الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوا أيها المرشد ليس نظام الخلافة ولا تطبيق الشريعة الإسلامية هما الحل

مجدي عطاالله

2011 / 12 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في رسالته الأسبوعية، قال الدكتور "محمد بديع" - المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين - إن تكوين الخلافة الراشدة من الأهداف المرحلية التي حددها الإمام "حسن البنا" لتحقيق الغاية العظمى للجماعة، وهى أن تحيا من جديد الدولة المسلمة وشريعة القرآن، مشيرا إلى أن تحقيق الغاية العظمى بات قريبا بعد ثورات الربيع العربي !!! أقول لفضيلته :
الذين يحلمون بتطبيق الشريعة في مصر : مصر كانت تطبق الشريعة الإسلامية فى عصور الأمويين والعباسيين والفاطميين والمماليك والعثمانيين وحتى أقل من مئة عام مضت ولم تكن مصر وقتها جنة العدل والعدالة والمساواة والرخاء واليسر والأخلاق الحميدة..والفتنة الكبرى التى راح ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين فى حرب أهلية بين الصحابة جرت وقت تطبيق الشريعة السمحاء، ثم فى عهد الدولة الأموية التى شهدت أكبر عملية تخلص دموى من المعارضين والمخالفين، وكذلك مقتل حفيد رسول الله فى مذبحة بشعة وتحويل المدينة المنورة إلى مكان لاغتصاب النساء وحرق البيوت وقتل الولدان وهتك الأعراض وسفك الدماء فى المسجد النبوى، ورجم الكعبة بالمنجنيق وصلب الصحابة على جدار البيت الحرام تم كل ذلك فى الوقت الذى كانت الشريعة فيه مطبقة..........
دعاة تطبيق الشريعة يتجاهلون التاريخ الإسلامي بعد الخلافة الراشدة و يصورونه على عكس الحقيقة بأنه تاريخ تقوى وورع وصلاح ولكنه تاريخ مجون واستبداد ولهو ودم وتوريث للحكم واقتناء للجواري وعبث بالغلمان .حتى قيل عن أحد الخلفاء ذات مرة أنه كان يقتني أربعة آلاف جارية !!!
وهنا على سبيل المثال لا الحصر نذكر حكاية الخليفة المعتصم البطل الأسطورى الذى تبهرنا روايات ميكروفونات المساجد عنه بأنه سيّر جيشا لفتح عمورية لأن امرأة أسرها الروم هتفت «وا معتصماه». ثم تعمقت وقرأت بنفسى عن المعتصم فوجدت أنه معتنق لبدعة خلق القرآن، أى أنه كافر فى عرفهم. ورغم ذلك فقد كان، هو وأخوه المعتزلى، المأمون، درة تاج الحضارة الإسلامية، ومعظم المآثر الحضارية التى يتباهون بها إلى يومنا الحالى فى تاريخنا الإسلامى حدثت فى عهديهما. هذا الاكتشاف البسيط كان زلزالا بالنسبة إلىّ، لأنه خرق جدارا مرصوصا بإحكام من الحكايات التى اعتقدت أنها بنقاء ماء العيون. ولأنه دفعنى إلى تقصّى الحقيقة عن مزيد من الحكايات، عن ملوك بنى أمية، وخلفاء بنى العباس. والأهم أننى تيقنت أن الأموات لو تحدثوا لتبرؤوا مما يطرحه الإخوان والسلفيون اليوم.
التاريخ يحتاج إلى جهد، ويحتاج قبل ذلك إلى نية البحث عن الحقيقة. والأحزاب الغيبية مطمئنة إلى أنها قتلت هذه النية فى قلوب أبنائها وعوّدتهم على ثقافة السمع، وما دام الأموات لن يتحدثوا فلا خوف من أن يسمع الأحياء رواية مختلفة.تصب في مصلحتهم وتلهب حماسهم وتجعلهم كالقطيع الذي يسير بإشارة من الراعي .
فلماذا يطنطن الداعون لتطبيق الشريعة إذن؟:هل هم يجهلون هذه الحقائق التاريخية ؟ أبدا ولكنهم يتجاهلون كما قلت بل و يريدون تحويل الدولة كلها لجمعية خيرية كبرى ، هدفها إعالة الجميع ، وليست اقتصادا منتجا بكل معنى معروف للكلمة . ولهذا أتت أول انتخابات حرة بالأخوان المسلمين ومعهم السلفيين ليس لمشروعهم التنموى الفذ ، ولا حتى لشبكتهم العنكبوتية التنظيمية الممسكة بخناق الشعب . فقط لأن الشعب لا يريد من أحد أن يوجع له دماغه بهذه الديموقراطية ، وسوف يهدى هذه الديموقراطية للأخوان والسلفيين وقد أهداها بالفعل عند أول ناصية في الطريق قابلته لأنهم الوحيدون الذين يعدونه بإراحته منها . المصريون لا يريدون الحرية ، المصريون يحلمون بعمر بن الخطاب ، بالحاكم العادل ، . ببساطة ، المشكلة فى وجود الرأى والرأى الآخر ، أنه محنة سيكولوجية ! أما لماذا يصبح العدل هاجسا مرضيا للعقل العربى والمسلم عموما والمصري خصوصا فالسبب بسيط ولا يثير أى استغراب : الثروة والعشب والنسل لا تأتى بالكد والابتكار والعرق ، إنما كلها موجودة سلفا ، كلها ’ رزق ‘ من صنع الخالق ، والمشكلة فقط هى التقسيم !
و أغلب الناس يعتقد أن الشريعة هى تنفيذ الحدود، قطع يد السارق مثلا. ومن ثم سيقل الفساد ونهب المال العام فتنزل وقتها البركات من السماء !! ولكن.. هل يتم قطع يد السارق لأموال البنوك أو مختلسى مال الشعب؟ هل إذا سطا شخص على مليار جنيه من بنك أو تلاعب فى خصخصة شركة قطاع عام أو تخصيص أرض للدولة سيتم تطبيق الحد عليه بقطع اليد؟ حسب الشريعة فلا يمكن قطع يد هؤلاء النهابين لمال الشعب بتهمة السرقة، لأنه ليس مالا خاصا وليس فى حرز فلا تتوافر فى مثل هذه الحالات شروط قطع اليد! وهذا يعني أن عصابة طرة الآن حسب الشريعة لن نستطيع أن نقطع يد أيا منهم . وهنا الحدود لم تكن حلا ولا ردعا كما يظن البعض ويروجون بل بالعكس سيتحول صغار اللصوص إلى هليبة كبار هربا من تطبيق الحد إنها العقول الأفيونية المحنطة، والتي لا تشبه سوى القثاء الأعوج، فلا أمل في تقويمها، لأنها ستنكسر ...!
نأتي إلى حلم الخلافة وهو السراب بعينه بل قد يكون السراب أقرب إلى الحقيقة من هذا الحلم الوهمي فبنظرة صغيرة إلى العالم الإسلامي المفتت والممزق هل يمكن أن يقبل الشعب الإيراني خليفة سنيا ؟ وهل يمكن أن يقبل المسلم السني خليفة شيعيا ؟ وإذا استثنينا المسلمين الشيعية واقتصرت الخلافة على المسلمين السنة فأين سيكون مركز هذه الخلافة القاهرة أم الرياض ؟ هل سيقبل الشعب السعودي أن يحكمه خليفة مصريا ؟ أم هل سيقبل الشعب المصري أن يحكمه خليفة سعوديا ؟ هل يمكن للشعوب الخليجية كلها أن تقتسم عائدات نفطها مع شعوب فقيرة كمصر والسودان من أجل عيون الخلافة ؟؟ فعن أي خلافة نتحدث وواقعنا بهذا الشكل ثم ما الذي سنكتسبه من هذه الخلافة ؟ ألم نكن تحت حكم الخلافة العثمانية منذ عدة عقود ليست ببعيدة ؟ ما الناتج من هذه الخلافة غير التشرذم والجهل وسرقة ثروات الشعوب ونهبها واحتكارها من أجل الخليفة أو السلطان العثماني وانتهت بالاستعمار كنتيجة طبيعية ؟ نتمنى فقط ألا تتقسم أوطاننا أكثر فأكثر وألا يتضاعف عدد الدول العربية في المستقبل القريب .
وكما قال الشاعر - ولست بعلام الغيوب وانما .. أرى بلحاظ الرأي ماهو واقع - فان كلام وتصريحات وأسلوب وفكر من يدعى أنه يريد تطبيق الشريعة أو إقامة الخلافة كمرشد الإخوان ومن نحا نحوه يجعلنا نتيقن أن النموذج الصومالى أو الأفغاني سوف يتكرر فى مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المتاجرة بشعب لا يقرأ
Amir_Baky ( 2012 / 1 / 1 - 07:42 )
ظن النظام السابق أن الشعب المصرى مات إكلينيكيا و ظهرت الحقيقة التى لم يتخيلها بشر. الإخوان و السلفيين يسيرون على نهج النظام السابق و يراهنون أن الشعب سيظل جاهل. وأتوقع أن الإخوان و السلفيين سيكونون ضد توعية الشعب و تثقيفة و تعليمة قراءة التاريخ الحقيقى. فهذه الأمور ليست فى مصلحتهم السياسية. سينفضح كذب الشعارات الدينية التى يروجون لها وقد بدأ بالفعل تغيير المفاهيم 180 درجة الآن بعد وصولهم للحكم. فهل سيحاربون دول الخليج لفتح حدودها و الإندماج فى الخلافة الإسلامية على غرار الإتحاد الأوروبى؟ هل سيفرضون عملة موحدة؟ هل سيحق للمصرى أو السودانى أو التونسى أو المغربى بأن يمتلك أراضى بدول التعاون الخليجى لإقامة مشاريع هناك؟ هل سيتعامل الجميع بمنطق متساوى فهل الكويتى سيكون مثل الصومالى و هل السعودى سيكون مثل السودانى فى الحقوق و الواجبات؟ وما موقف قادة الجيوش بالبلاد العربية؟ وأخيرا ما موقفهم من سيد قطب. فهم أبو السلفية الجهادية وهو من إعتبر عثمان بن عفان (ذو النورين) من الفاسقين


2 - دعهم يمرحون
مصري ( 2012 / 1 / 1 - 12:02 )
تلاحظ أخي العزيز كثرة الكلام عن الخلافة حالياً والسبب بسيط جولة ثالثة من الانتخابات وسذج لديها قابلية التصديق بهذا الوهم لكن أغلب قيادات الإخوان تعي جيداً أن الخلافة ما هي وهم كبير يستخدمونه لتحصيل أكبر كم ممكن من كراسي برلمانية لكن ما لا يعوه جيداً أن هذه الكراسي هي عبارة عن دين عليهم رده وتذكرني بمن يأخذ قروض كبيرة وينتشي بكثرة الأموال التي يجمعها لكن يتناسى أن عليه الدفع فماذا سيدفع للناخبين الذين أعطوه الأصوات هل سيعطيهم خلافة أم شريعة أم سيوزع عليهم مصاحف وزجاجات زيت وسمن ولحم ؟ من انتخبوا الاخوان يريدون الجنة التي وعدهم بها الإخوان والخير الذي يحملونه لمصر فهل سيقدم الإخوان أحلام الشعب أم يبيعونهم أوهام جديدة ؟ دعهم يتورطوا أكثر لكي تكون الثورة ضدهم حاسمة قاضية لهم ولمشروعهم للأبد.


3 - alsulta+aldin
khalil darwish ( 2012 / 1 / 1 - 18:13 )
إذا السلطة ارتدى ثوب الدين فتصبح اعتى قوة مستبدة غاشمة.


4 - مجدى عطا الله-خليك مع نفسك
سلامة شومان ( 2012 / 1 / 1 - 23:20 )
قل ما شئت
فرغم ان الاحداث التى ذكرتها بها شىء من الصحة ولكن العدل والاخلاق والقيم والابداع والحقوق كانت تملأ العالم الاسلامى
واياك انت وغيرك يظن ان الحياة تسير وفقا لمى يتمناه الانسان فهناك دائما قوى الشر تقابلها قوى الخير بل الفكر والفكر الاخر يتسبب فى معارك ضارية
حتى بين النصارى ومجازر النصارى فى العصور السابقة بين كل طائفة ونقيضتها
بل حتى بين فكر العلمانى وصاحبه
فالحياة لن تكون حياة خالية من المشاكل ومن التناقضات فكريا وعمليا ونظريا واخلاقيا الخ فهذا مستحيل
ومع تلك المشاكل والخلافات فى عصر الخلافة الا ان دولة العدل والفضيلة كانت تسود المجتمع الاسلامى
بينما انتم اى العلمانيين او غيرهم يوم ان كان ولايزال الحكم بين ايديهم ماذا عاد علينا الا الفساد والقهر والسرقة والدعارة والرشوة والبطالة الخ
فالاسلام هو الحل وعودة الخلافة هو الاساس
واعلم ان الامر ليس سهلا فانتم اول من يتسبب فى الفتن والمعارك الشرسة
وهذا هو الحال مع الاسلام منذ ظهوره
بل وكل الشرائع السابقة

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال