الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المضللون : كفاكم كذبا: متى كانت مصر علمانية و ليبرالية ؟

مجدي عطاالله

2012 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عبارة فجة سمعناها كثير من المتأسلمين وتجار الأديان وشيوخ أكشاك الدعارة الدينية وهي :"جربنا الليبرالية والعلمانية وفشلت وخربت مصر لنجرب الإسلام وتطبيق شرع الله "!!
وللرد على هؤلاء فقط نشير إلى أن :الليبرالية أو اللبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر وهي مذهب سياسي أو حركة وعي اجتماعي، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة السياسية والاقتصادية والثقافية ، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، إذ تختلف من مجتمع إلى مجتمع. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية.
وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا.
ولليبرالية نظام يقوم على ثلاثة أسس :
1-العلمانية : من الناحية السياسة : فصل الدين عن الدولة مع ضمان وصيانة ، في الوقت ذاته ، حرية العقيدة والإعتقاد لأن اضطهاد عقيدة معينة أو فكر معين ضد مبادىء الليبرالية لأن الليبرالية لا تمنع دين و لا تحظر فكر أو عقيدة
2-الديموقراطية : على أساس التعددية والحزبية والنقابية والإنتخابية من خلال النظام البرلماني الذى يضمن أن الدولة تكون عبارة عن مؤسسات مستقلة .
3-الحرية الفردية : على أساس كفالة حرية الفرد واحترام استقلال الآخر و احترام الحريات الشخصية و الفكرية و غيره من الحريات دون التسبب بإعاقة حرية الآخرين باختصار الليبرالية تنتهج أسلوب حريتي تنتهى عن بدء حرية الأخرين .
وهنا نود فقط أن طرح عدة أسئلة : متى كانت مصر ديموقراطية ؟ وكم انتخابات رئاسية نزيهة تمت منذ ستين عاما كئيبة نرزخ فيها تحت حكم العسكر ؟ هل كنا سوى رهائن تنتقل رقابنا من جنرال عسكري(ناصر) إلى نائبه(السادات) فنائبه الأخير(اللامبارك) الذي حاول توريث الحكم لابنه فخلعه الشعب ؟؟هل هذه ليبرالية سياسية ؟ هل تمت انتخابات برلمانية حرة نزيهة منذ ستين عاما ؟ ثم عن أية علمانية يتحدث هؤلاء والمادة الثانية للدستور جاثمة على قلوب الشعب وتعتبر الإسلام الدين الرسمي والمصدر الرئيس للتشريع واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة !! أية علمانية هذه ؟ أية علمانية في أن يقوم الرئيس السادات واضع هذه المادة والذي سمى نفسه بالرئيس المؤمن !! والذي أطلق العنان للجماعات المتأسلمة لتعيث فسادا في المجتمع وتنكل بالمصريين في الأماكن العامة وخصوصا في الجماعات وذلك لتعويض عقدة النقص عنده وانخفاض شعبيته في الشارع وخصوصا أمام التيار الاشتراكي ! أية علمانية هذه ؟ عن أية علمانية نتحدث والاضطهاد الطائفي يغرق فيه مجتمعنا وبنظرة واحدة فقط لحال الأقباط في مصر نعرف أننا لانعرف عن العلمانية شيئا في مصر (سوى أنها حفنة كباريهات شارع الهرم ).هل الدولة التي تدعي الليبرالية تحكتر وظائف معينة للمسلمين فقط كالمخابرات العامة والمخابرات الحربية والحرس الجمهوري وأقسام النسا والتوليد بكليات الطب وغيرها من الأماكن والتي لا يصل إليها مسيحي واحد لا لذنب ارتكبه سوى أنه مسيحي ؟ !!!هل تولى رئاسة الجمهورية مرة مسيحيا ؟ هل كان أي نائب رئيس مسيحيا ؟ هل يمكن فقط أن يحدث في مصر ؟ ليس المسيحيون فقط فعن البهائيين أيضا حدث ولاحرج وعن الشيعة أيضا وكم ما يعانونه ستجد العجب العجاب وعما حدث لهم في المعتقلات والسجون،، وعن اللادينين ستتأكد أننا لسنا في دولة من الأساس بقدر مانحن في قبيلة بدوية وهابية قابعة في قلب الصحراء النجدية .ولماذا نذهب بعيدا ،حتى المسلمين الذين حاولوا الاجتهاد والتفكير فقط مجرد التفكير لم يجدوا سوى سيوف التكفير المسلطة على الرقاب وماحدث للراحل نصر حامد أبو زيد من تكفير وتفريق بينه وبين زوجته (بحكم قضائي ) ليس ببعيد عن أذهاننا و ماحدث من ترديد أكاذيب لكل أقطاب الفكر العلماني كالدكتورة نوال سعداوي والدكتور سيد القمني وغيرهم ليس خافيا علينا ولم ينقطع حتى اللحظة ولم يكن فقط مؤسسات رسمية كالقضاء بل امتد للعامة والاعتداء السافر على الأديب الكبير نجيب محفوظ ودم الشهيد فرج فودة مازال شاهدا على أننا في مجتمع يتنفس ويستنشق الأفيون الديني مختلطا بالجهل والتعصب الأعمى فعن أي علمانية أو ليبرالية يتحدثون ؟ أين هذه الليبرالية التي جربناها وفشلت ؟ نحن لم نجرب سوى الفاشية العسكرية ممتزجة بنازية الدين ورجاله وكانت مصر-ومازالت- وشعبها هي الضحية .
ويكفي فقط أن نشير إلى أن القانون المصرى يطبق بالفعل أكثر من 95 % من أحكام الشريعة ويمكن أن نتلمس تلك النسبة فى الزواج والطلاق والمواريث، فضلا عن قوانين النظام العام والآداب ومنع الإجهاض والقانون الجنائى والقوانين التجارية، فجميعها مستمدة من الشريعة، وحتى البنوك هناك بنوك يسمونها بنوك إسلامية أو البنك الفلاني فرع المعاملات الإسلامية .فأين العلمانية هذه ؟ هل تزوجت مسلمة بمسيحي ؟ هل اعترف القانون أساسا بالبهائية وحقوق معتنقيها ؟ إذا كنا حتى على مستوى الأفراد ننزعج ونصعق من زواج مسيحي بمسلمة أو العكس وينقلب الموضوع لفتنة ومحرقة وبركة دماء فهذا يؤكد أننا لم نكن مجتمعا علمانيا أبدا ولن نكون .أنا هنا لست لإطلاق دعوات زواج المسلم بمسيحية أو زواج المسلمة بمسيحي حتى لا يفهمني البعض خطأ ولكني فقط أصف وضعا معينا وأنكأ جرحا ينزف في مجتمعنا وعقول مواطنيه . نسينا أن الحب نفسه خلق قبل الأديان على الأرض بآلاف السنين وصرنا نميز بعضنا بعضا من خلال الدين حتى تمكنت الطائفية البغيضة من عقولنا .
وعن الليبرالية الاقتصادية التي لم نعرف شيئا عنها سوى نهب وهدر المال العام واحتكار ونظام خصخصة لم يكن سوى تدمير للاقتصاد المصري وتكديس ثروات في جيوب الهليبة والسماسرة .وعن ميزانية ضخمة مخصصة لدعم السلع الغذائية تذهب في النهاية إلى البالوعة تنتهي بضغطة زر السيفون ولايستفيد الاقتصاد منها شيئا بل هي عبء على الفقير قبل الغني وحينما تدعم المواد البترولية والغازوالكهرباء ويشتريه الغني والفقير بنفس السعر فنحن أمام منظومة من الدجل والجهل لاتعرف معنى المستحق والغير مستحق لهذا الدعم .فعن أي ليبرالية أو اقتصاد حر طبقناه بالمعنى الحقيقي ؟ وحينما يدعوا زورا وبهتانا أن التعليم مجانيا وللمفارقة (ستون عاما من مجانية التعليم والناتج 40% من الشعب أمي لا يقرأ و لا يكتب حتى معظم المتعلمين أكثر جهلا ممن لم يتعلموا )!!
.وبعد كل هذا لو قال لك أحدهم جربنا العلمانية أو الليبرالية قل له ::.......................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في الصميم
عدلي جندي ( 2012 / 1 / 7 - 11:35 )
الشعب المصري في حاجة إلي المقالات والأفكار الجادة والبناءة حتي يتمكن من معرفة الحقيقة ويشارك بجدية في بناء دولته العصرية شكرا لمجهوداتك


2 - لقد جربنا الشريعة و أكتوينا بها
Amir_Baky ( 2012 / 1 / 8 - 10:07 )
فى عصور الخلافة الإسلامية إكتوت مصر من تطبيق الشريعة. فيأتى غير المصريين من أيوبيين و مماليك و فاطميين و عثمانيين وكل طرف يمارس الدعارة السياسية على المصريين بإسم الشريعة. ينهبون البلد بأسم الشريعة. يحللون تجارة الرقيق و تحويل العمال المهرة من المصريين إلى أماكن أخرى و يفرضون ضرائب الخراج و الجزية على المصريين لتحويلها لبيت المال. فما فعلة عمرو بن العاص من نهب فى مصر هو ومعظم من تولى حكم مصر كفيل أن يفهم المصرى معنى تطبيق الشريعة. هذا بخلاف أن من كان يحكم المصريين عمليا أيام حكم السادات و مبارك هم الإخوان المسلمين و تأكدت هذه الحقيقة فى الإنتخابات السابقة. فتحول المصريين إلى منافقين فى تدينهم يهتمون بالظاهر دون جوهر الأخلاق. فالذى إدعى أن الحجاب فرض دينى هم الإخوان و تجار الدين لأجل السيطرة الإجتماعية. من تسلسل بداخل المؤسسات التعليمية و إخترقوا الكثير من الوزارات السيادية هم الإخوان أيضا. مبارك رغم غباؤه السياسي فهو لا يتحمل وحده سلبيات المجتمع المصرى فعمليا الإخوان و أخلاقهم هى المسبب لإنهيار أخلاق المصريين

اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa