الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العربية: من الحيز الخاص الى العام

أسماء صباح

2012 / 1 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لا يخفى على أحد مشاركة المرأة العربية بشكل كبير في تظاهرات الربيع العربي التي أدت الى سقوط الانظمة، لكن كيف عوملت المرأة بعد نجاح الثورات في الاطاحة بالدكتاتورية؟ ولماذا تم قمعها بقسوة عندما حاولت المطالبة بحقوقها كمواطنة متساوية في الحقوق والواجبات مع الرجل؟
بينما كانت المرأة مرحبا بها ابان التظاهرات وما قبل سقوط الطغاة، وتم تشجيعها للخروج من الحيز الخاص (بيتها) الى الحيز العام(الميادين والشوارع) لتهتف كالرجال بسقوط النظام، في تلكم الايام اخترقت المرأة ما يسمى بالمحظور اجتماعيا من خلال اعتصامها مع الرجل في الشوراع ليل نهار، في تلك الفترة كان الاختلاط مسموحا لماذا؟ ولمذا سمح للمرأة في تلك الظروف بالذات بالخروج من الحيز الخاص الى العام؟
لقد كانت ظروف الثوار العرب في بداية الربيع العربي شديدة السوء، لانهم كانوا يواجهون سلطة معروف عنها شراستها في التعامل مع أي نوع من انواع حرية الرأي، فكيف ان كانت هذه الحرية تدعو الى اسقاط نظام ظالم بأكمله؟ وكان الثوار يتوقعون مجازر مخيفة، ومن باب تكثير السواد سمح للمرأة بالمشاركة والاعتصام مع اقرانها الذكور، هذا بالرغم من عدم موافقة اهالي الفتيات على مشاركتهن في النشاطات السياسية التي لا تلائم الفتيات اولا وثانيا لانها قد تسفر على دخولهن السجن وهذا ما لا يحتمله المجتمع (فتاة معتقلة على خلفية نشاط سياسي).
تم تشجيع المرأة وقبول مشاركتها في الانتفاض لازالة الظلم عن الجميع، وبانتهاء دورها وسقوط الانظمة اراد لها الرجال العودة الى منزلها بعد ان ادت وظيفتها، الا ان النساء ابين ان يعدن خاويات الوفاض، فقد انتفضن من اجل ازالة الظلم عن المجتمع بشكل عام وعن انفسهن بشكل خاص، لقد اردن تحطيم منظومة كاملة بسقوط رأس السلطة.
ولم تفاجأ النساء في رد الفعل العنيف الذي لاقته من بعض الثوار وباقي الانظمة المخلوعة، لانهن كن يعرفن انهن سيدفعن الثمن في حال اردن البقاء في الحيز العام ورفضن الرجوع للحيز الخاص.
وعندما لا تقتل المرأة، كما يقتل الرجل في المظاهرات، بل تضرب وتشتم ويتم التحرش بها واغتصابها وسحلها الى حين ظهور جسدها في مجتمع يعتبر كل شبر من جسد المراة عورة، بذلك فأنها تقتل مرتان ليس كزميلها في النضال والذي يقتل مرة واحدة.
ففي أول تعليق قد نسمعه من اب تعرضت ابنته للسحل او الضرب والتحرش "لو انها ماتت كان احسن" لان موت المرأة الجسدي مختلف عن موتها الاخر "انتهاك شرفها"، فالشرف مرتبط ارتباط وثيق بالحياة او الموت المعنوي للمرأة، فكيف ستواجه امرأة تعرضت لعملية الكشف على عذريتها مجتمع ذكوريا يرى في المرأة فقط "غشاء بكارتها" فهو رمز العفة والطهر والحياة، وخسارته سواء ماديا او معنويا "خسارة الشرف" تعني موت المرأة واهلها، لان المجتمع العربي يربط شرف المرأة بشرف الاخ والاب وكل العائلة.
لقد ارادت "الذكورة المتمثلة برأس هرم السلطة" تلقين المرأة درسا لن تنساه طوال عمرها، درس يتعلق بالشرف وهو الذي "كعود الكبريت" في امثال المجتمع العربي، واذا خسرته المرأة لن تستعيده ابدا، ولن يغفر لها المجتمع خسارته لانها كانت تدافع عن قضية، بل على العكس سيطلب منها ان تجلس في بيتها وستأتيها القضة لعندها، فهناك من الرجال من يستطيع القتال لأجلها.
وهنا يتوجب على المراة ان تدرك حجم مسؤوليتها في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الدول العربية، من اعادة هيكلة للدستور والقوانين، وتغيير الانظمة، فان لم تقف الان وتطالب بتبني حقوقها في الدساتير القادمة فمتى ستقف؟ وان تم تجاهلها بعد هذا الجهد والنضال الطويل الذي قدمته، في الثورة وقبلها ايام الانظمة المخلوعة، فمتى ستقف لتأخذ حقها؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء يسلط الضوء على رعاية الناجيات من العنف في إطار الأزمات


.. ممثلة منظمة إيد منى كيديري




.. الباحثة في السياسة العامة لمياء مجاهد


.. ممثلة منظمة التحالف من أجل التضامن انتونيا كاريون




.. ممثلة جمعية تاماغارت نوردرار سميرة الرحيوي