الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الفرنسية و الإنتفاضة العربية الحديثة

بطرس بيو

2012 / 1 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حدثت الثورة الفرنسية عام 1789 اي قبل حوالي 220 عام و كانت الثورة ليست فقط ضد تعسف السلطة المدنية بل ايضاً ضط تعسف السلطة الدينية. فقد قامت الثورة ضد طبقة النبلاء و الكهنوت على حد سواء. فالكنيسة الكاثوليكية كان لها تأثيراً لا يستهان يه على السلطة المدنية. فقد إحتل الكاردينال ريشيليو مركز الوزير الأول في عهد الملك لويس الثالث عشر، و هو المنصب الذي يعادل منصب رئيس الوزراء في عصرنا هذا. ثم اعقبه الكاردينال مازارين في عهد الملك لويس الرابع عشر، بعد وفاة ريشيليو. و من جملة التغييرات التي قام بها الثوار إلغاء السنة الميلادية و الإستعاضة عنها بسنة تبدا من تاريخ حدوث الثورة. حتى انهم غيروا اسماء الاشهر.,

اما الثورات التي حصلت في يومنا هذا في بعض البلدان العربية فقد سيطر عليها رجال الدين. فقد إنتخب الشعب في مصر الحكم الديني. و الله اعلم إن كانت هذه الإتبخابات نزيهة أم لا. فقد إعترف احد الشيوخ الأفاضل أنه من الواجب الديني أن تحرف هذه الإنتخابات لمصلحة الحكم الديني. إنما من الواضح ان التيار الديني يطغي على الشعوب الإسلامية، بينما تبتعد الشعوب الأوربية عن الدين بإضطراد. فكثير من الكنائس تغلق ابوابها في اوربا.

مما لا شك فيه ان التدين يتناسب تناسباً طردياً مع التخلف. و الدليل على ذلك التدين في اميريكا الجنوبية و البلااد الإسلامية. من أقوال فولتير
“Tant qui’l y aura des fripons et des embeciles il y aura des religions”
"حيث يوجد المحتالين و الأغبياء توجد الأديان". مما لا شك فيه ان حكم كهذا هو حكم جائر فهناك فلاسفة و مفكرون يؤمنون بالأديان الذين لا يصح ان نطلق عليهم صفاة كهذه إنما الأمر الذي لا يقبل الشك انه بتطور العلوم ضعف الأيمان بالأديان. و الصحيح ان تتطور الأديان بتقدم الزمن. و ابرز مثال على ذلك ان الكنيسة الكاثوليكية التي أجبرت كاليليو على الإعتراف بخطأه عندما قال ان الأرض كروية و تدور حول الشمس. و الآن الكنيسة الكاثوليكية تعترف بكروية الارض و دورانها حول الشمس. فالمعتقدات الدينية التي تتناقض مع الحقائق التي يتم إثباتها عملياً و علمياً لا يمكن الإعتداد بها، كنظرية التطور التي يصر رجال الدين على بطلانها علماً انها اصبحت مقبولة من كافة علماء عصرنا. فكثير من المعتقدات الدينية ينغي ان تؤخذ كاحداث رمزية، كقصة آدم و حواء، التي لا يمكن لأي بشر يعتمد على عقله ان يؤمن بها.

قامت الثورة الفرنسية لتحقيق العدالة و المساوات بين كافة اطياف الشعب كما قام الشباب المصري يوم 25 يناير بالمناداة بالحرية و المساواة بمقتضى مقررات حقوق الإنسان. ثم إختطف رجال الدين هذه لإنتفاضة لتثبيت الحكم الديني الذي يتنافى مع مقررات حقوق الإنسان، و الدليل على ذلك ان الدول الإسلامية لم توقع على هذه المقررات إلا بعد ان إشترطت عدم تناقضها مع الشريعة الإسلامية. فحرية التدين تتناقض مع الشريعة، كما تتناقض معها المساواة بين اطياف الشعب و حرية التعبير و النقد. كلما فعله ثوار الربيع العربي انهم إستبدلوا حكما دكتاتورياً بحكم دكتاتوي من نوع آخر.

إن الحكم الديني سواء كان ذاك مسيحياً او إسلامياً هو حكم تسلطي لا يسمح للمواطن ان يبدي رأيه بحرية. من اقوال فولتير
" Je ne suis pas d’accord avec ce que vous dites, mais je me betterais jusque a la mort pour que vous ayez le droi de le dire”.
"إني لا اتفق مع رأيك و لكني سأجاهد حتى الموت في سبيل ان يكون لك الحق أن تبدي رأيك بحرية." هذا الذي كان يبغيه القائمون بالثورة الفرنسية، و هو بالضبط الذي كان يبغيه الذين قاموا بالإنتفاضة في 25 ينايير الماضي في مصر. و من المؤسف ان حلم هؤلاء لن يتحقق.


لا يعارض البعض من إنشاء احكام دينية لإثبات فشلها لكافة المواطنين مما يجعلهم يثوروا ضد احكام كهذه. و ينسى هؤلاء ان القائمين على الحكم سوف يقاوموا هؤلاء الثوار بأشد القسوة و الإرهاب إذ انهم يعتبرون القائمين على تلك الثورة كفار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا


.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي




.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية