراق المعاصر بصورة حيادية ومشوقة بعيدة عن المبالغة والمسايرة لصالح فكرة او راي معين..
وقد أفادنا الأستاذ الفاضل بأن الباحثة ألين شليبفر ومنذ عام 2006، تقوم بتطوير أطروحتها للدكتوراه عن (الطائفة اليهودية في العراق) في جامعة جنيف، بأشراف الأستاذة الدكتورة سيليفيا نيف، وهي متخصصة في تاريخ الشرق الأوسط، إلى جانب اهتمامها بالدراسات العراقية المعاصرة.
على العموم فقد كان جهد الأستاذ الدكتور محمود، جهداً رائعاً ومتميزا، كما عهدناه دوما في أعماله العلمية، يتميز هذا العمل بالأتقان والمهارة والمقدرة الفائقة على نقل المقال من لغته الام الى اللغة العربية. فبعض الباحثين والكتّاب الذين ترجم لهم الدكتور محمود، ربما لم يوفقوا في إعطاء البعد الحقيقي لتاريخ الوقائع والأحداث، إلا أن الأستاذ المترجم لم يكتف بالترجمة والنقل إلى العربية فتلك مهمة يمكن أن يقوم بها أي مترجم، إنما كان له حضور واضح، في الشرح والتعليق والتصويب، لكونه مؤرخا، ويعشق التاريخ، ويعمل بمهنية وحيادية المؤرخ، وعلمية الباحث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعليق فن وادب
د.شامل عناد قسم التاريخ ( 2012 / 7 / 16 - 20:47 )
يفتقر العرض الى الدقة والباحثة فقط تكيل المديح للدكتور محمود القيسي بشكل مبالغ فيه جدا ويفتقر العرض الى معلومات عن جهة النشر وعدد الضفحات مع العلم ان مكتبة عدنان هي التي قامت بالنشر نتمنى من زينة الميالي وهي في بداية مسيرتها العلمية ان تبتعد عن مثل هذه الامور لاسيما انه في بداية طريقها مع جزيل الشكر

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان أحياء إضافية شرق رفح إخلاءها ر


.. في سابقة إسرائيلية.. رسالة تحذير من رئيس الأركان لنتنياهو| #




.. مجلس الأمة الكويتي.. لماذا حلّه أمير البلاد وماذا تعني هذه ا


.. قيس سعيد يا?مر بمحاسبة من غطى العلم التونسي بخرقة من القماش




.. وصف بالأقوى منذ عقدين.. الشفق القطبي يزين سماء عدة دول أوروب