الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان 2011 بين الجهل بالسياسة و الجهل بالدين

احمد عبدالمعبود احمد

2012 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



فدائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فرياح التغيير بمصر لم يستفد منها ثوار الميدان الحقيقيين الذين ضحوا بالغالي و النفيس بل بأرواحهم من أجل الوطن , و إنما استفاد منها الإخوان و السلفيين الذين لم يقوموا بالثورة و إنما شاركوا فيها كبقية شرائح الشعب المصري و من عجائب الأقدار أيضا أن تجد هؤلاء الانتهازيون يحصدون الأصوات الانتخابية و يصعدون لمقاعد البرلمان بسرعة الصاروخ بعد أن استباحوا لأنفسهم الدخول للمجلس على حساب دماء الأبرياء من الشهداء في محمد محمود و غيره من ميادين مصر المحروسة لأنهم استطاعوا أن يقنعوا الناخبين بأنهم الأقرب إلى الله و إلى الرسول وهم الذين على أيديهم يأتي الخير لمصر برغم أن برامجهم تخلو من أفكارهم التى كانوا يؤمنون بها و خاضوا الانتخابات من اجلها فلو دققت النظر فيها سوف تجدها مزيجا مغلفا من وسطية الإسلام و سماحة الأزهر و من الاشتراكية و الليبرالية التي يهاجمون من ينادى بهما بشدة في أحاديثهم بل و يكفرون من يعتنق ذلك الفكر فأين مرجعيتهم من هذا الكوكتيل ولكن المدهش أيضا هل الناخبين في غفلة أم خدعوا بمعسول كلامهم و في لحاهم الكثيفة و أحاديثهم الموظفة لخدمة أغراضهم الدنياوية فتارة يخدعوننا بزعم أنهم يريدون درء الفتنة و الذين هم دائما صناعها و أخرى لنصرة الأقصى ثم تناسوه بعد ذلك بعدما أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من اعتلاء كراسي مجلس الشعب فأصبح يتبارى الاخوانى ثم السلفيين في تقديم فروض الولاء و الطاعة لأمريكا و إسرائيل و تأكيدهم و تأييدهم بأنهم ملتزمون باتفاقية السلام مع إسرائيل في الوقت الذي أغمضوا عيونهم وصموا أذانهم عن الممارسات الوحشية التي يمارسها العسكر مع أحرار التحرير حتى يصفى مجلس العسكر حساباته مع أحرار الميدان في محاولة شرسة منه لإجهاض و تصفية الثورة و الثوار بتشويه صورة الميدان بادعائته الكاذبة و بلطجيتة المأجورين و بعد ذلك يدعون في مؤتمراتهم الانتخابية بأنهم مع الثورة التي لم يخرجوا للآن لنصرتها من يد ى العسكر فهذه هي عاداتهم و تلك هي وعودهم للمسلمين من قديم الأذل بنصرة الأقصى و تهديدهم لليهود بأنشودة خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود فهل رضوا الآن عن خيبر أم كانوا يقصدون جيش محمد أخر غير الذي نقصده نحن
مهرجان التفاخر و التباهي باللحى التيوانى
تحت مسمى برنامج انتخابي و من باب هو الكلام عليه جمرك انخرط الإسلاميون في سرد الموضوعات و الأحداث على هيئة برنامج انتخابي و على يقين بأن الناخب مش فاضي يقرأ و لكن الأهم عنده من كل هذا و ذاك أن يكون المرشح من أصحاب المؤهلات العليا أولديه لحيه طويلة لتزين وجهه بالصلاح فيتم من خلالها حصد أعلى الأصوات فإننا في أول انتخابات بعد الثورة لم ننتخب برنامجا سياسيا عن اقتناع أو شخصا عن معرفة بل ننتخب ما تعودت عليه مسامعنا على سماعة منذ عقود و بصفة مستمرة دون التمييز بين الاخوانى من السلفي المهم هو الذقن فهي بمثابة جواز المرور عند الناخب ظنا منه أن هؤلاء هم الأكفأ لقيادة تلك المرحلة و ليس الليبراليين الذين هم وقود الثورة و المحافظين و المطالبين بتحقيق مطالبها حتى يومنا هذا و نسوا أيضا أن أعظم انتصار يمكن أن يحققه الإنسان هو الانتصار على نفسه بأن يدع العواطف جانبا و يختار بعقله لا بقلبه حتى يحدث توازن بين القوى السياسية و حتى لا ينفرد تيار معين بالأغلبية فيصبح حزب وطني جديد و لكن بمسمى أخر و أشكال في ظاهرها التدين و جوهرها إما مرضى نفسيين أو منافقين باسم التدين لأن معظم من أطلق لحيته منهم بعد الثورة ليست من باب التدين بقدر ما هي من باب الوجاهة أو إثبات الذات و الطفو على سطح الأحداث للإعلان عن نفسه فيجد فيها الفرصة للظهور للمجتمع بعد اختفاء دام عقودا و عفوا إذا كنت مخطئا في تحليلي لهذه الظاهرة الإيمانية التي هبطت على المجتمع كالوحي من السماء و على غفلة من أمرنا فأين كل هذا التدين و التدهور يعم التعليم و الزراعة و الصحة و انهيار في الصناعة و التجارة و انحلال بالجيش و انفلات الشرطة أليس القائمين على معظم هذه القطاعات من المتأسلمين و المتدينين و المسارعين لإعطاء أصواتهم الانتخابية لكل ما هو ديني حتى و لو بالخداع اعتقد أن هذه اللحى لو من باب التدين ما انهار اقتصادنا و ما تدهور تعليمنا أو زراعتنا و لكن للأسف و كأن الناخبين عقولهم في إجازة و لن تعود للعمل إلا بعد انتهاء الانتخابات و يحصد الإسلاميون أصواتهم فإنهم لم يأخذوا العبرة و العظة من نعم للاستقرار في الاستفتاء على الدستور باسم التدين أيضا و هكذا أصبح حالنا الآن بعد أن قلتم نعم فهل هذا هو الاستقرار الذي كنتم تنشدوه بالطبع لا فلماذا لا نصحوا من غفلتنا خاصة و أن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر تحتاج منا إلى تحكيم العقول و ليس الذقون حتى نرسم مستقبل مصر فنتنفس نسيم الحرية و نحيا في ظل العدالة الاجتماعية و سيادة القانون و لتعلم عزيزي الناخب أن صعود نجم التيارات الإسلامية في الانتخابات البرلمانية على الساحة السياسية ليس دليلا على أنهم الأفضل و ليس دليلا أيضا على قوتهم و إلا لماذا يهزمون أمام المرشحين الأقوياء (كعمرو حمزاوى و البدرى فرغلى و غيرهم ) بل لأنهم المعلومين لدى الناخب بمواقفهم السابقة مع النظام السابق أو بفتاويهم الرجعية و التي دائما ما تكون محل جدل واسع بين الأوساط السياسية و الدينية فيحدث الشو الاعلامى الذي يمكنهم من الظهور للمجتمع بمؤيديه و معارضيه و لكن نظرا لعدم معرفة الناخب بالمرشحين الجدد و التي ربما يكونوا الأفضل منهم لكنهم غير معلومين لديه كمعرفته بالآخرين

وربما لفقده الثقة بالأحزاب القديمة أو الائتلافات الجديدة فأصبحت الانتخابات مباراة من جانب واحد و هو الأكثر انتشارا أو سماعا عند الناخبين و ليس لكفاءتهم بل لأنهم في مباراة غير متكافئة إنهم ينافسون أنفسهم و هذا ليس دليلا على قوتهم لأنهم لم ينافسوا الأقوى منهم لكنها الانتخابات الهزيلة التى أعد ها مجلس العسكر و خطط لها الاخوان إننا نريد مجلس خال من المسميات التي تفرق و لا تجمع نريد مجلس متوازن متمثلة فيه كل القوى و الأطياف لأن التنافس يصب في مصلحة الوطن و المواطن و يدفع بمصر لبر الأمان و يضعها في المكانة اللائقة بها و بشعبها العظيم و إننا سوف نحيى و نشد على يد كل من يعمل على رفعتها و تقدمها فيشيد بنيانا أو يقتحم الصحراء بزراعتها و يوفر فرص عمل لشبابها و يشرع قانونا يراعى فيه الحقوق و الواجبات و يحقق العدالة الاجتماعية و من ينادى بدفع عجلة الإنتاج و يشجع السياحة لا لمن يحرم و يحلل عن جهل فيؤخرنا مئات السنين ضوئيا فرفقا بمصر و المصريين و كفانا خداع و نفاق باسم التدين خاصة و إننا عندما نجلس في مجلس الشعب لوضع الحلول لمشاكل مصر سنتكلم سياسة و ليس دين فالمجال الدعوى مكانة المنبر و ليس مجلس الشعب الذي يشرع القوانين و يضع الدساتير و يراقب الحكومة و المحافظين فاحذر عزيزي الناخب من المخادعين الذين باعونا من قبل في الميدان و بثقتك الزائدة فيهم سوف يبيعونك في البرلمان و عليهم أن يتركوا الدين و شأنه و لا يجعلوه قنطرة للعبور به إلى مجلس مصيره إلى زوال و لكن الشعب باق و إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر .
شارك و اختار الأصلح فصوتك أمانة شارك عشان نبنى و نعمر مصر و يلا نعمر مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لمن تنفخ في مزاميرك يا داوود؟؟
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 1 / 1 - 05:41 )
ان جل الذين انتخبوا الاسلاميين اميين والشعب المصري بطبيعته متدين ولكن الاهم من هذا كله هو المال السعودي والقطري الدولتان المتآمرتان على ثقافة مصر لعداء سياسي بينهم ومما يؤسف له حقا هو تواطؤ الجيش في هذه المؤامرة خدمة لامتيازاته ولكن كلنا امل ممها كانت الدعايات من قبل الاخواسلفية فسكتشف الشعب كم كان مظللا بانتخابه اؤلائك الملتحين ولكن هل ان الاخوان والسلفيون اغبياء لدرجة بان يتركوا الشعب الامي يفكر في مصيره؟؟. كلا :اني اعتقد ستكثر المواعض والتوجيه اليني في دور العبادة وسيكون التركيز على القضاء والقدر وما يترتب عليه من امور سلببة ونسينها الى الله او احاديث تخديرية كـ كما تكونوا يولى عليكم وان الدنبا دار فناء والآخرة دار البقاء وسيوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وان الخروج على الطغاة لا يجوز وان الحاكمية لله وحده وهو من اختارهم لحكم مصر وما صناديق الاقتراع الى سبب من المسببات.
سلام على ارض الكنانة.


2 - الإسلام ذاتة أصبح مهدد بسبب الإخوان و السلف
Amir_Baky ( 2012 / 1 / 1 - 08:10 )
سيتبارى الإخوان و السلفيين فى التشدد معتبرين ذلك هو التدين الحقيقى فسيهرب البسطاء اللذين تم خداعهم من دين الله أفواجا. فكلما إعتبرت شخص ما تقيا و يمثل الدين ثم تكتشف خداعة فستجد من يتهم الدين ذاته بأنه أبو هذه الأخلاق و هذا النفاق. فخطورة المتاجرة بالبسطاء أنك لا تتخيل رد فعلهم لو إكتشفوا الحقيقة. الإخوان يراهنون أن الشعب البسيط ساذج وجاهل ولن يفهم و أعتقد أن مناقشات مجلس الشعب القادم ستكون مثل الدبة التى قتلت صاحبها بالنسبة للإخوان و السلفيين لو تم عرضها على الميديا للشعب المصرى. ستظهر الفجوات فى الفهم و التطبيق لشرع الله. وسيكتشف الشعب تعدد الأفكار و الآراء لشرع الله الواحد. وسيعلم الشعب أن من تاجروا بالشعارات الدينية مختلفين فى تطبيقها لأن الموضوع فهم بشرى لهذه التعاليم. سيكتشف الشعب أن الإخوان و السلفيين ليسوا أفضل من الحزب اللاوطنى المنحل وربما أسوء منه. فالمثقفين يستطيعون التمييز بين الدين و الفهم البشرى للدين يفهمون الإخوان و السلفيون و حبهم للسيطرة و الحكم. ولكن الخطورة الحقيقية فى رد فعل البسطاء عندما يكتشفون حقيقة الإخوان و السلفيين

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah