الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سانت كلوز بين الشرق و الغرب

جورج فايق

2011 / 12 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت قد كتب مقال سنة 2006 بعنوان عفواً سانت كلوز عاتبته على تجاهل أطفال الشرق و عدم قدومه لأطفال الشرق الأوسط لتقديم الهدايا لهم
بل أيضاً تماديت في عاتبه و أتهمته بالخوف على نفسه من القتل و التفجير في هذا الشرق الأعفن الذي لا يجيد ألا التكفير و الكره و القتل و الدمار بحثاً عن أرضاء لله و أعلاء شأن الدين وطمعاً في جنة الحور و يفعلون هذا بقلب مطمئن و ضمائر مستريحةلأنهم من وجهة نظرهم يفعلون الصواب لأنه يقضون على الكفر و الكافرين
في بلاد الشرق الكل يحتكر الصواب فديانته بل طائفته بل مذهبه بل جماعته هي الصواب و باقي البشر خطأ
الكل يظن أنهم وحدهم الخير و الأخرين هم الشر
هم الأيمان القويم السليم المستقيم و من يخالفوهم هم المشركين الكافرين المحرفون
هم وحدهم ذاهبين للجنة لينعموا فيها لا محالة و من لا يتبع دينهم و مذهبهم منتظرهم عذاب إليم لا يحتمل في الجحيم
و لم ينتظر البعض يوم الحساب ليتم القاء الكافرين من وجهة نظرهم في الجحيم بل تطوعوا هم من أنفسهم ليحولوا حياة من يخالفهم على الأرض إلى جحيم
فيغتالوهم بالقول و الفعل يكفرونهم علانية و يستبيحوا دمهم و عرضهم
يفجرون أماكن عبادتهم و أسواقهم يجعلوهم يحلمون باليوم الذي يتركون فيه وطنهم ليحيوا غرباء مشردين في بلاد غريبة و لكن لسان حالهم يقول قسوة الغربة و لا العيش مع هؤلاء و يقول البعض منهم متألماً أن كانت الجنة سيدخلها هؤلاء الأرهابيين فأنا راضياً بالجحيم لأن الجحيم الحقيقي هو معاشرة هؤلاء
فلما مرت ليلة عيد الميلاد و لم يفرح أطفال الشرق بهدايا سانت كلوز ؟
لما تجاهل سانت كلوز أطفال رماهم قدرهم في منطقة لا تعرف غير الكره و القتل ؟
هل هو خائف فعلاً أما أنه عاجزاً عن تقديم هدايا لهؤلاء الأطفال ؟
بالطبع أنه عاجز عن تقديم هداياً لأطفال سلبت منهم طفولتهم و أعتادوا على مناظر الأشلاء و الدماء و التخريب و أصبح الخوف من القتل أو الأختطاف جزء من حياتهم اليومية فيقف سانت كلوز عاجزاً عن تقديم هداياً لأطفال يجنون ما زرع من كره في القلوب
مما يجعل هؤلاء الأطفال يعيشون في حلقات متصلة من الكره طوال حياتهم لأنهم هم أيضاً عندما يصبحون أباء سوف يزرعون الكره بدورهم في قلوب أطفالهم و هكذا يتوارت الكره من جيل إلى جيل بل يتزايد
فماذا سانت كلوز فاعل في أطفال ربوا على الكره و أعتادوا العنف ؟
فكل ما يريدوا هؤلاء الأطفال هو أن تعود لهم طفولتهم المسلوبة و أن يمحى الكره و العنف من قلوبهم و أن يحيوا بأمان في أوطانهم
كل ما يريده هؤلاء الأطفال أن يلعبون في الحدائق و المنتزهات فلا تغتالهم أيادي الكره و الأرهاب
كل مايريده هؤلاء الأطفال هو أن تمحى من ذاكرتهم مناظر التفجيرات و الدماء و الأشلاء و لكن كيف يكون هذا مع ناس تؤمن أن هذه التفجيرات هي الطريق للجنة ؟

سانت كلوز الحقيقي في الغرب هو أب أو أم الطفل الذي يأتي بهدية عيد الميلاد لطفله و يضعه تحت شجرة الكريسماس في الليل ليأخذ الطفل صباحاً وهو يعرف أن عائلته هي التي تقدم له هذه الهدية عن طريق سانت كلوز و تكون هذه الهدية أي شيء يريده أو ما يناسب مع ميوله كأدوات رسم أو موسيقى أو ......
و أن كانت الموسيقى و الرسم و النحت و كل الفنون حرام و كفر و الدمي أصنام و شرك و ......
فماذا يقدم سانت كلوز لأطفال الشرق؟
أو بالأصح ماذا سوف يقدم أباء الشرق لأبنائهم ؟
بالطبع لأنهم ربوا على المقت و الكره من فلابد أن تعبر هداياهم لأطفالهم عن ذلك قيقدمون لهم مثلاً كتاباً كيف تصبح أرهابياً لترهب أعداء الله
أو يقدمون حزام ناسف ليفجروا أنفسهم في الأسواق و أماكن العبادة و الأحتفالات المغايرة لدينهم و يشجعونهم على ذلك لينالوا الشهادة ؟
أو غير ذلك من الهدايا التي تسبب هداية و تقضي على الكفر و الكافرين
و أخيراً لا تشغل بالك يا سانت كلوز بأطفال الشرق و هداياهم لأنك في نظرهم كافر و دمك مستباح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال