الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدم التهنئة بالعيد أفضل من تفجير الكنائس

جورج فايق

2011 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كالعادة في مثل هذا الوقت من كل سنة الذي يسبق الأحتفال بالأعياد المسيحية و لا سيما في مصر يكثر الحديث من شيوخ الإسلام و على أكثر تحديد شيوخ السلفية عن جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم من عدمه؟
نفس السؤال كل سنة و كل عيد لم يمل السائلين من سؤاله و لا يمل الشيوخ من أجابته
بل ان هؤلاء الشيوخ يجيبوا هذا السؤال المحبب لهم حتى أن لم يسألهم أحد عنه لأنه فيما يبدو هذا السؤال له أهمية لنصر الإسلام و المسلمين
أما نحن المسيحيين لم يعد هذا السؤال و أجابته تثير تحفظنا رغم أن الأجابة تتضمن أتهامنا بالكفر و الشرك و ان من يهنئنا فقد أشترك معنا في كفرنا و له نفس مصيرنا و هو بالطبع أن نحرم من أن نكون معهم في الجنة
ولابد أن يعرفوا أن الجنة الحقيقية هو البعد عنهم فأن ذهبوا هم للجنة فسأذهب أنا عن نفسي طواعية للنار
ومن كثرة طرح هذا السؤال و الأجابة عليه أعتادنا نحن كمسيحيين هذا السؤال الممل و أصبحنا نعتبر جزء من طقوس الأحتفال بالعيد في مصر
فكما هناك في طقس الكنيسة القبطية ما يسمى " بالبرامون" أي طقس الأستعداد للعيد فنحن أعتبرنا أيضاً هذا السؤال بمثابة جزء من برامون العيد أو هلال العيد كما يسموه المسلمون فعندما نرى هذا السؤال الغبي الممل نعرف أن العيد على الأبواب
كما أننا حفظنا أجابة هذا السؤال عن ظهر قلب و نستطيع أن نجيب عليه غيباً لأخوتنا المسلمين السائلين أياه كل سنة دون الحاجة لأجابة شيوخ السلف و شيوخ البترودولار حتى لا نضيع وقتهم الثمين في تكفير من يهنيء المسيحيين بالأعياد و تكفير بابا نويل و زينة رأس السنة شتاء و تكفير البيض الملون و الرنجة ( السمك المملح ) و البصل الأخضر صيفاً فنحن كأقباط مصر سنقوم بذلك عوضاً عنهم حتى يتفرغوا هم لتكفير باقي الأشياء و الأفعال و ربنا يقدرهم لأن التحديات كثيرة فهناك البيبسي و الشيبسي و ...
فالمتاجر مليئة بالبضائع الكافرة و الماجنة المحتاجة لتكفيرهم و الله يقدرهم على الخير و نشر الهداية لرفع شأن الأمة و أزاحة الغمة
و لا ادري لما شيوخ السلفيين يتعبون أنفسهم في تكفير الأشياء و الأحداث بالمفرد فلما لا يقوموا بتكفير كل ما في الحياة بالأجمال ليريحوا أنفسهم و أتباعهم الذين يستفتونهم قبل الأكل و بعد الأكل و قبل النكاح و بعد النكاح و ......
فهل تهنئة إنسان بأي مناسبة لديه سواء كانت عيد ديني أو غيره تحتاج لفتوى ؟
التهنئة هي أظهار محبة و مودة لهذا الأنسان بغض النظر عن دينه و جنسه و هذا في رأي الكفار الأشرار لا يحتاج لفتوى أو غيره
و لكن بالطبع الأجابة تختلف عند شيوخ مؤمنة يستند على فتواها الأرهابيين في تنفيذ تفجيراتهم ألأرهابية لكنائس و أسواق و فتادق و مستشفيات و طوابير طلب عمل و طوابير تجنيد و جنازات و حسينيات شيعية و جوامع لا تتبع طوائفهم و ............ في شتى أنحاء العالم مما نتج عنها الالاف بل الملايين من الضحايا في العالم أجمع بلا أي ذنب فعلوه ألا الأختلاف معهم في الدين أو الفكر و هذا يكفي لتصدر فتاوى أرهابية من صناع الأرهاب لتفجر و تقتل بلا رحمة
فهل بعد كل هذا ننتظر منهم تهنئة بالعيد؟ بالطبع لا فنحن لا ننتظر تهنئتهم و لا نريدها كما لا يشرفنا أستقبالها من أيادي و فتاوي ملطخة بالدماء
كذلك لا نريد تهنئة من كل من ينتظر فتوى من شيخ لكي يهنئ المسيحيين في أعيادهم كـأنها جرم أو فسق محتاج لفتوى رجل دين
و كنت أتمنى أن ينتهي الموضوع إلى هنا لكن أن أطال الله عمري العيد القادم للمسيحيين و هو بعد شهور قليلة سوف أذكركم أن نفس السؤال قد وجه للشيوخ من بعض المسلمين و حتى أن لم يوجه فهم ستصدرمنهم نفس الأجابة
و هذا ليس فقط لأن الزمن توقف لديهم عند 14 قرن مضت و أنما لأن مثل هذه الفتاوى هي مصدر رزقهم الواسع جداً و يجب أن يبقى هكذا إلى يوم القيامة
فيا شيوخ السلفيين يا صناع الأرهاب و الداعين له و يا أتباع هذا النمط التكفيري التفجيري لا نريد تهنئة منكم في أي عيد من الأعياد و انما كل ما نريده أن تكفوا عن تفجير الكنائس و قتل المسيحيين في ليالي الأعياد فهل هذا بكثير ؟ أرحموا الأطفال و الكبار من مناظر الدم و الأشلاء فهل هذا بكثير ؟ .............
نعم هذا بكثير على من يتبعون فكر أسامة بن لادن و تنظينه و يعتبرونه شهيداً الأن في جنة الحور و الغلمان المقرطون و صلوا عليه صلاة الغائب في ميادين مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للكاتب المبدع
فينوس صفوري ( 2011 / 12 / 29 - 08:59 )
الأستاذ جورج فايق
تحية طيبة
صدقاً موضوع رائع وفي القمة ولو أنك أكتفيت بعنوان المقالة وبدون كتابة شيء لوصلت الفكرة
عمت صباحاً


2 - شكراً لك فينوس
جورج فايق ( 2011 / 12 / 29 - 12:17 )
أستاذة فينوس صفوري
تحية و أجلال وشكر لك على تشجيعك لمقالي الذي عني لي الكثير لأنني من المتابعين لكتابتك المتميزة ومن أشد المعجبين بها


3 - كل عام و أنت بخير
حسني كباش ( 2011 / 12 / 29 - 12:28 )
الكاتب جورج فايق
كل عام و أنت بخير
و تأكد بأني لم أسأل شيوخ السلفية و لا شيوخ غيرهم قبل أن أعايدك بل أعايدك كنوع من المحبة
و تأكد أنني لو كنت أود تفجير نفسي لفجرت نفسي بشيوخ السلفية

الملحد السوري : حسني كباش


4 - شكراً حسني كباش
جورج فايق ( 2011 / 12 / 31 - 15:31 )
شكراً لك أستاذ حسني و كل عام و أنت بخير و سعادة

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال