الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطبوط

ايفان الدراجي

2011 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"لا يولد البشر أغبياء بل جهلة، ثم يجعلهم التعليم أغبياء. "/ برتراند راسل

أعادتني حادثة هي بالأصح اقرب إلى أن تكون ظاهرة متفشية بمؤسساتنا التعليمية بالسنين الأخيرة، أعادتني لحادثة تعرضتُ لها شخصيا عندما كنتُ تلميذة؛ حينما وجهت مُعلمة مادة التربية الإسلامية لنا سؤالها: "من منكن لا تُصلّي؟ فلتنهض بمكانها" فنهضت أنا وبعض التلميذات وإذا بالمعلمة توبخنا وتنتقدنا بقسوة وشراسة متعجبة ومستفسرة عن السبب الذي يمنعنا من أن نُصلي وكان الأمر أشبه بتحقيق مخابراتي معنا تساءلت به عن أهلنا وانتماءاتهم الفكرية والعرقية والدينية وجعلتنا نقطع عليها وعداً بأن نبدأ بالصلاة باليوم التالي.
أسوة بالموجة الإسلاموية التي جرفت المجتمع بمفاهيمها المتطرفة وأساليبها التعنيفية المُكرهه وممارساتها القمعية بحق الناس على اختلافاتهم فإن ظاهرة التتريث والتدجين الإسلاموي تفشت بشكل مرعب بمؤسساتنا التعليمية متجاوزة المنهج الخاص بمادة التربية الإسلامية إلى العديد من الممارسات كفرض الحجاب على التلميذات والطالبات بالمدارس من قبل الكادر التعليمي والذي تدعمه قرارات وأوامر وزارية مُبطنة صادرة عن مجالس المحافظات ومديريات التربية وبعض المؤسسات الأخرى مدعومة من قبل الأحزاب والتيارات الإسلاموية المُتشددة والمُتطرفة وجميعنا نعلم مدى بُعد وتناقض أهدافها ومناهجها عن الإسلام الذي تستتر به وتستند عليه لتشريعها وتعميمها وفرضها على الناس أجمع بالقوة.
ومن هذه الممارسات أيضا جعل التلميذات والطالبات يرددن شعارات تحمل نزعات طائفية بل وترنيمها على شكل أناشيد تصاحب رفعة العلم ومراسيمه؛ ذكرني هذا الشيء بممارسات النظام السابق وشعاراته التي أصخبنا بها سنين طوال، وهذا يقودنا إلى الأيدي والأهداف السياسية البحتة التي تبغي السيطرة والهيمنة وبرمجة عقول وأفكار ومفاهيم الأجيال المستقبلية لتدجينهم وضمان ولاءهم وتبعيتهم المطلقة. إنها عملية غسيل مخ واضحة .
" كل ما عليك أن تفعله لتعليم طفل هو أن تعلمه القراءة وتتركه، أي شيء غير ذلك فهو غسيل مخ..!!/ إيلين جلكرست
آخر ما توصلت إليه تبعاتهم ومسرحياتهم هي ظاهرة ممارسة الشعائر الحسينية بالمعاهد والكليات، فإضافة للافتات و(الديكور) الموشح بالسواد الذي عم الشوارع والكثير من المؤسسات أولها التعليمية هي إقامة جلسات عزاء حسينية تتضمن محاضرات وقراءات شعرية وفعاليات أخرى بالمعاهد والكليات ضمن أوقات الدوام الرسمي مستغلين القاعات المخصصة للطلاب، ومن الجدير بالذكر أن لكل شيء ثمنه وحسابه! وهذا يقودني للتساؤل: أوليس من الأولى التعجيل بعملية أعمار وتهيئة وتطوير المؤسسات التعليمية بهذه المخصصات المالية والتي تخطو خطواتها الوئيدة منذ سنين بينما يعاني الطلاب من نقص بمعطيات وأدوات العملية التعليمية وحتى انعدام أهلية المباني المخصصة لذلك.
تساؤل آخر ولّده الأول: أوليس من المفروض أن تكون هناك جهات (تراقب) عمليات الأدلجة والبرمجة والتعبئة الطائفية التي تجري بهذه المؤسسات؟ أوليس هناك أماكن مخصصة للعبادة وممارسة الشعائر مهما تكن؟ أوليس من المفروض أن تكون هناك مؤسسات تعليمية مُختصة بالدين؟ أوليس من المفروض أن نراقب ونتابع نحنُ أولياء الأمور ما يجري بالمؤسسات التعليمية بغية المحافظة على أولادنا أصحاء نفسيا وعقليا وفكريا وضمان حصولهم على تعليم وفائدة علمية أدبية بحتة؛ وإلا كنا بعثنا بهم إلى مدارس أو معاهد أو كليات إسلامية متخصصة إذا أردنا؟
هل أنا فقط من لاحظ ويلاحظ حجم خطورة الأمر ومدى تأثيره البعيد والطويل الأمد على أبنائنا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخطبوطٌ قاتل!
سيمون جرجي ( 2011 / 12 / 29 - 20:49 )
تحيّاتي فنّانتنا وشاعرتنا العزيزة إيفان

هذا ليسَ حالُ العراق فقط، بل حال البلدان الإسلاميّة جميعًا! هذه البلدان بدينها قمعت وقتلت جميع أبناء الأديان والمذاهب والعقائد المختلفة عنها، وأفرغت أوطانهم منهم، وفي الغد لن تجدي فيها منهم أحدا (السعوديّة مثالًا)!

فإذا كانت الدساتير والقوانين تستندُ أساسًا إلى الدّين والفقه الإسلاميّ فكيف تريدين لمؤسّسة كالمؤسّسة التعليميّة أن تنفصل عنه؟! هذا محال!

شكرًا لكِ تسليطك النّور على عتمات هذه الأمراض.


2 - سواد المدونه وسواد الفرعي
فارس بخاري ( 2011 / 12 / 29 - 21:42 )
الكاتبه تنتقد سواد الديكورات واللافتات
والحسينيات(أماكن التخلف الديني)
وموقعها الفرعي لونه اسود
ومدونتها لونها اسود

بصراحه شديده اللون الاسود
يسبب الضيق لي وعدم الارتياح

رحت لموقعك وبسرعه اغلقت النافذه

خسرتي قارئ وزائر مهم ههههههههههي بمزح طبعا!

تحياتي


3 - تسليط ضوء
karrar GENX ( 2012 / 1 / 18 - 15:08 )
العزيزة ايفان استطعتي بهذا الطرح تسليط الضوء على موضوع مهم وهو ما تعانيه المجتمعات العربية والعراق بالذات وكما قال القصيمي لو كان الدين اجباراياً لما كان مؤمن واحد، وما نلاحظه الآن من صرف المبالغ الخيالية على المواكب وغيرها من الطقوس اللاهوتية الحسينية بدعم واضح من قبل السلطة وهو بنج موضعي للمجتمع الشيعي عن طريق الدعم المادي وإنشاء طريق الزائرين وغيرها، ومنح العطل المجانية هي برمتها ايقاف عجلة العمل في البلد، إذن فالتتوقف والحسين يباركنا!!!!
تحياتي لك


4 - افرازات صناديق الانتخاب
حسن الدراجي ( 2012 / 1 / 18 - 16:09 )
هذا ما جنته علينا صناديق الانتخابات التي هرول نحوهاالملايين من ابناءمجتمعنا الغارق في التخلف والجهل والركض وراءالغيبيات ،هذه الهجمه الاسلامويه المؤدلجه لايمكن ايقافهاالا بشعب واع مثقف وهذالايمكن تحقيقه اليوم ..... تحيةلك لهذالطرح الشجاع عله يساهم في الخروج من انفاق الضلام الذي يسودالمنطقه كلها

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah