الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق إلى بابل

وليد مهدي

2011 / 12 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عندما تدب نملة على جسد أفعى أسطورية ضخمة..مؤكد ٌ إن النملة َ لا تعرف ما معنى تلوي الأفعى..وزحفها الذي يجعلها تضطرب..فهي لا تدرك من أبعاد ذلك الحيوان إلا حدود المكان الذي تستقر عليه وتدركه..فهي لن تفهم البتة لماذا تلطمها أمواج جسمه محركة إياها..وربما راحت تعلل ذلك بقوة عشوائية عمياء...نقلتها من مكان إلى آخر...لكن...فجأة...يأتي طائر الفينق العظيم...ويحاول رفع هذه الأفعى...لكنه لا يفلح...ويحلق عاليا خالي الوفاض..إلا من النملة التي قررت التشبث بمخالبه لتتخلص من عالمها الذي لا تفهمه..فراحت تنظر مذهولة إلى الأرض وهي ترى الأفعى تتحرك بحركتها الموجية المتناسقة...المتتابعة....التي لم تكن تفهمها من قبل....و راحت تقول في نفسها..كم كنت نملة عديمة الحظ لأني لم افهم إن الأفعى كانت تتحرك...ولو تسنى لي الوقوف على رأسها...لكنت حظيت بأجمل نزهة في حياتي..!!

هذا هو حالنا بني الإنسان...ونحن نربض على جسد أفعى التاريخ...وهي تتحرك في أرضية الزمن....ونحيا بمناخ لا نفهمه...ونمقته كثيرا....لكنني قررت وفي مطلع دراستي للـ ( باراسايكولوجي) ...بان اجعل من شارد رؤى هذا العلم ونظرياته طائر الفينق...الذي يحلق بنا بعيدا في فضاء التاريخ مستلهما الحقيقة...كي نرى بوضوح...حركة التاريخ....وما أدراك ما حركة التاريخ ..؟؟

كنت قد نشرت سابقا...رأيي في ( حقيقة هذا العالم ) ...والتي استوحيتها من النظرية النسبية لاينشتاين فقط...ولم أكن بصراحة..قد اطلعت على رأي مذهب الفيدنتا الهندي...بان العالم لم يولد...ولم ..ولن يموت..!!

ولقد نبهني الأستاذ المحرر في مجلة " معابر" مشكورا على هذا في معرض هامش المقال، فمن حقيقة إن تاريخ الحضارات لا يموت وان أبيدت شعوبها وسحقت أعرافها وتبدلت تقاليدها..فان " الحضارة " رابضة وراء الزمن تفعل فعلها في حركة التاريخ من حيث لا ندري...فتقلبات الزمن تخضع لدوافع الماضي...لتصل إلى المستقبل..كتلوي الأفعى الزاحفة..حيث نجد في آخر الموجة فقط علاقة الماضي بالحاضر....وهنا...أقوم بالغوص في أغوار ثقافة العراق القديم...من منطلق إن فكر الحضارة لا يموت..كي اثبت إن هذه الحضارة ( بابل ومن قبلها سومر وأكد) بالتحديد لم تزل تبث نفحات فكرها بصورة سحرية من وراء كواليس الغيب...مؤثرة في فكر العراق الاجتماعي المعاصر وتغاير وتطور بيئته السياسية...بنظرية قد توصف بالتطرف...وقد توصم بأنها تحاول شرعنة الاحتلال بإطلاقها رؤية الحتمية القدرية التي جاءت بأمريكا لتكمل ليس إلا حركة التاريخ...وتعيد الديمقراطية إلى ارض الرافدين بعد أن بارحتها ما يناهز الأكثر من ستة آلاف سنة.!!

الإنسان....في العراق القديم

إذا أردنا معرفة قيمة الإنسان..في أي حضارة ما..قد يفيدنا أن ننظر إلى نظام الدولة....فقد كان الملك في بابل...يـُـصفـَع ُ على خده...من قبل الكهنة...أمام الشعب....ويجر بأيدي الكهان...ليعترف بخطاياه أمام الآلهة..ويضرب إلى درجة أن تسيل دموعه وهي علامة رضا الآلهة..؟ .[1]

وهي صورة...توحي بان الأبعاد السياسية لأنظمة الحكم وان كانت عسكرية فإنها لا تخلو من اعتبار رئيس الدولة وقائد الجيش...إنسان من عامة الشعب..يجري عليه ما يجري على البشر...وهو ما لم نتمكن من لمسه لدى أباطرة العالم القديم ...فعلى الرغم من إن الاستبداد تفشى في العراق القديم بعد فترة من انبثاق الحضارة السومرية...وبقت تقاليد الاعتراف صورية..إلا إن المؤرخ جاكوبسن يعتقد بان نص ملحمة كلكامش رغم بعض الصياغات الأسطورية فيه كان يحتوي على نصوص واضحة تشير إلى أول ديمقراطية بدائية في تاريخ الجنس البشري معروفة حتى الآن...فجاكوبسن يعتقد حتى لو كانت جلجامش كلها أسطورة...فمن أين جاء أهل العراق بقصة...مجلس الشيوخ...ومجلس الشباب الذي استشاره جلجامش الملك....لاتخاذ قرار الحرب..دفاعا عن الوطن..بعد أن رفض الشيوخ وهم أقلية.....قرار الحرب...ووافق عليه مجلس الشباب الذين يذهب جاكوبسن إلى إن النساء كانت فيه أيضا....حيث قرر الملك وهؤلاء الشباب الدفاع عن المدينة مهما يكن الثمن..! .[2]

إن هذه القضية بالتحديد...تدعونا إلى أن نسال..من أين جاءتهم فكرة الديمقراطية؟

وما هي حقيقة التنادي الحالي الذي يزعم إن الديمقراطية دخيلة ولا تناسب مجتمعاتنا الشرقية...بما فيها من مضامين تدعو إلى المساواة بين المراة والرجل؟

من أين أتت فكرة...اعتبار المرأة مخلوقا من الدرجة الثانية...وهو ما لم نلمسه في العراق القديم..بشكله الحالي اليوم..فقد كانت الآلهة كثير ٌ منها مؤنث.. في العراق القديم ...وأكثرها فيضا هي عشتار إلهة ُ الخصب...فأي قيمة للأنثى كانت في بابل...وأي ديمقراطية في بلاد يـُـصفـَع ُ فيها رئيس الدولة ..أمام الشعب في عيد راس السنة ليعترف بخطاياه لآلهة الأرض والسماوات أمام الملا ..؟؟

هل نحن أمام دورة طبيعية للمفاهيم والقيم...والتي طرأت عليها من التغيرات ما يناسب العصر...واحتفظت بقيم الإنسان وتقديره...كقرين للتحضر والازدهار كما حصل في بابل الأمس....وما جرى في الغرب اليوم..؟؟

لقد كانت بابل...حضارة فكرية...تقدس العلم والتعلم....وتعتبر إن العلوم والثقافة إنما هي ( إلهية ) المصدر.. .[3]..فأي حضارة تلك التي كانت تقدس القلم ؟

أي إنسان ذلك الذي كان يحيا في بابل...؟

إنسان القرن الحادي والعشرين اليوم...ورث اكتشافات مهمة...أثبتت إن العالم قائم على بناء سحري يدعى الذرة....ولم تكن كيانا مصمتا بل إنها تتركب من أجزاء أخرى أكثر تعقيدا...حتى وصل إلى نظرية الخيوط الفائقة. [4].والتي تعتبر حاليا على الرغم من عدم تأكدها بشكل قاطع الجسر الواصل بين الفضاء – زمن هذا البناء السحري الفيزياوي للوجود ( الانطولوجيا ) وبين عالمنا المادي..والذي هو بمثابة النهاية المفتوحة التي خلفها فكر العالم القديم " الكلمة " فالبابلي ببساطة تأمله التي استلهمها من بيئته الجميلة الغنية ...كان قد اعتبر....إن " الكلمة" هي أساس هذا العالم...وان الأسماء هي الأولى قبل أن تكون المسميات. [5].سابقا بذلك " التوراة " ...وماضيا...في مسيرة علمية خاصة قامت على السببية...وتمكنت من إرساء أولى الحروف الكتابية والأرقام في تاريخ الجنس البشري..كامتداد...متطور لإطار الثقافة الأسطوري...الذي كان محدودا بالضوابط هو الآخر....في إبداع جماعي...لم يترك لنا اسما بارزا كحال فلاسفة اليونان وأسمائهم اللامعة..أو علماء عصر النهضة الذين أضحوا في سماء تاريخنا كالنجوم....فحتى اليونانيين الذين كانوا يستشهدون بإنجازات من قبلهم...كانوا لا يذكرون شيئا عن أسماء علماء بابليين...وإنما كانوا يكتفون بذكر الكلدانيين أو الآشوريين...بدون إشارة إلى أشخاص.. . [6]؟؟

كان العلم في بابل جماعيا....كحاله التي يوشك أن يصل إليها اليوم...فتكنولوجيا اليوم تكاد تلغي الأشخاص...وتمجد المنظومات ( الشركات ) ...؟

إنها بابل العظيمة...التي ذكرتها التوراة...صاحبة البرج الشهير....الذي كان بحق ( كعبة ) العالم القديم...!!

نعم كان برج بابل هو الكعبة في تلك العهود...التي عاصرها إبراهيم النبي المولود في أور....ومن المؤكد...انه شاهد أو زار ذلك البرج أو النماذج الأولية عنه المتمثلة بالزقورة..وكان ذلك البرج المكون من سبعة طوابق بهيئة هرم يمتد إلى تسعين مترا في فوق سطح الأرض...كانت هذه الطبقات بعدد السماوات السبعة...وكان لكل سماء اله...علما إن تعدد الآلهة وورود نقاط الضعف فيها كما تروي الأساطير البابلية إنما يدل على إنها كانت بمثابة الملائكة في الفكر الإسلامي والمسيحي واليهودي اليوم....كان برج بابل رمزا للفيدرالية المقدسة التي بموجبها يجري الكون..!!

حتى إن الأساطير تروي إن العديد من البشر كان بإمكانهم أن يصبحوا آلهة.. فالبطل كلكامش كان ثلثاه إلهي وثلثه بشري. [7]!

وهذا يكشف النقاب أيضا...عن جوهر التأثير في الفكر الديني اليهودي...الذي كان نسخة مقلدة ً..بسيطة ليس إلا...عن منظومة المفاهيم الدينية المتطورة عن الفكر السماوي الفيدرالي( وإن لم تصح التسمية ) في بابل..والذي كان يحق للشعب بلوغه وارتياد مراتب الألوهية فيه كما حصل مع زيوسترا ( نوح البابلي ) بطل الطوفان وكلكامش..الذي أدرك في النهاية إن الخلود للمعاني والقيم..في صورة تظهر الفشل المادي..والنجاح المعنوي كقيمة تعكس المستوى الرفيع لحضارة العراق القديم والمبالغ التي بلغتها..!

هاجر إبراهيم من تلك البلاد كما أخبرتنا التوراة.ليختزل تلك الفيدرالية ..إلى نظام كوني شمولي...يدار من غرفة عمليات خاصة..جديدة...تسمى الكعبة...، وشاركه موسى النبي باختزال الآلهة إلى واحد....لا يمكن بلوغ علياء قدسه...أو السؤال عما هو عليه ...كمحاولات الإنسان البابلي الحرة في صياغة المعاني الشفافة للأساطير عبر الأجيال المتعددة في تلك الحقبة من فجر التاريخ الذي قال عنه المؤرخ نوح جريمر :

إن الــتـــاريخ بدأ بسومــــر..!

تلك البقعة بالتحديد من ارض العراق التي تم استيحاء اسم ( عراق Iraq ) من عاصمتها أور أو أوروك ( Uruk)..وأريقا ..التي توحي بتطور اسم العراق من أوروك [8]..!

لا أنكر إنني اكتب بــ(مرارة ) مثلما أشار إلى ذلك احد الأساتذة الأفاضل .. ما يشكل مدعاة انحياز إلى هذا الانتماء.. غير إني في نفس الوقت...أحاول قدر ما استطعت أن أكون متجردا ...بعيدا عن الهوى...وأتمنى من أخوتي المحققين تنبيهي للوقوف على أهم نقاط هذا الميل أو ( الشطح ) كي أضع كتابي بصياغة اقرب للحقيقة .

لا أريد أن أقول...إن ما فعله إبراهيم أو موسى...ومن بعدهم المسيح ..ونبي العرب محمد...كان خطأ...بل انه ربما كان العلاج الناجع مع أقوام لا متحضرة سكنت في شبه الجزيرة..واتتها الفرصة على حين غرة بانهيار الحضارات..التي غفلت عن كوامن قدرة هذه الكيانات البسيطة في الجزيرة العربية لبناء كياناتها الخاصة والتي كرست الأديان التوحيدية بالشكل الذي نراه...متخذة ذات طابع الإدارة الدينية البابلية أو السومرية والاكدية التي كانت ترمز السماء بشواخص أرضية مثل المعابد والزقورات وبرج بابل الشهير...وهكذا كان هيكل سليمان....وكانت الكعبة ...ولا بد لنا أن نعترف..إن التوحيد قد ساهم بدور كبير في تأسيس نظرة ( موحدة) للعالم...ومن ثم سياق موحد وثابت ومتدرج مع الزمن للعلم...وبذلك ندين بالتوحيد بوضعه أساس تحضرنا المعاصر..لكنني في نفس الوقت...أود بيان....إن العراقيين لم يكونوا وثنيين خرافيين قدر ما كانوا أقواما يقدسون الحقيقة...ويبذلون في سبيلها كل نفيس...ويدخرون لها الكثير من الوقت والمثابرة والعمل...ويتمتعون بروحية فكرية علمية تفوقوا بها على سواهم الذين اهتموا بتقديس الفرد الحاكم كثيرا وبنوا أمجاد الحضارات تحت ظلال سطوته....عكس ما نراه في بابل....الدولة العالمية العظيمة كما وصفتها التوراة...حيث كان هناك إنسان...ولم تكن مفاهيم الاستعباد الفكري (والذي يفوق بخطورته الاستبداد) مفاهيما تستحق التكفير والرجم...بل إن إبراهيم النبي كان ( يذكر ) تلك الآلهة بسوء...ولم يوجب رميه بالنار إلا بعد أن تطاول عليها بفأسه..متجاوزا حـــدود حريـــــة الاعتقاد إلى تجاوز ٍ على ما لدى الغير ..كما اخبرنا بذلك القران .!!

... فقد كانت هناك آلهة متعددة....وعلوم متنوعة مختلفة...مع إن تلك العهود لم تكن تخلو من أجواء ونظم " العسكرتاريا "..ومفاهيم الرق التي كانت تشكل عصب الحياة لأي حضارة في العالم القديم..لابل بدونها لن تكون هناك حضارة فيها خصوصا في عهود الحكام الكبار كحمورابي صاحب أول نظام دستوري وقانوني في تاريخ الجنس البشري...ونبوخذ نصر...فالطابع العام..الذي ترشح من كل ذلك التغاير والتنوع الظرف - معرفي..كان يشير إلى إن بابل...كانت حضارة روحية تهتم بالثقافة والمعرفة وتعتبر منها شيئا مقدسا !

المدارس في بابل ( حدود 3000 سنة قبل المسيح )

كان الطفل وفي سن صغيرة جدا...ينهض عند الفجر...وعليه أن يتناول الفطور الذي تعده له أمه...ويأخذ معه خبز الشعير للغداء..وإذا وصل متأخرا لصفه وجب عليه أن يندس بهدوء بين التلاميذ دون ألفات نظر المعلم..الذي كان من الممكن أن يوبخه أو يعاقبه بالعصا..في بعض الأحيان..كان لكل تلميذ وعاء لعجن الطين الذي يحوله إلى ألواح يكتب عليها بأقلام تنقش عليه حروفا مسمارية..يعاود التلميذ عجن لوحه إذا كتب عليه كتابة خاطئة ويفرشه من جديد..إن الفئة الاجتماعية التي كانت تتولى مسؤولية إلقاء الدروس في المدارس التي كان ينفق عليها ذوي التلاميذ هم " الكتبة " وهي شريحة اجتماعية ذات مكانة مرموقة في المجتمع البابلي ..خصوصا المتحدرين من سلالات ملوكية ، الصفوف كانت مقسمة حسب المواد الدراسية وغالبا لاتطرا التغيرات على مناهجها فهي متوارثة من أسلاف الكتبة ...ويبقى التلميذ في دراسته لسنوات عديدة.

يمتاز طابع التعليم في هذه المدارس ببعض الخصوصية النادرة...حيث يعهد بالتلميذ المبتدئ إلى تلميذ آخر متقدم عليه في الدراسة بمثابة الـ(المعيد ) في تلك المدرس يسمى ( الأخ الأكبر لذلك التلميذ ) ، وفي حالة ارتكاب التلميذ لأي مخالفات دراسية أو دخوله في شجار مع معلميه...فان المدرسة لن تسمح له بمعاودتها إلا في حالة...دعوة ولي أمر التلميذ للمعلم الذي حصلت معه المشكلة...إلى بيت التلميذ لحضور وليمة العشاء...وبعد أن يتم الصلح يرفع الجميع اكفهم إلى السماء ويرددوا :

المجد لنيسابا ..!

من هي نيسابا..؟؟

إنها إلآهة العدد ( مؤنث اله ) لدى البابليين ...وهي تختص بالعلم ...خصوصا العدد كما كان معتقدا في بابل القديمة...فأي أنثى كانت تربي الأطفال في بابل؟ ...بينما نابو بن( مردوخ أو ما يشتهر ببعل)..هو اله الكتابة ...حيث إن نابو هو الذي يكتب ألواح القدر التي يرسمها مردوخ لكل إنسان مطلع كل سنة ..إن اللغة السومرية سابقة للبابلية...وقد اعتبر البابليون من السومرية لغة مقدسة...وكان على كل " كاتب" أن يكون متقنا لهذه اللغة بالإضافة إلى اللغة البابلية..حتى انه وجد في الرقم الطينية في بابل العبارة آلاتية :

هل يكون كاتبا جيدا من لم يتقن السومرية ؟

لقد كانت الثقافة...والتعلم مقدسة لدى البابليين بشكل يلفت الانتباه ...حيث كانت هناك حكمة يتعلمها التلاميذ كثيرة الاستخدام كحال ( النظافة من الإيمان ) المتداولة اليوم....تلك الحكمة...في بابل القديمة كانت :

لا تهمل ثقافتك

مما يوحي بخصوصية الثقافة والتعليم في ذلك المجتمع إذ أن العلم إنما يأتي عن طريق الآلهة....والآلهة...كانت بوزن ( الملائكة ) التي يعرفها مجتمعنا الإسلامي اليوم...فلكل إنسان اله شخصي..حتى إنهم يعتقدون إن الإنسان ربما يصيبه المرض أو الموت إذا ما تركه ( إلهه ) كما ورد في النصوص المترجمة:

لقد غادر جسدك إلهك [9].



أسس الاعتقاد في بابل



والعبارة (لقد غادر جسدك إلهك ) ربما كانت تشير إلى قرين قريب لما هو متعارف عليه اليوم بــ( الروح ) ...حيث قد يكون المقصود...إذا ما غادر الروح جسمك ... لكنه لا يشير إلى انتقال إلى حياة أخرى وإنما زوال طاقة كامنة مقدسة في داخل الإنسان وهذا قد يتأكد من خلال تعدد النصوص التي توحي بان الآلهة أنصاف بشر تخطئ وتصيب في بعض الأحيان.

ويمكن أن نقرا ذلك أيضا في سطور ملحمة كلكامش إذ لا وجود للثنائية أو ما يعرف بالثنوية في إنسان كلكامش .. بل ثمة توازن وجودي عظيم.. فلا النفس مترفعة عن الجسد، ولا أدلة على وجود أي انتقاص من قيم الإنسان الرفيعة.

وهذا إنما يجيب على تساؤل العلماء الآثاريين والمحققين :

من أين جاءت للبابليين الملكة التجريدية في دراسة الرياضيات والفلك..؟؟

والجواب هو....اعتبار الحياة محل تحقيق ذات الإنسان....وليست مجرد محطة للعالم الآخر...كما تلا من مفاهيم أرستها الفسلفة الإبراهيمية في قلب الجزيرة العربية ...مما يعطي الحياة المكانة الأعلى...التي تستحق الجهد والمثابرة والعمل فقامت تلك الحضارة بأسس أولية ممهدة لقيام منطلقات الفكر في اليونان التي تأثرت بمصر أيضا...وكانت الحضارة الإسلامية...( سفير ) كل هذه الحضارات...لتنقلها إلى حضارة عصر النهضة الأوربية....حضارة الإنسان بأكثر نماذجها تكاملا في عصرنا الراهن...فتعدد الآلهة تحول إلى تعدد ثقافات...واعتراف الناس بالخطايا في بابل...أمام الآلهة...عم العالم اليوم بالاعتراف بقصور الإنسان...وهو ماثل أيضا في الديانة المسيحية بوضوح...وخلع الملك واعترافه بالقصور ..أمام الشعب..بات أكثر تطبيقا من مدة زمنية تتجاوز الدقائق المعدودة في بابل إلى ضلوع الشعب بتقرير مصيره نهائيا في هذا الزمن... خلاصة القول..إن الاعتقاد البابلي كان أكثر ارتباطا بالطبيعة من معتقدات التوحيد...وكان مؤطرا بالسببية التي ألهمت البابليين كما ذكرنا كل هذه النظرة التجريدية ... والرؤية العلمية وان كانت أولية لبناء الحضارة .



الديـــن في بابـــــل

يعتقد البابليون من خلال ما نقرأ من النصوص المنقوشة على الطين بان ( ابسو الأول ) هو الذي أنجب كل الكائنات..ومنها...مردوخ...أو بعل...والإلهة تيامات …التي أنجبت وحوشا مخيفة عددها احد عشر وحشا…بالإضافة إلى زعيمها…ومن الملفت للنظر إن أشكالها تتصف بأنصاف الوحش والبشر…بصورة تقارب الأبراج الفلكية التي نعرفها اليوم ومنها على سبيل المثال…الوحش نصف المعزة( الجدي) والوحش نصف السمكة ( الحوت) والوحش نصف الأسد..ونصف العقرب.

تقول الأساطير البابلية…إن معركة حدثت بين تيامات ووحوشها من جهة …وبعل أو مردوخ العظيم من جهة أخرى…وكان النصر حليفا لمردوخ…حيث قتل مردوخ (كنجو) زوج تيامات….وقطع رأسه…ومن دمه الذي سال على الأرض….خلق بعل…جنس بني الإنسان..!!

إنها نفس العجلة…الخلق من الخطيئة.. وبعدها ثبت مردوخ أو بعل السماوات والكواكب وأمر اله القمر أن يحدد الشهور.

إن أسماء الآلهة وقصصها كانت تتطور بمرور الأجيال في بابل…وأضحت الإلهة ( عشتار ) ابنة السماء أو الإله الأول معروفة بإلهة الخصب في بابل.



قصة الطوفان في التراث الــبــابــلي الدينـــــي مشهورة أيضا …وبطلها يدعى

( زيوسترا) وهو نـــوح البابلي …ولا يختلف عن المروي في التوراة والقران سوى بأنه في بابل أصبح من الخالدين بعد نهاية الطوفان هو وزوجته والربان . [10] .





قيمة " الكلمة " في الثقافة البابلية



تورد لنا آثار الكتابة المسمارية :



عندما لم يكن للسماء اسم بعد

عندما لم يكن للأرض تحت السماء اسم بعد..



وتسترسل الأسطورة البابلية التي تحدد الأشياء بظهور " الأسماء " فالاسم هو الذي يعطي الدلالة والقيمة للشيء..وكون السماء لم يكن لها اسم بعد…وكذلك الأرض فان ذلك إنما يشير إلى انهما غير موجودتان …والكون كان في مرحلة تعرف بــ ( العماء ) . [11]

ولعل افتتاحية التوراة في سفر التكوين " في البدء كانت الكلمة " ...إنما يشير إلى أي مدى تأثر الفكر الإسرائيلي بالفكر البابلي...إن لم يكن نسخة محورة عنه أصلا...فهناك من الآثار ما تدل على إن الإنسان البابلي الذي لا ينظر للعالم النظرة الثنائية ..كان يعتقد...إن الكلمات...والأرقام...مقدسة...وهي من خصائص ونعم الآلهة..التي تتداخل في صراعات " ما ورائية " لتنجب الأحداث الكونية..وكان الإنسان هناك يعتقد..بان ذكر الكلمة وحده...يعني تجسيد ما تشير إليه وكأنه حقيقة...وهذا يثبته أيضا نظرته للأحلام على إنها حقيقة كما سنعرض ذلك لاحقا..بل إن الرقم الطينية كانت تشير إلى إن العرافين كانوا يحدثون كل الأشياء ويتعاملون معها على إنها ذوات تحمل خصائص معينة من خصائص الحياة...كقفل الباب...والشباك على سبيل المثال....وكانوا حريصين جدا على استعمال الكلمات..في المحل المناسب...والا كان لذكر الكلمة عواقب لا تحمد..بمعنى أكثر وضوحا....كان هناك تداخل ٌ بين العالمين المعنوي والمادي...ولو تعمقنا في الدراسة أكثر ...نفهم ما كان يقصده أفلاطون بقوله :



هذا الكون..ليس بمادة…ولا روح…انه " هيولي " محايد



وهذه بالضبط…كانت الأسس المعرفية…لإنسان مابين النهرين..الواثق من ذاته والذي واجه الغيب بالتفكير السببي …ولم يعط المجال للفصل بين العالمين..أو وضع خطوط حمراء لايمكن اجتيازها .. مما أدى إلى نشوء طابع خاص بتلك الحضارة... امتاز بالإبداع الجماعي..وتقديس المعرفة والحياة .. والشعور بقيم الإنسان العليا لان الآلهة نفسها كانت شبيهة به وتحمل الكثير من صفات الإنسان..لهذا السبب...فالكلمات كانت لا تختلف عن قيم المادة في بابل..وهو مستوى ( تصوفي ) غير مسبوق في كل ثقافات الجنس الإنساني...لايمكن قياسه حتى في عصرنا الراهن..إلا بدراسة حياة المتصوفة والرهبان...التي كانت تؤمن بالكلمات والإيحاء إيمانها بالمادة...!!

السحر البابلي

لقد كان السحر في بابل…الإطار العلمي الذي ترتكز عليه تلك الثقافة…فهناك كانت أيضا " شعوذة" يحاسب عليها قانون حمورابي..وهي كانت مفصولة عن السحر…الذي كان يعتبر علما ولو بإطار ضيق محدود يعتمد على ممارسات السحرة وأقوالهم وتنبؤاتهم …فالفكر البابلي…كان مبنيا على (مبدأ السببية )..حتى إن الملوك كانوا يعترفون بأخطائهم أمام الناس في عيد راس السنة...ومبادئ الاعتراف هذه إنما توحي بما لا يقبل الشك إن الإطار العام للفكر البابلي كان يؤمن بالسببية إيمانا مطلقا كونه تمكن من الوصول إلى أفكار السلطة الحاكمة في البلاد.

كذلك العوام...كانت تعترف بالأخطاء...كما في المسيحية... وكانت هناك قوائم للكهان يسالون بها العامة...مثل " هل ارتكبت جريمة أو سرقت أو فعلت ما يغضب الآلهة؟" ....ولهذا...فان السحر والعــِرافة البابلية مبنيتان على مبدأ السببية أيضا...فقد كانت الآثار تشير إلى تنوع أساليب العرافة...وتطورها...انطلاقا من هذا المبدأ...بشكل يوحي...بوجود إطار ٍ شبه علمي للسحر.

كانت مهنة العرافة في بابل...كمهنة المستشارين الحكوميين الآن ..وكان العرافون مهتمون بالقضايا الفلسفية وخصوصا الكلدان الأقدم بين البابليين ...لقد كانوا يشكلون طبقة شبيهة بطبقة كهان مصر وكانوا بارعين في الفلك والتنجيم والتنبؤ بالمستقبل..ولم يكن يجوز اتخاذ أي قرار يخص البلاد ما لم يكن في الإمكان اتخاذ فعل مناسب أو استشارة مسبقة للعرافين تنير المسيرة التي ينبغي سلوكها.

كان العرافون...يتبعون طرق متعددة في العرافة....ومنها الفأل [12] ( العلاقة بين الأحداث) أو ما يعرف بلغة عصرنا الحالي في الباراسايكولوجي باسم :التزامنية .

التزامنية ±

كان العرافون يتابعون أحشاء الحيوانات...وخصوصا الكبد..ولا زلنا لليوم نردد " أصاب فلان كبد الحقيقة "..كذلك طيران العصافير...وتحليق الطيور...ومرور الكلاب أمام مواكب الملوك...وتحليق النسور في منطقة....كلها حوادث كانت تسجل....وتقارن مع حصول حوادث معينة في المدينة كحلول وباء...أو ذهاب العسكر للقتال...وبتكرار اقتران هذه الحوادث المتزامن كان الكهان يدونون ذلك على أساس انه علم بالقضاء والقدر الذي يكتبه مردوخ وابنه نابو..الذين كانا بمثابة..ملائكة اللوح المحفوظ في الفكر الإسلامي الشائع اليوم ..ونظرا لكون الإطار الفكري للبابليين كان معتمدا على السببية....فان لكل كاهن كانت قوائمه وتفسيراته الخاصة المبنية على ملاحظاته ومعارفه المكتسبة. [13]

الأحلام±

اعتبر البابليون..الأحلام..حقيقة...!

وذات تماس بعالم الآلهة..فكان الملك يطلب من الرائين..أن يضعوا أنفسهم في حالة استلام الايعازات عن طريق الأحلام وكثيرا ما كان يجري ذلك في المعبد لذا كانوا يلجأون أحيانا إلى استعمال...بعض المواد المخدرة والعقاقير...لتحقيق أوضح وأعمق قدر من الرؤيا أو الحلم في حالة اليقضة.. [14]..وهذه من الممارسات التي تمارس اليوم ضمن إطار الباراسايكولوجي...وهو علم لم يكتشف إنسان القرن الحادي والعشرين أسراره بعد..؟؟

فهل كان البابليون...قد وصلوا إلى فك العديد من أسرار ذلك العلم قديما...خصوصا وان التاريخ وآثاره يقول إن السحرة والعرافين كانوا بمكانة متميزة...وكانت اغلب تنبؤاتهم صحيحة...وإلا ما كانوا ليحافظوا على قيمة الساحر في الكيان السياسي للدولة كل تلك القرون العديدة.



الرياضيات والزمن ±

يقسم اليوم إلى اثنتي عشرة ساعة فقط...كل ساعة تعادل ساعتين من زمننا نحن...والى دقائق أيضا تعادل كل دقيقة دقيقتين من التي نعرفها اليوم....والبابليون أول من استخدم بذلك الثانية...كستين جزء من الدقيقة..تعادل ثانيتين.....والغريب إننا لم نزل نستخدم....اثنتي عشرة ساعة في ساعاتنا...؟

انـــــه ميراث بابـــل.....تلك العظيمة التي لم تزل بانتظار من يكشف باقي أسرارها.

وكانت السنة البابلية 360 يوما...وكانوا يستخدمون شهرا إضافيا....بعد مدة من السنين لموازنة السنة مع فصول الحصاد واعتدال الربيع الذي يكون في نيسان.

النظام الستيني المستخدم في بابل....كان سومريا بالأصل..وهو نظام خليط بين العشري والستيني...وكانوا يسمون بالأرقام على عدد أصابع يد واحدة....أي خمسة...أما الرقم ستة...فهو خمسة زائدا الواحد....حتى العشرة التي لها اسم...والعشرون هي " عشرتان "...وهكذا للمئة....لها اسم....والألف كان له اسم أيضا..كما وتوصلوا إلى حساب الوتر القائم بما يعرف بنظرية فيثاغورس اليوم..وكان المهندسون البابليون بارعون في هندسة البناء خصوصا الأبراج والقصور والمعابد...حيث كانت تستخدم رياضيات هندسية بسيطة...نقلت عبر الحضارات...كأسس أولى لأبجدية المعرفة الإنسانية الحالية [15] .



منظومة الفكر البابلي...وتأثيرها في فكر العراق الحديث

هناك نظرية قد تبدو غريبة...تخالج فكري راشحة من كل هذا الغوص في أعماق التاريخ الثقافي للعراق القديم..وهي إن المنظومة الثقافية الفكرية المتكاملة...لا تخترق...أو ...لا تفنى بقوة خارجية...كما حصل مع بابل..التي باتت من وراء العالم غير المنظور تحاول فرض وجودها في العراق من جديد..!!

سبق وان كانت لي محاولة سابقة...كنت قد استوحيتها من نماذج الكون المزكرش التي جاءت بها النظرية النسبية لاينشتاين والذين طوروها من بعده وتوصلت من خلال " الدخول إلى فضاء العقل الكوني " ...إن الوجود يدخل ضمن إطار ما يعرف بوهم العالم المشتمل على وهم يدعى الولادة...وآخر يدعى الموت...

تؤكد أحداث التاريخ إن بابل بعد سقوطها بيد كورش الفارسي تحولت ثقافتها وتجريديتها إلى فارس...التي على ما يبدو كان شانها ( تحوير ) الصيغ الحضارية المجاورة ضامة ً إياها إلى حضارة جديدة..كوليد بين حضارتين ، كما فعلت مع بابل قبل أكثر من ألفي سنة..والإسلام الذي طورت عنه الصيغة الفارسية الجديدة...المتمثل بــولاية الفقيه الخمينية..التي رشحت من خلال اللاشعور الجمعي الفارسي الرامي لتأسيس فارس الجديدة...بقوة باطنية دفينة...من اللاوعي الاجتماعي العام ...الذي نجح على ما يبدو...بإحياء التحرر في الطقوس والعبادات...وإعادة إنشاء ( المعابد ) في بلاد الرافدين وفارس على نسق جديد...هجين...من كل التداخلات والتطورات التي مرت بدءا من بابل...مرورا...بالمجوسية وزرادشت....فالإسلام.....فالصورة الحالية للمذهب الجعفري...في العراق خصوصا...مزارات الشيعة التي هجنت بين المسجد والزقورة...لتخرج أضرحة الأولياء فيها....ألاثني عشر..تقضى عندهم الحوائج ..وتحصل على أيديهم المعجزات الخوارق كما في حي ( رد الشمس ) في(الحلة) وهي التسمية الحالية لمدينة ( بابل) التاريخية حيث يعتقد إن علي بن أبي طالب تمكن في تلك البقعة من إيقاف الشمس ..والزمن...وكأنه جعل الأرض تكف عن الدوران لدقائق..كأنه مردوخ أو بعل الإله في صياغة..أسطورية تذكرنا بكلكامش أكثر من كونها تصف لنا رابع الخلفاء الذي مات بضربة سيف على رأسه في مسجد الكوفة ...!

إن هجرة إبراهيم النبي من تلك البلاد إنما يشير إلى قوة هذه المنظومة...فلم تنجح الفلسفة الإبراهيمية التوحيدية....إلا في مناطق " قابلة " للتوحد لما تتسم به طبيعتها الاجتماعية البسيطة القبلية التي تقدس التسلسل....هذا التوحد...الذي أنجب ديانة التوحيد في نطاق العائلة " بني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم السومري " ...التي تمخضت عن بناء شجرة تدعى " بني إسرائيل " في ارض الكنعانيين ( العرب ) ...وقبيلة عربية أخرى في أغوار الجزيرة العربية تدعى " قريش " ...في سابقة تاريخية خاصة ... وغريبة على تطور الثقافة الإنسانية..." ثقافة السلف "...أو " الثقافة العائلية المنهجية " ...أو " ثقافة المنهج العائلي " إذا صحت التسمية ...كمنظومة جديدة....تمكنت من الانبثاق في قلب الجزيرة العربية...كحامض نووي ثقافي (DNA ) كامن في رحم الصحراء وجبال الزيتون...بانتظار اللحظة التي يتكاثر فيها هذا النسيج المنهجي البسيط إلى ثقافة .تمكنت بعد دخول( كورش) إلى بابل .. وإسقاطها...وإحراقها...إلى فتح عهد جديد...لم يكن ليطل برأسه حتى... أيام بابل العظيمة ..!!

هذا المنهج..التوحيدي المبني على ثقافة السلف لم يكن ليعم إلا بنطاق محدود تمثل بثقافة المنهج العائلي ( إسرائيل ) التي دخلت بمشاكل مع حضارات بابل ومصر المزامنة لها والمنهج القبلي ( قريش ) ..التي تمكنت في عهد بني العباس عم الرسول محمد من أن تحكم نصف الكرة الأرضية ...بفكرة التوحيد..وجعل الآلهة إلها واحدا...ربما كانت..ضرورة لبناء عصب الفكر الإنساني...لكن بابل كانت بحق منظومة الفكر التي لا تقهر...إلا بالسيف..وربما بالابادة الشاملة...حيث سنلاحظ من خلال العرض المقبل...أن لا توجد أي آثار للثقافة البابلية ونمطية التفكير البابلي من نمطية شبيهه...إلا لدى " اليهود" والرهبان....ومتصوفة الإسلام ..فقد كان مستوى ثقافة الفرد البابلي البسيط يفوق مستوى ثقافة الفقيه الإسلامي أو الكاهن اليهودي ...ويستشف ذلك من خلال الإطار الفكري العام للثقافة البابلية ألا وهو :

شخصية ثقافية عالية الثقة بالذات في رؤية العالم ومعرفة الحقيقة..هذه الشخصية الثقافية..التي تتصل بالآلهة كل لحظة...عن طريق الشخص نفسه أو عن طريق كاهن معين يختاره الإنسان لا على التعيين ولا وفق ضوابط خاصة كما في الإسلام..وغياب الاعتمادية الفكرية التي تفرضها الوصاية الإسلامية من قبل " اُولي العلم والأمر " في الإسلام..أو اليهودية التي كانت اقرب لتلك الشخصية الثقافية بفعل كثرة الكهان والرائين وتعدد الأنبياء..بمعنى أكثر وضوحا..كانت النبوة..سمة ثقافية في بابل يحوزها الكثير من الناس..واقصد النبوة بمعناها الخارق في الديانات التوحيدية التي دعت للإله الواحد ...ولهذا..فانا أضم رأيي إلى رأي عالم الاجتماع العراقي الكبير علي الوردي في كتابه المشهور عن دراسة المجتمع العراقي إذ يصف غالبية الشيعة...وكأنهم سكان العراق الأصليين ( الجذور البابلية ) وان غالبية أهل السنة هم من المهاجرين من صحراء الجزيرة ( الجذور الابراهمية..الإسماعيلية..البدوية ) ..حيث تقترب مفاهيم الشيعة كثيرا من المفاهيم الأسطورية البابلية...لكنها في نفس الوقت تفتقر..إلى الشخصية الثقافية البابلية...غير الاعتمادية...فالشيعة اعتماديون بثقافتهم أيضا...كونهم مسلمين...ومتأثرين بالاحتكاك مع المواريث القبلية الصحراوية ...مع ذلك...ففي الفكر الشيعي...بقي الوحي مستمرا ولم ينقطع بوفاة الرسول...لابل انه باق ٍ حتى اللحظة...عن طريق شخصية جديدة...تفوقت حتى على كلكامش بادراك الخلود......انه....( محمد بن الحسن المهدي ) الحامل للرقم 12 من أئمة أهل البيت..هذا الرقم البابلي المقدس ...حيث كان اليوم مكونا من اثني عشرة ساعة فقط....لم نزل لليوم نستخدمها في ساعاتنا..في كل الكرة الأرضية؟؟



الرقيم البابلي الطيني....المقدس...وتربة كربلاء..؟؟



ما قصة الألواح الصغيرة الطينية المقدسة لدى الشيعة...التي تسمى بتربة الحسين...وهي قطع مصقولة من الطين مأخوذ من منطقة قريبة جدا من بابل..تدعى ...كربلاء..؟؟

كان البابليون يحتفلون بأعيادهم بطرق غريبة وسنورد المثال آلاتي :

كان هناك رقيم طيني يشير إلى تعالي أصوات البكاء والنحيب عند الأهالي، ونشوب فوضى تبلغ أشدها، وينشب عراك في أماكن عديدة، وتندفع عربة بعل مردوخ بدون سائق بسرعة إلى بيت اكيتو، وان احد المجرمين يتخفى بلباس الملك وتطلق يده حرة للعبث في المدينة. وهذه هي بالتأكيد تجليات للهستريا والفوضى الجماعية التي ربما كان مبعثها محاولة خلق صورة فوضى التي تعم الكون بسبب اختفاء الإله. وبعد مغيب الشمس بثلاث ساعات يستدعي رئيس الكهنة حدادا وثلاثة صناع مهرة وحائكا ويعطيهم عددا من الجواهر وذهبا من خزينة مردوخ، فيصنعون تمثالين لاحتفالات اليوم السادس من أيام العيد ويعطى الكاهن الأكبر الإله بيل ابتداءا من اليوم الثالث وحتى السادس قطعا من لحم الغنم المذبوح قرابين للصناع الذين كانوا يطعمون خيار لحوم الأضاحي، أما الكتف فهو من نصيب الحفار[16] .







نظرية هذا البحث في هذه السطور تقول :

إن هذا كله...ناتج عن اللاوعي الجمعي الإنساني...الذي لم تزل بابل في مسلسل أوراق سفره منقوشة ٍ بحروف الخلود ....لا تاريخ أقلامنا التي تصورت إن بابل ماتت ... عندما أطلقت التوراة صرختها المدوية :

سقطت...سقطت..بابل ..!!

بابل لم تزل تتحدى التوراة..وتتحدى منهج التوحيد.. عن طريق نسج الخيال الأسطوري لإنسان العراق الذي طرأت عليه التغيرات وتطور بمرور الزمن بتغير المسميات لكن ميول ألتاليه...والتقديس...برسم الفدرالية السماوية المقدسة باقية في رمزية جديدة مستعارة عن ابسو...وتيامات ألام...ومردوخ الابن...وعشتار...إلى منظومة ...محمد...وابنته فاطمة..وابن عمه علي..بذات التسلسل العائلي لآلهة العراق القديم..حيث تمتد سلسلة ألاثني عشر إماما الذين لم تنقطع عنهم الملائكة...والروح...وجبريل...لابل...هناك كلكامش الشيعة الذي حاز على الخلود...ولا زال في الخفاء...ينتظر ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا..كذلك الكرنفالات السنوية بالاحتفالات المصحوبة بالبكاء والنحيب حزنا على فقد الإله البابلي ( أو الحسين ) ..في مشاهد احتفالية تعكس العمل الجماعي ونحر الأضاحي بصورة غريبة...وغير معقولة حيث تسقط الرأسمالية يوم العاشر من المحرم ولا يبقى جائع في العراق في مراسيم (طبخ الأكل ) في عزاء قتل الحسين...والتي قد تصيب ماركس بالذهول وهو يرى العراقيين يطبقون الاشتراكية المطلقة في يوم واحد من السنة ....في مفهوم تلتقي فيه كل ديانات التاريخ التي تعلقت بها آمال الشعوب...بإطار ميثولوجي...يتأتى من رواسب قديمة كنا نضن إنها اندثرت بظهور الفكر الإسلامي في العراق...لكنها لم تزل تخفق بأجنحتها على آمال إنسان ما بين النهرين...الذي يلطم الخدود ...ويشق الجلود....حزنا...مشوبا بالآم كربلاء...كرمزية لا واعية على فقد ( بابل العظيمة ) ..التي سماها اسما آخر ..وهو " كربلاء " التي يقدس طينتها...وبطلها الأسطوري العظيم ( الحسين ) الذي يعتقد الشيعة أن تحت قبته يستجاب الدعاء....نعم....إن من مثل بابل...تستحق كل هذا العويل...والألم.!

إن أي متابع لتلك الطقوس...وكذلك الطبيعة السيكولوجية للفرد العراقي...وسكان الجنوب بالتحديد ( حيث العراق القديم ) ...وعندما يحلق عاليا في سماء الزمن متشبثا بمخالب طائر الفينق العظيم ...مراقبا لأفعى التاريخ..وهي تتحرك...لابد أن يجد...إن سمات العراقي القديم واضحة في العراقي الحديث...وبالتحديد سكان الجنوب...الذين لا يزالون يعتزون بالطين...وقد استبدلوا الحروف العربية بدل المسمارية...وكتبوا عليها أسماء جديدة تقترب كثيرا من نسق منظومة الآلهة القديمة...وهذا إنما يشير إلى الطابع الحضاري الكامن ...المتأصل في هذا الإنسان إلى درجة نادرة التكرار في أمم أخرى..!


********

المصادر:

1. حضارة العراق- نخبة من الأساتذة. ص24

2. د.عامر سليمان،احمد مالك الفتيان / محاضرات في التاريخ القديم ، مؤسسة دار الكتب للطباعة والنشر / جامعة الموصل/العراق

ص64-84


3. مارجريت لوثن -( علوم البابليين ) ، بترجمة الدكتور يوسف حبي / سلسة الكتب المترجمة الرقم 91، ص 5-132 . (بغداد 1980 )


4. انظر تفاصيل هذه النظرية فيhttp://www.superstringtheory.com/index.html


5. مارجريت لوثن / علوم البابليين


6. نفس المصدر السابق


7. مجلة أثرى الالكترونية الثقافية/ العدد الثامن/ المنظمة الآشورية الديمقراطية


http://www.ado-world.org/pub/athra-08.htm


8. د.عامر سليمان/محاضرات في التاريخ القديم .


9. مارجريت لوثن / علوم البابليين

10. نفس المصدر السابق .

11. نفس المصدر السابق.

12. نفس المصدر السابق.
13. نفس المصدر السابق.

14. نفس المصدر السابق

15. نفس المصدر السابق

16.حنا عبد الأحد روفو ،الأعياد الدينية في العراق القديم وكيفية الاحتفال بها/ مجلة (المثقف الكلداني) التي تصدر عن الجمعية الثقافية الكلدانية –عينكاوة، 2001.

******************

البحث منشور في مجلة علوم انسانية http://www.uluminsania.net
تحت عنوان :

من عصور الكلمة في بابل إلى عصر القرية العالمية

السنة الثالثة: العدد 25: نوفمبر (نوفمبر) 2005 / - 3rd Year: Issue 25








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حضارة غابت
خالد علوكة ( 2011 / 12 / 26 - 12:47 )
بوركت اتابع مقالاتك لان فيها شئ جديد قلت تعدد الالهة تحول الى تعدد ثقافات وهذا صحيح بدليل كيسنجر في ثمانينات القرن الماضي قال الصراع الدولي القادم سيكون صراع ثقافات ومنه عدم الغاء حلف الناتو على الرغم من تفرد القطب الواحد , وكما انه ليس في الجنوب فقط تحترم التربة او الطين بل حتى في شمالنا الحبيب يوجد تقديس واحترام لذلك باعتبار ه خامة ادم ( وكل ماعلى التراب تراب ) كما معروف ذلك والتورات قالت كثير الكلام عن ازاحة كل مافي بابل من وجود ... تحياتي


2 - البابلي الكبير - وليد مهدي
وليد يوسف عطو ( 2011 / 12 / 26 - 12:49 )
الشيوعي - الشيعي البابلي الكبير - وليد مهدي الجزيل الاحترام .اسعدتني جدا بهذا الموضوع ولااعلم هل هو استمرار لملكوت الله ام منفصل عنه ؟ وهذه المواضيع اي تاريخ العراق القديم والميثولوجيا والباراسايكولوجي كانت في اولوية قراءاتي في العقود الماضية ولاسف فقدت مكتبتي لاكثر من مرة لاكثر من سبب .اله الحكمة البابلي ايا يرمز له بالسمكة وحسب الاسطورة فان برعوشا وهو كائن اسطوري نصفه الاعلى انسان ونصفه الاسفل سمكة قد علم اهل بابل الحكمة والزراعة والصناعة ثم عاد للماء .ومن هنا جاءت تسمية ذو النون اي ذو الحكمة ورمز للمسيح في القرون المسيحية الاولى بالسمكة والسمكة تشير الى الحكمة فهو ( حكيم ) والحكمة باللغة اليونانية لغة الانجيل تدعى ( صوفيا ) ومن هنا جاءت تسمية الصوفي وليس من صوف الغنم كما يعتقد البعض . في التوراة اعطى ادم اسماء الحيوانات اي اعطاها شخصياتها وجوهرها .لم يوقف علي الشمس ولكن ربعكم الشيعة سرقوا القصة من سفر يشوع بن نون والذي اخذه من سفر لانعلم عنه شيئا .وفكرة الامام الحجة المهدي المنتظر ( عج) ماخوذة من فكرة المسيح المنتظر الذي سيلاء الارض عدلا بعد ان ملات ظلما وجورا ( راجع سفراشعيا من


3 - وليد مهدي - تكملة 1
وليد يوسف عطو ( 2011 / 12 / 26 - 12:59 )
عزيزي وليد قلت ان ربعكم اخذوا القصة من سفر يشوع بن نون الذي يقول ( الم يذكر ذلك في سفر ياشر؟ ) ولااعلم هل اكتشف العلما ء سفر بهذا المعنى ام هو اكذوبة . بالنسبة لبرج بابل اعتقد انا حسب قراءتي لسفر الخليقة البابلية انه برج اسطوري يربط بين السماء حيث مقر الالهة وبين مياه الابسو العذبة. حيث يستريح الالهة في نزولهم الى الارض او في صعودهم من الارض الى السماءومن جاءت مطالبة يهوه ببناء هيكل له وبرج بابل لاعلاقة له بالجنائن المعلقة . ومن هنا اخذ العبرانيون في توراتهم وفي سفر دانيال السلم الذي يربط السماء بالارض والذي تصعد وتنزل فيه الملائكة الماخوذة من الزرادشتية حيث تم تحويل الالهة الى ملائكة وهذا نجده بالمقارنة بين النص العبري الماسوري والنص السامري للتوراة مع الترجمة السبعينية للتوراة العبرانية كما عرضها فراس السواح في كتاب ( الحدث التوراتي والشرق الاقصى القديم ) يتبع


4 - وليد مهدي تكملة3
وليد يوسف عطو ( 2011 / 12 / 26 - 13:11 )
عزيزي وليد مهدي .نقرا في سفر الخليقة البابلية ان الكل كان يتكلم بلسان واحد والكل يسبح بحمد انليل وكانت الجنة البابلية في جهات الارض الاربعة حيث المناخ معتدل والاسد ياكل الحشائش ومن هنا ردت التوراة بفكرة تبلبل الالسن وتدمير برج بابل الذي يشير الى كبير الالهة مردوخ حيث كان مسكنه وذلك بعد عودتهم الى اورشليم واشتراكهم مع الحكم الفارسي وبالتواطؤ مع كهنة مردوخ في اسقاط الحكم الوطني المتمثل بالملك نابونائيد وتمت تابيد اكذوبة جنون نبوخذنصر والتي ليس لها اصل تاريخي من خلال حزن جلجامش على صاحبه انكيدو كذلك من خلال اشاعات اطلقها بعض اصحاب الهوى الفارسي على الملك نابونائيد ( كتاب حكمة الكلدانيين ).. بالنسبة للعبرالنيين وكتابهم تم تسطيح الفكر وتزوير تاريخنا وتراثنا وثقافتنا التي ايدها المسلمون والمسيحيون وتم اللجوء لثقافة الكراهية والاقصاء والقتل .يتبع


5 - وليد مهدي تكملة 4
وليد يوسف عطو ( 2011 / 12 / 26 - 13:25 )
عزيزي وليد مهدي ربما نسيت ان اقول ان الدكتور علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين او مهزلة العقل البشري يقول ان ( المهدي المنتظر ) جاءت من فكرة المسيح المنتظر .احب التاكيد على اكذوبة مصطلح ( الديانات الوثنية ) الذي اطلقه اصحاب الديانات الابراهيمية .بالنسبة لكلمة نبي ماخوذة من الكلمة البابلية ( نابو )ونجد ان كل مافي التوراة من الكهنوت الى الشراب والخمر والعصير والبيرة باسمائه البابلية الثلاث والثلاثون موجودة نفسها في التوراة حتى الموازين والمكاييل والعملة اي الشيقل البابلي الذي تستخدمه اسرائيل حاليا ونحن تركناه .ختاما اتمنى ان تجمع ابحاثك قريبا في كتاب مطبوع لنحتفظ به وندرسه .ختاما ابارك واحيي فيك الوطنية العراقية الاصيلة المنسجمة مع شيوعيتك وماركسيتك وروحك العرفانية والتي تلتقي مع الايمان .وليكن شعارنا ( اعرف نفسك ووطنك وتاريخك ولاتهمل ثقافتك )*قبلاتي مع اسمى مودتي


6 - بوركت ثم طيب الله انفاسك على هذا المجهود
ابا كاطع ( 2011 / 12 / 26 - 22:30 )
نقول بالعراقية رزقي على باب الله وهي ارث من كلمة بابل (باب الله). عسى عملك هذا ان يحفز الاخرين المتخصصين بنشر سلسلة مقالات تساعد القراء على معرفة تاريخهم الزاخر بالعلوم والاختراعات والافكار.
ربما تعرفهما ولكن اضيف لمكتبتك استاذين جامعيين في السوربون متخصصين في العلوم البابلية ولديهم مجموعة من الكتب المترجمة عالميا وتدرس في جامعات العالم حيث يتقاطع اعمالهما مع بحثك ونوعيته. هما جورج رو وجون بوتيرو Jean Bottéro و Geroges Roux. اضف اليهما الباحث الميداني الفرنسي الذي عثر بقرب قرية عبيد في جنوب العراق امتداد حضاري اعمق من طبقة عبيد تعود لتل عويلي مدينة او قرية تعود الى اكثر من ثمانية الاف عام وسميت طبقة العويلي وبالتدريج من الاقدم الى الاحدث مستوى العويلي 8 الاف وعبيد حوالي 6 الاف وجمدت نصر واوروك 5 الاف للباحث جون لوي هوو Jean Louis Huot ولكن بحثه توقف مع الاسف بسبب الحرب الامريكية على العراق.
حاول ان تحصل النسخة الانكليزية لجون بوتيرو لوصفات للمطبخ البابلي فهو كتاب جدا قيم ومسلي حيث تجد وصفات مطبخية كاملة للمطبخ البالي تستطيع تطبيقها. هل تعلم ان الحمص بطحينة و التبولة يايلية؟ معزتي


7 - روابط
ابا كاطع ( 2011 / 12 / 26 - 23:03 )
http://www.amazon.co.uk/Mesopotamia-Universitaria-Georges-Roux/dp/8476001746


Jean http://www.amazon.com/Oldest-Cuisine-World-Cooking-Mesopotamia/dp/0226067351

http://www.mendeley.com/research/first-farmers-oueili-1/ لعالم الاثار جون لوي هوو


8 - ماذا لو؟
محمد البدري ( 2011 / 12 / 27 - 01:07 )
ماذا لو لم تتوه الحضارات القديمة وعلي رأسها حضارة بابل وطيبة بين خيام يثرب وما بها من مقاتلين أو تلك التي ببكة وعليها الرايات الحمر, لقد توحد ما بداخل الخيام ليقوضوا القديم كله لكنهم لم يقدموا بديلا. فلتكن قبلتنا التي نرضاها شمالا ولنعط ظهورنا لذلك الجنوب المعدم الفقير. تحية للاشتراكي المناضل وليد مهدي بسبره أغوار نصوص الزمن القديم كشفا لاكاذيب سكان الخيام.


9 - الاخ خالد علوكة مع التحية
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 27 - 05:55 )
شكرا لك اخي الكريم على التعليق

في الحقيقة , بلاد بين النهرين حضارة خلقها - الغرين - لو صح التعبير

ومن الطبيعي ان تكون القيمة الحقيقية لتقديس الطين ذات جذور تتجاوز الواقعة التاريخية في كربلاء

السومريون الاوائل ومن بعدهم البابليون كانوا يعتبرون الطين حين يكتب عليه بالقلم مقدساً
القلم اللذي ينقش الحروف المسمارية
هذه القداسة امتدت ولم تبارح الواح الطين العراقية واختصرت في تربة الحسين برايي الشخصي كباحث في تراث وثقافة بين النهرين ... ويمكن ان تكون خامة آدم التي ذكرتها اخي الكريم امتداد لهذا ايضاً

خالص شكري الجزيل لك


10 - الزميل الاستاذ وليد يوسف_1
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 27 - 06:06 )
تحية لك ايها العراقي الاصيل .. سليل بابل

في الحقيقة , وكما ترى في ذيل الموضوع .. هذا المقال منشور في العام 2005 في مجلة علمية
مضى عليه منذ ان كتبته سبعة سنوات ..!!

اعدت نشره للحاجة للعودة إليه والإشارة إليه في مواضيع السلسلة القادمة :

مع الله في ملكوته

كما ترى مستوى الكتابة فيه كان بدائي بالنسبة لما اكتبه اليوم , لكن الموضوع بحثي بحت
وهناك حاجة بالعودة إليه

يتبع


11 - الزميل الاستاذ وليد يوسف_2
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 27 - 06:25 )

في الحقيقة ... البحث الانثروبولوجي على طريقة ليفي شتراوس التحليلية تعيد صياغة الامتداد للاسطورة ...

ابسط مثال كشفه لي معلمي الغالي شتراوس هو إن - الهريسة - التي يعتز بها الشيعة ويقدمونها قرباناً سبقت في ظهورها صناعة الخبز ..!!!

فصناعة الخبز تسبقها عملية معقدة ممثلة في الطحن والعجن والتخمير
اما الهريسة العاشورائية العراقية فوجدت لدى الهنود الحمر في اميركا الذين لم يكونوا يعرفون ماهو الخبز حتى وصول الإسبان ...!!

دلالة هذا وتفصيله تعيد صياغة جذور تقديس - الهريسة - باعتبارها ميراث من اسلاف ما قبل التاريخ المكتوب في سومر ..!!

ما وددت قوله اخي وليد

اننا تعودنا ان ننقل عن الحضارات وما كتبه مؤرخوها الذين غالباً ما يصورون لنا الاسباب بصيغة اسطورية
او نتصور ان امة سرقت عن امة تراثها
في الانثروبولوجيا لا يوجد مفهوم السرقة , بل الاقتباس واعادة الاستعمال للضرورة الحضارية

يتبع


12 - الزميل الاستاذ وليد يوسف_3
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 27 - 06:37 )

قضية المسيح المنتظر والمهدي المنتظر , حين نود دراستها كما هي , فإن منهج تفكيك الاسطورة واعادة كتابتها بدلالاتها التجردية يكشف لنا طبيعة وواقع ثقافة المسيحيين المؤمنين بعودة المسيح

وواقع وطبيعة فكر الشيعة يمكن كشفه بطريقة علمية من طبيعة الطقوس والمعتقدات ومنها عودة المهدي

تشريح الاسطورة بميكروسكوب ليفي شتراوس يقول بان المهدي والمسيح الخالدين ماهما إلا امتداد وتطور لملحمة جلجامش الباحث عن الخلود

بدليل ان ايقونة - الخضر - الرمزية كإنسان خالد .. شرب من ماء الحياة ..الذي استبدل بمرور الزمن بعشبة الحياة في جلجامش

الكشف الذي تخبرنا عنه معادلات شتراوس هو ان السومريين اكثر - واقعية - من شيعة العراق ومسيحييه الذين جاؤوا فيما بعد ..!!

لان جلجامش فقد الخلود في اللحظة الاخيرة , فيما تمكن المسيح من الحصول عليه بعد موته

ليقفز الشيعة بوثبة ما وراء واقعية ابعد حين لم يتقبلوا فكرة موته البتة وامدوا بعمره مثل الخضر .. حي الدار ...!!!

الموضوع وتحليله قد يحتاج منا لبحثٍ منفصل

يتبع


13 - الزميل الاستاذ وليد يوسف_4
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 27 - 06:48 )
اختلافي معك ومع الكثير من كتاب التاريخ الكلاسيكيين هو تصورهم انتقال الصيغة الاسطورية واقتباسها دون الالتفات إلى واقع - صيرورة - وتحول هذه الصيغة على مر الزمن

اغلب الأساطير احلام

حتى ملحمة جلجامش , حين تتعمق بدراسة الاحلام وفق منهج علمي معاصر تكتشف بان الاساطير لغة اعماقية رمزية موروثة من الاقدمين ، وجلجامش وقصة الاسراء والمعراج لا تعودان كونهما احلاماً

ذات مرة ... رايتُ في حلمي كأن الشمس وقعت من السماء في حجري وأنا جالس .. اخذتها ولم تكن حارة وهي بحجم كرة السلة .. ولعبت بها كانها كرة قديم لفترة وجيزة من الوقت

ثم فكرت مع نفسي ..

غياب الشمس كل هذه المدة يجعل الكون بلا مركز جذبي , ستضيع الكواكب في الفضاء ..!!

رميت بالكرة للسماء .. فعادة الشمس إلى مكانها ..!!

بعدها بثلاثة ايام حدثت هجمات الحادي عشر من سبتمبر ..!!!
ويمكنك ان تربط بين الشمس واميركا التي لعب بها - شاب- طوبة .لفترة من الوقت ..!!
هكذا فسرت الرؤيا بعد حدوث الحدث

تخيل
لو ان علي بن ابي طالب روى هذا الحلم , لكان الشيعة اليوم يزورون المكان الذي لعب به امير المؤمنين بالشمس طوبة ..!!!

السطور لا تكفي !


14 - شكرا امتعتنا بجهدك الجميل ونورتنا
فؤاد محمد ( 2011 / 12 / 27 - 08:53 )
الرفيق العزيز وليدتحية
من جديد ارجعت الفرح والسعاه لنفوسنا كما كان الاستاذ الوردي
محبتي واعتزازي
اعانقكم


15 - الرفيق ابي كاطع مع امتناني وشكري العميق
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 27 - 09:56 )
جزيل الشكر لك استاذنا الغالي

اتمنى لك موفور العافية والسلامة والعطاء الدائم المستمر الذي لا ينضب

لم اقرأ لهما للاسف ...

اسهبت في قراءة جريمر وسواح ورونيه لابات

وركزت كثيرا على مارجريت لوثن , لانها تخصصت في علوم وثقافة البابليين

ساعود لرؤية هذه الروابط لاحقاً

دمت بالف خير ايها العزيز


16 - الاخ محمد البدري
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 27 - 10:06 )
تحية وشكري الجزيل على تعليقك

في الحقيقة

منهج دراسة تراث الشعوب العلمي لا يعتبر ما حصل تيهاً للحضارة في اصقاع صحاري التخلف التي ليس فيها إلا الخيام

الحضارات تذبل وتموت مثل الكائنات العضوية

ومواريثها تقتات عليها مكونات حضارية اخرى , النمط الحضاري البدوي وشبه البدوي الذي تميزت به مكة ويثرب هو نمط حضاري ايضاً له مميزات وسمات مختلفة

كذلك النمط الروماني المسيحي الذي ساد في وقتها , والنمط البربري الاحدث الذي تميزت به الكنائس الغربية في اوربا

كلها انماط حضارية في تحول وصيرورة دائمة
الحضارة الاسلامية لحد الآن اخفقت في تحديث نفسها
لكن هذا لن يستمر طويلاً

خلافي معك فقط هو انني متفائل رغم كل شيء

دمت بالف خير


17 - الرفيق فؤاد محمد الغالي
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 27 - 10:14 )
تحياتي النضالية لك ...

وشكرا على مرورك الكريم ايها العزيز

دمت بالف الف خير


18 - شروط نشأة وبناء الحضارة
ابا كاطع ( 2011 / 12 / 27 - 10:47 )
1/ وفرة المياة وديمومتها اي نهرا لا ينضب.
2/التناقض في البيئة بين صحراء وارض خصبة مع وفرة الماء.
3/تواجد سكاني يأتي من رحل من مناطق مجاورة وزيادة مستمرة في عدد السكان.
4/جغرافية الارض ان تكون منبسطة ولا يوجد حواجز طبيعية تعيق الحركة والانتقال.
5/اقدمية التواجد البشري في جغرافية وبيئة المنطقة التي ستنشأ منها الحضارة.
6/ان لا تكون المنطقة في مكان كوارث طبيعية مستمرة.
****************
0 جنوب العراق وفير في الماء الدائم والارض الخصبة وبعد اختراع الزراعة وجد الانسان ضالته في هذه المنطقة ان يستغلها ريا وزراعيا حيث ديمومة المحاصيل الزراعية والحيوانية وفائض في الانتاج الذي هو سبب في التجارة والتبادل. عكس مدينة اريحة التي رغم من اقدميتها من اوروك مثلا ولكن لم تتحول الى حضارة لانها كانت تعتمد على الامطار الموسمية فقط وبقت صغيرة عكس اوروك التي اعتمدت على ديمومة الماء من الانهر.
0 التناحر بين الصحراء والمدن الاهلة بالسكان هو بين القحط ومنطقة عدن (تعدين الارض) اي اثقلها بمعادن وسمدها بما يجعل الزرع وفيرا. لذا نرى هنا الصراع بين البداوة والحضارة كان متواجد في ادبيات السومريين..يتبع


19 - دراسة رائعة
عبدالغني زيدان ( 2011 / 12 / 27 - 10:54 )
لست متخصصا في هذا المجال لكنني اتعجب من الرؤى والعلوم المستخدمة في النظر للتاريخ واسقاطه على المجتمعات وخصوصا بعد قراءتي كتاب احمد_داوود..العرب_والساميون_والعبرانيون_وبنو_إسرائيل_
ولكن اشك في ان هذه الدراسة هي عبارة عن ارجاع اصول العادات والديانات للمادة من خلال طقوس وثنية بالاغلب .سؤالي هو بان التاريخ الحديث قد فرق بين الميثوس وهو مبدأ الاسطورة واللوغوس وهو مبدا الفلسفة والعلم والنقد بالاحرى تطور الرؤية العقلية للانسان من منظور كوني وتغليب العقل على العاطفة قد الغى بهذا مبدأ الميثوس واعتبره ضرب من الخيال مع احترامنا لعقلية ذلك الانسان
ماهو جوهر هذه الدراسات في وقتنا الحالي؟


20 - شروط نشأة وبناء الحضارة
ابا كاطع ( 2011 / 12 / 27 - 10:55 )
1/ وفرة المياة وديمومتها اي نهرا لا ينضب.
2/التناقض في البيئة بين صحراء وارض خصبة مع وفرة الماء.
3/تواجد سكاني يأتي من رحل من مناطق مجاورة وزيادة مستمرة في عدد السكان.
4/جغرافية الارض ان تكون منبسطة ولا يوجد حواجز طبيعية تعيق الحركة والانتقال.
5/اقدمية التواجد البشري في جغرافية وبيئة المنطقة التي ستنشأ منها الحضارة.
6/ان لا تكون المنطقة في مكان كوارث طبيعية مستمرة.
نرى هذا الصراع جلي في ملحمة جلجامش بين الملك جلجامش وانكيدو الذي هو رديفه بالضبط ولكنه ابن الصحراء وجلجامش ابن الحضارة ولكن بالاخير يتأخيا ويموت انكيدو. المدينة محروسة بألهة عكس الصحراء ودواخلها..االخ لهذا سميت مدن سومر وبابل بدور السلام لانها امنة بوفرة طعامها وكثرة سكانها ومحروسة بألهتها ..الخ اريد = بالسومرية دار السلام، اوروك = دار السلام، اورسليم =دار السلام.. اور= دور...الخ وهذه الخصومة متواجدة بين عرب الحضر والبدو (الاعراب) بين عدنان وقحطان.
0 بعد صيرورة اوروك قبل 5 الاف عام كقرية نموذجية في الري والزراعة صار يجئ لها من كل حدب وصوب من رحل يملؤها رويدا رويدا بسبب وفرة الزراعة والطعام الى ان اصبحت مدينة ذات ال50


21 - شروط نشأة وبناء الحضارة
ابا كاطع ( 2011 / 12 / 27 - 11:05 )
1/ وفرة المياة وديمومتها اي نهرا لا ينضب.
2/التناقض في البيئة بين صحراء وارض خصبة مع وفرة الماء.
3/تواجد سكاني يأتي من رحل من مناطق مجاورة وزيادة مستمرة في عدد السكان.
4/جغرافية الارض ان تكون منبسطة ولا يوجد حواجز طبيعية تعيق الحركة والانتقال.
5/اقدمية التواجد البشري في جغرافية وبيئة المنطقة التي ستنشأ منها الحضارة.
6/ان لا تكون المنطقة في مكان كوارث طبيعية مستمرة.
********
نسمة وانطلقت مسيرة الحضارة بعد ان كبرت اعمالها وادراتها بالري وتوزيع العمل وتطورت الدولة الى ملك وفجر السلالات والتعامل التجاري وتنظيم فائض الانتاج والعمل واعمال مالية وسياسية وامنية معقدة كل ذلك احتاج الى وسيلة عظمى للتنظيم الا وهي الكتابة التي دونت التاريخ وانتقل الانسان الى الحضارة بسببها.
هذا لم يحصل لا في اريحية ولا اي مكان اخر سوى تعقبتها بعد قرون بسيطة وايحاءا من سومر حضارة اخرى تقوم على دلتا النيل بنفس الشروط التي حظيت فيها دلتا نهري دجلة والفرات في اوروك.
لولا فخذيي دجلة والفرات لما جاء الوليد العراقي في اوروك وعشق السماء الصافية ونجومها والبحر والارض والنخيل وتعلم العلوم والفنون وعلمها للاخرين.


22 - وليد الباحث
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 12 / 27 - 15:35 )
تحيه ايها الباشط الثاقب
سفرة جمليه مع دليل باحث في اعماق الزمن وتفرعاته من مكان وثقافه
الحضارات تحفر دلائلها لتوصلها للقادمين التالين مع ها اسباب الحفاض عليها
شكرا ابالليث
و الى العزيز وليد يوسف عطو هل تلاحظ الشبه بين ملامح الصوره الرسم الذي يرفعه المسيحيي للمسيح والشيعي لابن ابي طالب


23 - ولاية اريزونا
زكي الجابري ( 2011 / 12 / 27 - 17:51 )
اقسم بالهة العراق العظام انك ياسيد وليد مهدي عبقري وعظيم وتستحق ابو نوبل ونرجوا منك ان تكتب كتب في هذا المجال وشكرا


24 - افاتار
صلاح الجاف ( 2011 / 12 / 27 - 19:58 )
كم جميل فسرتم مجريات التاريخ باسلوب افاتار الرائعة ..حين قرائتي للموضوع انفصلت عن الزمن والمكان ..اخذ لاوعي يستسلم للتفاصيل .. لان اللاوعي اذا انتعش للحظات لايهمه الموضوع وبيطبيعته لاعلاقة للاوعي بالذكاء والتحليل والاستنباط .. انه مدمن لطروحات جديدة .. الهبت مشاعري ياستاذ وليد


25 - الحقائق التي مسختها رياح الجنوب ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 12 / 27 - 21:59 )

1 : بداية تحياتي لك ياعزيزي وليد ومشكور لك من القلب على بحثك المطول هذا ، والذي كنت أتمني أن يكون مقسم إلى قسمين يطول ألأول حضارات ما قبل بابل العظيمة ، ويطول الثاني مابعدها ليكتشف كل إنسان منصف بنفسه إلي أي درك وصل إليه عراق اليوم والعراقيين ، خاصة بعد أن إستملكته ثقافة السيف والصحراء ومسخته ، فعندما نئن نحن العراقيين من هول وجعنا فنحن معذورين وحتي في صراخنا ،ولأننا غدونا لاندري أنصرخ عاشت بابل أم تسقط بابل وأخواتها ؟

2 : أكرر لك مرة أخرى جزيل شكري وإمتناني لبحثك المطول هذا ، وحتي يعود كل عراقي كما المصري لأصل تاريخه وحضارته التي مسختها رياح الجنوب بعد أن مسخت عقله وروحه ، يبقى دعائي لك ولهم ولبابل العظيمة الزهو والشموخ ؟


26 - معلومة
ابا كاطع ( 2011 / 12 / 27 - 22:28 )
جون بوتيرو يعني احد المراجع المهمة في ثقافة الحضارة البابلية انصحك اياه وكذلك ترك صموئيل كرامر لاجل جورج رو سيكون افضل.. اما رنية لابات فهو قديم ولكنه مفيد في دراسة نصوص الكتابة الاكدية وتعليم قواعدها.
اما بالنسبة لمارغريت لوثن فأول مرة اسمع بها ولكن لابأس ان تطلع على اعمال جون بوتيرو واذا عندك وقت فعليك ايضا بـ ليو ابونهايم A. Leo Oppenheim فهو ايضا مرجع كبير في علم الأسيريولوجي في اللغة وعلم الطب والعلوم الاخرى مثلا كان الاشوريون يصنعوا الاسبرين دون معرفة كينونته الكيميائية على طريقتنا الحديثة حيث كانوا يستخلصونه كمادة اسبرينية من لحاء شجر الصفصاف لاجل علاج الحمى والالام وهي نفس المادة اليوم تستعمل في العقاقير المسكنة للالام والحمى- تجده في مجلدات ليو اوبنهايم)


27 - لا حول ولا قوة
ابا كاطع ( 2011 / 12 / 27 - 22:38 )
اقول ان حضارة وادي الرافدين ليس ملك لأحد انها ملك الكلداني والعربي والكردي والايراني والتركي وجميع من يعيش على هذه البسيطة. ولم تلد تلك الحضارة كي تتقوقع بين جحور اولادها وانما ولدت كي تسير وتعطي ثمارها لكل الانسانية. وثم من يقول يا هذا انها ملكك ومن انت؟ كل شيئ اتى من الجنوب الانسان والريح. اول انسان واقدمهم اتى من القرن الافريقي يعني يتجانب مع اليمن اليوم اي من الجنوب واستمرت ملحمته في كل مكان.
وهكذا دواليك الى البدو الرحل الاراميين والبدو الرحل العرب اولاد العم والجميع ساهم في بناء الانسانية وانجب افكار واديان عابرة القارات للبشرية دون استثناء. فقط الانطوائيون يموتوا في فراشهم ويعفنوا وينقرضوا دون ان ينتبه اليهم احد.


28 - الرفيق ابي كاطع مرة اخرى
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 28 - 06:22 )
صباحك ورود عمنا العزيز

اشكرك على هذه المعلومات

العراق حاضنة للعالم , وقلب لكل التاريخ ومن الطبيعي ان يكون ملكاً للانسانية

باعتقادي , بابل ستعود لدورها التاريخي عندما يكون لها دور انساني حضاري كبير يشبه دورها في بغداد الرشيد ....

خالص امتناني


29 - الزميل عبد الغني زيدان
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 28 - 06:42 )
تحية لك وشكرا على تعليقك

في الحقيقة , هذا بالضبط ما احاول بحثه
عدم الغاء الاسطورة , والعودة إلى تفكيكها وبحث إطارها المعرفي والحضاري وعلاقته ببنية وتكوين المجتمع

ملاحظتك غاية في الدقة والروعة اخي الكريم

فكلود ليفي شتراوس من الرواد اللذين دعوا لهذا التوجه وتبعه الكثيرون
للاسف وكما ترى

لا يزال الكثير من مثقفينا يقتلون الميثوس باسم اللوغوس ..!!!

نحن نحاول اعادة بناء الفكر في ضوء مصالحة جديدة بين اللوغوس والميثوس

تحياتي لك ايها القدير


30 - الرفيق ابا الحيدرين
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 28 - 06:52 )
سلمت لي , وسلمت لبلاد الرافدين

سلمت لبابل سفيراً ماركسياً لها في عاصمة الانوار ..

دمت بالف الف خير


31 - الاخ زكي الجابري مع التحية
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 28 - 06:58 )
دمت بالف خير

يسعدني حقاً ان هناك من يقسم بآلهة ما بين النهرين ...القديم منهم تموز وعنانا ومردوخ وعشتار وآشور وشمش وانليل وانكي

والحديث منها ... يسوع وعلي والحسين ..!!

دمت بالف الف خير


32 - الاستاذ الباحث صلاح الجاف
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 28 - 07:02 )
تحية طيبة لك

وشكرا لمرورك الكريم

يسعدني حقاً إن الموضوع لامس عميق الوجدان عندكم

تحية لك ايها المتالق دوماً


33 - الاخ السندي مع التقدير
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 28 - 07:07 )

تحية لك اخي الكريم
وشكرا على تعليقك ..

البحث منشور قبل سبعة سنوات تقريبا
اعدت نشره في الحوار المتمدن قبل يومين

لهذا السبب

مشروعي هو - الطريق إلى بابل - سينجز إذا ما منحتنا الاقدار فرصة , بتظافر جهود كل من شعر بحقيقة الانتماء لاوروك وبابل ..

دمت بالف خير ايها العزيز


34 - الرفيق ابي كاطع من جديد
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 28 - 07:10 )
تحية لك رفيقي العزيز

اوبنهايم باحث كبير , اقرأ له بين الحين والحين

شكرا لك على المعلومات والروابط , ساقرأها قريباً

امنياتي لك ولعائلتك الكريمة بسنة ملؤها النجاح


35 - مقال جميل
سيمون خوري ( 2011 / 12 / 28 - 08:32 )
أخي وليد المحترم مقال أكثر من جيد وجميل ويستحق أكثر من قراءة واحدة. شكراً لجهدك وكل عام وأنت بخير.


36 - تحية للاستاذ سيمون مع الود
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 28 - 09:24 )
شكرا لمرورك ايها الكريم

وكل عام وانت بالف خير وموفور صحة

دمت


37 - لما لا....
عبدالغني زيدان ( 2011 / 12 / 28 - 10:06 )
استاذ وليد صدقا تالمت كثيرا حينما اوردت قصة جلجامش ويجب بان لا نمر عليها مرور الكرام يؤسفني بان قضية كهذه تبقى فقط قصة تقرأ للاطفال او تبقى سجينة الفكر
ان من ضعف الادب والمسرح العربي هو عدم تقديم هذه القصة بشكل راقي يليق بها واعتقد بانه واجب عليكم ك اصحاب اختصاص مساعدة وتطوير المسرح او الفكر العربي باظهار الاحداث التي يمكن ايصالها للناس ليتدبرو معنى كلامك وليفهمو الجوهر وراء افكارك وغيرك شكرا لك


38 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2011 / 12 / 28 - 13:12 )
الاستاذ وليد رسالتي لك ولجميع الذين يؤمنون بالنظرية المادية هو تعجبي من حضراتكم على التملص من القوانيين التي يتوجب عليكم العمل بها وبداخليها وتوجب عليكم اتقيد بالمعايير عن طرح اي فكرة سؤالي لحضراتكم هو لماذا عند طرح موضوع معين تحاولون الالتفاف عليه بطرق وسراديب تبعدكم عن قوانيين المادية انا ارجو من حضراتكم تطبيق الديالكتيك المادي او الديالكتيك لتاريخي بالاصح عند طرح فكرة ما انا ارى ان كان جوهر كلامك هو ارجاع الاصول الاسطورية (المادية ) الى صلتها بالانسان الخاضع لها وليس المتحكم والمسيطر عليها وبان اصول الديانات الحديثة هو المادة بالاصل وهنا تناقض بين الفكر والطبيعة بحيث ان الطبيعة تخضع للعقل وليس العكس وعملية ربطها بالحاضر بشكل سريع جدا دون تطبيق الديالكتيك عليها يعيب جوهر كلامك ورؤيتك.انا شخصيا اتعجب من اصحاب النظرية المادية يؤمنون بها ويكفرون بقوانينها وتشريعاتها.انا ارى ليستفيد الجميع ولازالة العيوب اتباع ديالكتيك مجزء لكل مرحلة تطور الا انني اخشى عليك من هذا المبدىء لانه سيعيق رؤيتك


39 - تعليق 38
ابا كاطع ( 2011 / 12 / 28 - 14:34 )
ما فهمت عليك ممكن توضح اكثر ولو رسالتك موجهة للاستاذ وليد مهدي ولكن ايضا كما قلت هي للجميع... يعني بالعراقي شبكت علي. مشكور


40 - الاخ عبد الغني زيدان
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 29 - 06:25 )
تحية لك

اخي الكريم ... انا اطبق الديالكتيك بحرفية

ومجال الديالكتيك كنظرية معرفة لا ينحصر بالاقتصاد

لا سراديب ولا انفاق يا اخي , يبدو إنك لا تميز بين الثقافة والمعرفة


41 - فهمك لي خطأ
عبدالغني زيدان ( 2012 / 1 / 2 - 07:21 )
استاذ وليد تعودنا عند قراءة اي اطروحة فكرية تندرج تحت المادية الجدلية بان اذا كانت هذه الاطروحة مرحلة او فترة زمنية معينة ( اطروحة مادية تاريخية ) يتم سبر اغوارها تحت قوانيين الديالكتيك بكلامك رايتك لم تعمل على ادراج كافة المتغيرات وبحثها باطارها المادي الديالكتيكي انا بنظري كلامك كان عبارة عن سرد تاريخي لا اكثر والاصل وكما تعودنا على الديالكتيك علما بانه انقرظ عند الجميع الا المؤمنيين بالمادية الجدلية بانه على هذا الاسلوب ايصالك الى نتائج حتمية
ملاحظة : لست ماديا ولا شيء تركت هذه الامور جانبا لعدم جدواها الا ان الديالكتيك بنظري وكما عند هيجل هي عبارة عن نظرية معرفة


42 - ملاحظه
سومري ( 2012 / 7 / 3 - 01:42 )
الاخ وليد في بحث اخر لك عملت مقارنه بين الشيعه وماتمتلكه من اصل بابلي وذلك من خلال ذكرك ان الشيعه هي منظومه تقوم على امور طقسيه وهو نفس ماموجود عند البابليين , وفي هذا البحث تقول ان الحضاره البابليه هي حضاره فكريه وهذا يناقض كونها حضاره طقسيه.
وهناك شيئ اخر بعض الاخوه الذين يعلقون يقولون ان الاسلام هو حضارة الرمل أو الصحراء الا انهم من المحتمل لايعلمون ان كل الحضارات التي قامت في العراق قد أسسسها أناس قد هاجرو من الجزيره العربيه طبعا بأستثناء الشعب السومري فهو لايعرف الى الان من اين قدم وعلى الأرجح هم سكان العراق الأصليين, وقد عاد الزمن وهاجر أناس جدد من الجزيره وصنعوا في هذه الأرض دوله وحضاره كبيره لانستطيع أنكارها اوالتقليل من شأنها بل تعتبر من أرقى الحضارات التي غيرة وجه الأنسانيه.


43 - الاستاذ عبد الغني زيدان مع التحية
وليد مهدي ( 2012 / 7 / 3 - 06:48 )
اعتذر لاني لم ار التعليق الا اليوم

بالنسبة للجدل الهيجلي ... هو تطور تاريخي للجدل الارسطي ...!!!

هذا ما يمكن استشفافه حين نقارن نظريات المعرفة الاحدث لرسل وكارل بوبر معه

بالتالي , الجدل الهيجلي ليس من المعرفة المعاصرة في شيء , وهذا اهم اسباب سوء بناء الماركسية بناء علمي يواكب العصر

منهجي في البناء الماركسي مختلف عن الجدل الهيجلي , لا اقيم ماركسيتي الانثروبولوجية على هذا الاساس
البناء الثقافي له دور فاعل في حركة التاريخ وان كان هذا البناء يعبر عن ركام لتفاعل الانسان مع بيئته وتطور وسائل انتاجه
الا ان البناء الثقافي لاي حضارة يصبح من الفاعلية ما يجعله مستقلاً حتى عن تطور وسائل الانتاج
اواكب في هذا المنحى تصور جرامشي عن عضوية الثقافة ودورها في التحول الاجتماعي

دمت بالف الف خير
اعتذر مرة اخرى لتاخري كثيرا في الرد


44 - الاخ السومري مع التحية
وليد مهدي ( 2012 / 7 / 3 - 06:53 )
اخي الكريم

بابل حضارة تدوين ومدونات كما هي حضارة طقوس

حين تزدهر دولة او امة من الامم يزدهر فيها التدوين ويروج فيها المدونون

بدات الحضارة بين النهرين طقسية , وبعد ازدهارها تحولت الى حضارة فكر مع المحافظة على طقوسها وكرنفالاتها المعبرة عن معتقداتها العاطفية في تفسير الطبيعة
كذلك هم شيعة اليوم , ما ان يزدهر عالمهم حتى يعودوا للتدوين
حصل هذا مع الحضارة الاسلامية التي لم تدون وتكتب التاريخ الا في القرن الثاني للهجرة بعد مرور مئة سنة تقريبا على رحيل الرسول محمد

القضية ليست تناقضاَ قدر ما هي محاولة دقيقة لفحص مجريات التاريخ ومفاعيلها في البناء الفكري والثقافي الاجتماعي على مر مراحل متعددة ومتطورة ونامية

دمت بالف خير

اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن