الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحراج للذات الإلهية

حسّان الجمالي

2011 / 12 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الذي قرر يوما أن يختار كلمة الله اسما لحزبه السياسي٬ المحصور على منطقة جغرافية محدودة وعلى طائفة بعينها٬ الم يخطر بباله ولو لدقيقة واحدة أن إقحام الله في ميدان كله مناورات وتحالفات ومصالح دنيوية قد يسبب إحراجا للذات الإلهية؟

الله الذي جعل من الإسلام دينا بلا سلطة دينية٬ بلا رجال دين٬ بلا هرمية ومراتب٬ والذي هو اله جميع البشر دون تمييز يصبح٬ لا بقدرة قادر وإنما بقرار سياسي٬ رئيسا ولو فخريا في تنظيم سياسي٬ إيديولوجي على خلاف مع كثيرين من عباد الله؟ أليس هذا مخالفا للآية التي تقول:

«من جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين»

هل تقبل الذات الإلهية المتعالية٬ التي ترفض أي تجسيم أو تصوير أو ترميز عبر الإيقونات والصور والرسوم٬ أن يعلق اسمها على أعلام ويافطات وأن يخرج من أفواه حزبيين بمناسبة وغير مناسبة وفي قضايا لا تعني الذات الإلهية في شيء؟
هل فكر الذي يستخدم اسم الله أن عليه التزاما أخلاقيا ودينيا تجاه رب العالمين٬ حده الأدنى هو أن لا يورط الخالق في مواقف مشبوهة وأن يشركه في دعم الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية وحقوق الإنسان ؟

يمكن القول٬ مع بعض التحفظات٬ أن الله معي في مقاومة المحتل و في عمل الخير وإقامة المشافي والمدارس ودور الأيتام و تأمين الدعم المادي والمعنوي وحتى «العاطفي» لنساء الشهداء٬ ولكن كيف أتجرأ أن أهلل لمن يسفك الدماء وييتم الأطفال ويقتل المطالبين بالحرية التي خص الله بها الإنسان دون بقية المخلوقات• دون أن أتخلى٬ ولو مؤقتا٬ عن جر الله إلى جوقة تطبيلي وتزميري•

وحدانية الله الذي لا شريك له هي أساس دعوة محمد• والله يغفر أية خطيئة باستثناء الشرك• أليس استخدام اسم الله في دعم قرارات سياسية ومناورات إستراتيجية وتحالفات مشبوهة أو شيطانية هو إشراك بالله؟

لا ألوم حزب الله على سياساته وتحالفاته وفي ما يجد فيه مصلحة لحزبه ولأبناء طائفته• انه مسئول٬ عن ذلك٬ ليس أمام الله وإنما أمام أعضاء حزبه وطائفته• ولكن ألم يحن الأوان ٬بعد أن غرق الحزب في قضايا وتحالفات مشبوهة٬ أو على الأقل٬ خاضعة للنقاش٬ أن يحرر الله من المأزق الذي أوقعه فيه جاعلا اسمه لاصقا بتأييد الحق هنا والباطل هناك٬ مع شعب مظلوم في مكان ومع حكم دموي مجرم في مكان آخر!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتقوا الله فيما تفعلون
حميد هاشم ( 2011 / 12 / 25 - 18:44 )
الاستاذ حسان الجمالي اتفق معك ان تبعد كافةا لرموز الدينيه والايديولوجيه عن الساحة السياسية وكلنا يعلم مدى تلون هذه الساحة وتقلباتها المستمره بينما الرموز الدينيه ثابته بمبادئها بعيده عن الغش والدجل والنفاق الذي يعتري اللعبه السياسيه وصدق احدهم حينما قرأ على قبر احد الساسه الكبار (هنا يرقد السياسي العظيم والرجل الصادق)فعلق قائلا لاول مره ارى اثنين يدفنان في قبر واحد فقالوا له كيف فاجاب هل هناك سياسي وصادق0ندائي الى كافة المتدينين ان يتقوا الله في الاسماء التي يطلقونها على احزابهم وان يتركو اسم الجلاله نقيا طاهرا لاتدنسه اهوائهم ولاتعتليه احقادهم وكفاهم ماخلفوه من كراهيه واشمئزاز في نفوس الناس لما يمارسوه من باطل


2 - ربنا يستر
Amir_Baky ( 2011 / 12 / 26 - 05:49 )
كيف يثق إنسان عاقل فى شخص يتاجر بالدين و بأسم الله لأجل مصلحة سياسية شخصية؟ فمن يتاجر بالله و بدينه يمكن أن يتاجر بالبلد كلها وبشعبها

اخر الافلام

.. المسلمون في الهند يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه




.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك


.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟




.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع