الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يصبح النور: ظلاماً!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2012 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرأت تصريحاً خطيراً للسلفي الدكتور طلعت زهران، أخطر ما فيه، قوله: ان تزوير الانتخابات واجب شرعي!
المدهش في هذا الرجل، الذي يعتبر أن الآخر، الذي يدين بغير دينه: كافر..، قد أختار – دون أن يدري - أسوأ الكافرين، لأنه يوجد في الكافرين – ان سايرنا اعتقاده في هذا الوصف -، كثير من الصالحين!
لقد اختار لنا من أفسد في العقول نُبل السعي نحو الهدف: "نيقولا مكيافيللي"، الذي كان مجرد موظف حكومي بسيط، ولكن باستخدام مبدأه: "الغاية تبرر الوسيلة"، وصل لمرتبة السكرتير الأول لحكومة فلورنسا؛ لنسير على شريعته الوضيعة!
لقد جعل نفسه نبياً كاذباً على حياتنا، وتكلم ظلمة في النور، النور الوقور، الذي اختاره شعاراً له؛ ليقودنا – بصمتنا – إلى نهاية الطريق المدمر؛ لأننا قررنا أن نعيش معه في ظل الأفتراض الخاطيء بأنه هو وحده يعرف الحق، كل الحق، ويمتلكه!
فعندما تكلم، توقف المجتمع عن مراجعته، وكأن الجميع قد تسارعوا إلى حمل لقب: "ابوالهول"، ممثل الصمت في العالم!
لم يقل له أحد: كونك سلفياً، فأنت ملزم بالاخذ بالحديث، الذي تفوه به ذلك الذي تدين أنت برسالته، والذي يقول: "ان الله طيب لا يقبل إلا طيباً"!
لم يقل له أحد: لا تحاول أن تدنس الأشياء المقدسة؛ لأنه لا يمكن أن تكون الشرائع السماوية أقل اخلاقية من الشرائع الوضعية، التي تعتبر أن الغايات السامية، أعظم واسمى من أن نصل إليها بوسائل دنيئة!
لم يقل له أحد: ماقاله السيد المسيح لمن جايلهم، وعاشرهم: "ان كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون؟"!
،...،...،...
مشكلتنا أننا نتقبل مثل هذه الفتاوي، من الذين يخترعون حقائقهم الخاصة، على أنها مجرد كلمات عابرة، نتبادلها قليلاً، ثم ننساها.. مع انها تحاول أن تحطم احترامنا لذاتنا، وتحاول حرماننا من الاعتزاز بالقيم النبيلة التي انجزناها بإخلاص.. ومع انها تفتح ملفاً أسوداً يصعب غلقه، وتجعل عقلنا – لو فكرنا قليلاً – يقفز من كارثة إلى أخرى!
ومشكلتنا أيضاً، أن ولعنا بالنور، ينسينا: أن هناك نور يضئ لنا؛ لنرى ما يطيبنا، ويسرنا.. ونور آخر يضيء لنا؛ لنرى ما يسوءنا، ويبعث فينا اليأس من البصر، والبصيرة!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طيب لا يقبل الا طيب
شاهر الشرقاوى ( 2012 / 1 / 11 - 16:57 )
الله طيب لا يقبل الا طيبا

وعندما سئل رسول الله عن امرأة زنت لتتصدق بالمال الذى تحصل عليه من الزنا
قال
يا ليتها ما زنت ولا تصدقت


2 - الملفات المغلقة
جرجس نظير ( 2012 / 1 / 17 - 22:00 )
كعادتك دائما يا استاذ عادل تفتح الملفات شديدة الحساسية قواك الله واعانك

اخر الافلام

.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء مجهولين على مسلم خرج من المسجد ف


.. المحامي ثروت الخرباوي يكشف أسرار الإخوان المسلمين بالأدلة




.. 145-An-Nisa


.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال




.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟