الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يحدث في كواليس الثورات؟: سؤال شرعي

أسماء صباح

2011 / 12 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بكل تأكيد كان عام 2011 عام الثورات العربية بامتياز، ثارت تونس وتبعتها مصر وانجر ورائهما العالم العربي، ثورات انتهت، وثورات ما زالت تعاني مخاضا عسيرا، شعوب اطمئنت وشعوب لازلت حائرة، قلوب اراتاحت وارواح سعدت وارواح ما زالت حزينة معلقة، دكتاتور نفى نفسه واخر قتل وثالث في السجن ورابع لازال يقاوم وخامس دمه بين ليلة وضحاها سيسفك.
كان عاما طويلا، مليء بالمفاجات، على كل الاصعدة، والمرأة كانت ايضا بطلة، المرأة العربية قاتلت هذا العام لأجل الحرية والسلام، وحصلت على نوبل تكريما للقتال الفعال والشريف، توكل كرمان كانت المرأة العربية الاولى التي تحظى بمثل هذه الجائزة الرفيعة، ولن تكون الاخيرة، لأن المرأة العربية كالنحلة، لا تمل ولا تكل من العمل، وان حاول البعض تهميش دورها.
الا انه من اللافت والمثير للاهتمام، هو استبعاد المرأة عندما يتعلق الأمر بتوزيع السلطات )المناصب)، واحتفالات الثوار وادارة البلاد بعد سقوط الطغاة، فما الذي يحدث في كواليس ما بعد الثورة؟
لا ينكر احد ان النساء شاركن في كل الثورات العربية، وكن القشة التي قسمت ظهر البعير، وكن اداة ضغط على الحكومات والانظمة الدكتاتورية، ولولا مؤازرتهن للرجال ماديا ومعنويا لما نجحت ثورة، كن متظاهرات ومدونات وناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي وصحفيات ميدانيات ومحرضات للعامة عن طريق التوعية وممرضات وطبيبات ومتبرعات بالدواء وغير ذلك.
لقد كانت المرأة العربية يد الرجل اليمنى واليسرى في هذه المعركة، فهن ذكيات ولا احد يستطيع الجدال في ذلك، لكن ما الذي حصل بانتهاء الثورة؟ لماذا تعامل النساء على هذا النحو؟
فمن لجان دراسة الدستور استبعدت ومن المجلس الانتقالي رفضت و ترشحت للانتخابات مستقلة فخسرت وغير ذلك، هل استخدمها الرجال طبعا دون وعي كأداة لتحقيق مارب سياسية، ثم عندما حان القطاف طالبوها بالتوقف عند حدها وان تتذكر بأنها امرأة ولا يجوز لها مقاسمة الرجال، حتى وان شاركت في صنع الكعكة؟
لماذا ترتعد النساء خوفا على مكتسباتهن في تونس، ولماذا تعرى النساء وتضرب بالعصا ويهان شعرها الابيض وتكبل في السرير في مصر، ولماذا تهدد بمثنى وثلاث ورباع في ليبيا؟ ما الذي يدور في كواليس الثورات؟؟؟
ان العالم العربي لا ينسى ابدا ولو للحظة واحدة بأنه مجتمع ابوي ذكوري هرمي، وحين نسي ذلك ابان الثورات فقد نسي عن قصد وكان لـ"غاية في نفس يعقوب" وعندما تحققت تلك الغاية عاد الى سابق عهده قامعا للمرأة، وراغبا في السيطرة عليها فكرا وجسدا، فعندما تهدد بمكتسباتها يكون هذا تهديدا يجعلها متوترة وخائفة على نفسها من القادم وعندما تسحل جسديا وتعرى فذلك درس لها بان تلزم بيتها ولتترك الساحة للرجال المستمتين على تقسيم الكعكة الكبيرة!!!
المرأة الان مصدر خطر على ذكور الثورات، لذلك تعامل بوحشية، لانه ان تغير وضعها وتقدم، فسوف تهدم امبراطورياتهم التي عاشوا سنوات متربعين عليها، وسيقاتلون لاجلها حتى اخر نفس، وستكون المرأة عدوهم هذه المرة!!
هذا ما يحدث في كواليس الثورات.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية