الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحايا الثورات العربية!!

أسماء صباح

2011 / 12 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بعد فشل القوة والقبضة الحديدية، في معظم الدول العربية، في السيطرة على الشعوب وقتل ارادتها، على الرغم من استمرار الطغاة طويلا في الحكم، تقدمت الطبقات الوسطى في المجتمعات العربية الى الامام، وكانت القوة الدافعة وراء الثورات، فبعد الضغوط الاقتصادية التي واجهتها كان لابد لها من ان ترفع صوتها في وجه الظلم.
ولأن الحكومات لا تعرف كيف تتعامل مع الازمات، فهي حكومات تعتقد نفسها باقية للابد، وان لا احد يستطيع ان يفلت من قبضتها الحديدية البلهاء، ولأن رأس الحكومة أخرق( سواء كان رئيسا او ملك) فانه لم يتعامل مع الازمة وكانها تهدد عرشه، بل على العكس سعى لتجاهلها وكان شيئا لم يكن، وهذا ادى الى تخلي الكثير من ذوي بقايا الضمائر عن مساعدة الحاكم.
ثم جيء بحكومات معتدلة لتدير الازمات ولكن كان الوقت قد تاخر، وزادت احتجاجات الشعب، وتوج ثورته بمعارك ستذكر على مر التاريخ، فانهارت حكومات، وشكلت اخرى، الا انها لم تستطع الصمود في وجه مشاكل البلاد وازماتها.
وبعد عجز الحكومات المتلاحقة عن حل ازمات البلاد، قرر الحكام استخدام القبضة الحديدية وتلقين الشعوب دروسا لن ينسوها، فبطشوا وقتلوا وعذبوا، واسرفوا في استخدام العنف، وحاولوا قمع الحركات المعارضة، الا ان موجات المظاهرات قد زادت مما ادى الى الاطاحة بالحكام وليس بالنظام.
وهدأت الاحوال، وحصد من لم يشارك في الثورة، ومن لم يشعلها، مقاعد البرلمان، وخرج الثوار خاسرين بعد المعارك الطاحنة على الارض، الا ان معركتهم السياسية كانت قد فشلت، فالناس تنسى من قام بالثورة وتظل تذكر من تعرض للقمع عقودا في السجون، فالعرب عاطفيين، وارادوا منح الاسلاميين فرصة ليكونوا في الحكم، لكن ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
من المعروف ان سنوات القمع التي عانى منها الاسلاميون جعلتهم ابعد ما يكونون عن السياسة، فاتجهوا باتجاه الدين، الا ان الساحة السياسية تحتاج ما هو اكثر من الدين، فالسياسة علم قائم بحد ذاته، وان كان البعض يصفها باللعبة القذرة، فبرأيي سيسقطون في اول تجربة لهم في عالم السياسة ولن يستطيعوا الصمود امام التيارات الاخرى المسيسة جيدا واللاعبون في هذه الملاعب كثر.
لكن السؤال المحتم، ماذا سيكون مصير المرأة في هذه الفترة، التي من الممكن ان تشهد تغيرات عظيمة قد لا نستطيع التخلص منها الا بعد عقود وممكن ان يتم هذا بثورات جديدة فلا احد يعلم.
ان مجيء الاسلاميين للحكم يجعل النساء يشعرن بما هو اكثر من القلق والريبة، يشعرهن بالرعب، فبعد ان استطاعت المرأة التعلم والعمل ومنافسة الرجل في اغلب المجالات، تشعر بانها مهددة بالعودة الى المنزل خائبة الامال والاحلام، وهذا ما دفع بعضهن الى الاحتجاج، لكن من يسمعهن؟ في وسط مجتمع ابوي متأصل منذ مئات السنين.
المرأة اخر هم الاسلاميين واحيانا السياسيين الا في حال واحدة، وهي الحاجة لها للإدلاء بصوتها في صالح الذكورية، ثم تقفل راجعة الى قمقمها، فهنا ينتهي دورها!
ماذا يتوجب على المرأة العمل؟ ان افضل ما تقوم به النساء في هذه الفترة الحرجة هو ان تعمل عملا توعويا شاملا، فالنساء المتعلمات عليهن مسؤولية كبيرة، وخصوصا منهن العارفات باهمية تحقيق حقوق المرأة والتمسك بمكتسباتها، فكما تجلس النساء في حلقات يتحدثن عن الطبخ والازواج وتربية الاطفال، عليهن ان يتحدثن عن اللذي يجري بحقهن، وهذه مهمة ليست سهلة، ولن تتقلبها النساء البسيطات، الا ان التكرار وحسن التواصل سيؤدي الى نتائج مرضية.
وعلى المؤسسات النسوية ان تقوم ايضا بدور فعال في هذه الناحية، فالامر لا يتعلق باصدار بيانات صحفية يستنكرن فيها ما يحدث، بل عليهن النزول الى الشارع والتواصل مع العامة، لأن المرأة التي في الشارع هي التي يمكن ان تؤثر في جارتها واختها وابنة عمها وهكذا يتم التوصل الى اكبر شريحة ممكنة من النساء، فلا يجب ايضا دعوة النساء لحضور مؤتمرات وورشات عمل قد لا يعرفن ما يحدث فيها، ويشكنن بامر هؤلاء اللواتي يطلبن منهن التمسك بحقوقهن، ان حسن التواصل مع النساء البسيطات يكون بالذهاب اليهن في الاسواق والحارات حيث يتجمعن والحديث اليهن كواحدة منهن.
وبهذا لن تصبح النساء الضحايا القادمات لمجتمعات ما بعد الثورة، فالانسان عدو ما يجهل، وان عرفت المرأة حقوقها فستصبح هي الساعية لها بنفسها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين