الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياسمين ((ضحية الفصل العشائري))

منى حسين

2012 / 1 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ياسمين فتاة تبلغ من العمر ثلاث وعشرين عاما بيضاء البشرة جميلة رشيقة القوام (هزيلة) ألتقيتها قبل ما يقارب الشهرين في أحد المحاكم العراقية، كانت متهمة بالخيانة الزوجية، لكن الحقيقة كانت قصتها غريبة، حيث أجبرت ياسمين على ترك دراستها وهي في المرحلة ماقبل الأخيرة لأنهاء مرحلة الأعدادية، اي في الصف الخامس الأعدادي، لتتزوج من أحد أقربائها (أبن خالتها) نزولا عند رغبة ابيها، وكانت المفاجأة وتحديدا في ليلة زفافها حيث صرح لها زوجها بأنه عاجر جنسيا وأطلعها على تحاليل طبية تؤكد عجزه الجنسي التام، لكنه ظل يترجى ويتوسلها أن تكتم الموضوع حفاظا على سمعته كذكر داخل مجتمع الذكورية، ووافقت ياسمين لأنها برئية ولم تقدر عواقب تلك الأمور، وبعد مرور اقل من سنة وجدت نفسها متهمة بجريمة الخيانة الزوجية من قبل زوجها الفاشل جنسيا، هنا أنتفضت ياسمين منتقمة لوضعها وتقدمت للمحكمة بطلب الأنفصال عن طريق محامي أوكلت له قضيتها، وقد طلب المحامي من هيئة المحكمة عرضها على لجنة طبية للتأكد من كونها لازالت عذراء، وكذلك عرض زوجها على لجنة طيبة لدعم أدعائها، وقد جائت نتائح الفحوصات الطبية لتؤكد عذرية ياسمين وصحة أدعائها حول عجر زوجها الجنسي التام. الى هنا حصلت ياسمين على حريتها حيث منحها القاضي ورقة الطلاق، وطوت ياسمين صفحة الم مريرة عانت من ويلاتها ماعانت، عادت ياسمين الى بيت ابيها هذه المرة عذراء مطلقة يملؤها الحزن والخراب، أرادت ترتيب نفسها وحياتها من جديد، طلبت من ابيها ان تعود الى دراستها لكن الأب المتشدد رفض منحها حق الحياة وأثبات وجودها وللمرة الثانية.
بقيت على أتصال مع ياسمين وقبل ايام قليلة أتصلت بي وقالت أن عائلتها تعرضت الى مشكلة تسبب فيها أخيها، وهذا الأمر حسم عن طريق جلسة عشائرية حيث وجب على أبيها دفع دية (فصل عشائري) للعائلة المتضررة بسبب أخيها، وكان الحكم العشائري يقتضي أن يدفع أبيها أما مبلغ من المال تم تحديده أو أمراة من نساء العائلة كتعويض عن الضرر الناتج عن المشكلة. ونتيجة للوضع المادي الغير جيد لأبيها وأنقاذا لأستهتار أخيها الذكر قرر أبوها أن يدفع بها كتعويض (فصلية) لحل المشكلة.
هذا النوع من التعسف والذي يطلق عليه فصلية هو مرحلة أبشع من العبودية فالمرأة في هذه الحالة يتم أمتلاكها بشكل تام من قبل العائلة التي حصلت عليها كدية، حيث يتم سلبها كرامتها وانسانيتها ووجودها بالكامل، تعيش بقية حياتها ذليلة رخيصة لا توجد لها أي قيمة أجتماعية او أنسانية لانها أتت حلا بائسا لمشكلة عشائرية، وبالمقابل ستدفع ياسمين الثمن بسلسلة أنتقامات من كرامتها ووجودها من قبل العائلة التي أمتلكتها، لان تلك العائلة ستنتقم منها يوميا بإذلالها واهانتها، تخيلوا اي حياة هذه ستكون لياسمين وامثالها مع انها ليس لها يد في هذه المشكلة سوى انها ملك لأبيها ولعائلتها، وهي نفس العائلة التي بتت في قرار تركها للدراسة وتزويجها ثم منحها كدية لحل مشكلة عشائرية ارتكبها الذكر. اين القوانين التي تحمي قضية ياسمين وامثالها من بناتنا ونسائنا، متى تطوي القوانين ملفات العشائر التي تهين النساء وتذلها لتؤدي بها في النهاية أما الى اليأس والإذلال أو الإنتحار أو الهرب. وجميعها حلول فيها خسائر فادحة ونهايات مؤلمة ومهينة.
ياسمين الأن في حالة نفسية صعبة أنها في حالة انهيار تام وليس أمامها من خيار سوى أما أن تعيش بقية حياتها مهانة وذليلة مع عائلة ستأخذها كدية لما يسمونه (فصلية). وأما أن تهرب من ابيها وعشيرتها وأهلها أو أن تنتحر وجميع الخيارات تلك فيها نهاية لها ولأنسانيتها.
ماذا تفعل ياسمين الأن؟؟؟ وملايين من النساء امثالها الى متى تبقى هذه المجتمعات تحمي الذكور وتدافع عنها الى متى تبقى قوانين هذه المجتمعات صماء وعمياء أمام قضية المرأة الى متى تبقى مذابح التخلف العشائري تذبح بناتنا في وضح النهار وبشكل علني وقبيح.
عزائي لكي يا ياسمين ولكل شابة مصوب على حياتها سهم الذبل والسم، لأن حياتها بيد أبيها وأخيها، بيد ولي الأمر القاسي المتعسف الذي يدفع بها ثمن لحماية أخيها الذكر أو حماية نفسه عند أرتكابهم جريمة اجتماعية.
ملاحظة: أحتفظ بالأسماء والأماكن والعناوين.
ياسمين الأن بحاجة الى حل ودعم وسند أنساني لأنقاذ حياتها.

الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلم قلمك قلم التحرر
فؤاده العراقيه ( 2012 / 1 / 13 - 09:23 )
رائع ما تخوضين به اختي وزميلتي
مسألة العشائر تناسبها طردي مع التخلف ومشكلة النساء بانها قانعه بالتهميش وفكرها استكان وخضع فيحتاج المزيد والمزيد من التوعيه لهن ,وهذه مسؤليه كبيره تقع على عاتقي وعاتقك
استمري عزيزتي بكشف ما يحاولون ستره وخصوصا هكذا قصص من واقعنا , وتحياتي ومحبتي لك


2 - لنشكل معا جبهة للنساء المتحررات
منى حسين ( 2012 / 1 / 13 - 11:57 )
زميلتي وعزيزتي الرائعة فؤادة العراقية
أدعوك لنشكل معا أنا وأنت وجميع النساء جبهة للنساء المتحررات نتصدى فيها لكل أشكال الظلم والتعسف بحقنا ونفضح كل القوى التي تقف وراء تهميشنا من الراسمالية الى الأديان والقبلية. لن ننتظر أن يتصدقوا علينا ويمنحونا بعض حقوقنا وفقا لمنهاجهم الذكوري المتعصب. باصرارنا وتماسكنا وتنظيمنا سنسترد كل حقوقنا المستلبة ارادتنا هي الحل.
ممكن ان نتواصل اكثر واوسع
اكرر تحياتي واكرر اعتزازي


3 - هن فرحات بوضعهن المزري
عشتروت ( 2012 / 1 / 13 - 12:54 )
قبل يومين كنت اتناقش مع فتيات عشرينيات عن عدم صحة مقولة المرأة ناقصة عقل فجوبهت بردود عجيبة غريبة واحدة تقول ان هذه المقولة قالها الامام علي وهو لا يخطأ ابدآ ويقصد ان المرأة تغلبها العاطفة لذلك هي لاتنفع في اي موقع قيادي ولذلك العصمة صارت بيد الرجل لو كانت بيدها لتخرب بيتها واخرى تقول القرآن انصف المرأة بجعل الرجال قوامون عليها وثالثة تقول انها لاتؤمن اصلا بمساواة المرأة بالرجل وسلسلة من الكلام الفارغ فاستنتجت ان نساءنا راضيات جدا بوضعهن وحسيت باليأس منهن والمرأة التي تحاول الدفاع عن حقوقهن المسلوبة تصبح عدوتهن اللدودة


4 - لن نستسلم لثقافة خاطئة
منى حسين ( 2012 / 1 / 13 - 14:28 )
السيدة عشتروت تحية طيبة
هذا ما نجح به رجال التأخر والتخلف وهو أرضاع وأطعام المراة فكريا ثقافة أنها الأدنى وهي ماتزال في رحم امها، من اول لحظات كشف السونار ومعرفة المرأة الحامل انها تحمل انثى تنكسر روحها وتستحي منها وتحاول أن تخفي الخبر عن زوجها، أنها ستضع أنثى. علينا ان نقاتل من أجل ألغاء وأسكات ثقافة الهمجية التي يلقنوننا أياها طوال الوقت والتي تصب في مصلحة ادامة سلطة المجتمع الذكوري وعلى حسابنا وحساب بناتنا.
أكرر تحياتي


5 - تحية حب
فؤاده العراقيه ( 2012 / 1 / 13 - 16:43 )
عزيزتي ياسمين بعثت لك قبل ايام رساله عبر راسلوا الكاتب لا اعلم ان كانت وصلتك ام لا وكان طلبي للتواصل معك اكثر ويسعدني ذلك
بعد ان قرأت تعليق عشتروت تذكرت قبل يومين زارتني صديقات لي وأردت ان احرك عقولهن التي جمدها لهن مجتمعنا فطلبت منهن ان يقرأوا مقالي في الحوار عن الحجاب باسم فؤاده قاسم وبعد ان انتهوا من قرائته شاهدت علامات التحفز عليهن علما بان واحده محجبه والاخرى تضع الحجاب تماشيا مع الوضع وخوفا,بعد نقاش مشحون وارتفعت الاصوات واحده منهن سكتت ولم تنبس ببنت شفه اما الاخرى فاستمرت بحماسها ودفاعها وقالت بأن الحجاب لا يعيق الحركه لنا فأجبتها بانه يعيق من خلال الاحساس باننا مقيدات به ولا من سبب مقنع له لماذا نغطي الشعر ؟, فأجابت بأنه يمنع شهوة الرجل اجبتها لماذا خلق الله هذه الشهوه لهم وعاقبنا بالحجاب فقالت هذه طبيعه ليس لنا ان نناقش !!! فلا نقاش لديهم ولا هم يحزنزن المهم تطبيق تعاليم دون تفكير وانتهينا بصمتهم المطبق


6 - المبدعة منى حسين
شمخي جبر ( 2012 / 1 / 13 - 17:10 )
الكاتبة المبدعة منى حسين
تحية لك زميلتي العزيزة
صوت نسائي جديد ينضم الى مسيرة القلم النسوي الذي يكافح من اجل قضية المرأة
لمواجة المجتمع الذكوري وثقافته المتخلفة التي مازالت تتعامل مع المرأة كبضاعة
مازالت تختزن كل مامن شأنه اذلال وهدر كرامة الام والزوجة والحبيبة
سيسرد لنا قلمك البارع قصص اخرى للعنف الاسري والمجتمعي والقانوني الذي تتعرض له المرأة
خالص تحياتي واعتزازي

شمخي جبر
ناشط واعلامي


7 - قضية تستحق التصدي
ياسر كاظم المعموري ( 2012 / 1 / 13 - 17:50 )
تحية طيبة للأخت منى حسين معك في التصدي لكل هذه الاعمال المجحفة بحق المرأة بل يجب ان يصل هذا الصوت الى قبة البرلمان والمطالبة بسن قانون يمنع التعامل بهذه الغطرسة مع النصف الثاني للرجل


8 - صوت نسائي يتصدى
شمخي جبر ( 2012 / 1 / 13 - 18:28 )
منى حسين
صوت مجلجل يتصدى للتخلف والقيم العشائرية البالية


9 - تحياتي
منى حسين ( 2012 / 1 / 13 - 20:00 )
الأستاذ والزميل شمخي جبر
تحياتي وأعتزازي
أشكر لك كلماتك الرائعة والتي ستكون دافعا يحفزني نحو الأبداع
أكرر تحياتي


10 - تحياتي
منى حسين ( 2012 / 1 / 13 - 20:12 )
الأخ ياسرالمعموري
تحيةطيبة
نعم علينا أن نوصل صوتنا الى كل المستويات من أجل أنهاء الظلم والتعسف بحق جميع النساء،
أكرر تحياتي


11 - تمنيتك متت حته بضميري اتعيش
نورس بلبل ( 2012 / 2 / 1 - 17:54 )
تمنيتك متت حته بضميري اتعيش
مو عايش وشوفك ميت اكبالي

ما اريد اكلك احبك حيل
خاف الحيل يخلص وأفشل وياك

اسوالف والعتب وياك شيفيد
عمر خلصته يمك بس سوالف

اخر الافلام

.. أغنية خاف عليي


.. مخرجة عراقية توثق معاناة النساء في عملهن بمعامل الطابوق




.. بعملهن في المجالات المختلفة تحققن اكتفائهن الذاتي


.. سناء طافش فتاة فلسطينية شهدت العديد من الحروب




.. سندس صالح، إحدى المتدربات في مركز الإيواء