الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلا لازمة تونس الاقتصادية : الغنوشي يستعين بخبرات العالم القرضاوي

خليل خوري

2012 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



المعروف من تجارب دول العالم في معالجة ازماتها الاقتصادية انها في الغالب الاعم تستعين بخبرات المتخصصين في هذا المجال كالخبراء والمنظّيرين الماليين والاقتصاديين فاذا كانت دولة كفرنسا تعاني من مشكلة التضخم فان حكومتها في هذه الحال لا تستدعى " غبطة " كاردينال باريس للتشاور معه في هذه المسالة او تكلف رهطا من القساوسة لاقامة ندوة لتبادل العصف الفكري حول الوسائل والسبل الكفيلة في كبح جماح التضخم او تكلفهم باقامة "صلوات تحفيز انتاج" في العراء تشارك فيه حشود من المؤمنين " بالرب يسوع " وعلى غرار صلوات الاستسقاء التي يحشد لها شيوخ الاسلام كلما استشاط الله غضبا من شرور الناس وعاقبهم بحبس الامطار عنهم بل تطلب من الخبراء وضع دراسات لتشخيص الاسباب التي ادت الى التضخم ولكيفية التغلب عليه . ومن تجارب دول العالم فقد تم احتواء وحتى كبح جماح التضخم في اكثر دول العالم التي عانت منه عبر استخدام الادوات النقدية كرفع نسبة الفائدة المدفوعة على الودائع البنكية عدة نقاط بغية الحد من الاستهلاك الترفي والمظهري ولامتصاص السيولة النقدية عبر ايداعها في البنوك اضافة الى تخفيض نسبة الفائدة المدفوعة على القروض البنكية الموجهة للاستثمار في القطاعات الزراعية والصناعية وغيرها من فروع الاقتصاد وذلك بغية تحقيق فائض في الانتاج وتخفيض كلفته الى الحد الذي يتناسب مع القوة الشرائية لصغار المستهلكين ويرفع في نفس الوقت من مستوى تنافسيته في اسواق التصدير وقس على ذلك المشاكل الاقتصادية الاخرى كالتباطؤ و الركود الاقتصادي وتضخم المديونية الخارجية والمحلية والعجز في الموازنة العامة وموازين التجارة والمدفوعات وحيث لا يمكن التغلب على هذه المشاكل وما يترتب عليها من تراجع في الانتاج وتفاقم لظاهرتي البطالة والفقر وسوء توزيع للدخل الا بالاستعانة كما قلنا بالخبراء الاقتصاديين والماليين ، وخلافا لذلك فقد ارتأى زعيم حزب النهضة صاحب الفضيلة الشيخ راشد الغنوشي ان يستخدم مرجعيات اخرى ومن خارج الوسط الاكاديمي المتخصص في المجالين الاقتصادي والمالي للتشاور معهم ولوضع حلول للمعضلة الاقتصادية التي تعاني منها تونس ونلمس اثارها منذ العودة الميمونة للغنوشي الى تونس وتزامنا ايضا مع انتعاش التيار الاخواني السلفي في ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الطبقة العاملة الى 45 % واتساع لرقعة الفقر المدقع وتراجع غير مسبوق في الانتاج الصناعي والزراعي وتراكم للمديونية الخارجية والمحلية وتراجع في عدد السياح وفي الصادرات واتساع لفجوة العجز فب الميزان التجاري الى اخره من البلاوي والمصائب الاقتصادية وتفيد وسائل الاعلام المتخصصة في تغطية الانشطة الجهادية لحزب النهضة وللحكومة الملتحية التي تم تشكيلها مؤخرا ان فضيلة الشيخ الغنوشي قد بدا زيارة لقطر قبل ايام وهي الثانية بعد حجتة الاولى اليها وطوافه حول قصر شيخ مشيخة قطر في شهر11 من العام الماضي ، استهلها بلقاء رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العالم الدكتور يوسف القرضاوى ناقشا خلالها خطة عمل الحكومة التونسية الملتحية " ومدى الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها في الفترة المقبلة، ونقل مكتب القرضاوي عن الغنوشي بعض الاقوال الماثورة حيث ذكر في حضور كبير علماء المسلمين ان الفترة الانتقالية تركت العبء ثقيلا على الحكومة المقبلة واسر الشهداء والضحايا حتى الان لم يتم تعويضهم مما ادى الى حال من التذمر وعدم الرضا كما ان الحكومة الانتقالية اعطت موظفي الدولة المزايا والترقيات والامتيازات التي ربما الحكومة الجديدة ستتحمل تبعاتها "" نلاحظ هنا ان الغنوشي يجتر نفس الحجج التي تتكىء عليها اية حكومة تبدي عجزا في معالجة الاوضاع الاقتصادية كما نلاحظ انه يضخم موضوع المزايا التي حصل عليها موظفو الحكومة في الفترة الانتقالية والهدف من وراء ذلك اما الحصول على توصية من كبير العلماء تحث الشيخ حمد على ضخ مساعدات اضافية وعاجلة للخزينة التونسية شبه الخاوية تفاديا لاية مواجهة بين الحكومة والمعارضة البرلمانية واما لتجيير عجز الحكومة الملتحية واخطائها وتجاوزاتها للحكومة الانتقالية . وقبل نهاية اللقاء بكبير علماء المسلمين والخبير بالشئون الاقتصادية اكد الغنوشي " ان الوضع في تونس يحتاج الى مزيد من مضاعفة الجهد والعمل بجد للارتقاء بتونس اقتصاديا واجتماعيا والعمل على تحقيق طموحات الشعب افرادا ومؤسسات والامل معقود بالدول العربية وفي مقدمتها دولة قطر, وهنا يثور سؤال : ما دام تطور وتقدم تونس يعتمد على مضاعفة الجهد والعمل فلماذا تجشم الغنوشي عناء السفر الى مشيخة قطر اما كان الاولى توفيرا للوقت وضغطا للنفقات الجارية لحزب النهضة ان يتشاور في هذه المسالة مع الخبراء الاقتصاديين في تونس او الاستماع الى وجهة نظر قادة النقابات العمالية الاكثر قدرة على تشخيص اسباب الازمة الاقتصادية التي تعصف بتونس وفي توصيف الحلول الملائمة للتغلب عليها , وهل من تقاليد الثوريين ان يمدوا ايديهم الى شيخ مشيخة قطر طلبا للمساعدة بينما لم نسمع مرة ان ا الدكتاتور والحاكم الفاسد زين العابدين بن على قد وقف على ابواب هذا الشيخ القطري متسولا ؟
اللافت في اللقاء الذي جرى بين الاثنين ان مكتب القرضاوي قد توسع في تغطية اقوال الغنوشي فيما لم يذكر لوسائل الاعلام التي ابرزت زيارة الغنوشي في صدر نشراتها الاخبارية وجهة نظر القرضاوي في تشخيص المشكلة ولا في كيفية معالجاتها وكأن العالم القرضاوي كان يهز براسه طوال الجلسة او ربما لم يجد ما يقوله بهذا الشأن سوى دعوة الغنوشي وحكومته الملتحية الى التشدد في تطبيق الحل الاسلامي باعتباره الحل الامثل لزيادة النمو الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية ولتساقط المن والسلوى من السماء على الشعب التونسي الغلبان وبان تكون الخطوة الاولى على هذا الطريق الاعلان عن قيام دولة الخلافة السادسة وهو باعتقادي اكثر ماتحتاجه تونس في ظل الازمة الاقتصادية الراهنة وحيث لايمكن التغلب عليها وفقا للحل الاسلامي الا اذا قامت دولة الخلافة السادسة بغزو الاندلس من وفتحتها من جديد ثم قامت بعد اخضاعها للحكم الاسلامي بجلب الغنائم الى بيت المال التابع لدولة الخلافة وبمضاعفه رصيده من حصيلة بيع الجواري والغلمان وباسعار منافسة في سوق النخاسة الدولى وفرض الجزية على اهل الذمة من سكان الاندلس. لو بقي زين العابدين الحاكم المستبد على سدة الحكم فهل كنا نراه يطرح شعارات وحلولا بهذا المستوى من التفاهة والسخافة والاستهتار بعقول الناس , او كنا نراه يطير الى مشيخة قطر لاستجداء المعونات والتشاور مع "عالم " لا يفقه شيئا في الاقتصاد وكل ما يختزنه في دماغه من علم لا يتجاوز المامه بالغيبيات وفي اصدار فتاوي تبيح اهدار دماء أي زعيم عربي يرفض اداء فروض الولاء والطاعة لشيخ مشيخة قطر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد ظل الطريق وهذا ذنبه
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 1 / 5 - 03:47 )
كان الواجب يحتم على فضيلة الشيخ الغنوشي ان يستعين بدار الاقتاء والبحوث وعلى راسها فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ليطلعه على الصلوات التي تجعل تونس بلد رخاء ونعمة كما جعلت السعودية وفجرت انهار البترول فيها وكان الاولى له ان يطوف بقصر خادم الحرمين الشريفين لانه اولى واقدس من قصر حمد بن خليفة آل ثاني ولكن كما يقول الشاعر:
تظل العقول الهبرزيات رشدها *** ولا يسلم العقل السليم من الافن
اما عدم الاستعانة بالاقتصاديين التونسيين يرجع لكونهم علمانيون وهو بذكائه يدرك ما يترتب على الاستعانة بهم من باب فتح التساؤلات حول الشعار البراق (الاسلام هو الحل)
لذى لجا للخبير الاقتصادي الاسلامي القرضاوي ليبرهن للتونسيين ان الاسلام هو الحل.لكن بالمقابل هل يترك القرضاوي الشيخ الغنوشي تائها في قضايا مصيرية بدون تقديم حلول لها؟؟. اني اعتقد بان القرضاوي سيستعين بخبراء اقتصاد صهاينة او امريكان او قطريين وسيقدم دراستهم باسمه ليثبت لهم بان الاسلام هو الحل.لكن هل الحرام سيكون حلالا لو اقتضى الحال ذالك؟؟. دعنا ننتظر.!!

اخر الافلام

.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضي المقدسة بالصلاة في المسجد




.. ساعة حوار | برنامج -مراجعات- يكشف شهادات من داخل جماعة الإخو


.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضى المقدسة بالصلاة فى المسجد




.. 26-An-Nisa