الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون وفوضى الحواس

آلان كيكاني

2011 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ورد في القرآن الكثير من أوصاف المشركين الذين يصدون آذانهم وأعينهم عما جاء به محمد من آيات بينات من ربه , فقد وُصِفوا بأنهم لا يسمعون وإن كانت لهم آذان ولا يرون وإن كانت لهم أعين ولا يعقلون وإن كانت لهم ألباب , بل هم صم بكم عمي لا يفقهون . وفي هذه الأيام تكاد تكون الصورة مقلوبة تماماً , فالمسلمون هم أكثر شعوب العالم إصابة بالعمى رغم سلامة العين وأكثرهم صمماً رغم سلامة الأذن بل يتعدى الأمر ذلك إلى اختلاط المقاييس والأوزان في أذهانهم أينما كانوا حتى صاروا يرون المحاسن مساوئً والمساوئ محاسناً بل يكادون لا يميزون بين ما ينفعم وما يضرهم وهم يلهثون خلف النصوص ويتبعونها دون تفكير فيها , حتى بات النص الديني عندهم هدفاً لا وسيلة .
التناقضات في حياة المسلمين هذه الأيام أكثر من أن تعد أو تحصى ولكن الملفت في الآونة الأخيرة هو ارتكاسهم واستجابتهم بشكل عنيف جداً لكل من ينبس بكلمة لا تعجبهم عن الإسلام أو أحد أعلامه فيخرجون للمظاهرات بالملايين ويحرقون أعلام دول وصور رؤساء وكتاب وفنانين . فقد وجدنا كيف تفاعل المسلمون حول العالم مع رسمة كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للنبي محمد للرسام الدانيماركي كيرت ويسترغارد منذ بضع سنوات وكيف قاطعوا البضائع الدانيماركية وخرجوا للتظاهر في كل الدول الإسلامية ينددون ويبكون مدافعين عن رسول الله ضد رسمة, لا حول لها ولا قوة ولا تبقي ولا تذر. وقد قاموا بحملات كثيرة على الانترنت لنصرة رسول الله ومن الحملات التي قاموا بها أذكر هنا حملة ( إلّا رسول الله ) والتي تعني مما تعنيه أن كل شيء مباح إلا المساس برسول الله أو التعرض له بكلمة سوء وفيما عدا ذلك فالأمر لا يهم , وعليه لا ضير إذا أريقت الدماء وانتهكت الأعراض ودنست الأوطان ومست الكرامات وإنما المهم هو عدم الحديث عن الرسول بكلمة سوء .
قرون الاستشعار عند المسلمين غير حساسة لسفك دماء المسلمين ولا لإهانتهم بل هي مبرمجة على أمر واحد فقط وهو التعرف على كلمة تقال في حق الإسلام والمسلمين في الغرب وغربلتها فإذا كانت تحمل معنىً غير مستحب خرج المسلمون للشارع يصرخون ويسبون ويحرقون لنصرة دينهم .
أما الاستجابة لدماء المساكين من المسلمين فقد تركه المسلمون للغرب الكافر وهذا ما يفسر لجوء المسلمين للغرب يشتكون ويتذمرون حين تراق دماؤهم من قبل زعمائهم كما حدث في ليبيا وما هو على وشك الحدوث في سوريا .
لم نجد تحركاً للمسلمين إزاء المجازر البشعة التي تحدث في سوريا , لا على الصعيد الشعبي ولا على الصعيد الحكومي غير التضامن المبطن في القلب من قبل الشعوب والتنديد الأجوف من قبل الحكومات , لم تخرج مظاهرات عارمة في دولة إسلامية تندد بآلة القمع , ولم نجد دولة إسلامية تحركت بصورة جدية لإيقاف حمام الدم المسلم .
ليت علمي هل دماء عشرات الآلاف من المسلمين لا تساوي كلمة قالها سفيه بحق نبي المسلمين ؟ لعل العمه الذي يعاني منه المسلمون هو سبب تخلفهم عن ركب الحضارة العالمية وهو السبب في أختلاط الأولويات في ذهن الإنسان المسلم فتراه ينبري مدافعاً بعنف عن أمور غيبية في حين يتقاعس عن نصرة أخوان له تراق دماؤهم ولو بتظاهرة سلمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال