الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمن وطني أم وطنية أمنية ؟

احمد مصارع

2005 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس كل كلام يمكن قلبه , فبعض الكلام يقبل الانقلاب ولكنه لا يقبل القلب ..
ولكنني أشهد أن بعض كتاب العرض حالات يمتلكون القدرة العنترية على وضع أيديهم في فم الأسد وقلبه بسحبة واحدة على بطانته .
الأمن الوطني أو هكذا سعت البلدان من الناحية الأصولية , وحين يطلقون عليه شتى الأسماء , والتخصصات ,فالأخلاقية الوطنية ضمنية , وبخلاف ذلك تلجأ البلدان الى إعادة النظر , بما لا يحقق الأهداف الوطنية , تلجأ مضطرة الى إلغاء مالا يحقق الأهداف المتوخاة في الدساتير والمواثيق والأنظمة .
مفهوم الأمن الانعزالي : وهو أمن محدود بحماية أشخاص أو أطراف شخصية أو خاصة , ويمكن تصور انعزالها عن الجسم الوطني العام , ومثل تلك الجهات الأمنية وحين لا تلتزم في طبيعة عملها وأهدافها على حماية أمن المواطن والوطن نظرا لانعزالها , وذلك وفقا للغاية من إنشائها , ولذلك يلجأ هذا النوع من الأمن الى الدوس على كرامة الوطن والمواطن , حين تلتزم أهدافها الخاصة .
من هذه العصابات الأمنية , تلك التي تبذل جهودا جبارة في خدمة الأمن الشخصي لبعض القيادات التاريخية , التي صممت لتكون هندسيا , راعية للإنجازات العظيمة والفتوحات المقبلة , وحين ستنتصر على أعداء الأمة فكل تصرف خارج السياق الإنساني سيكون مبررا .
كما جرى أثناء تشييع القائد الأبدي الرمز وراح بعض المواطنين فرق عملة وبرصاص حي لحماة الجثمان ...!؟
لقد كان الكثير من الكتاب ومن النوع السابق , أي العمل لقاء أجر , وهو عمل ( حر وشريف ) ,ولذلك على الكاتب أن يكتب وفقا للفم الذي يملي عليه .
حتى الأمن الخاص , له ضمير ووجدان , وعلى الأقل هذا ما تفترضه الطبيعة الإنسانية , ولا مفر من ساعة حساب وصحوة ضمير , فالإنسان هو الإنسان أينما وحيثما كان .
أين تكمن المشكلة ؟
قال لي ضابط أمن مخابراتي كما يقال :
لقد تغيرنا حقيقة , فجزء منه من ملاحظة مفارقات الواقع وجزء أهم هو من قرارات مركزية , تصدر عن أعلى الهيئات , ولكن ما يحدث يثير الشفقة حقا , فجيش المخبرين وبخاصة الكتاب , أصحاب الخط الجميل , والجمل الطنانة والرنانة , هؤلاء ظلو الى عهد قريب يشكلون مشكلة بالنسبة لنا , وتغيير العادات أمر عسير للغاية واستشهد بالحكمة الشعبية :
لقد تغيرت عليهم العادة وبذلك فقدوا السعادة ...
لقد تغيرنا حقا ولدينا ملفات عن الناس الشرفاء والنزهاء , وكالعادة الأولى حين نذكر بهم , سنجد من يردد نفس المقولات السابقة والتي نعرفها عارية عن الصحة , ونحن من يقول ذلك , ولكن المنظمات ( الحزبية ) والنقابات ( الجماهيرية ) والله أعلم متى تغير أسلوبها في التعامل مع المعطيات الجديدة .
كل قرار يلزمه عشرات القرارات الشارحة , والمسلسل طويل ولاينته ..
سألته ببساطة السهرة الليلية على شط الفرات العريق , عراقة الحضارات التي توالت عليه :
هل تقصد النكتة الجحوية : ذاك الذي أمسك ألحرامي وقيل له أطلقه وصاح أنه هو الذي لا يطلقني ..
ضحك وقال : الأمر أسوأ من ذلك بكثير ؟!
هناك كتاب وأصحاب كتب كما يقال , واعذرني على الصراحة ,( أدباء وشعراء )
كما يقال ,وهم يأتون تباعا لرفع تقاريرهم , عن أحدهم وبعد أن سكر أظهر تطرفه , والآخر قال ما معناه لا يصلح حالنا إلا بالنظام الديمقراطي , والمشكلة أن تقاريرهم تفصل التهمة كاملة , وتضع المسئول الأمني أمام واقع يتطلب التدخل , ولولا التوجهات المركزية من القيادة السياسية لوجدنا أنفسنا مضطرين الى التدخل بدون داع .
حين سألته وهل حضرتك دمية وليس لك رأي ؟
الجواب عن ماهو شخصي لا يقدم ولا يؤخر , بل لا يغير في الواقع العام شيئا ,
الأمن الوطني ليس شخصا كاريكاتوريا , منتفخ الجانبين , ومن مسدس ظاهر على جنبه , وهو يتخايل جذلانا , وعلى النقيض من ذلك تجده يرمق الفضاء البريء بنظرات شك وحقد , ومن الغريب أن يكون بمقدور أبسط الناس التعرف على هذا الشخص المفضوح , فضيحة رابعة النور في رابعة النهار ..
من حقنا على البلاد المدعية , أن يكون أمن بلادنا أرقى من هذه الصور الكاريكاتورية الهزلية المنقرضة ؟
كل يقوم بواجبه , والقيام بالواجب , ليس بدعة , وليس تواضعا أو هديه .
لا معنى للأمن الوطني إذا لم يكن كذلك , فما الذي يجعلنا قبولهم ونحن في حالة الصحو , وهم نيام , وفي حين يتسلل أعداؤنا ونحن نيام , فعن أي صحو نتحدث ؟
ونحن نيام وسهارى , فما الذي يعنيه من يساير صحونا ونومنا , في حين أن من يدفع الضريبة , يتوقع أن المضحي المزعوم , مطلوب منه , أن يسهر الليل والناس نيام , وليس ذلك ليوم أو لشهر بل طيلة العام ؟
وفجأة وإذ نجد أنفسنا مخترقون , لمن لأعتى الأعداء , ولا بداهة ولا مسلمة ولاشيء مما نعتقد أو نتوهم !
انه الفيلم القديم الجديد , عن السماء والطارق , والوقوف عراة أمام محكمة الضمير والوجدان .
فهل بقي بقية منه ؟!.
احمد مصارع
الرقه -2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل