الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراة بين الحقوق والواجبات

روفيدا كادي هاتان

2012 / 1 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


منذ وقت طويل وقضية حقوق المراة تاخذ الصدارة في حوار ونقاش جميع المؤسسات المدنية وبين اغلب فئات المثقفين والاصلاحيين الذين يتوقون الى بناء مجتمع سليم في جميع نواحيه حتى اخذت حيزا لا باس به وقطعت شوطا نراه واضح في جميع المجتمعات المتقدمة الا اننا نقف عند هذا الحد لنرى مجمل ما حققته المراة في المجتمعات كافة سواء اكانت متقدمة أم نامية ما زالت في دور المخاض العسير وهي تخط سيرها البطيء نحو التقدم .
ولنبدا بالمراة في الدول المتقدمة باعتبارها مثال المراة الحاصلة على جميع حقوقها وصاحبة التجربة المثالية في النجاح لما حققته على مدار سنوات واصبحت جميع المؤسسات التي تنادي بحقوق المراة في العالم الثالث تستنبط العبر والتجارب من المراة في الغرب بصورة عامة غير مدركين بان التجارب المنقولة بصورة طبق الاصل من غير التغيير أو الاعتبار من طبيعة المجتمعات تكون بغير فائدة فعلى سبيل المثال فان المجتمعات الغربية لكونها اكثر تحضر وثقافة وادراك للمعنى الحقيقي لجميع حقوق الانسان أيا كان جنسه أو عمره تجعله يساهم في انجاح أي تجربة واصلاح ما ينتج من اخطاء قد تؤدي الى نتائج عكسية ومع ذلك فان المراة في الاونة الاخيرة اخذت تدرك بان الشعارات من اجل حقوق المراة قد تكون مجرد كلمات على ورق يرجى منها الدعاية لاشخاص بدلا من ان يكونوا عونا للمراة جعلوا من قضيتها عونا لتحقيق اهدافهم وعليه اصبحت الواجبات المترتبة من الحقوق في هذه المجتمعات اكثر من الحقوق نفسها مع ملاحظة وجود قوانين مرنة تحمي افراد المجتمع ومع احترام لكرامة الانسان وقناعة داخلية تؤلف هذه المجتمعات بكون كل شخص متساوي في الحقوق والواجبات.
فما هو حال مجتمعاتنا التي تقاوم أي فكر جديد بكل الوسائل المتاحة حتى ولو ادى ذلك الى العنف وخصوصا فان الافكار التي توصف فيها المراة في هذه المجتمعات تعاني ليس فقط من الرجعية والتخلف وعدم المبالاة بل في مجتمع يسود فيه القوي ولا مكان لحقوق الضعيف وفي ظل التطبيق السيء لاي قانون يعطي حقوق للافراد هذا اصلا ان وجد مثل هذا القانون نجد بان المراة حتى هذا الوقت لم تحصل على أي قانون حقيقي لحمايتها في ظل انكار حقوقها بصورة مستمرة وان ما وصلت اليه حتى الان هو اضافة الكثير من الواجبات اليها مع البقاء على حرمانها من ابسط حقوقها وبهذا يتنصل الرجل في المجتمعات الشرقية ليس فقط من مطالبة المراة بحقوقها وانما من قيامه بواجباته الاصلية فالمراة اصبحت تعمل خارج وداخل المنزل بينما لم تتلقى العون المنشود والمساواة الفعلية بينها وبين الرجل كما ان عمل المراة بدلا من ان يعطيها استقلالية مالية جعلها تتكفل بكافة مصاريف المنزل ليصبح الرجل حلا من مسؤلياته المالية تجاه اسرته وكل ما حصلت عليه هو اتاحة الفرصة لها لتزاول اعمال جديدة في المجتمع وان تساهم في بنائه والاعتماد على نفسها اذا ما ترك الرجل واجباته اما على مدار القوانين أو تغيير فكرة المجتمع عن دور واهمية المراة فما زالت المراة تراوح في مكانها .
وما سبق كان ليصف حال المراة التي تحصل على التعليم أو التي يسمح لها بمزاولة أي نشاط خارج المنزل أي المراة التي لها الحق بالمطالبة بحقوقها اما الحالة العامة التي ما زالت تسيطر على مجتمعاتنا ولا اقصد في الارياف أو القرى بل حتى في المدن فالمراة حالها اسوا بكثير فما زالت تمنع من حقوق الحصول على التعليم ومازالت تجبر على الزواج في سن مبكرة بالاضافة الى معاملة المراة على انها بلا حقوق وبدلا من استخدام الدين للحصول على بعض حقوقها المفقودة اصبح يسيس للمزيد من اهدار حقوقها فتاخذ النصوص الشرعية لتحور حسب الرغبة فتعمم اشياء ادرجت من ضمن الخصوص مثل تعداد الزوجات ليعطى الرجل الحق في اتخاذ ما يشاء من زوجات من غير ايفاء حقوقهن المفروضة عليه وما زال ينظر الى المراة بنظرة الريبة والشك اذا ما حاولت الخروج من بودقة التخلف وانشاء حياة صحيحة خاصة بها فتلقى التهم بالكفر والفجور والفساد وكان مجتمعنا اساس فساده ما ترتديه المراة أو استقلالها بحياتها أو مطالبتها بكل ما هو مشروع لها حتى اصبحنا نسمع كل العظات الدينية تطالب المراة بارتاء زي معين أو عدم الخروج من منزلها أو الزواج باي كان وفي سن مبكرة لمنع الفتنة وبهذا اضيفت الفتنة في مجتمعنا على عاتق المراة بدلا من ازاحة الستار عن عقول النساء واعطائهم شان مكانتهم الحقيقية في المجتمع اذ ان المراة لا تشكل نصف المجتمع وحسب بل هي التي تنشا النصف الاخر وبدلا من دراسة الدين بما يخدم مصلحة نصف المجتمع اصبحنا نسيره من اجل الاطباق على حقوقه حتى اصبح ينظر الى المراة بعين النقص والتجاوز على كرامتها وحقوقها وما نراه اليوم من صيحات تنافي العقل من تحقير لشان المراة وهي المعيل الرئيسي لمعظم العوائل في بلدنا ويقع على عاتقها انجاز الكثير من متطلبات الحياة وخاصة في ظل الحروب التي اثقلت البلد على مر عقود ومع هذا فانها مجرد عاملة تلقى عليها الواجبات لانجازها ومن ثم تعود لتاخذ موقعها في الصفوف الخلفية وللحديث شجون فما نراه حتى في الجامعات العراقية لا يسر ولا يعطي أي انطباع بالامل فان الفتاة العراقية ما زالت تعاني من رفض خروجها من المنزل واكمال دراستها ونعتها بمختلف الصفات اذا ما رفضت ان تكون كالخروف المساق الى المذبح عند فرض الزواج عليها متناسين حقوق الدين بان القبول هو الاساس الشرعي لاي زواج وبهذا فان المجتمع حتى وان لم يمد يده على الفتاة لاجبارها على العيش في ظل هكذا ظروف فانه بمفاهيمه المغلوطة يفرض عليها احدى السيئين اما الرفض والنشوز عن المجتمع والعزلة أو العيش بما يراد لها ان تكون حتى اصبح طابع الجهل والافكار المعتمة والتي لم تتخطى القرن السابع أو الثامن عشر ما زال مسيطرا علينا ونعيشه حتى الان وللاسف اصبحت المراة هي من يقوم بدور اعاقة المراة وتجريدها من حقوقها في ظل الافكار السائدة وانهي قولي الى مجتمعنا العزيز بان المراة المتعلمة اقدر على الفجور ولكن المراة الجاهلة اجسر فارفعوا الغمامة عن عقولكم وادركوا ما تبقى لكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: يوجد القليل من الاهتمام من قبل الأسرة الدولية


.. باحثات وحقوقيات: الأوضاع الاقتصادية تسببت في تراجع حقوق النس




.. منسقة مشروع مناهضة العنف ضد المرأة إيمان محمد


.. عضوة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة صباح هاشم




.. الصحيفة أمنية مكاوي