الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هادي محمود يهينُ ماركس مُهادنة للدين!!

صباح كنجي

2012 / 1 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اصطحبتُ أثناء عودتي الأخيرة من العراق مجموعة كتب جديدة، بينها (التوظيف السياسي للفكر الديني) للصديق الدكتور هادي محمود، وقد استهواني الكتاب لسببين:
الأول.. مادته كونها تحملُ عنواناً يمسُ واقعنا السياسي، الذي يختلط فيه الدين بالسياسة. والكتاب كما يوحي من عنوانه يتناول هذا الموضوع المهم والملح. والثاني.. يعود لمعرفتي بشخصية الكاتب وعملي معه سوية في هيئة قيادية للحزب الشيوعي العراقي/ الكردستاني في أوائل التسعينات، عندما كنتُ أمارس السياسة، كذلك جمعنا حقل الإعلام في ريكاي كردستان، بالذات النسخة العربية منها، حينما تطلب منا أن نفرد المزيد من الجهد للكتابة فيها من اجل إخراج أعدادها المتلاحقة..
ها أنا اقرأ ما جاء في الكتاب فصلا ً بعد آخر.. لكنني غير مصدقا ً نفسي.. هل حقاً ما وردَ فيه يعود للدكتور هادي محمود؟!!.. الكاتب اليساري الذي يشغلُ عضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني، ويكاد يكون المثقف المتميز في الهيئة التي تقود الحزب اليوم، وبالتالي وبحكم الواقع، المسئول الفعلي عن العمل الفكري والسياسي للحزب في هذا الوضع المعقد، الذي يشهدُ فيما نشهده نمو الظاهرة الدينية وتحولها إلى إخطبوط حقيقي يواجه المجتمعات الشرقية من بينها العراق وكردستان، التي تعاني من حالة الردة الاجتماعية رغم وجود برامج تحمل شعارات التقدم وحكومة تدعي العلمانية..
من هنا يكتسي أهمية إلى حد الضرورة التصدي لنمو الظاهرة الدينية وإفرازاتها وفق منهج علمي يستندُ على المفهوم الماركسي للدين..
لكنّ هادي محمود اختار في بحثه منهجا ً تبريريا ً توفيقيا ً طوباويا ً حاول فيه المزاوجة بين الماركسية والإسلام في خطوته الأولى، وجامعا ً في رأسه بين ماركس ومحمد في خطوته اللاحقة..
مما جعلهُ يلوي عنق الزجاجة مرتين:
الأولى إعادة تفسير المقولات الماركسية وبالذات ما يتعلق منها في تحديد الماركسيين لموقفهم من الدين مما جعله يندفعُ بعيدا ًعن الساحة الماركسية ليخرجَ منها حاملا ً بيده رسما ً كاريكاتورياً، يظهر فيه ماركس معمماً، لكنه لم يصنفهُ في سياق التكوين الإسلامي بصيغة طائفية، أي انه لم يمنحه لقبا ً شيعياً أو سنيا ً، قد يأتي هذا التوصيف لاحقا ًحينما يعلن خروجه الرسمي من المحيط الماركسي ليقود ماركس ويجرجره من أذنه نحو إحدى الطائفتين قائلا له: هذا هو مكانك.. وهذه هي طائفتك.. ويأمره أن يعيد كتابة بيانه الشيوعي المعاصر من جديد بالخط الكوفي.
والثانية.. حينما حاول عبثا ً أنْ يُقحِمَ نفسهُ مختارا ً في دائرة الدين ويقدم نفسه مفسراً ومجتهداً إسلاميا ً من طراز جديد معاصر ، لا يخفي دفاعهُ وتبريره غير المجدي عن الجرائم المرتكبة باسم الدين، نافيا ً نفيا ً قاطعا ً أن يكون للدين كنص مقدس أية صلة أو ضلعاً وعلاقة بالعنف والممارسات الإجرامية، شاطباً بالجملة على الجرائم التي ارتكبت عبر التاريخ من قبل المسلمين.. محاولاً القفز على التفسيرات الدينية لأئمتهم وفقهائهم المستندة على النصوص الواردة في القرآن والأحاديث التي تنسب لمحمد، التي تدعو لاستخدام القوة وتبيح القتل وتعذيب البشر وتقسمهم إلى كفار ومشركين..
لا بل أن مفردة الإرهاب التي وردت في القرآن بنصوص صريحة لأكثر من مرة والتي يتباهى بها المتطرفون.. حاولَ أن يعيدها في سياق لغته التبريرية ويجملها إلى الحد الذي أباح فيها قتل الناس ممن لم ينخرطوا في بودقة الإسلام والمسلمين مرددا ً تلك الأوصاف المهينة للبشر من قبيل المشركين والكفار كأننا أمام فتوى لرجل دين حقيقي، ولسنا أمام منجز فكري لمثقف ماركسي...
هذا ما دفعني لكي أتصدى لهذا البحث اللا علمي.. الذي لا يمت للماركسية بصلة منبهاً إلى خطورة محتوى البحث ولا ماركسيته.. في هذا الوقت الذي بات فيه "المؤمنون" يقتحمون علينا الدور ويذبحوننا من الوريد إلى الوريد.. يقطعونا من خلاف تطبيقا ً لنص آيات وردت في القرآن جاء فيها..( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ..
من العنوان الذي اختاره ( التوظيف السياسي للفكر الديني) يلجأ هادي محمود للمناورة فيستبدل مفهوم الفكر الديني بالدين ليتجنب التأكيد على التوظيف السياسي للدين وليس للفكر الديني كما ذهب في العنوان .. وهو ذات النهج في مقدمة الكتاب.. (الهدف هو إلقاء الضوء على تلك العلاقة التي تربط الفكر الديني، بالعمل السياسي. وبالتالي يبدو عنوان الكراس "التوظيف السياسي للفكر الديني" منسجماً مع جملة المواد الواردة فيه.)..
لكنه لا ينسجم مع جوهر الموقف الماركسي من الدين كدين وليس كفكر ديني.. هنا عند المؤلف هو الفكر الديني الإسلامي.. الذي لا يتعدى الجزء الصغير المكون لمنظومة العمل الإسلامية التي توظف الدين في السياسة منذ ظهور الإسلام.. وقد اختصرها واعتبرها مجرد تيارات تحتكر التراث الإسلامي.. تستغل هويته..(من خلال النظرة الأحادية في التعامل معه، لتجيـّره لمشروعها السياسي، عبر خلق هوية إسلامية انعزالية، منكفئة على نفسها، وتجعل من الآخر عدواً دائماً لها). ويعتبر "الهوية الإسلامية" هوية لـ..(أغلبية جماهير شعبنا، والتي هي هوية حضارية ووجدانية، أكثر من كونها هوية دينية سياسية).. يا لهذا الاستنتاج الماركسي العبقري يا هادي!!.
ويتمادى في خياله مؤكداً ..(إن الصراع على الهوية، صراع اجتماعي، من أجل مشاريع سياسية مختلفة. صراع لا يتعلق بالماضي بقدر تعلقه بالحاضر، وبالمستقبل أيضاً)...
يا لنعمة التحليل الماركسي حينما يصل للمستقبل عبر الهوية الإسلامية.. إن هادي هنا يضع علامة مساواة بين المفهوم الماركسي للمستقبل الذي يوقن بالشيوعية والإسلام، فتكون النتيجة.. الشيوعية = الإسلام .. كأنه قد استعاض بمفهوم لينين حينما سؤل عن الشيوعية فأجاب:
كهربة البلاد + سلطة الشعب= الشيوعية..
هنا يختصر هادي المعادلة لينبأ الحالمين بالشيوعية في قراءته ومراجعته النقدية للماركسية عن مسعى ( لفهم متجدد للظاهرة الدينية، من خلال فهم عقلاني وواقي للتراث ولوظيفة الدين في المجتمع. وهي مساهمة لتشخيص بعض الإشكاليات المتعلقة بهذا المجال). يكتشفُ لا وعينا وعدم انتباهنا للدين والهوية الإسلامية.. فنكتشف نحن الماركسيون كم كنا مغفلين لا ندرك ما أدركه هادي في قراءته الجديدة للواقع والتاريخ.. لماذا؟!!..
لأن وببساطة كما يقول: (إن اختلافنا الأساسي مع قوى الإسلام السياسي، اختلاف حول ما يدور في الأرض، وهو صراع اجتماعي سياسي، لا يتعلق بالسماء. وبالتالي هو اختلاف في المشاريع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، دون أن يعني ذلك عدم إمكانية التوافق في هذه النقطة أو تلك، مع جهة أو أخرى، وعلى قضايا مشتركة تخدم التقدم الاجتماعي والتنوير، وقضية الديمقراطية والحريات العامة).
ويدعونا للتخلي عن مفهوم ماركس من الدين وجملته الشهيرة المختصرة وعدم تبني واتخاذ ألـ.. (موقف السلبي من الظاهرة الدينية وتجلياتها السياسية بشكل عام من خلال الالتزام بتلك المقولة، واعتبارها "نصاُ مقدساً"، وخلاصةً لموقف ماركس من الدين والظواهر الدينية. في حين وجد آخرون نوعاً من التناقض بين هذا النص الذي اعتبروه مقدساً كغيره من مقولات ماركس، وبين واقع الحياة الاجتماعية وتأثير الظواهر الدينية على الأفراد)..
لا بل إن لتمسك الماركسيين بهذا الموقف وهذا المفهوم من الدين يعد سبباً (لعرقلة عملية التطور والتقدم الاجتماعي) بعد أن استغله خصومهم لإبعاد الكادحين عن الحزب الماركسي الذي يتبنى الدفاع عن مصالحهم الطبقية.
وللتدليل على صحة استنتاجه يسعى هادي محمود لتجريد ماركس من هويته إذ يقول..( إذا تعاملنا وفق أسس منهجية ماركس في فهمه لعلاقة الفكر بالواقع، مع موقف ماركس من الدين ومن العقيدة الدينية، لا بد أن نقول بأن ما كتبه ماركس حول هذا الموضوع وما توصل إليه من استنتاجات، لم ينزل عليه بشكل وحي في غرفة منعزلة. لقد عاش ماركس الحياة بكل تفاصيلها. وتعتبر طروحاته حول الدِين نتاجاً لتجربته الشخصية، وهي تجربة مثقف في مجتمع أوروبي في حقبة تاريخية محددة، سادت فيها قيم وتراث اليهودية والمسيحية بارتباطهما الوثيق، وتأثير تلك القيم على الحياة الاجتماعية ، وتحديدها للسلوك البشري في تلك الحقبة. وأعلن ماركس في تلك تقاطعه ورفضه لتلك القيم السائدة، بسبب الدور والوظيفة الاجتماعية للدين في تلك المرحلة)..
إن تخبط هادي ووصوله إلى استنتاجات خاطئة ناجم من تصديه لحجم مشكلة كبيرة تفرز في كل يوم كما يرى هو بأم عينيه صوراً لوقائع مهولة تتناقض مع الطموحات الإنسانية ليست لها علاقة بالبشر وتعود لمرحلة ما قبل الأنسنة صورة تعود بنا لمرحلة الغابة وسيادة القوة.. (يستخدم المتطرفون الإسلاميون آيات القرآن لتبرير حز الرقاب و تفخيخ البشر والقتل العشوائي، من اجل السلطة. يتميز الدور الاجتماعي للدين في بلداننا بمميزات في غاية التعقيد، لذا يصعب الحكم على هذا الدور دوماً بالأبيض أو الأسود)..
من هنا.. من هذا التعقيد جاءته تلك الرؤيا الضبابية التي جعلته يدمج المفاهيم الماركسية بمقولات الدين ليستنج منها هذا الموقف التلفيقي والتوفيقي غير المقبول داعياً بجمل مفككة متناقضة المضمون والمنطق.. (الماركسيون واليساريون في بلداننا يجب أن يدركوا بأنهم لا يتعاملون مع الدين أو الظاهرة الدينية في نفس العصر الذي كتب فيه ماركس تحليلاته عن الوظيفة الاجتماعية والدور الذي يلعبه الدين في المجتمع. ففي بلداننا وبسبب طبيعة وتائر النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي، يختلط الدين بالتراث وبالثقافة السائدة. ويجد دوره، بشكل أو آخر، في الحياة السياسية من خلال الفكر الديني. وعليه ينبغي التمييز بين الدين كمعطى ثقافي وحضاري وتراثي، وكحاجات روحية للأفراد بشكل عام من جهة، وبين الفكر الديني من جهة أخرى، الذي يطرح نموذجاً ومثالاً سياسياً للسلطة)..
لا بل يسعى لتفريغ مفهوم الإرهاب من محتواه الديني يقول: (جرى الخلط بين ما تمارسه تلك الجهات الإسلامية المتطرفة،من ممارسات، هي في جوهرها ممارسات سياسية مبنية على فهم بشري للفكر الديني).. بدلاً من الغوص في عمق منابع الإرهاب ومدى علاقته بالنصوص الدينية، يلجأ للمناورة والهروب من جوهر الموضوع، وجدلية العلاقة بين الممارسة الإرهابية ومحتوى النص الوارد في القرآن والأحاديث.. عبر تساؤل شكلي لا قيمة له.. (هل لمفهوم الإرهاب تأسيس تاريخي في فكر شعوب المنطقة العربية ـ الإسلامية؟).. كأن الشعوب هي التي تتحمل مسؤولية الإرهاب والفكر الإرهابي.. يا سلام على هذه المناورة يا هادي..
الأنكى من هذا جعل نفسه واعظاً دينياً يقوم بتفسير الآيات التي وردت فيها أوصاف ودلالات الإرهاب ليقدم نفسه، مفسراً إسلامياً هذه المرة، لما وردَ من نصوص لم يستوعبها المؤمنون!! حاول هادي توضيحها من خلال تفسيره "الماركسي".. وهو لم يتورع في ترديد الصيغ التي يستخدمها المؤمنون في وصف الكتاب إذ يكرر كلمات.. (القرآن الكريم) و(النصوص الإسلامية المقدسة) كأي متدين كأنه مجبر على استخدامها..
ورغم إقراره بوجود (تطابق في استخدام الكلمة ومشتقاتها في القرآن الكريم، وما تدل عليه الكلمة في اللغة العربية عموماً. ونجد في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية بعض الكلمات التي تتضمن معنى الإرهاب والعنف، بمعنى استخدام القوة أو التهديد لتحقيق أهداف معينة. ومن هذه الكلمات: القتل، العقاب، البغي، العدوان).. يقول:
(يتعلق مفهوم الإرهاب في الفكر والممارسة في الحضارة العربية ـ الإسلامية، لدى بعض المستشرقين، وفي ذهنية دعاة صدام الحضارات، بمشروعية استخدام القوة والعنف، وقتال الخصم وترويعهم من قبل المسلمين. ويتعامل هؤلاء مع النصوص الإسلامية المقدسة والمتعلقة بهذا الموضوع، ضمن سياق يجرد النص من الواقع التاريخي، كما يحكم ويحلل، ويضفي المشروعية من عدمها على حوادث، جرت قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، بمعايير عالم اليوم)..
يعترض على هذا المنهج.. ويطعن في مصداقيته.. ولا يركن لدقته من الناحية المعرفية لأنه منهج الغرض منه.. (النبش في الماضي من أجل الوصول إلى مسوغات، لتبرير الحاضر، أو إعطاء صورة مشوشة عن الآخر). منهج يستقي من التاريخ الإسلامي مجرد أكاذيب ملفقة من الخصوم لا بل هي (خرافات تعكس التشوش الفكري اللاعقلاني في فهم التاريخ).
في الوقت الذي يلجأ للذرائع لتبرير السلوك الإجرامي للإرهابيين ويعتبرهم دخلاء ومغتصبين للإسلام بدون تخويل، كأننا أمام مؤسسة ديمقراطية حقيقية ولسنا في مواجهة دين ينتج التطرف ويشرعن استخدام القوة والعنف.. (تتحدث بعض هذه القوى باسم الإسلام، دون أن تكون مخولة بذلك من قبل الجماهير المسلمة. ولا يمكن وضع هذه التوجهات إلا ضمن سياق فهم بشري للنصوص الدينية وتأويلها، مبني على تجريد النص الديني من الظروف التي استوجبته).
ويكرر بحثه عن المزيد من النصوص الداعمة لتبريره غير معترفاً بأن كل تلك النصوص لا تستطيع أن تمنع أو تغطي العلاقة بين الإرهاب والنص الديني بما فيها الأصل مما ورد في القرآن على امتداد التاريخ الإسلامي، دون أن يكون ذلك مجرد.. (فهماً بشرياً لنصوص)، قوضت السلم الاجتماعي بين الناس وأنتجت تسلطاً منحته غطاء شرعياً لإباحة القتل والفتك بالناس وهو الأصل في الدين.. وليس كما يسوق لمتنورين إسلاميين.. (أن الأصل في الإسلام الإباحة والحرية والتي تعني حرية الاختيار الكامل في العقيدة وفي أمور الدين. ويشيرون إلى عدم وجود دعوات أساسية في الإسلام لإلغاء الآخر واستخدام العنف والإرهاب في فرض الأمر الواقع على المقابل الآخر)...
يكون من الهراء التأكيد لتصديق ما نقله هادي من ملفقات إسلامية تاريخية عن أن ..(الرسول لم يبدأ دعوته للإسلام عن طريق استخدام العنف أو الإرهاب، بل حضّ القرآن على استخدام أسلوب قائم على أساس الجدل والإقناع). وعندما هاجر إلى المدينة عقد وثيقة المدينة مع المشركين واليهود.. وأنه لم يكن للمسلمين وجهة لقتال مشركين قريش والتهديدات كانت تأتي من المشركين فيها وقد أذن القرآن مقاتلتهم وفق الآية 39 من سورة الحج: (أُذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظُلِموا وإنَّ الله على نصرهم لقدير).
يا للكارثة عندما يشطح الماركسي نحو الدين دون ضوابط كما فعل هادي في قوله : (هنا تعني الآية بأن يدافعوا عن أنفسهم ولو بالقتال.. ويربط هذا الإذن بحق الدفاع عن النفس. ونجد هذه الوجهة في التعامل الإسلامي واضحة في كافة الغزوات والسرايا قبل بدر وقبل فتح مكة وكذلك بعد فتح مكة، حيث أن معظم أعراب الجزيرة قد انضموا إلى الإسلام وفق عهود ومواثيق في عام الوفود)!!!.
ويواصل سبر غور التبرير في مراحل لاحقة قائلاً :
(لا يمكن النظر إلى حروب الردة في زمن الخليفة الأول إلا عبر فهم ظاهرة الارتداد، كظاهرة سياسية لا دينية وكونها تشكل خطراً على مستقبل دولة الرسول).. هذه الدولة المعتمدة على الفقه الديني ويعتبره (بمثابة القانون الدولي العام والخاص في الفقه الإسلامي).. دولة تعتمد مبادئ أساسية.. (تضمن حقوق النساء والشيوخ والأطفال وحمايتهم أثناء الحرب.. لا تبرر بأي شكل من الأشكال إرهاب الناس وارتكاب المجازر وغيرها من الأمور البشعة التي تقترفها مجامع من القوى السياسية الإسلامية المتطرفة في الوقت الحاضر استناداً إلى فهمهم المشوش لتلك المبادئ الفقهية)!!.. وإن هذه الصفحات الدموية هي تجسيد حي لصراعات سياسية اجتماعية في فترة تاريخية معينة من أجل السلطة في إطار العلاقات الإقطاعية، التي ولّدت نظاماً إمبراطورياً وجدت في الفكر الديني غايته، لتبرير حكمه وبطشه ومركزيته وقمعه وإرهابه. فالأمر يتعلق بمسألة كيفية استخدام الدين ووظيفته في المجتمع.. وأن (الإرهاب ظاهرة تاريخية قديمة، مرتبطة باستخدام العنف غير المحدود تجاه الخصوم... في جميع أنحاء العالم)..
هذا ما حواه كتاب وزير الثقافة.. الناطق باسم حكومة كردستان.. هادي محمود "الماركسي" الذي أهان ماركس وأذله، من موقعه القيادي في الحزب الشيوعي الكردستاني اليوم.. مهادنة للدين.. بعد أن عجز في تغيير الواقع فقرر تغيير وقلب الماركسية لصالح الدين، من خلال قراءته وتفسيره للموقف الماركسي بلغة مقلوبة تبدأ بالياء وتنتهي بالألف.. انه كتاب مزيف لواقع أكثر زيفاً.. لكاتبٍ صديق التبس عليه الحال وأشكل عليه الموقف في كبوة لا أتمنى أن تكون نهاية معرفية في حقل الاجتهاد والتعلم بل بداية لإدراك الطريق!!..

صباح كنجي
ــــــــــــــــــــــ
ـ ملاحظة كان من المقرر أن انشر هذا النص النقدي للكتاب قبل سنتين.. لكن تعيين الصديق هادي محمود وزيراً للثقافة في حكومة كردستان حال دون نشره في ذلك الحين..
ـ اعتمدت في النصوص المنقولة من الكتاب على النسخة المطبوعة بالإضافة إلى النسخ الإلكترونية في شبكة الإنترنيت في مواقع الحوار والينابيع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح كنجي -شكرا
وليد يوسف عطو ( 2012 / 1 / 9 - 15:45 )
شكرا عزيزي صباح واقول لاتتوقع من شيوعي مغرق في قوميته ان يكون )ماركسيا وشيوعيا وانا كتبت مقالا بعنوان (لما ذا يعادي الشيوعيون بولس ؟ بينت انهم في فشلهم عادوا لاحضان القومية والدين والطائفة وتحولوا الى نسخة من الفضيل ابن عياض الذ ي اخذ يتكسب بالدين وباحدى فتاويه منحه الرشيد الف دينار بعد ان كان لص وقاطع طريق. شكرا عزيزي على جهدك الفكري مع خالص مودتي


2 - يعرف من اين يؤكل الكتف
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 1 / 9 - 16:19 )
العزيز صباح
هادي محمود هو نموذج للانتهازي الوصولي والذي و انا متأكد انه لم يقرأ ماركس
هو من جماعة ( على دك الطبل ...خفن يرجليه)
وهذا يثبت قناعتي مع احترامي لك ان اغلب الشيوعيين لم يقرأوا ماركس الا من خلال الكراريس السوفيتية المبسطة
هذا سببا و الثاني هو هو يعرف من اين يؤكل الكتف
تحياتي و احترامي


3 - نعم المشكلة تكمن في انصاف المثقفين ..!!
نضال سعيد ( 2012 / 1 / 9 - 16:49 )
عزيزي أستاذ صباح كنجي تحية لك

قرأت مقالتك بكل تمعن ... ومع الأسف الشديد إني لحزين أشد الحزن على واقعنا لا والانكى واقع مثقفينا حسب رايي الشخصي أرى أن السيد هادي محمود صاحب الكتاب الذي انت بصدده قد تاه عليه الامر واعتقد أنه انبهر بالمدّ الإسلاماوي السياسي في عراق اليوم لا والمشكلة أنه أخذ يجر ماركس إلى مشرحته وبدأ بتقطيعه إرباً إرباً وبعدها عصره لعله يستخلص منه شيئاً يمسح بها الوجه المسخ للإسلام الإصولي والسياسي ..!! مع الأسف الشديد لما آل إليه وضع بعض مثقفينا وأصبحوا أبواقاً للمدّ الإسلاماوي .. على العموم ثمة أنصاف مثقفين .

أستاذي الكريم : تفضل بقرآءة مقالتي حول حال الشيوعيين في العراق أقصد الحزب الشيوعي العراقي

.. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=286100

ولك تحياتي .


4 - شكرا نضال
صباح كنجي ( 2012 / 1 / 9 - 17:33 )
شكرا نضال.. قرأت مقالك عن الشيوعيين في الموصل اتمنى ان تواصل الكتابة في الحوار المتمدن..
صباح كنجي


5 - لنتق الله وضمائرنا بناسنا
سمير طبلة ( 2012 / 1 / 9 - 21:54 )

شكراً لكل حوار مسؤول يهدف لمعرفة الحقيقة، وصولاً لمستقبل أفضل للإنسان، غاية الماركسية و..وسيلتها.
ألا يرى الرفيق صباح ان وصف جهد رفيقه هادي بـ ((كتاب مزيف لواقع أكثر زيفاً)) تجنياً، بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع الكاتب؟
وأ لم تحو عشرات آلاف كلمات الكتاب صالحاً ليطلق على بعضها نصاً ((من الهراء التأكيد لتصديق ما نقله هادي من ملفقات إسلامية تاريخية))؟ وهنا، ولا يمت استخدام مفردات معيبة كـ ((الانتهازية والوصولية)) بشيء لأدب الحوار المسؤول.
وأ لم يحو الاسلام، كباقي الأديان السماوية وغيرها، ايجابيات طورت البشرية؟ ولا نكران، هنا، للوجه السلبي، وتطبيقاته الأكثر مأساوية، وفي كل الأديان بلا استثناء.
ألا تلزم كارثة البلد الحالية توحيد، او على الأقل تنسيق، جهود مخلصيه، وصباح منهم، بل أحد أبطالهم المفخرة – بتقديري وكثيرين على الأقل – في مقارعة أعتى دكتاتورية، بدل فتح النار على الاسلام، كدين، وعلى كاتب اجتهد، مصيباً او مخطئاً، إبراز جوانبه المضيئة؟
أم ان التعصب الأثني والديني والطائفي والمناطقي وصل لأبطالنا، ايضاً؟!
وإن صح الأخير، فبمن نرتجي بعد اليوم؟
ولنترقِ بحوارنا إنتصاراً لعراقنا


6 - ليس رداً بل توضيحاً
صباح كنجي ( 2012 / 1 / 9 - 22:56 )
عزيزي سمير..
تعودت ان اترك القراء يناقشون فحوى ومضمون ما اكتب دون الرد عليهم الا بقدر ما يتعلق الأمر بالتوضيح.. نقاشي الفكري حول الاسلام وتوظيفه في السياسة مع الصديق هادي محمود لا يتعدى الهدف المشترك في تحديد الموقف الصحيح من الدين ومظاهره برؤيا ماركسية وما ورد في المقال النقدي للكتاب لا يتعدى هذه الحدود وانا لم اوصف هادي بالانتهازية والوصولية.. اما عتباري ما ورد في كتابه زيفاً فلأنه يبتعد ويتناقض مع جوهر الموقف الماركسي من الدين.. هذا الدين الذي بدا يزحف الينا عبر صور بشعة تبيح القتل والذبح وتشرعن الإرهاب.. انا واحد من عشرات الناس موقن ومدرك لعلاقة النص الديني بالارهاب والاستبداد واتابع تاريخ الفكر الإنساني وتاريخ الأديان ونشوئها وممارسات اتباعها.. الإسلام كغيره من الديانات يحمل في طياته بذور الاستبداد والارهاب وهذا ما تؤكده نصوص القرآن وممارسات محمد ومن اتوا بعده من الخلفاء والسلاطين.. والمرحلة الحالية هي امتداد لذلك التاريخ وتتطلب تحديد موقفاً من تجلياتها لأن الصراع من الأتجاهات الإسلامية سيكون محور العمل السياسي اللاحق للعقود القادمة .. هذه هي رؤيتي وموقفي اين الخطأ؟
صباح كنجي


7 - عن عباس عبد المنور
ماجد شيخاني ( 2012 / 1 / 10 - 00:07 )
فمن لي بقرأن جديد يناى بنا عن القران الحالي ويقتلعه من الجذور، ويباعد بيننا وبين منهج السلف، وينعي علينا تمسكنا المريض بالتقاليد والمواريث ،وبالتالي يقوم بعملية تطهير شاملة شبيهة بعملية التطهير الاولى، تشفينا من تراكمات الماضي ومخلفات عصور الانحطاط وتزيح عنا كابوس الاوهام والعفونات التي تسد امامنا ابواب الحاضر،وتخطو بنا الخطوة الاولى في طريق الالف ميل الى مستقبل مشرق زاهر وعيش رغيد. لايزال القران يقف حجر عثرة دون الاتصال بالغرب واستيعاب ثورة الغرب . فالتباينبين مجتمع علماني دينامي حرّمنفتح على التغيرات،وبين مجتمع متخلف آسن لاعمل له إلا انتاج ذاته وتكرار ذاته ، اقول ان هذاالتباين امر مثير للاشمئزازحقا.فمبقدار ماكانت عليه المرحلة الكلاسيكية مرحلة دينامية غنية قادرةعلى الاخذ والعطاء والخلق والابداع،والبحث والتمحيص، اتسمت المرحلة الحالية بالركود والجمود والاصولبة المتشنجة العمياءالتي لاتحسن غير لغة التعصب والعنف والدم والموت والعمل في الظلام .عن عباس عبد المنور من كتابه محنتي مع القران ومع الله في القران صفحة 79 من باب ثورة لابد منها مع تحياتي المتقي بالله سمير طبلة وللكاتب


8 - ليس هكذا تورد الابل يا زميل
حميد خنجي ( 2012 / 1 / 10 - 00:49 )
بالرغم من ضرورة قراءة الكتاب بتفاصيله لمن يريد النقد الموضوعي الجاد..وهذا بالطبع ما فعله الزميل-صباح كنجي- ولو انه -كما يبدو- اسقط وجة نظره الحادة في المسالة الدينية الاشكالية- اصلا- الاقرب الى اليسار المتطرف منه الى موقف ماركس من الدين، كما يحمله هو-صباح- من فهم -فيورباخي-بعيدا عن الماركسية! لهذا يعتقد جازما ان اليسار يجب ان يهاجم الدين- المقصود هنا الاسلام بالطبع- حيث ان ان البلوى في الدين نفسه وليس في التفسيرات-المصلحية-المختلفة؟! ناسيا ان حتى-علي بن ابي طالب- قد بين ان القرآن حمالة أوجه، بمعنى أن المرء قد يجد فيه ما يبتغيه! يا اخي الكريم، ماذا نجني من هذه المواقف الحادة؟! غير العزلة والاغتراب عن سواد الناس اكثر فأكثر؟! لايوجد دليل واحد ان ماركس هاجم الدين بهذه الطريقة الفجة و-السوقية-- كمصطلح-! والادهى انك تسخر من استنتاج رفيقك السابق (المؤلف) قائلا:-يا لهذا الاستنتاج الماركسي العبقري يا هادي-! فقط لأنه اعتبر-الهوية الإسلامية-،هوية لـ-أغلبية جماهير شعبنا،التي هي هوية حضارية ووجدانية، أكثر من كونها هوية دينية سياسية-.أين الخطأ في هذا الاستنتاج؟! بالرغم من بترك للجملة من سياق المحتوى


9 - سلمتم يا صباح
سمير طبلة ( 2012 / 1 / 10 - 00:52 )
شكراً لفضل ردك الكريم، ايها الرفيق صباح. وأضع مليون خط تحت كلمة رفيق، شئت ام ابيت يا صباح. دعني أكن ستالينياً هنا، على مقتي لهذا النهج!
النتيجة، يا رفيق، لن تتقدم البشرية إلا بفصل الدين عن الدولة والسياسة، هذا ما اثتبتته التجربة العالمية. ولهذا ينبغي ان توجه كل جهودنا. وموضوع الدين وتأثيرها في مجتمعنا الحالي تستحق التوقف، وبمسؤولية. ولندرس نتائج الربيع العربي مثلاً هنا.
مع الود


10 - توضيح آخر للعزيز حميد
صباح كنجي ( 2012 / 1 / 10 - 01:47 )
العزيز حميد
الموقف الحاد من المد الديني المتطرف الحامل للواء الإرهاب يتطلب موقفاً غير مساوماً.. عندما يصبح الدين سلعة بيد المجرمين والقتلة ووسيلة للتدمير والخراب لا يكون امامنا سوى طريق واحد هو طريق المواجهة والمجابهة.. لهذا اقول علينا ان نستعد للمرحلة القادمة بعد أن تحالفت دوائر الرأسمال العالمية مع الأحزاب والمنظمات الإسلاموية.. وطريق المواجهة يتطلب الحزم والاستعداد الفكري اما المساومة فلا تجلب الا المزيد من الخراب والدمار.. الاحزاب اليسارية والعلمانية والتيارات الديمقراطية امامها جولة معقدة من الصراع مع دعاة الدين المبتذل في هذه المرحلة وليس امامنا من خيار آخر..
اما الهوية الإسلامية التي تحدث عنها هادي ونقلتها انت في ردك فانا ارفضها رفضا كاملا ووجودي في مجتمع معين يؤمن بالاسلام لا يجعلني حاملا للهوية الاسلامية وهكذا الحال بالنسبة للهوية القومية وأية تسميات اخرى.. الماركسي والشيوعي ينتمي الى حقل وفضاء إنساني اوسع من هذه التسميات
صباح كنجي


11 - هكذا تورد الابل يا حميد
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2012 / 1 / 10 - 04:49 )
العزيز حميد تعايق-8
حصل حوار بين لينين و غوركي في هذا الموضوع تحديدا في العام 1913
ويمكن الاطلاع على رسالة لينين الى غوركي في تشرين الثاني 1913
في الرابط التالية
http://www.marxists.org/archive/lenin/works/1913/nov/00mg2.htm
مع تحياتي


12 - خطان متباينان.. ماركسي وثورجي متمركس
حميد خنجي ( 2012 / 1 / 10 - 08:11 )
عزيزي صباح
كما تري اننا نتكلم لغتين مختلفتين، بل هناك رؤيتان متباينتان
لم يكن يوما شأن المناضلين التقدميين عامة والشيوعيين خاصة مواجهة الدين اومحاربته بشكل مباشر.كان هذا شأن الفوضويين-الباكونينيين- والعصبويين- العدمين-لا في عهد ماركس ولا لينين ولا العهود اللآحقة وليس شأننا الآن. نعم حدث تجاوز وتطرف يساري في ظروف معينة -سابقا- وقد خصص له لينين كتابا مهما(مرض الطفولة اليساري في الشيوعية). وبالطبع دائما سيكون هناك اناس يفقدون صبرهن وبالتالي بصيرتهم الثورية ويتجهون نحو المغامرة الحادة والتأويلات الشكلانية للماكسية (البرجوازية الصغيرة)،راجعين القهقري الى المثالية،كما يحدث لكم ولغيركم بعد سنوات طويلة من نضالاتكم الشاقة، لأن التعب خصلة بشرية والامر عادي حتى هنا.ولكن أن ينقلب المرء على نفسه ورفاقه وفهمه الحقيقي للظروف الاجتماعية والتاريخية(منها الاديان) فهذاهرطقة ثورجية! فلا يمكن أن نهزم الدين،العزيزعلى قلوب البسطاء والكادحين-ابائنا امهاتنا واجدانا- لأن الخزعبلات الدينية والخرافية ستتراجع مع نشوءالأساس المادي للجديد. إن النقاش الفلسفي للأيان والفلسفات المثالية ليس مكانه العمل السياسي اليومي


13 - متابعة ومداخلة 3 لقوم -كوزموبوليت- قد يتفكرن
حميد خنجي ( 2012 / 1 / 10 - 09:00 )
إياك أن تنسى يا اخي صباح ولو للحظة- يبدوانك نسيب او تناسيت-ان الدين دينان ومنها بالطبع الاسلام إسلامان..دين المستوظف خبثا من قبل المحترفين- المتمصلحين من رجال الدين اوالسياسة- ودين العزاء الروحي للبسطاء المعدومين (زفرة المخلوق الضعيف المقهور- على حد تعبير ماركس الفضيع والبليغ) نعم هذا جزء من النضال اليومي السياسي للتفريق بين الأثنين والعالمين-المستثمِر والمستثمَر-والشرح الصبورالدؤوب للكادح المخدوع بالتأويل الرجعي والمصلحي للدين من قبل القويّ المحترف،لا أن نمتشق سيوفنا الخشبية في وجه المتدين البسيط حتى لوكان جاهلا، في معركة وهمية أشبه ببطل سرفانتس المحارب لطواحين الهواء
أما مسألة الهوية الأكثر اشكالية، فيبدو انكم نسيتم كلام -فهد- العظيم:-لما كنتُ وطنيا كانت المسؤولية كبيرة ولما اصبحت شيوعيا تضاعف عبء المسؤولية!-. فلا يمكن للثوري الحقيقي ان ينسى هويته العربية-أية قومية- والوطنية وحتى الدينية..فبلاهن لم يعد المرءأمميا! كما افادنا- انجلز-:وطنية أكثر اممية اكثر! لذك التجرد عن الهوية (كثقافة وتراث انساني-قومي وديني من وجة نظر تقدمية- اساس الاممية الحقة) أشبه بالمحار الفارغ.. ديكور بلا روح


14 - متابعة مع حميد
صباح كنجي ( 2012 / 1 / 10 - 09:01 )
لا تنسى اننا نتحدث عن التوظيف السياسي للدين.. هذا التوظيف الذي حول الدين الى وسيلة للتدمير والقتل والتخريب تطال الناس بمن فيهم المؤمنون البسطاء الذين تحدثت عنهم.. دين يديره قتلة ومجرمين ينشر الخراب بدل الإيمان.. دين انعدمت فيه القيم الإنسانية والمثل.. دين ينتشر كالسرطان يداهم العقول ويحولها الى قنابل موقوتة ومفخخات.. وتطالبنا ان لا يكون لدينا موقف!!.. انهم يهاجمون الكل ويستبيحون الكل وقد حولوا الجوامع الى اوكار للجريمة وتدعوني لتركهم وعدم مواجهتم!!.. إذن من سيواجههم؟ وكيف نتخلص من آفة الدين؟ ونحرر البسطاء من سطوته دون موقف ثوري؟!.. هل المهادنة هي الحل؟.. هل كان لينين مهادناً في هذا المجال.. هل تقول الماركسية ان لا تتصدوا لجرائم توظيف الدين واستباحة حقوق البشر؟ يا عزيزي نحن مطالبون قبل غيرنا بالتصدي لمظاهر الإرهاب الديني في هذا الزمن العصيب وهذه مهمة كل ثوري او ثورجي كما تصفهم ولا اعتقد ان من يدعو لهذه المهمة يمكن تصنيفه بالتعبان.. التعبان والغلبان على طريقة عادل امام من يتهرب من المواجهة ويعتبرها من مسؤولية الآخرين ويتجنب الأعتراف بمخاطر الدين في هذه المرحلة
صباح كنجي


15 - تكملة 4 قد تكون خاتمة...مهلا وبالهداوة
حميد خنجي ( 2012 / 1 / 10 - 10:07 )
بقولك يا اخي صباح انني اطلب منكم ان لايكون لكم موقف ضد الارهاب الديني بأنواعها، دليل واضح وكما اسلفتُ ان هناك رؤيتان لا يلتقيان! بالفعل يجب محاربة اي ارهاب مهما كان شكله.. ولكن بفن مركب وابتكارات صعبة وصبرعلى الجهل الجماهيري السائد وليس بانفلات عاطفي والهروب الى الأمام لمحاولة الحط من العالم الروحي للبسطاء وتحطيم معبدهم المقدس هذا!! هذا بالضبط الفخ الذي يجرونك اليه، ليعزلونك اكثرعن الكادحين المتدينين- المادة الخام لنضالاتك الحالية والقادمة
اننا لا نختلف حول البديهيات،التي تكررها هنا،فهي معروفة وواضحة
اكرر للمرة الألف ان المشكلة ليست في الاديان-هي حمالة اوجه وشكل عام من الوعي الاجتماعي- في البنية الفوقية البطيئة الحركة- كونها ظاهرة تاريخية-اجتماعية- فلسفية! بل هي النظرية العامة لهذا العالم الذي لاقلب له- حسب تعبير ماركس الصعب ايضا! يبدو انكم نسيتم نصائح-فهد- للخلق واخلاق الشيوعيين العراقيين أهمها احترام الدين والمتدينين
النتيجة:انا لم اقرا كتاب الرفيق هادي(حبذا لو تعمم في مكتبة الحوار المتمدن) لكن يبدو ان طرحه هوالاقرب من الصحة ونقدك له هو نقد انفعالي كموقفك السياسي والفلسفي الحالي


16 - مشکلة هادي محمود مع الدين کمشکلته‌ مع القومية
علي سالم ( 2012 / 1 / 11 - 00:49 )
لقد قرأت کراس هادي محمود، الحائز علي شهادة الدکتوراه‌ من جامعة روتردام الأسلامية الغير معترف بها، فوجدت أن أشکالية محاولته‌ ((الجديدة)) تکمن في انه‌ أعطي الأولوية ورکز علي جملة مارکس (الدين افيون الشعوب) محملا ً ((أوساط واسعة من حملة هذا الفكر)) عبر ((فهمهم السطحي لـهذه‌ الجملة ....ولأقتطاعهم لهذه‌ الجملة من سياقها .... وعدم فهمهم ان مارکس کان يتحدث في الجمل التي قبلها عن الدور الإيجابي للدين على الفرد في مجتمع يكون الإنسان فيه مضطهداً)) مسؤلية ابتعاد الجماهير الکادحة عنهم وتمکن التيارات الأسلامية من السيطرة علي هذه‌ الجماهير. وزاد علي ذلك کثيرا فذهب يحّمل تلك الأوساط الواسعة من المارکسيين دعوتهم الناس للأبتعاد عن الدين علي انها جاءت لفهم الخاطئ بل العکسي لطرح مارکس!
فمن المعلوم عند الجميع بأن فهم تلك الأوساط الواسعة من حملة الفكر المارکسي بل أجزم بأن فهم جميع الشيوعيين لموقف المارکسية من الدين مبني علي أساس فهمهم للمادية الديالکتيکية کأحدي أساسيات الفکر المارکسي. ويعود للحزب الشيوعي الفضل في نشر هذا الفکر الذي ساهم في تنوير المجتمع قبل الأرتداد الحضاري في العقدين الأخيرين.


17 - تکملة-مشکلة هادي محمود مع الدين کمشکلته‌ مع ال
علي سالم ( 2012 / 1 / 11 - 00:51 )
فکيف يمکن اذن تقديم الفکر المارکسي، المنتمي للمدرسة المادية، تقديما ً حقيقيا ً (غير سطحي ومن دون تقطيع) دون التطرق الي أولوية المادة علي الوعي؟ ماذا سيظل اذن من الفکر المارکسي؟

لذلك حتي لو لم تکن لهذه‌ الجملة (الدين افيون الشعوب) من وجود فأن الاشکالية تبقي قائمة، إلا اذا أقر هادي محمود بوجود الله‌، کما هجر ادعاءاته‌ بالأممية فتحول الي خدمة القومية البرجوازية.

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني