الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب ظاهرة جنسية..

إسماعيل مهنانة

2011 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين يرفض الرجل العربي، التنازل عن أي حرية للمرأة، ويدين كل تغيير أو تحديث على بنية العلاقات الأسرية التقليدية، فهو لا يريد أن يفقد مواقعه التقليدية، بوصفه مالك الرأسمال الجنسي ملكية رمزية/خيالية/واقعية، فالأب/الزوج/الأخ لا يمثّل للمرأة (الأخت/الزوجة/البنت) أي رابطة إنسانية عميقة إلا هذا المتملّك/المتحكّم/الموزع في دورة الاقتصاد السياسي للذة الجنسية، دورة لاشعورية قديمة وبدائية جدا، تتمحور حول رمزية الفحولة، فالفحولة هي المركزية القضيبية le phallocentrisme في شكلها الأكثر كثافة وهوسا وتأصلا في بناء شخصية الرجل العربي، المركزية الأكثر فعالية في تحديد كل بناه القبَلية وفي توزيع استراتجيات السلطة/القوة داخل فضاءه البيوسلطوي، ويدور معظم التاريخ العربي ومعظم سردياته الكبرى حول رمزيات الفحولة، ومعادلات موضوعية للفحل/الرجل/البطل/الزعيم/المخلص/الديكتاتور... الخ.
وإذا كانت الفحولة هي السطح المحدب في سلّم القيم داخل الثقافة العربية؛ فإن عفة المرأة تمثل الجانب المقعّر من هذا الاحدوداب، ففي قمة الهرم الأخلاقي لقيم الرجولة تنتصب قيمة الشرف ليس بوصفه فضيلة فروسية للنبلاء، بل شرف النقاء الجنسي والسمعة العائلية التي تقاس بمدى التحكم في كل شاردة وواردة جنسية داخل الاقتصاد السياسي لتوزيع اللذة الجنسية، وفي قمة قيم الأنوثة والشرف الأنثوي تنتصب قيمة العفة ليست بمعنى التبتل المسيحي، ولا شرف المرأة الحرة سيدة جسدها ورغباتها، لكن العفة هنا تأخذ تصعيدا وكبتا عنيفا، واستبطانا مخيفا للعنف، وامتثالا لكسب رضا المجتمع، وسمعة لها مقابلها المادي في التوزيع النمطي للذة داخل مؤسسة الزواج، ثم تأتي كل القيم الأخلاقية/الجمالية الأخرى متناسلة عن هذه السلطة القضيبية.
أما ما حدث إثر صدمة الحداثة التي مُني بها العرب منذ حملة نابوليون على مصر (فحولة الآخر) فهو أن المرأة بدأت تكتسح الفضاء العمومي وتنافس الرجل، في بعض وظائفه الذكورية، وهو ما شكل جرحا نرجسيا، وطعنة قاتلة لفحولته، وهي النرجسية الجريحة التي تفسّر هذه العودة السلفية والظلامية العنيفة ضدّ خروج المرأة إلى الفضاء العمومي، أو عمل المرأة، أو تبرج المرأة وإظهار مفاتن الجسد الأنثوي في المجال العام، يمكننا أن نفسّر ذلك التمترس المنافق خلف مقولات "الحشمة" والحياء العام، بكونه آلية دفاع عن الفحولة المطعونة في نرجسيتها، إن عودة السلفية هي انتقام الفحولة لنرجسيتها، وتضخيم عصابي للذات الذكورية الجريحة، أكثر منه رؤية للعالم تبحث عن مشروعيتها في الوقائع المتغيرة للحياة.
ولهذا لا يجب أن ينتظر المجتمع الكثير من الرجل، وعلى القوى الحية في المجتمع أن تراهن على المرأة في تحرير المجتمع من المطلقات التي تصادره، المرأة العربية هي الكائن المعني بالحرية أكثر من أي كائن آخر في هذه المرحلة المتناقضة من تاريخ الإنسانية، ولهذا على الوعي أن يقنعها بحريتها لأن الإقناع بالحرية أسهل من الإقناع بالعبودية. قبل أن أختم مقالتي، أريد أن أطرح أسئلة فلسفية حول مصير الفحولة والمركزية القضيبية في عصر البورنوغرافيا، في عصر الصيرورات اللامتناهية للرغبة الموازية، وجنسانية السيميلاكر؟ عن مصير الجنسانية النمطية في عصر المتعدد/المتخيّل/الإفتراضي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - روعه يا استاذ اسماعيل
فينوس صفوري ( 2011 / 12 / 30 - 01:08 )
الأستاذ إسماعيل
تحية طيبة وبعد
أعجبني صدقاً مقالتك الضاربة على التور الحساس في الحقيقة نحتاج ألى الكثير من تلك المقالات وبصيغة أقوى إن صح التعبير لأننا لانريد ولانفضل الإستيقاظ ألى عبر الكثير من الطرق على الرؤوس ولعل وعسى
عنوان المقالة مُضحك ورائع -العرب ظاهرة صوتية -العرب ظاهرة جنسية
تحياتي ومحبتي وكل عام وأنتم بخير


2 - ستكون الجنة بدون عرب
عدنان عاكف ( 2011 / 12 / 30 - 10:51 )
اذا كان الأمر كما تدعي فلا تقلق على شهواتك الجنسية من العرب في الدنيا الآخرة لأنن العرب لن يزاحموك على الجنس لسبب بسيط وهو انهم لن يدخلوا الجنة، وذلك لأن الجنة خالية من الجنس.. وقد - أكد أحد الشيوخ أن الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة !
فالجنة لا جنس فيها لأن الأجهزة التناسلية للإنسان تختفي !!! لأنه ليس في حاجة إليها ، كما ليس في حاجة إلى كل الغرائز التي ابتلى الله بها الإنسان على وجه الأرض..
الجنة ليس فيها جنس وليس فيها خوف ، بل تنعدم فيها معظم الغرائز -.
الرد على التصريح جاء من رجل مؤمن
أيه ده!-
يخرب بيتك أنت ولي كتبته ******* عليا ليليتي
بقى أنا متغرب طول السنين دي وبشوف اللحم ألأحمر قدامي
واستغفر ربي واصوم واصلي وأعزب وحافظ نفسي من يوم ما اتولدت
وطلع الشيب براسي عشان تقوللي يابن ستين جزمة دلوقتي بالجنة
مافيش حور عين ؟؟؟ وكمان طينتها مافيش أعضاء...
أومال نعمل أيه..؟؟؟؟؟ ناكل ونشرب وننام
دنتم بتستهبلوا ولا بتستعبطووا
أيه الهباب ده ..؟؟ بقا كل السنين الي عشتها حافظ نفسي
بتقولي ياخدو البتاع !!!!
:


3 - تحياتي لك فينوس صفّوري
إسماعيل مهنانة ( 2011 / 12 / 30 - 11:00 )
أشكرك فينوس على قرائتك المتعنة للمقال، فعلا نحن في حاجة مشروع نظري ضخم يستلهم نظريات النقد الثقافي والتحليل النفسي والانثروبولوجيا لتفكيك البنى الحافة لاقتصاد الفحولة في الثقافة العربية ، واختراق البؤر الايديلوجية للمركزية القضيبية الذكورية، في انتظار ان تفند الوقائع السياسية هذه العودة اللاشعورة للمكبوت السياسي بعد خمس سنوات من حكم الصحراء في الغابة... مودتي لك وعامك أسعد


4 - المشكلة في الذكر والإنثى
جورج كارلن ( 2011 / 12 / 30 - 18:50 )
لا أحد في هذا العالم يريد أن يفهم أن الذكر مختلف تماماً عن الإنثى نفسيا وبيولوجياً وفي الإدراك وفي التعامل مع المحيط, المشكلة ان الذكر يرى أن الإنثى غبية بسبب أنها لا تنتبه أو تكترث لما يراه هو أمر عظيم والإنثى تتهم الذكر بالأنانية والهروب من المسؤولية وانعدام الإحساس الموجود لديها. يا جماعة الجنسين مختلفين عن بعضهما ولا يوجد جنس أفضل من الآخر . المعركة الأزلية بين تسلط الرجل على المرأة وتسلط المرأة على الرجل هي من سوف تقضي على إحساسنا بالوجود هذا إذا كان مازال موجود. لم أجد دولة في العالم لا يوجد فيها السباق على التفوق بين الرجل والمرأة. في المنزل الواحد لا يوجد حل من اثنان اما ان الزوج دكتاتور والزوجة مقموعة او ان الزوج متفهم ومتطور عقليا فتجد المرأة تنتهز الفرصة للسيطرة , وفي العمل والشارع وكل الأمكنة . هنا في هذا البلد الإوروبي على سبيل المثال لا يمكن أن تجد فتاة لا تعمل إلا إذا هي كانت لا تريد العمل , بينما نسبة الشباب العطلين عن العمل كبيرة جداً . السبب هو استغلال التساوي بين الجنسين بطريقة حقيرة . اذا ان كل ما على الفتاة أن تفعله هو ارتداء ملابس مغرية والتقديم على عمل أي كان


5 - تكملة
جورج كارلن ( 2011 / 12 / 30 - 18:54 )
أليس ما تفعله الإنثى في هذه الحالة هو استغلال الشبق الجنسي لدى الرجل حتى تحصل على وظيفة قد تكون لاتفقه بها شيء ؟ المشكلة ليست بسيطرة الرجل او العكس . المشكلة هي القعد النفسية لدى البشر جميعاً, وغريزة الانانية واللذين مع الأسف لن نستطيع الهروب منهما


6 - على سبيل المثال
جورج كارلن ( 2011 / 12 / 30 - 18:59 )
هي يعلم الإخوة هنا ان الأولوية في بلد مثل كندا تأتي أولاً للطفل ثم للمراة ثم للكلب ثم للرجل . هذا آخر ما توصل إليه البشر بعد ظهور العديد من حركات المساواة , المشكلة أنه لايوجد شيء في هذه .الحياة اسمه تساوي لا بد من طرف أن يستغل الآخر ويتفوق على حسابه. أرجو أن لا يؤخذ كلامي على أنني أروج للحل الديني .ههههه , الأديان هي كارثة الكوارث ,


7 - بقي دور المرأة
محمد أيتا ( 2011 / 12 / 30 - 23:04 )
أيها الأستاذ الرائع، إنني مشدوه، ومسحور بعرضك، وتحليلك، فقد وضعت أصبعك على الجرح الغائر، ألا هو -الفحولة العربية-، ولا نستغرب ذلك الكتاب الأدبي الحامل نفس العنوان، والكتاب يتحدث حول عمالقة الشعر العربي، ويا ليتنا وجدنا كتابا آخر مماثلا يحمل نفس الاسم، ويتحدث حول الخلفاء باستثناء الخلفاء الراشدين، لا أستثنيهم تقليدا للإسلاميين، بل لأنهم حقيقة لم يستهتروا ببنات الفرس، والروم، والعجم عموما ...تطبيقا ل-أوما ملكت أيمانهم- ...
بعد مباركة مقالك ... أود القول: بقي دور المرأة العربية كي تحمل مشعل التقدم، وتنزل إلى الميدان بثورة نسائية ضد الذكورة العربية أولا، وضد الدكتاتورية ثانيا... وما علينا نحن سوى التشجيع، وإملاء الساحة، ونشر الزهور، والعطور ... نحية لكل امرأة متحررة.


8 - هوس الجنس
محمد البدري ( 2011 / 12 / 31 - 19:38 )
يعرف العقل العربي الفحولة بانها العدوانية، لكنه - ولانه عقل كذوب ومنافق بطبيعته - ينكر هذا التعريف ويحوله ظاهريا الي موقف اخلاقي يدعوا للشرف والفضيلة والعفه. هو عقل شبقي يكشف نفسه بما يمني به نفسه في جنة الله الموعود، لكنه يخفي رغباته خلف ستار من اوامر كاذبه بنهي عن منكر هو ذاته يمارسه في الحيااة الدنيا بالجمع باكثر من إمرأة في وقت واحد. المثني والثلاث والرباع هو المرادف للانتصاب الذكوري أو المكافئ لمنسوب السوائل الليمفاوية في غدده التناسلية. كل هذا امر طبيعي لو اننا نعيش في زمن الكهوف المشاعية لكن ان يظل هذا هو حال جزء من البشرية يسمي نفسه بالعرب وان الله كلمه بما يتفق والعقل العربي فاننا بإزاء عقل ليس سوي بروستاتات ضخمة داخل جمجمة من ياقال بانهم عرب ويفخرون بانهم خير أمة اخرجت للناس بسبب تضخم غددهم التي لا يفكرون بها الا في بيئة هي الهوس الجنسي ذاتها. شكرا للفاضل السيد إسماعيل مهنانة علي مقالته الكاشفة لفضيحة العقل العربي.


9 - الي المحترم محمد أيتا
محمد البدري ( 2012 / 1 / 1 - 02:41 )
انا لا استثنيهم ايضا، ذلك فنبيهم نفسه كانت له ارب في نساء الروم. ففي تحضيره لغزوة تبوك وهي علي مشارف بلاد الشام في اقصي شمال جزيرة الهمج طلب من احد رجاله المشاركة في الغزوة ولاغراءه قال له: هل لك في جلاد بني الاصفر، اي في النساء من ذوات الشعر الاصفر. كل ما في الامر انه فشل في الحرب عليهم وعاهدهم علي دفع المال له مقابل حماية قوافلهم في الصحراء لهذا لم يأخذ منهم سبايا ولم يتذوق طعم لحومهم. تحياتي.