الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا السلفية

فوزي بن يونس بن حديد

2011 / 12 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك فرق كبير بين السلف بفتح السين واللام وبين المذهب السلفي الذي انتشر في الأيام الأخيرة كانتشار النار في الهشيم، فالسلف هم خيار الأمة الذين سبقونا في التاريخ ورسّخوا مفاهيم الإسلام الصحيحة لمن بعدهم فكانوا بناة أمّة وحضارة راقية ستظل خالدة إلى يوم القيامة رضي من رضي وأبى من أبى، وكل من اتبع السلف الصالح من هذه الأمة فقد أفلح ونجا، وكل من زاغ أزاغ الله قلبه وجعله مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
وأما المذهب السلفي فهو في رأيي ليس مذهبا بل اتجاه جديد ظهر في الأمة يرسّخ لعقيدة غريبة مبنية على الالتزام بظاهر النص والرواية دون تأويل أو استعمال للعقل، حجّروا العقل فوقفوا عند النقطة التي انطلق منها العقل نحو تنزيه المولى عز وجل من الصفات التي تشبهه بالإنسان من قريب أو بعيد ونحو استحضار الحكم الشرعي المناسب للقضايا الجديدة والمستحدثة بالاستعانة بالأدوات والقواعد الأصولية والفقهية المتعارف عليها عند علماء الأصول والفقه، فتحجّرت عقولهم وأغلقوا باب الاجتهاد فانسدّت عندهم الرؤى وأصبحوا ضيقي الأفق لا ينظرون إلى بعيد ولا إلى مصلحة الأمة العليا فوقعوا في مطبّات كبيرة وواجهوا صعوبات وتحديات عظيمة وأدخلوا أنفسهم في نفق مظلم لم يستطيعوا الخروج منه بسلام بل ظلوا يتخبطون خبط عشواء في كل المسائل التي تحتاج إلى تأويل واستعمال للعقل.
عقيدتهم غامضة لا بيّنة ناصعة، إنها تتعارض مع تنزيه المولى عز وجل خوفا من التشبيه والتجسيم الذي وقعوا فيه وأصروا عليه معتمدين في ذلك على أشياخهم ابن تيمية وابن القيم الجوزية والألباني ومحمد عبد الوهاب، اعتبروهم علماءهم في الاقتداء بهم وبآرائهم حتى لو اصطدمت بالبرهان العقلي الواضح، وانعكس ذلك على سلوكهم وأخلاقهم فابتدعوا ما ليس في الدين بشيء وأخذوا بظاهر الآيات والأحاديث فكفّروا وأخرجوا من الملة من شاؤوا واستباحوا دماء بريئة وأصدروا فتاوى غريبة عجيبة مع زعمهم أنها تتفق مع ذكر الله وآياته البينات وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى وصل بأحدهم أن يقول وهو على منبر صلاة الجمعة في إحدى البلدان العربية أنه يجوز للمرء أن يرفع السكين في وجه المرأة التي تتبرج في الشارع، يريدون إقامة الشرائع بحد السيف مما يؤكد نظرية أولئك المتشككين في سماحة الإسلام ورفقه وحلمه ونزاهته عن هذه التصرفات التي لا تنمّ عن روح إيمانية خالصة، فإن سألته من سمح لك بذلك يقول لك ألم تسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" لذلك فهم في صدام دائم مع المجتمع الذي يستنكر مثل هذه الأفعال التي لا تليق بالمسلمين فضلا عن أشياء أخرى ابتدعوها في العبادات التي لا تمس إلى الإسلام بصلة لذلك على المسلم أن ينتبه إلى خطرهم، فهم أشبه بحشرات سامة تلدغ وتترك أثرا قد يضر الجسم كله وقد لا يلبث اللدغ أن يكون حكة جلدية وتزول بعد وقت قصير.
فالسلفيون وإن كانوا ظاهريا يدّعون أنهم متمسكون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهم في الوقت نفسه يُنقِضون أنفسهم ويأتون بأفعال وأفاعيل لا تمت للإسلام لا من قريب ولا من بعيد، والمجتمعات التي تعي وتفقه معنى الحياة في الإسلامي لا تنجرف وراء هذا التيار المنحرف الذي تعاني منه الدول الآن ولكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن ترفضهم لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله، كما لا ينبهر المجتمع بالمظهر الذي يظهر به السلفي ولا بالكلام المنمق التمثيلي الذي يتحدث به ولا بالسلوك الذي يدعي أنه منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم ولا بالعين التي تدمع واللسان الذي يُفصح واليد التي تُلوّح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ارى فالكاتب إلا
سعيد الشامسي ( 2012 / 2 / 3 - 10:05 )
السلام عليكم
لا أرى فالكاتب إلا انه جاهل في الدين لا اكثر ولا اقل فالمتحدث عن السلفيه بلا دليل كالذي ينق بما يسمع


2 - أسال الله لك الهداية
مسلم ( 2012 / 2 / 26 - 08:32 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكاتب أسال الله لك الهداية، لقد كتبت وتكلمت في أمراً عظيم وحذرت المسلمين من أتباع هدي خير المرسلين
فالسلفية دعوة للتمسك بكتاب الله المتين وسنة نبيه الكريم بفهم الصحابة والتابعين وهي امتداد لهم وليست تيار جديد كما ذكرت
فلا يهم من يشوة الدعوة السلفية في زماننا هذا ممن ينسبون أنفسهم لها غصبا

أسألك بالله أن تتحقق من هذه الدعوة وتبحث جيداً عنها لربما يعود بك الحق للإعتذار عن ما كتبت، قبل أن يصيبك دعاء أحد المسلمين عليك بما لايرضيك، فقد آذيت من آذيت من عباد الله الموحدين



و أني والله ناصح لك و أدعؤك بأن تدعو بهذا الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم)) وأن تتضرع لله في أن يريك الحق و يدلك عليه قبل أن تلقاه
فلربما صادفت ساعة أستجابة فيستجيب الله لك وتعرف الحق وتكتب عنه في يوماً من الأيام.....اللهم آمين


أخ مسلم ناصح لك

اخر الافلام

.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل


.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف




.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ