الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو التمدن الحقيقى

امال رياض

2011 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن يد الغيب الإلهية تعمل في كل اتجاه في تطهير ما علق بجسم البشرية من شوائب حتى تمكّن الإنسان بعد ذلك من صنع حضارته الإنسانية القادمة، حضارة تتوازن فيها القوى الروحانية والمادية لتشكل له ملكوت الله على الأرض فيعيش في سلام ووئام طبقاً لمشيئة الله له نعم إن التمدّن الحقيقي لينشر أعلامه في قطب العالم عندما يتقدم ذوو الهمة العالية من أعاظم الملوك الذين هم مشرقون كالشمس في عالم الغيرة والحمية، ويعملون بالعزم الأكيد والرأي السديد على خير البشر وسعادته، فيطرحون مسألة السلام العام في مجال المشورة، ويتشبثون بجميع الوسائل والوسائط ويعقدون مؤتمراً عالمياً، ويبرمون معاهدة قوية، ويؤسسون ميثاقاً بشروط محكمة ثابتة فيعلنونها، ثم يؤكدونها بالاتفاق مع الهيئة البشرية بأسرها، فيعتبر كل سكان الأرض هذا الأمر الأتم الأقوم الذي هو في الحقيقة سبب اطمئنان الخليقة أمراً مقدساً، وتهتم جميع قوى العالم لثبات هذا العهد الأعظم وبقائه، ثم تعين حدود كل دولة وتحدد ثغورها في هذه المعاهدة العامة، ويعلن بوضوح عن مسلك كل حكومة ونهجها، وتتقرر جميع المعاهدات والاتفاقات الدولية وتتحدد الروابط والضوابط بين هيئة الحكومة البشرية. وكذلك يجب ان تكون الطاقة الحربية لكل حكومة معلومة ومحددة، ذلك لأنه إذا ازدادت الاستعدادات الحربية والقوى العسكرية لدى إحدى الدول، كان ذلك سبباً لتخوف الدول الأخرى. وقصارى القول يجب ان يبنى هذا العهد القويم على أساس أنه إذا أخلّت دولة ما بشرط من الشروط من بعد إبرامه قامت كل دول العالم على اضمحلالها، بل هبّت الهيئة البشرية جميعاً لتدميرها بكل قوتها
جرت عادة البشر حتى الآن على أنْ تبقى الأمم على حيادها إذا هاجمت أمّةٌ أمّةً أخرى، ولا تتحمّل بقية الأمم مسؤوليّة التدخّل بينهما إلاّ إذا تأثّرت مصالحها أو تعرّضت إلى الأخطار. وكانت أعباء الدفاع تلقى على كاهل الأمّة التي تتعرّض إلى الهجوم مهما كانت ضعيفة لا حول ولا قوّة لها ولكن اليوم أصبحت الأمم بمثابة هيئة اجتماعيّة واحدة، فإنّ أيّ هجوم تتعرّض له إحدى الأمم هو هجوم على الهيئة الاجتماعيّة. ويجب أنْ تقومَ كلّ الهيئة الاجتماعيّة على مجابهته. ولو اعترف الناس بهذه النظرية اعترافاً شاملاً وطبّقوها، لعلمت كلّ أمّة تـنوي العدوان على غيرها أنّها ستجابه مقاومة جميع أمم العالم لا مقاومة الأمّة التي تهاجمها، وحينذاك يكفي العلم بهذا ردع أشجع الأمم وأشرسها. وعندما تتأسّس عصبة أمم قويّة من أمم مُحِبّة للسّلام، تصبح الحرب في خبر كان. وخلال فترة الانتقال من الفوضى الدوليّة إلى الوحدة الدوليّة ستحدث حروب تعسّفيّة، وفي هذه الحال يكون لزاماً على الأمم اتّخاذ إجراءات قويّة في سبيل الحفاظ على العدل الدولي والوحدة والسلام

بعد ذلك ستنعم الإنسانية بالمدنية الحقيقية، مدنية قائمة على السلام والمحبة والأخوّة والتعاون بين بني البشر بجميع أطيافه ومكوّناته، فيعتبر كل واحد نفسه مسؤولاً ومساهماً في صنع سعادة غيره وتوفير الحياة الكريمة لبني جنسه فيكون بذلك خليّة حيّة في جسد البشرية يمده بالحياة ويستمد حياته منه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي