الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة سياسية وقراءة مضادة حول الواقع المصري

أبو الحسن سلام

2012 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هما قراءتان إحداهما قبل الانتخابات والثانية بعدها
القراءة الأولى :
التحليل السياسي للواقع السياسي في مصر اليوم في ظني في ظل العسكرتارية القابضة على زمام الحكم في مصر بعد ثورة 25 ، مع إصرارها على انتخابات البرلمان مبكرا وقبل انتخابات رئيس الجمهورية أمر مقصود لتمكين التيارات السلفية والإخوانية من اكتساح الانتخابات مع بقايا مليونيرات الحزب الوطني ، لتكوين واجهة ديمقراطية من خلال حزب ديني أو ائتلاف حزبي من مجموع التنظيمات الدينية مطعما ببقايا أعضاء الوطني ، معارضين ربما ، ومن ثم يظل حكم العسكرتارية هو النافذ والفاعل الحقيقي خلف قناع برلماني يتلون بألوان حزب العدالة والتنمية التركي ، وهذا ما تحبذه أمريكا والاتحاد الأوروبي . أما عن التشتت الديني الظاهر الآن ، وخروج الزمر أس 2 الآن قبيل الانتخابات وإعلانه عن تكوين حزب ودخول الانتخابات به ، فهو مقصود من القائمين عسكريا وسياسيا على شأن البلد الآن ، بهدف تفتيت التكتلات الدينية في الانتخابات .
# كان هذا تحليلي للواقع السياسي قبيل الانتخابات .. لكن الواقع بعد اكتساح التيار الإسلامي المسيس كان على نقيض هذا التحليل .. لذا اعترف بخطأ استقرائي للواقع السياسي في مصر .. وأعيد النظر على ضوء ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات .
القراءة الثانية:
أولا: على العكس مما توقعت في قراءتي الأولى هناك اشتباه في مهادنة العسكر للتيارات التدينية المسيسة في واقع الأمر وهو الأمر الذى مهد لهم الأرض بدءا من عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية بدءا من تشكيل اللجنة التي قامت بالتعديل حيث كان بين أعضائها ممثلين اثنين من تلك التيارات رئيس اللجنة نفسه وعضو الإخوان صبحي صالح وهو أحد صقور الإخوان المتشددين
# ثانيا : تفكك مفاصل نظام مبارك الحاكم الذي ركز جهوده الرسمية والحزبية على مسألة التوريث ؛ تاركا ما دون ذلك من واجبات حياتية نحو حقوق المواطنة بما في ذلك توفير أقل الاحتياجات اليومية الضرورية والملحة لأفراد الشعب ؛ مما أتاح للجماعات الإسلاماتيكية أن تنمو وتتوسع وتتشعب في المناطق الشعبية وفي العشوائيات تقدم لها الخدمات اليومية البسيطة والضرورية سواء في توفير بعض الأشياء الضرورية من علاج أو خبز أو أنابيب بوتاجاز أو غيرها من خدمات يومية ؛ فضلا على الدور الدعوي للزوايا والمساجد في البلاد مدينة وقرية ؛ الأمر الذي تغلق فيه الشوارع الرئيسية أمام المرور ؛ حيث تفرش الحصر والبسط في الشوارع للصلاة بغض النظر عن وجود حاجات ضرورية لمرور عربات أسعاف أو غيرها في لحظات حرجة ، إلى جانب تسيب باعة الكتب الصفراء والكاسيتات على أرضفة محطات الأوتوبوس أو الترام ، وبناء مئات الزوايا على جزء من أرصفة الشوارع أو على الترع ووضع صناديق التبرع بحجة بناء مستوصف إسلامي أو جامع أو غير ذلك من الأساليب ؛ فضلا على صمت الحكومة وخرس القانون بإزاء تلقى جماعة الإخوان والسلفيين لأموال وهبات من الخارج ( السعودية وقطر وغيرها من دول الخليج ) بقصد نشر المذهب الوهابي ، مع الصمت المشبوه لدور الأزهر طوال تلك الفترة الرديئة مع أن القانون يتشدد في محاسبة ومراقبة الجمعيات والجماعات والمنتديات وتمويلاتها أو مصادرها المالية ومصروفاتها ؛ فلقد ساعد النظام السابق منذ حكم السادات وصولا إلى سلطة العسكر الحالية مرورا بفترة مبارك وانحطاط نظامه ( السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخارجي عربيا ودوليا باستثناء تشاركه مع دولة العدو العنصري ) ساعد على حالة التسيب في منظومة إدارته من ناحية وفي تفكك أو انفراط عقد الولاء لنظامه ولكثير من قيم الأصالة التي تربى عليها الشعب المصري مما ترك الباب مفتوحا أما دعاة لا يكتفون بالشعارات بل يقدمون معها الخدمات اليومية الضرورية لحياة كفاف.
# ثالثا: الدور الذي لعبته تلك الجماعات المنظمة نفسها خلال التواجد بين الناس – في الشارع - تقدم لهم في المناطق الشعبية خدمات عجزت الدولة عن تقديمها بما لديهم من أموال وصلتهم من أية جهة عربية خليجية أو غير ذلك فالمهم هو أنهم متواجدون في الشارع بشكل يومي ويمدون يد المساعدة للوفاء إلى حد ما نيابة عن الدور الذي كان على مؤسسات الدولة أن تقوم به بحكم واجبها نحو شعبها ، وهو عمل من شأنه تقارب هؤلاء الجماعة مع الطبقات الشعبية التي لم تجد أنابيب البوتوجاز فتوفرها جماعة السلفيين والإخوان لا يجدون الخبز فيوفرونه لهم ؛ بينما يكتفي أصحاب التيارات السياسية التقدمية والمدنية بالمقالات النقدية والشعارات والطنطنة أو المداخلات النقدية بهدف التوعية في برامج " التوك شوت " أو اللقاءات والندوات ؛ المتلفزة . وليست غالبية الشعب من البسطاء والريفيين في حاجة إلى الكلمات ؛ لقد شبعوا كلاما على مدى ستين عاما من الشعارات والخطب والوعود والتصريحات بينما واقع الحال بائس إلى أبعد الحدود .. لذلك كان من الطبيعي أن يتجه صوت الغالبية الشعبية لأناس يعيشون بين الناس في الشوارع أناس يجدهم الناس بينهم عند الحاجة إلى علاج مرضاهم عن طريق المستوصفات الشعبية وعند عجز الدولة في ظل الفساد الفاشي في الدولة عن توفير أبسط الاحتياجات لاستمرار حياة كفاف فيها قليل من احترام إنسانية الإنسان المصري بصفته مواطنا يعيش في دولة كانت عريقة فأهانها النظام الحاكم وغدر بها رئيسها بمعاونة عصبة من اللصوص والبلطجية الذين تربعوا على سرير الحكم
فاض الكيل بالمصريين من كثرة ما وقع عليهم من بلاء بسبب ذمرة الحكم ونفروا من سماع الخطب والشعارات .. لذا وقفوا مع من وقف معهم في وقت الشدة من وجدوهم في وقت الحاجة إلى المساعدة . هذه هي النظرة التحليلية لما حدث في مصر نتيجة طبيعية لفكرة ( قف معي اليوم أقف معك غدا )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعض الإختلاف
عادل الليثى ( 2012 / 1 / 10 - 14:16 )
أتفق معك فيما تقوله ولكنك عولت كثيراً على الشعب المصرى ... وخاصة سكان العشوائيات والقرى ... ومدى تأثير إحتياجهم على تصويتهم الإنتخابى ... وأعتقد أن هذا التصور خأطئ ... فنشاط الإسلاميين لم يتجاوز مساعدة الفقراء وكفالة اليتيم وقدر ضئيل من الرعاية الطبية ملحقة دائماً بالمساجد ... فرجال الحزب الوطنى مثلاً قدموا مساعدات أكبر من الإسلاميين بخلاف تسهيلاتهم الدائمة فى شتى مناحى الحياة ( التوظيف والإسكان والتعليم والعلاج على نفقة الدولة إلخ ) ولكنها إختصت بتابعيهم وذويهم ولم تختص بالفقراء ... كذلك الكنيسة غطت إحتياجات كافة المسيحيين بخلاف قطاع أهلى عريض قدم نفس الخدمات ( مستشفى سرطان الأطفال مثلاً ) ... من هنا لا يجب أن نختص الإسلاميين بهذا الدور... وهو ليس سبب مباشر لنجاحهم المماثل للحزب الوطنى ... الملعوب جاء باللعب على وتر العقيدة ... هم ظهروا للناس على أنهم مناديب الله على الأرض


2 - بعض الإختلاف ... إستكمال
عادل الليثى ( 2012 / 1 / 10 - 14:28 )
... والوعد الأسطورى بجنات عدن فى الأخرة وبطبيعة المصرى المتدين ... ساعدهم على ذلك الدعم المادى الوهابى فأصبح كل شئ يسبح لله ويحمده حتى -الأسانسيرات - واصبحوا يطلون علينا من كل نافذه ويثورون ويهاجمون كل شئ ضدهم بدأ من لعب الأطفال والكتب والكتاب والإعلام المرئى والمسموع حتى المنتجات المصرية والخدمات والمدارس صنفوها ( لا يصح أن تكون مسلم وتحمل موبايل بخط موبينيل لأن صاحب الشركة مسيحى ) .. أو يتعلم إبنك فى مدرسة ليس بها تحفيظ قرأن ..وسلوك الناس فى الشارع منهجوه لصالحهم .. كيف لا تصوم كل إسبوع أو طفلتك غير محجبه .. كل محلات مصر تبدأ يومها وتنهيه بمحطة تقرأ القرأن بصوت مرتفع ولا يسمعه أحد ... فأصبح إتباعهم أمر سهل لا يتطلب أى معاناة أو مجهود ... فلا حاجة للمعرفة ولا للنقد ولا للتسامح ... فقط تحتاج للجهل وهو متوفر ... وهنا لابد أن نلوم أنفسنا لا نثنى على نجاحهم ................. تقبل تحياتى


3 - شكرا لمرورك
د.أبو الحسن سلام ( 2012 / 1 / 15 - 13:45 )
أظننا نتكامل في تحليل الواقع .
تحياتي

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah