الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكبر عمليات النصب في تاريخ الدين الإسلامي

رياض حمادي

2012 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(كل محاولات التوفيق بين نقيضين جهد ضائع. ليست أكثر من ” طبطبة ” على الأكتاف. قد تعمل على تأجيل لحظة الصدام فقط . )
(هل يُعقل أن لا يفطن البخاري ومسلم وبقية جامعي الحديث إلى حقيقة أن كثير من الأحاديث التي جمعوها تتعارض مع أحاديث أخرى و نصوص أخرى قرآنية ؟!!)

أمر محير فعلا . فكل شروط قبول الحديث تركز على السند – رواة الأحاديث – دون المتن . شعارهم في ذلك " ثبوت عدالة الرجل وصدقه دليل على صحة الحديث الذي يرويه ! "
كوميديا أو مهزلة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . تخيل أحدهم يأتيك ببضاعة , ملح مثلا ويبيعك إياه على أنه سكر , أو حديد على أنه ذهب . وبدلا من التحقق من البضاعة تسأل عن التاجر أو البائع , فإن بلغك أنه تاجر صادق أمين اشتريت منه بضاعته ! المصيبة عند معرفتك لحقيقة البضاعة ومع ذلك تشتريها والمصيبة الأعظم أن تجهل حقيقتها !!
وشتان بين بضاعة يُخدع فيها شخص فتكون الخسارة منحصرة فيه وحده وبين بضاعة الحديث – مكون ثقافي – حيث يُخدع المليارات من الناس وعلى مدى قرون وهم مغتبطون بهذه الخديعة وفي حين أن التاجر الذي باعنا البضاعة أصبح عظاما نخرة ما زلنا نلهج باسمه شاكرين صباح مساء .

هل يُعقل أن يكون البخاري وأصحابه غير ملمين بالنصوص القرآنية لدرجة يغيب عنهم مدى تعارض النصوص التي يجمعونها – الحديث – مع أحاديث أخرى ونصوص قرآنية ؟!!!

ولأنه غير معقول, لذلك تزداد حيرتنا من أكبر عملية نصب دينية في التاريخ الإسلامي . وتزداد حيرتنا أكثر عندما نعرف " أن البخاري ( أبو عبدالله محمد ين إسماعيل 809 ـ 869 م ) جمع سبعين ألف حديث, وقال البعض إنه جمع مائتي ألف حديث, لم يصح له منها إلا 2726 ( ألفان وسبعمائة وستة وعشرون ) حديثًا غير مكرر, وموصول السند, 7397 ( سبعة آلاف وثلاثمائة سبعة وتسعون ) حديثًا بما فيها الأحاديث المكررة. "(1). أي أنه قام بعملية غربلة للأحاديث واستبعد الجزء الأكبر منها. فعلى أي أساس أو شروط قام بهذه الغربلة ؟!! على أساس صحة السند فقط . أي انه لم يولي مسألة المتن أي اهتمام !!
" وعلى الرغم من هذه الغربلة الشديدة فقد أخذ بعض الفقهاء والعلماء كثيرًا من المآخذ على صحيح البخاري, وانتقد حفاظ الحديث في 110 ( مائة وعشرة ) أحاديث, منها 32 ( اثنان وثلاثون ) حديثًا يتفق فيها مع مسلم و 78 (ثمانية وسبعون ) حديثًا انفرد بها وحده. كما قالوا إن بعض من روى عنهم ليسوا ثقات, وأن بعضهم " ممن تقبل دعوته ولا تقبل روايته" ( أي أنه شبه أبله) " (1)

وهم التناقض ! :

ومن قال لك أن هناك تعارض أو تناقض بين الحديث والقرآن ؟!!

هذا رد المدافعين عن الحديث . حيث يؤكدون على أن التناقض موهم ومن أجل إثبات حجتهم يقومون بعملية نصب تأويلية أخرى ملويين أعناق النصوص ومستخدمين كل وسائل الغش والخداع والحيل والمكر والدهاء في غير محلها فتراهم يلجئون إلى الفلسفة والمنطق والعلم والخطابة والشعر والبلاغة والشعوذة والدجل وكل ما هو متاح لكسب رضا جماهيرهم من المؤمنين .

عمليات التوفيق - التي يقوم بها هؤلاء – بين النص القرآني والحديث هي عمليات نصب أخرى تتعرض لها الأمة وهي قانعة سعيدة راضية كل الرضا !! ولم تفلح كل الدعوات التي نادت بضرورة تنقية الحديث وعرضه على القرآن واستبعاد ما يخالفه .

أمثلة على التعارض بين الحديث والقرآن :
(1)- تعارض صريح في الأحكام :
قضية جواز نسخ الحديث للقرآن غامضة فمنهم من يقول بأن الحديث لا ينسخ القرآن ومنهم من يقول بأن الحديث المتواتر ينسخ القرآن وأيا كان الرأي فما هو مطبق هو أن الحديث متواتر أو غير متواتر – آحاد – ينسخ أحكام القرآن عندما يقبلون كثير من هذه الأحاديث. "لا يُحتج في إثبات نسخ قوله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، بالأحاديث النبوية الصحيحة، التي فيها ذكر قتل المرتد، إذ إن المقرر في أصول الفقه أن القرآن لا ينسخه إلا قرآن مثله، أو سُنة متواترة." محمد سليم العوا (2)
العوا لا يوافق على قتل المرتد لكنه يدافع عن أحاديث يسميها صحيحة تقول بقتل المرتد .!! كيف نفهم هذا ؟!!

كيف يكون حديثا صحيحا ومخالفا للقرآن في نفس الوقت ثم إذا كان حديثا صحيحا بالتالي يجوز أن ينسخ حكم القرآن كما تقدم من قول العوا ؟!! كل هذا اللف والدوران من أجل الإبقاء على هذا التناقض المريض . وهو تناقض مريض لأنهم لا يعترفون بوجوده أي أنهم عمي البصر والبصيرة . مع العلم أن العوا محسوب على تيار الوسط المعتدل ويخالف برأيه أعلاه موقف شيخه القرضاوي القائل بضرورة تطبيق حكم الردة على العلمانيين .

مثال : حد الزنا :

حكم القرآن :
الجلد حيث لم يفرق بين المحصن وغير المحصن ,المتزوج وغير المتزوج.
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }النور2

حكم الحديث :
الجلد لغير المحصن والرجم حتى الموت للمحصن .
روى عبادة بن الصامت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلاً: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب" الجلد و (الرجم) رواه مسلم وأبو داود.
وهناك من لم يقتنع بحكم الحديث فقط وأراد تدعيمه بآية قرآنية ولأنها غير موجودة فما كان منه إلا أن قام بتأليفها وهي " الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله " ! وقالوا بأن الآية نُسخت تلاوتها ولم يُنسخ حكمها !

مثال : حد الردة :

حكم القرآن :
لا يوجد حد أو عقاب دنيوي للمرتد وفقا لمضمون الآيات.
وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }النساء137

حكم الحديث :
" من بدل دينه فاقتلوه " وهو الحكم الشائع مع أن في الحديث والسيرة ما يخالف هذا الحكم فقد "ارتد جماعة بعد موت النبي قال صلى الله عليه وسلم: "هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى الأشعري" رواه الحاكم في صحيحه. ومع أن حكم القتل لا يتفق مع ما تقرر من حرية العقيدة الدينية وعدم الجبر على البقاء في عقيدة لا يؤمن بها صاحبها. إلا أنهم يتحايلون – كعادتهم - على الحكم القرآني بالقول " قتل المرتد ليس عقوبة على الفكر في ذاته وتركه للدين الإسلامي، لكنه عقوبة على الخيانة الكبرى والمكيدة الدينية التي قام بها المرتد حين أدعى الدخول في الإسلام زوراً وبهتاناً ثم أعلن خروجه منه قصداً للإساءة إليه، والطعن فيه ." (3)

(2) التعارض مع العقل والمنطق والفطرة السليمة :

مع أن العلماء قد وضعوا شرط " عدم مخالفة المتن ( النص ) للعقل, أي ضرورة أن يكون المنقول موافقًا للمعقول, وأن يكون النص مقبولاً عقلاً, غير ظاهر الركة في المعنى, حتى وإن لم ينضم إلى ذلك ركة اللفظ. ومع أهمية هذا الشرط, فإن المسلمين أسقطوه, مقصرين تقدير الموافقة العقلية على جامع الحديث وحده, فإذا انتهى الأمر بإدراج الحديث في أحد الكتب ـ الصحاح أو المسانيد أو السنن , أو حتى غيرها ـ صارت المعقولية قائمة في الحديث المدرج, بحيث لا يجوز لأي شخص آخر أن يعمل عقله بعد ذلك. بل عليه أن يبرر ويسوغ, وإلا عد منكرًا للحديث, خارجًا عن الملة في رأى البعض." (1)

" ومن الأحاديث الثابتة ـ في صحيح البخاري, المعتبر أنه أصح كتب الحديث ـ وتتنافى مع العقل وتتجافى مع المنطق أحاديث كثيرة, نذكر منها ثلاثة:-
( أ ) { إذا وقع الذباب فى إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن فى احد جناحيه شفاء وفى الآخر داء } [ رواه أبو هريرة وأخرجه ابن ماجه أيضًا ـ فى الطب ].
وهو حديث واضح المخالفة للعقل والمجانية للذوق, ولو قوم طبقًا لهذه المعايير لتعين تجاوزه, أو على الأقل لعُد متوافقًا مع ظروف عصره فحسب.

( ب ) { تدرى أين تذهب ( الشمس ) ... قال النبى: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها, ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها, وتستأذن فلا يؤذن لها, يقال لها ارجعى حيث جئت فتطلع من مغربها, فذلك قوله تعال { والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم }} [ رواه أبو ذر وأخرجه مسلم وأبو داود والترمذى والنسائى ].

والمعلوم حاليًا في المعارف البشرية والعقل الإنساني وصميم العلوم أن الشمس لا تتحرك نحو المغرب, ولكن الأرض تدور من المغرب إلى المشرق حول الشمس, وإن الشمس لا تسجد وإنما تُشرق في أماكن أخرى حتى تصل إلى منطقة الشرق الأوسط.
ومؤدى ذلك أن التسليم بصحة الحديث يلغى كل المعارف العلمية والمفاهيم العقلية, وهو مالا يدعو إليه الإسلام, بل يأمر بضده.
هذا الحديث أعلاه يجدون له اليوم تخريجا علميا وإعجازيا لقبوله كما يفعل الدكتور زغلول النجار .

( جـ ) { إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى, أدرك ذلك لا محالة }. وتقدير هذا الحديث وفقًا لضوابط العقل ومعايير الإسلام وموازين القرآن يجعله محل نظر, لأنه يلغى مبدأ الحرية الشخصية التي قررها القرآن : { بل الإنسان على نفسه بصيرة } [ سورة القيامة 75 : 14 ], { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } [ سورة النساء 4 : 97 ], { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقطنون } [ سورة الروم 30 : 36 ]. يضاف إلى ذلك أن الحديث يسقط مبدأ المساءلة أو لا يجعلها على إثم اقترفه الشخص بإرادته. فما دام حظه من الزنا قد قُدر عليه فأين يهرب من قدره؟!, وهل يستطيع إنسان ذلك ؟, ولم يعاقب على قدر لم يختره لنفسه ولم يقترب من بإرادة حرة واعية؟!. " (1)

(3) تعارض صريح في القيم والمبادئ الأخلاقية:

أحاديث تحتقر المرأة :
عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل».
والحديث السابق يتعارض مع حديث آخر :
أخرج البخاري 1/751، وأخرج مسلم نفسه4/221: «حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن عباس أنه قال: أقبلت راكبا على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك على أحد».

وتصور الرسول على انه شهواني:
عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهى تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه".

وحديث يصوره على أنه دموي :
" رواية عند مسلم تقول إن الرسول كان سفاكاً للدماء بلا بيِّنة ولا شهود, فعندما أخبره أحد الصحابة أن رجلا يدخل على امرأته –ماريه- فأمر علياً بن أبى طالب أن يذهب ليقطع عنقه هكذا دون استبيان ولا دليل ولولا أن الرجل كشف عن عورته وكان مجبوب الذكر- مقطوع عضوه الذكرى- لقُتِلَ الرجل بلا جريرة ولا ذنب ارتكبه, فهل هذا هو عدل رسول الله؟ " (4)

وأحاديث عنصرية :

اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ . رواه البخاري 3241 ومسلم 2737
"جئت إلى النبي (ص)، ومعي وصيف بربري، فقال: يا أنس ما جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربري يا رسول الله، فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه، وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يحتسوه، فقال الله: لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا". وفي حديث آخر جاء فيه: "ما تحت أديم السماء وعلى الأرض خلق شر من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري". وفي حديث آخر ورد فيه: "قال رسول الله (ص) نساء البربر خير من رجالهم، بعث إليهم نبي فقتلوه، فتولت النساء دفنه، والحدة عشرة أجزاء وتسعة منها في البربر وجزء في الناس"، وفي حديث آخر ذكر أن الرسول (ص) قال: "إن البربر لا يجاوز إيمانهم تراقيهم".

" ومن الغريب أن يستسيغ بعضنا العمل كالأبواق الفارغة ويردد كل ما يسمعه دون تمحيص أو تنقيح،.حتى وإن حمل الإساءة لنا ولأمتنا ولرسولنا، كالحديث الذي يقولون فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مسح على كفل حماره فبكي الحمار، وسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك؟ فرد الحمار قائلا، حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جده عن الحمار الأكبر الذي ركب مع نوح في السفينة أن نبي الله نوح مسح على كفله وقال، يخرج من صلبك حمار يركبه خاتم النبيين. فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار. " (5)
والتعارض واضح ليس بين الحديث والقرآن فقط بل بين الحديث والحديث أيضا والأمثلة أعلاه مجرد عينة. لكن لماذا يتم تغليب الحكم المتطرف والمتشدد والمخالف على الحكم الميسر والوسطي؟! هذه مسألة تحتاج إلى دراسة تحليلية و مستقلة أخرى .

التناقض كحل – اجتهاد الرسول:

قدر العلمانيين والليبراليين والملحدين واللاأدريين أن يفكروا عن الجماعات التي أقالت عقلها كي يبحثوا لهم عن حلول ومخارج تحفظ لهم ماء دينهم وتجعل منه دينا مرنا قابلا للحياة بعد أن أماتوه منذ زمن طويل. ولذا دائما هناك مخرج وحل لهذا النوع من الإشكاليات الدينية, لكن ليس بنفي أو إنكار وجود التناقض بل بإثباته . فهو من الوضوح والكثرة بحيث لا يمكن لعاقل إنكاره هذا أولاً . ولنقل ثانياً أن الأحاديث التي تناقض أحاديث أخرى أو تناقض القرآن وتعارض أحكامه ومبادئه هي أحاديث صحيحة السند والمتن ولكنها في الأخير محصلة لإجتهاد الرسول في ظرف زماني ومكاني معين وأمام حالات أو مشاكل محددة اقتضت منه الخروج بحل ينافي ويناقض الحكم االقرآني, أو يتعارض مع حكم سابق من اجتهاده . وبالتالي يصبح هذا هو المنهج الذي يجب إتباعه. أي البحث الدائم عن حلول للإشكاليات المعاصرة وبذلك تنتفي مسألة الإلزام من النص الديني فأول من خرج على هذا الإلزام هو الرسول , لا بل أن الإلزام في حد ذاته وهم وأكذوبة كبرى فلا وجود للإلزام وأول من خرج على مسألة (الإلزام) - إذا جاز لنا أن نسميه كذلك - لم يكن الرسول بل القرآن ذاته في مسألة وهمية أخرى هي ( الناسخ والمنسوخ ) وهذه قضية أخرى تستدعي وقوفا مطولا . لكن في عجالة أقول أن مسألة الناسخ في القرآن لم تكن نفيا واستبعادا للحكم الذي سبقه بل إيجاد حكم أفضل من سابقه مناسب للظرف الجديد مع عدم استبعاد الحكم السابق.

{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106

فلو كان هناك حكما ثابتا ملزما في القرآن لكان أتى به مباشرة ومن أول مرة . إنما العبرة في مسألة الناسخ – إبدال حكم مكان آخر - بناء منهج في حل الإشكاليات المعاصرة. والعودة إلى النص تكون بإتباع المنهج الكلي لا بإتباع النص الجزئي , ولا تكون كذلك بالرجوع إلى الأحكام في حد ذاتها وإنما إلى المنهج والمبادئ التي شكلت تلك الأحكام .
قلة الأحكام والتشريعات القرآنية دليل آخر على عدم إعطاء أولوية لها وأن الأحكام الموجودة ليست إلا نماذج وأمثلة للاستئناس بها في كيفية استنباط الأحكام من المنهج لا في إتباع ما هو متاح نصا .
________________________________________________
(1) محمد سعيد العشماوي: حقيقة الحجاب وحجية الحديث. والأمثلة أعلاه غيض من فيض على المآخذ على الحديث ولمزيد من التفصيل في كتب مثل " مشكلة الحديث - يحي محمد " و كتاب " تدوين السنة لإبراهيم فوزي "
(2) الدكتور محمد سليم العوا في مقالته عقوبة الردة تعزيرًا لا حدًّا – إسلام أونلاين
(3) حكم المرتد : - الموسوعة الإسلامية
(4) من مقال لإسلام بحيري . اليوم السابع
(5) مقال " الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها " – الحوار المتمدن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد رياض حمادي المحترم
شاكر شكور ( 2012 / 1 / 4 - 01:15 )
تقول : أن مسألة الناسخ في القرآن لم تكن نفيا واستبعادا للحكم الذي سبقه بل إيجاد حكم أفضل من سابقه مناسب للظرف الجديد مع عدم استبعاد الحكم السابق . انتهى
يعني حسب كلامك يا سيد رياض يجوز للمسلم ان يصلي بأتجاه بيت المقدس لأن الآيه التي تقول (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِ ) لم تستبعد هذه الآيه الحكم بالصلاة الى بيت المقدس اي انها ليست آيه ناسخة ، وبنفس القياس يبقى الخمر والميسر فيهما منافع للناس (البقرة 219) وآية ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى يبقى هذا الكلام ساري المفعول حسب اجتهادك ولم ينسخ بآية ان الخمر رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ، تحياتي


2 - اساس التناقضاة
سومري في الغربة ( 2012 / 1 / 4 - 06:23 )
القرأن إكتمل بمدة أكثر من عشرين سنه ,نقل أغلبه أو كله شفاهة وما كتب من قد كتب على عظم او جريدة سعف او قطعة جلد وفي زمن يندر فيه الذين يجيدون الكتابه ,وكتب من قبل رجل واحد ممكن أن ينسى أو يلائم ما يكتبه في حينه ,ثم اختزلت كل الكتابات في كتاب واحد لا نعرف كيف كتب وما هي الماده التي كتب عليها إما احاديث محمد فقد جمعت بعده باكثر من 150 سنه . وكل القران كتب لغاية بناء سلطه جديده وبناء دوله في مكان وزمان ونوعيه من البشر اقبست بعض من حضارات مجاوره وأضافت لها قوانين وعادات وتراث المجتمع الصحراوي البدوي ,لذك فإن التناضات والأخطاء والنواقص و الامعقوليه فيه وارده جداً.
وبما إن الإسلاميين يريدون فرضه في هذا الزمن فلابد والحاله هذه من إتباع كل الوسائل الأخلاقيه وغير الأخلاقيه لتثبيت سلطة هذا الدين بدعم من لهم مصلحه ببقائه - أعني الدين حياً مسلطاً على رقاب البشر وهم الرأسماليه العالميه بالدرجه الأولى ثم حكام الخليج البدوي وبقية الحكام الشموليين وكهنة هذا الدين الستفيدين وكذلك المغسوله أدمغتهم من جهلة واميي هذه الأمه المتخلفه
تحياتي وامنياتي بالسعاده يالعام الديد للاستاذ رياض حمادي


3 - المشكلة فى تعاليم مخالفة لأبجديات التفكير
Amir_Baky ( 2012 / 1 / 4 - 08:21 )
الله الذى يدركة أى إنسان يشرق شمسة و يمطر مطرة على الصالح و الطالح فكيف تكون هناك تعاليم عنصرية الله مصدرها؟ الله المالك للكون كله كيف يسعى لتعاليم سياسية تسعى إلى السيطرة والحكم الأرضى؟ الله كامل كمال مطلق حتى لو كفر به البشر فكيف يتحدى المخلوق (الكافرين) فى الكثير من تعاليمه لإجبارهم أن يؤمنوا به؟ الله قوى فكيف يلجأ للبشر (المؤمنين به) ليحاربوا بأسمه؟ الله عادل فكيف يخص فروض دينية على الجوارى دون الحرائر؟ أو يفرضها على الرجال دون النساء؟ فمشكلة وضع تبررات و تلفيقات كحلول وسط لهذه الأسئلة تجعل من كل الدين أنه مجرد وجهات نظر بشرية فى التفسير. فتارة يقال أن هذا حديث قدسى و تارة يقال أنه آية قرآنية فعمليا كيف يفرق البشر بين كلام الله هل هو حديث قدسى أم قرآن؟ وهل تم تدوين حديث قدسى على أنه قرآن أو العكس خصوصا أن المجتمع كان بدائى جدا فى هذا الزمن؟ ناهيك عن قصص الحديث المنسوبة للرسول المخالفة للمنطق و للقرآن وكأن الهدف منها أحاكى للتسلية أو لفرض وجه نظر الحاكم على الرعية بأسم النبى. الخلاصة دمج الدين بالسياسة يقضى على جوهر الدين. وهذه الجريمة ليست وليده عصرنا فهل الإسلام حركة سياسية؟


4 - ردا على شاكر
رياض حمادي ( 2012 / 1 / 4 - 18:09 )
العمل بمنهج الناسخ والمنسوخ تقييد للمنهج القرآني وقولي بوهم الناسخ والمنسوخ توسيع لهذا المنهج من جهة وتلافي لإشكاليات الناسخ والمنسوخ التي أدت إلى إلغاء أو توقيف كثير من الآيات منها مثلا آية القتال التي نسخت حسب إدعاءاتهم كل الآيات التي تؤكد على حرية التدين.
لكن فنتأمل الآية التي تتحدث عن النسخ :
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
تقول نأتي بخير منها في حالة النسخ
أو نأتي بمثلها في حالة الإنساء
لكنها لا تتحدث بأي حال من الأحوال عن استبدال حكم مكان حكم ليكون الحكم الأخير ثابتا
ولنا أن نتساءل, ما الهدف من منهج النسخ والإنساء إن لم يكن جعله منهجا ثابتا يحتذى من قبل المتلقي ؟
ثم ما الهدف من الإنساء والفعل منسوب إلى إلى الله قصدا إذا كان سيأتي بآية مشابهة أو مثيلة للسابقة أقصد ما القصد من الإنساء في حد ذاته إن لم يكن تدريب المتلقي على اتباع ذات المنهج أي النظر في الحالة والخروج بحل
أخيرا تبديل القبلة اليوم إلى بيت المقدس ربما سيسهم في حل القضية الفلسطينية !



5 - النصب فيمن لايفهم ويجهل
سلامة شومان ( 2012 / 1 / 4 - 22:31 )
يعنى مش انت اللى هتعدل على اعظم أأمة بحثوا ونقبوا واجتهدوا وانت يا ابن امبارح علشان قرأت كتاب ولا قصة خلاص بقيت عالم وفاهم
مقالك يدل على انك تجهل الكثير والكثير ولو كان يستاهل او لو كنت ستقتنع لوضحت لك الامر جيدا وبينته لك وانه لاتناقض بين الاحاديث ولا القران
وحتى لايختلط عليك الامر فكل ما يوافق القران فهو صحيح وكل ما يخالف القران لاناخذ به حتى لو كان صحيح
فالبشر غير معصومين ويخطئون وينسون ولكن ليس معنى ذلك ان نترك السنة والاحاديث الصحيحة لاجل انسان يعتقد ان هناك تناقض او اختلاف فنقول لك تعلم من العلماء اولا قبل الحديث فى امور الاسلام بدون علم
تحياتى


6 - مجرد تساءلات .. أعظم أمة بماذا ؟
سرسبيندار السندي ( 2012 / 1 / 5 - 03:30 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي رياض وتساءلي للشيخ شومان ؟

1 : ماالذي كان بيد جبريل ليقول لمحمد إقرأ ، أليس المفروض أن يقول له إحفظ أو أكتب ؟

2 : هل القرأن الذي بين أيدي المسلمين اليوم هو نفسه الذي نزل علي محمد ، الجواب بكل سهولة كلا عند كل الباحثين المنصفين بدليل أن ما نزل على محمد لم يكن منقطا حتى في قرأن عثمان ولا أنا غلطان ، إذا ما بين أيدي المسلمين ملعوب به أو علي ألأقل ليس ألأصيل ، ثم أليست كل إضافة لكتاب ألله كفر به ؟

4 : كيف يعقل إله لايستطيع حفظ ما أنزله وهو القائل (إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) بدليل وجود قرأتان للقرأن ولغاية اليوم قراءة وش وقراءة حفص ، والسؤال ألم يكن ألأجدر بإله القرأن إما أن ينزله منقطا أو يؤخر إنزاله حتى تنقط العرب لغتهم ليكون بحق قرأنا عربيا مبين ؟

5 : الحديث في هذا المجال يطول ويبقى السؤال المحرج لأمة إقرأ : كيف يعقل إله ينزل جبريله على نبيه ليقول له إقرأ وهو لايعلم ولا جبريله أن نبيهم هذا أمي لايقرأ ؟

6 : ويبقى مسك الختام سؤال : من الجاهل هنا هل هو ألإله أم جبريله أم عموم المسلمين المغيبين ؟

7 : إن عماد ألإسلام لازال ( السيف والخديعة والتزيف )؟


7 - التبعية القاتلة
لينة محمد ( 2012 / 1 / 5 - 03:48 )
الأستاذ الفاضل رياض حمادي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأسف الشديد ما زالت الأغلبية العظمى تدعي ان القرآن الكريم كتاب يحتاج الى الروايات حتى تفصل آياته وتكمله والعياذ بالله وحاشا لله من هذه الأقوال التى تفند آياته الكريمات ذلك كتاب فصلت أياته آياته بينات قال تعالى لو كان من عند غير الله لوجودا فيه أختلافا كثرا
هذة الآية غير كافية والآية الكريمة التى تفند كلامهم قال تعالى ( وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) ولم يقل كلامي أو رواياتي
وللآسف الروايات الكثيرة التي خدرت الأمة بالمنتظر الغائب والذي سينتصر لأمة لا تقرأ بل أتبعت النقل وأستساغت كل أشكال العبودية وما زال المشوار طويلا على أستياقظها من نومها العميق
أشكرك على هذا المقال القيم بارك الله جهدك


8 - س-السندى
سلامة شومان ( 2012 / 1 / 5 - 23:41 )
السندى هيخترع ههههه
واحد لايعرف القراءة ولا الكتابه هتقول له احفظ ههههههه طيب نقول له اقرأ الاول
ثم ان مدلول كلمة اقرأ هنا لها مدلول اعمق مما تقصده انت
هو القران كان يؤخذ بالكتابة --اصل القران القراءة والحفظ كما يحفظ الطفل القران من فم الشيخ المحفظ وهو لايعرف القراءة ولا الكتابة هو ياخذ من لسان وفم الشيخ ما يقوله قراءة وليس كتابة والصحابة اغلبهم كان حافظا للقران
الم يذكر الله انه انزل القران بلسان عربى مبين -هل لغة العرب والقبائل كان واحدة ؟
ثم ان القران نزل على سبعة احرف يعنى الامر ليس جديدا ولا حديثا فهل درست وعلمت ما معنى الاحرف
هل استمعت الى قراءة ورش عن نافع -وحفص عن عاصم --هل استمعت اليهم هل وجدت فرقا الا فى التجويد -انصحك ان تستمع الاول ثم تعقب لعلك تعرف القراءات السبع
هههههه والله اضحكتنى المعلم دائما يبدأ مع التلميذ بتعليمه القراءة وهو يعلم انه لايعرف القراءاة0ثم انه وضح لك الامر
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )
-

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah