الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي: خيانة المرأة !

أسماء صباح

2012 / 1 / 13
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عندما تكون الديمقراطية وسيلة والهدف فرض الشريعة "السلفية" بالذات واشك انها اسلامية، تضيع المرأة العربية، فبعد ان قام الشاب التونسي "محمد بوعزيزي" بحرق نفسه احتجاجا على الظلم أولا وعلى "صفعة" تلقاها من شرطية "إمرأة" قامت بلاد العرب ولم تقعد.
في البدء كانت "الصفعة" والفاعل "إمرأة" والمفعول به "بوعزيزي" أي "رجل"، وهنا طبعا اود القول بأن تلك "المرأة" "الشرطية" هي أداة حكومية تتصرف وفق ما يمليه عليها اسيادها، ولو كانت صاحبة العربة "امرأة" لتعرضت لنفس المصير "اهانة من المرأة الاداة".
وبالرغم من الاداة كانت "امرأة" والمتمثلة "بالسلطة"، وجدنا ان المفعول به والفاعل بعد ذلك "بوعزيزي" قد اشعل نارا، ليس بجسده النحيل فحسب وانما بالارض العربية التي باتت تصرخ من فرط الظلم والقهر، وكانت "النساء" جمع "امرأة" وهنا لا اقصد المرأة الاداة وانما "امرأة الثورة" وهي اداة الشعب ايضا، أول المشاركات في المظاهرات العامة التي جابت البلاد التونسية طولا وعرضا.
ولكن السؤال المطروح هنا، لماذا شاركت المرأة التونسية بهذا القدر؟ ولماذا تظاهرت حتى النفس الاخير؟ رافضة أي تسوية لا تشمل على سقوط النظام برموزه؟
بالرغم من ان المرأة التونسية في عهد بن علي كانت قد حصلت على كثير من المكتسبات، ليس لسواد عينيها العربيتان الاصيلتان، وانما لغاية في نفس "بن علي"، الذي أراد ان يمسح "جوخ" ان صح التعبير و" يضحك" على الغربيين الذين كانوا يطالبونه طوال الوقت باصلاحات وباحترام حقوق الانسان، فوجد باب "المرأة" وتمسك به، فراح يسن القوانين والتشريعات ويعطيها من "فضله" ان صح لنا التعبير أيضا.
الا ان المرأة كغيرها من الشعب، كانت مقهورة سياسيا، واجتماعيا واقتصاديا، فكانت فقيرة وكثير من العائلات تفككت بسبب عوامل عدة ترجع جذورها الى الاضطهاد وما يتبعه من اثر على المجتمعات، فألقت هذه المرأة بتلك التي أسماها نظام بن علي "مكتسبات" في عرض البحر من اجل ان تحصل على الاحترام كـ"إنسان" لا كـ"امرأة" لأن الاولى ان ينظر اليها كإنسان ثم يخصص بعد ذلك.
وهنا انقلب الكذب على الكاذب "بن علي" الذي ادعى انه اصلح البلاد، وانه في طريقه ليعطي الحقوق للعباد، فقررت النساء المطالبة بحقوق "الانسان" أولا، ثم منها الى حقوق "النسوان" ان صحت هذه الكلمة، فمن ضمن الانسان هناك مجموعة تدعى "النسوان".
الا ان المرأة وبعد مشاركة عميقة لايام متتالية، شتمت وضربت وانتهك عرضها في بعض الاحيان، تفاجأت بان الذي حصل بعد الثورة لم يكن الغاية، فالنتائج ليست هي المرجوة، فقد صعد التيار الاسلامي الذي لم يكن اصلا البادئ في الثورة او حتى فكر فيها، فكان بعضهم منفيا في الخارج، والبعض الاخر كان يجامل النظام، والثالث كان يرتعد خوفا من السجون المظلمات.
لكنهم عندما سنحت لهم الفرصة ومالت كفة الثورة، انتشروا وراحوا يروجون لانفسهم وكانهم الاكثر أهلية للانتقال بالبلاد من عصر "الاستعباد" الى عصر الحرية، لكننا لا نعرف عن أي حرية يتحدثون.
انا شخصيا لست ضد ان يستلم الحكم من فاز بصندوق الاقتراع، وهو الذي ارتضاه الناس الفيصل في هذه القضية، ولكن العيب كل العيب ان يتم تضليل الناس، وان يبيع الاسلاميون صكوك الغفران للناس الجهلة والطيبين والمغيبين، فلا اعلام يرشدهم ولا معرفة تسعفهم.
لقد اتخذ الاسلاميون "الديمقراطية" كوسيلة من اجل استلام الحكم، على الرغم من ان بعضهم كان يحرمها كسلفيو مصر مثلا، الا انها كانت بالنسبة لهم "باطلا" يراد به "حق" هذا يعني الوصول الى غايتهم، وفرض شريعتهم وليس شريعة الله التي تتسع دوما للاخر، فالله لم يطلب منا ان ننتهك حقوق الاقلية في أوطاننا وأوطانهم أيضا.
ومن هنا تمت "خيانة" المرأة، ويسعني القول بان الخيانة ايضا اتسعت لتصل الى "الثوار" انفسهم، والنخبة المثقفة، التي كانت تحلم بحرية تستطيع من خلالها ان ترتقي بكل اشكال العلم والمعرفة، لكن نتائج الثورات للان مخيبة للامال بشكل عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نفس الحاله فی ایران
کریم عباس علی ( 2012 / 1 / 14 - 11:17 )
نفس الحاله حدثت فی ایران حیث قام الوطنیین والیساریین واللیبرالیین بمشارکه فعاله بانتصار الثوره ثم اصبحوا هم الضحیه والان الذی سلم منهم یعیش خارج ایران

اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية