الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى رفيقي العزيز شه مال ـ بمناسبة أربعينية الشهيد سعدون ـ رساله أفتراضيه

هادي الخزاعي

2005 / 1 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


رفيقي العزيز شه مال... بعد أن استقر بي المطاف ها هنا في هذه الروضة الجميلة الهادئة التي أأتلفتها بسرعة البرق، لم أشعر وأنا مسحور بالألوان وبالوجوه القمرية وبالقطوف التي أُحِبْ ،أقول.. لم أشعر بالغربة !! وأن تسألني لماذا؟! أقول وبملىء فمي .. لأنها في أجزاء كثيرة منها تشبه العراق الذي كنت أحلم.
معذرة شه مالي الوفي الذي يسكنني ويجتاحني مع كل الطيبين اصحاب الضمائر، أن تأخرت في الردود على رسائلكم التي غمرتني بذلك الوفاء النبيل، فجعلتني أقرب أليكم من ذي قبل.
وحتى أزيح عنكم الكدر والدموع وغمام الحزن، فأن أبتسامتي التي كانت تغمرني، لا زالت تغمرني، وبذلك الصدق والأمل الذي تعرفون.
أدرك أن رسالتك ورسائل الآخرين المودعة، لم تكن غاوية للحزن ولا عيونكم مسكونة بالدموع ولا قلوبكم واحة للهموم، لأنني قرأتكم من خلل سطورها المتناسلة، تلك القراءة اليقينية التي تشبه قراءاتي الأولى وانا أتسلق الحروف في مكتبة ابي، لأذرع على أيقاعاتها المثقلة بالأنين خواء الطرقات المتربة التي تعج بالفقراء، فأكتشف ارضية خياراتي اللاحقة التي شكلتني على هيئة ما ضمنتها تلك الرسائل العجيبة عني. وكنت كلما قرات واحدة من تلك المراسيل الموشحة بالرثاء الذي يشبه اللارثاء، أعجب اني كنت بتلك الهالة من ود الأخرين، وباني كنت كالسراج ، رغم اني لو خيرت لتوصيفي، لفضلت أن يقال عني بأني كنت أشبه بزيت القنديل الذي يذوب في تفاصيل الفتيل ليمنح النور للآخرين، ولا أجدني يا شمال أكثر من ذلك الزيت الذي يمنح ولا يأخذ وهوقابع في ظلمته الأبدية ليتناسل من خلاصه الضياء، فمثلي مثل آلاف البشر الذين تعودا أن يكون عطائهم بلا مقابل.
لقد غمرني وأنا في بحر الهداوة والنسيم المتخم بالأريج الذي أسبح فيه الآن، عطر محبة الخيرين السابح في رسائلهم، حتى بت لا أشم سواه رغم عبق الياسمين والشبوي وقداح اللوز والليمون وعبير البساتين ورائحة بيوت الطين التي غشتهما طفولتي وصباي في أول مشاوير المناشير السرية التي ختمت على كُليتي بأني منذور للجميع.
لم أكن أريد يا شه مال لصفحات عطائي، أن يبقى ولو بعضها، بلا نقاط أو حروف مزروعة بين السطور.. ولكن ياصاحبي يبدوا أني كنت كغيري من العراقيين، واحدا من أستحقاقات الرماح الثلاثية الرؤوس التي يحملها الموشومون بلعق الدم ودموع الثكالى من مآقيها.
وعزك يا شه مال، ما كنت أريد لأنتهي حتى تكتمل اللوحة التي حلم بها الطيبون أمثالك وهم يرسمون بفرشهم الملونة غد العراق الجديد، لولا أن المباغت والمغتال قد قطع علي حلم المساهمة مع جموع البانين لعراقنا الجديد .. عراق المحبة والتآخي، وأنت منهم.
لا أدعي بأني كنت مسحورا بالأمان يا شه مال فلم أحتطْ ، ولكني كنت متطامنا الى نيتي، لذا أهيب بكل من وهبه العراق، ولو مثقال من طلع ثماره أن يتهيب وأن يحترس، فالوطن بحاجة لكم، فليس هناك من يسطيع أن يمسع عنه أحزانه المتراكمة غير ابناءه.
ها انا أتزين وغيري ياشه مال كي يكون يوم الثلاثين من كوانين عراقنا الجديد مساحة للعيد والمحبة، فسنطل عليكم وعلى العراق حين تفتح صناديق الأقتراع غطاءاتها لتكتب أول الحروف في صفحات دستور العراقيين الدائم الجديد من أجل أن يتوقف النزيف وأن تتسع تنانير العراق لخبز أبناءه.
عامكم بالخير يرفل وللعراق المحبه.......... مع محبتي... سعدون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم