الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا تغطي فشل سياساتها بالقتل الجماعي للكرد

عبدالله مشختي

2011 / 12 / 31
القضية الكردية



ان اقدام تركيا بقتل ما يقارب ال40 من شباب الكرد المسالمين عن طريق طائرات عسكرية قد فاقت كل الاعتبارات الانسانية وتعد جريمة بشرية جديدة تضاف الى ماسبق من جرائم ارتكبتها العسكرتارية التركية الشوفينية التي ترفض وتنبذ كل ما يمت بصلة الى الكرد .ان التغطية على فشل السياسة التركية لحكومة اردوكان في الساحات والميادين الخارجية لا تمنحها المبررات لشن حرب ابادة على الكرد .وان هذه الجريمة كشفت مرة اخرى عن الوجه البشع للنوايا التركية فيما يخص حقوق ووجود الشعب الكردي في كردستان تركيا .والتي لازالت ومنذ سنوات تتلكأ وتتحجج بمختلف المبررات من للتنصل من تنفيذ سياسات انسانية فيما تخص الاتزام والانصياع للنداءات والطلبات الدولية في ايجاد حل عادل وسياسي لاكثر قضايا تركيا تعقيدا وعمقا وتأثيرا على اوضاعها الداخلية والخارجية التي هي القضية الكردية .
ان عدم تمكن تركيا وحتى الان او عدم جديتها في ايجاد مخرج سلمي لهذه القضية هو السبب الرئيسي لفشل سياسات تركيا الخارجية .وان حكومة حزب العدالة والتنمية لن تتمكن ان تحقق النجاح التي تنشده لتركيا الا من خلال انهاء القضية الكردية وحلها بالسبل والوسائل الدبلوماسية والسلمية . ان تصعيد وتيرة العنف والابادة الجماعية ضد الكرد لن تخدم تركيا بل ستخلق لها ازمة حقيقية سواء على الصعيد الداخلي او الصعيدين الاقليمي والدولي،وان الحكومة التركية ستعمد كما في حالات اخرى الى تقديم اعتذاراتها الى الكرد لما حدث بحجة الخطأ وسوء تقدير المعلومات الاستخبارية او غير ئلك.لكن المهم ان تبادر نركيا الى اثبات النية ان كانت فعلا صادقة في نياتها وتوجهاتها الى المبادرة لجعل هذه الكارثة بمثابة نقطة انطلاق جديدة للسير على طريق حل القضية الكردية .
ومن جانب اخر على حكومة اقليم كردستان ان تبادر الى اتخاذ مواقف اكثر حزمة وان لا تكتفي بالتأسف والحزن على الضحايا من اجل استقدام شركات تركية اخرى الى كردستان ليكون كردستان بمثابة مصدر خير لضخ المليارات من الدولارات الى تركيا وانعاش اقتصادها يوميا ،بل عليها ان تتخذ مواقف صارمة وحازمة تجاه الدولة التركية والضغط على عمل شركاتها في كردستان كي يكون ع7امل ضغط عليها لاعادة حساباتها ولتتيقن بان الكرد في أي بقعة كانت لن تتهاون ولن تتخاذل في الدفاع عن بني جلدتهم سواء كانوا في تركيا او ايران او سوريا .وان تتحرك حكومة اقبيم كردستان على الرائ العالم العالمي لفضح هذه الجرائم التي ترتكب بحق الكرد بين حين واخر.
وما التظاهرات العارمة التي اجتاحت مدن وبلدات الاقليم الا رسالة قوية الى حكام تركيا تفهمهم بان الكرد لن يقفوا ساكتين ومتفرجين لهذه الجرائم الابادة البشرية بحق اخوتهم من الاطفال والشباب المسالمين وان تعنت الحكومة التركية على الحل العسكري لقضية الكرد هناك لن تجلب لهم سوى المزيد من المأساة والمشاكل ،وان المقاومة الكردية ستبقى لمواجهة الالة العسكرية التركية طالما لا تؤمن بالحلول السلمية عبر الحوار والتفاهم.
ان القضية الكردية اليوم باتت قضية محورية اقليمية بل ودولية وان كانت امريكا لازالت تؤيد تركيا في مواقفها من حزب العمال الكردستاني ،ولكن القضية الكردية تكسب عطف دولي غربي واقليمي ولم يعد بامكان تركيا التملص من مهماتها وواجباتها تجاه هذه القضية التي تهم تركيا اكثر من اية جهة اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين