الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية العلمانية والدولة العصرية ...؟

مصطفى حقي

2012 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الديمقراطية تعني سيادة الشعب ، والشيخ عمر عبد الرحمن يحتج على ذلك وينفيه لأن السيادة لله وهو السيد الأول والأخير والإنسان عبدٌ للخالق ولا سيادة لعبد ، وكلمة الديمقراطية جُرّدت من مضمونها وحقيقتها الحضارية الحداثية ، وراح كثير من الحكام الاستبداديين يتبجحون وبزهو انهم يطبقون الديمقراطية ، وان صناديق الاقتراع المغلفة بنسيج الديمقراطية منحتهم 99،99% من أصوات شعوبهم المقهورة متجاوزة سيادتهم الديمقراطية الصورية ، لأن السيادة بالمفهوم العلماني تسودها المساواة في المواطنة وبالحقوق والواجبات وارتباطها بمواطنة أرض الوطن وليس لأغلبية دينية أو قبلية ، فميزان السيادة الديمقراطية العلمانية هو المساواة في الحقوق والواجبات فحقوق المواطن وبحدود الوطن بجهاته الأربع واحد وبدون أي تمييز فيحق لأي مواطن أن يتبوأ أي منصب حكومي بصفته مواطن دون أي مؤثر لانتماء ديني أو قومي ، لأن العقائد الدينية والانتماءات العرقية هي خاصة بكل مواطن علماني وباحترام مطلق ، ولكن خارج السياسة لأن الدين لله والوطن للجميع وما لله لله وما لقيصر لقيصر فلا ديمقراطية بسيادة شعبية ناقصة فالواقع المادي الفعلي والواقعي لايمكنه أن يتواءم ويتفاعل مع المؤثرات العاطفية والروحانية في زمن الحداثة والتقدم العلمي في كافة المجالات فالعقل الممنوع من التفكير والمصلوب بالنقل والتقليد الأعمى لن يستطيع أن يقدم شيئاً نافعاً للبشرية وخاصة أن السلطات القامعة تستغل وفي المجال السياسي إشعال الفتنة والعداوة مابين الطوائف الدينية والعصبيات القومية ليبقى الشعب بأغلبيته مشغولاً بانقسامات وتنافس غير عقلاني ففي التنافس الديمقراطي العلماني لا مجال للعواطف فالواقع الجاد والمنسجم مع دستور حضاري يولد حراك يماشي الواقع وبتفكير حرٍ بعيد عن دوافع دينية وعصبية وفق سيادة شعبية مكتملة وغير ناقصة ، فلا حدود لأي منصب حكومي سوى المقدرة العلمية والشرعية الدستورية والقانونية وليس العرف والعادات الخاصة بفئات معينة والمحترمة خارج نطاق سياسة الوطن ، وأقتطف جزءاً من مقال السيد وديع طعمة المنشور في الحوار والذي قد يكمل ما بدأناه : فلتعلموا جميعاً إنّ سبب تخلفنا وتفوق العالم علينا هو " الدين السياسي " الذي نحن ضده بالمُطلق , الدين للعبادة وليس للسيادة , فأي محاولة لفرض الدين سيُشعل المنطقة بحروب ليس لها مثيل , وكله بسبب الحساسية التي ستنتج عن فرض الدين على الأخرين , ويتحول أبناء الوطن لأعداء بعضهم البعض ..(تم) وعليه فالعلمانية لم تكن يوماً تعادي الأديان في مجال العبادات بل تحترمها ولا تتدخل في مسيرتها وشعائرها طالما ان الدين لا يقتحم الميدان السياسي المدني ، وهذا ما يؤكد عليه السيد كمال غبريال على موضوع العلمانية عبر مقاله المنشور في الحوار أيضاً : العلمانية وإلا الضياع. . الدين حصرياً في دور العباد لمن يشاء وفق ما يشاء، والعلم للحياة والتطور والإنسانية. . العلمانية هي المنقذ من متاهة التخلف. ..... السياسة لعبة قذرة للقذرين فقط، أما الشعوب المحترمة مثل فرنسا وإسرائيل فتحكم على رؤسائها بالسجن (جاك شيراك سنتان- موشى كساب 7 سنوات) لأقل خطأ.... لأن الثورة كانت هيكلاً خاوياً، فقد سكنته شياطين الظلام. . ننتظر الآن ثورة على الذات، وليس فقط على حاكم هو صنيعتنا وثمرة من ثمارنا.(تم) وان الختام المنطقي للمقال يعلنه الكاتب الدكتور طارق حجي بجزء من مقاله المنشور في الحوار أيضاً : ، وأن صراعا مريرا سيستمر لسنوات وعقود قبل أن تصل هذه المجتمعات الإسلامية للحالة الصحية والتى تسمح بإنطلاق وإبداع العقل الإنساني ، وهى الحالة التى بدونها لا يمكن حدوث التقدم واللحاق بمسيرة التقدم الإنسانية ... فثقافة الطاعة والتقليد والإتباع التى يروج لها كثير من الإسلاميين بوجه عام والحنابلة وأتباع إبن تيمية وإبن قيم الجوزية والدعوة الوهابية بوجه خاص لا يمكن أن تفرز العقل صانع التقدم ... والدليل الأوضح هو حالتنا الراهنة : فحتي أغني المجتمعات الإسلامية تعيش عالة على تجليات العقل الغربي الذى حرر نفسه منذ أكثر من أربعة قرون من ربقة عبودية العقل الإنساني للسلف والتقليد والإتباع والطاعة ( انتهى) وأنا مع الأستاذ طارق ان ثقافتنا الإنسانية لابد لها من زمن ليس بالقصير كي تترسخ وتطفو ، ولكن بالنهاية لابد للحقيقة أن تبان وبديمقراطية علمانية تحقق طموحات شعوبنا إلى بر الأمان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتهى الدرس
محمد مختار قرطام ( 2012 / 1 / 6 - 06:54 )
تحياتي استاذي
اي ديموقراطية واي علمانية استاذي نحن نحرث في البحر او بلغة المصريين احنا بنحلي البحر يعني بنحط سكر في البحر علشان نغير طعم المياة المالحة وكل شوية نزود شوية سكر لكن مافيش فايدة صدقني استاذي الحل الوحيد نرحل عن الوطن
يوجد منظمة سلفية اسمها التكفير والهجرة من ايام السادات والان نحن عملنا منظمة جديدة واسمها التفكير في الهجرة
تحياتي لك


2 - تـحـيـة.. وتعليق بسيط
أحـمـد بـسـمـار ( 2012 / 1 / 6 - 09:30 )
أستاذي الكريم
تحليلك الرائع, منطقي صحيح.. ولكنه مع مزيد الأسى والحزن المرير, صرخة مخنوقة ميتة في وادي الطرشـان... إذ كيف تمحي عمى وغباء مزروعين في عقول قاحلة مخدرة, من خمسة عشر قرن, تتفجر نتائجه اليوم في مجتمعاتنا حتى بين ما يسمى بقايا الأنتليجنسيا العربية والثورية...
نحن كالعادة.. ومن زمن طويل.. نمشي باستمرار نحو الخلف والتخلف, والجهل والجهالة.. وقصة أطيعوا الله وأولي الأمر منكم أسوأ الأمثلة!!!...ما لم نتخلص نهائيا وجذريا من سيطرة السياسة الدينية..وهذا أصبح اليوم أصعب المستحيلات..لن نصل ـ أبدا ـ إلى دروب النور وحرية الإنسان الطبيعية....
ولك مني كل مودتي واحترامي وصداقتي.. وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


3 - أنا متفق معك
سوري فهمان ( 2012 / 1 / 6 - 12:24 )
السيد حقي أنا متفق معك أنه يجب أبعاد ألدين عن السياسه كليا ولكن كل الدين. لا أعتقد بان موقف الخامنيي يختلف عن الشيخ عمر عبد الرحمن وعندما نرى الخدعه الكبيره للمقاوم المختفي نصر اللات نفهم أنهم كلهم في نفس السله. أما الزرافه فانت تعلم أكثر مني أنه صنيعة أبوه ولا علاقه لمعظم الشعب بذلك.
تحياتي


4 - لنعرض البضاعة في السوق و سوف نرى
عـــايــد aied ( 2012 / 1 / 21 - 18:17 )
كل عام و صديقي العزيز الدكتور مصطقى بخير و في كامل شبابه و عطاءاته المميزة بروح الصدق و المصداقية و لغة الصراحة
و مع ذلك و رغم كل ما يملكون هؤلاء المساكين من منابر المساجد و الاذاعات و القنوات و الصحف و المصاحف و دور الثقافة { أستغفر الله } دور الرقية و الحجامة و توقيع الآيات غلى الفخذ و حلمات الصدر و رغم أسلحتهم المباحة بقوة السماء و سلاطينهم و رغم و رغم فانهم غير قادرين على عرض بضاعتهم في سوق المنافسة لأنهم قطعا سيخسرون مع أول زبون اذا ضمن له حرية الاختيار
دمت لنا صديقي مصطفى و لكل محبي الحرية طبعا حرية الكلمة و و حرية الرأي

اخر الافلام

.. تنحدر من أصول يهودية.. كل ما قد تود معرفته عن كلوديا شينباوم


.. 96-Ali-Imran




.. 97-Ali-Imran


.. 98-Ali-Imran




.. 99-Ali-Imran