الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة الإعلام الرجعي ... والمناسبات الدينية في العراق .

نضال سعيد

2012 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحية طيبة أيها الأحبة :

من المعلوم أن الإعلام وأجهزتها بكافة صنوفها خدمت الحضارة الإنسانية ونشرت الوعي والثقافة وأوصلت الصوت والصورة إلى الأصقاع البعيدة .. ولكن هل الإعلام كانت آلة لنشر الثقافة التقدمية والوعي الإنساني والبناء دائمـــــــــــــاَ ؟؟

مع شديد الأسف ( لا ) طبعاً أتحدث عن الإعلام ( العربوإسلاماوي ) وتحديداً الإعلام العراقي ، في العراق الجديد كما يحلو للبعض تسميتها وبعد سقوط النظام السابق في نيسان 2003 فُسح المجال للإعلام الحُر وبدأت الأحزاب والجهات السياسية والدينية بتأسيس الفضائيات والإذاعات والصحف بدون أدنى رقابة تُذكر ! ، ولعل أبرز الجهات المُستفيدة من حرية الإعلام كانت ( الأحزاب الدينية السياسية ) ففي فترة وجيزة ظهرت عشرات القنوات الفضائية والمحلية والإذاعات وكلها تابعة للأحزاب أو للأشخاص وأمسى العراقيون يسمون تلك القنوات بأسماء مؤسسيها أحزاباً كانوا أو أشخاصاً ..!! وعلى سبيل المثال ( قناة آفاق = نوري المالكي ) و ( قناة فرات = المجلس الأعلى الإسلامي ) و ( قناة بغداد = الحزب الإسلامي العراقي ) و ( قناة الحرية = جلال الطالباني ) وووالخ ، على العموم لسنا ضد حرية الإعلام ولكن للحرية قوانين ومفاهيم ومواثيق وإلا لا تُسمى حرية بل - وكما الحال في العراق - تُسمى بـ ( الفلاتان ) نعم هذا حال الإعلام في عراق اليوم حيث الفلاتان وعدم المُراقبة والمُحاسبة .

اليوم تَـمـرُ - وكما تعلمون - ذكرى مناسبة مرور أربعين يوم على مقتل ( الحسين بن علي بن أبي طالب ) قبل 1370 سنة مضت !! حيث الواقعة الشهيرة ( الطف ) ، طبعاً الإعلام العراقي الجديد والحر !! له موقف مُشرف في إحياء مثل هذه المُناسبات العظيمة وكيف لا وهم يستذكرون رجلاً عظيماً فاد البشرية حيث قُتل دفاعاً عن ( الكُرسي ) المسلوب منه وهذا ما يهم الإعلام الديني المُسيس في العراق الجديد !!! لأنهم ينتهجون نفس المنهج الحُسيني الذي عَرّضَ أهلهُ وأصحابهُ للموت في سبيل المنصب والكُرسي ..!!

عشرات الفضائيات والإذاعات تنقل وثبث (( كــرنفالات )) اللطم والنحيب والصراخ والعويل والمشاهد المُقززة من ضرب الرؤوس بالسيوف والحراب والمشيُ لعشرات الكيلومترات والركض بلا هوادة .. وكأننا نعيش في العصور ؟؟ - عفوا لا أستطيع أن أنسب هذا العمل لأي عصر من العصور لإنها لم تحدث قبلاً ..!!! - على العموم ثمة جهل ولعنة قابعين في بلادنا ..!! والمُتابع يرى ذلك جلياً .

ماذا تُقدم تلك الطقوس الدوغمائية للشعب العراقي الذي يرزح تحت وطاة الإرهاب والفقر والجوع والبطالة والحرمان من أبسط مقومات الحياة ولا سيما الكهرباء .؟؟

الجواب لا شــــــــــــــــــــي ..!! ســـوى التأخر والطائفية والإحتقان الشعبي وكُلٌ يتحامل على الأخر وينتظر الفرصة المناسبة ليفجر نفسه في أقرب تجمع مُعادي ..!!

هل هذا هو الحل ؟
هل هذا هو العراق الجديد ؟
هل هذا هو ما خاطرنا بحياتنا من أجله وذهبنا للننتخب ؟
هل هذا العمل يوفر الطاقة الكهربائية للشعب ؟
هل هذا العمل يوفر الأمان للشعب الخائف ؟
هل هذه الطقوس تزيد من شعبية العراق بين الدول والامم الاخرى ؟
هل هذه الطقوس تبني وتعُمر الخراب الحاصل في البلد ؟
هل هل هل هل هل هل .... !!؟؟

وأسفي على الملايين من البشر المُغيبين والمُنقادين وراء الدجالين من الإسلاماويين الذين عاثوا في البلاد فساداً ودماراً .

النتائج العظيمة لتلك الطقوس البهلوانية هي كالآتي :

1- تعطيل وشلّ مؤسسات الدولة بكل مرافقها .
2- إدخال الإجهزة الإمنية في حالة إنذار وتأهب .
3- إنفاق المليارات من الدنانير في تأمين إحتياجات تلك الطقوس .
4- زيادة الأحتقان الطائفي بين أطياف الشعب وتجديد الكره والعداوه .
5- الحطّ والنيل من سمعة العراق بين بقية الشعوب الأمم بتلك الطقوس المُشينة والرجعية .
6- تلويث البيئة برمي مخلفات المأكولات والمشروبات وغيرها ولا سيما أن الوافدين بالملايين .
7- النيل من أفكار وطموحات شبابنا وشاباتنا وسوقِهم إلى إيديولوجية جامدة غابرة .

وأخيراً قد يسأل سائل مادخل الإعلام بتلك الطقوس ولا سيما أنها أقدم من الإعلام ووسائلها ؟

نقول له : نعم فالطقوس قديمة ومن المؤكد أنها أقدم من الإعلام والحداثة ولكن .. وكما تعلمون أن الإعلام جَنّدَ وحفز وأوصل تلك الطقوس والممارسات إلى أبسط وأبعد البيوت العراقية وكما نعلم بأن الفرد العراقي وبغالبيته غير مُثقف وغير مُؤهل للتمييز والفرز بين كل تلك المواد التي تُبث وبالتالي يقع فريسة لبراثنها وهذا هو الحال كما تروونها اليوم ..!!

على العموم ... ثمة موجة من الجهل ... في بلاد العجائب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي لك عزيزي نضال
شامل عبد العزيز ( 2012 / 1 / 14 - 16:11 )
مقال تستحق عليه الإعدام من قبل أنصار العراق الجديد
للأسف عزيزي كان الانتظار بعد طول معاناة أكثر صعوبة من المعاناة السابقة
هذه الفوضى مضى عليها 9 سنوات والضحية هي المواطن المسكين
هم يستغلون جهل العوام من أجل الاستمرار
هذه هي مهمة الحكام بالنحالف مع هؤلاء الذين يسمونهم رجال الدين
إذا لم يكن هناك تيار علماني مناهض لهم يقدم التضحياات في سبيل نشر الوعي سوف يطول الأمر
شكراً ودمت بخير


2 - مشكلتنا ليست مع الحكام والمتاجرين بالدين !!
نضال سعيد ( 2012 / 1 / 14 - 17:14 )
شكراً عزيزي أستاذ ( شـــامل ) شكراً على مرورك ..

في الحقيقة المشكلة تكمن في الفرد العراقي وليس في من يسمون برجال الدين او الحكام أو السياسين المشكلة في السواد الأعظم من المُغيبين هؤلاء هم عجلة التخلف لا يوجد أي حل لهؤلاء ..!!
.
تحياتي ...


3 - دعــــوها فــــأنها نتنــــة
حبيب مشتاق ( 2012 / 1 / 14 - 17:28 )
الاستاذ الرائع نضال وجميع القراء الاعزاء لكم مني احلى تحية .. وبعد
مقالك سيدي نابع من صميم معاناتك وواضح ذلك من تشنجك الزائد جدا .. وفعلا انا ؤيدك شخصيا في كثير من الامور التي ذكرتها وخاصة حساباتك في الربح والخسارة من جراء هذه الشعائر وازيدك من الشعر بيت انه في كربلاء - المقدسة - خرج بعض الطلاب وبعض من الهيئات التدريسية بشبه مظاهرة سلمية يطلبون فيها تقليل العطل الدينية والتي تؤثر سلبا على المدارس والدوائر الحكومية حيث ذكر احد الطلبة المتميزين انه هذه المناسبات تمتد على مدار السنة وبشكل متقطع حيث انه هناك لديهم اربعة عشر معصوما يحتفلون بولاداتهم ووفياتهم وكل هذه تعتبر عطل لديهم - واحسبها انت بعد - كما يقال بالعراقي ، ولكن اقولها لكم دعوهم فانهم عطاشى لهذه الشعائر واعطوهم كم سنة فقط وانا اقول لكم بان هذه الشعائر ستندثر مع الايام مع علمنا ان كل ممنوع مرغوب ولو كان الراحل صدام حسين لم ينهى الناس عن ممارستها لكنت اليوم لن تجد احدا يلطم او يحتفل بهذه المناسبات
وتفبلوا فائق تقديري واحترامي


4 - إلى الأستاذ حبيب مشتاق
نضال سعيد ( 2012 / 1 / 14 - 18:30 )
أستاذي الكريم شكراً لمرورك
في الحقيقة لستُ مُـتشـنجـاً وإن بدى ذلك في كتابتي ..عزيزي الوضع لا يحتمل بـعـد أنّ نُـجامل ونـتـدبـلـس - من الدبلوماسية - لإن الوضع العراقي يزداد تأزماً يوماً بعد يوم ، ولانرى نفقاً فضلاً عن النور في نهاية النفق ...لذا ياسيدي نحن كعلمانيين نَفذ صبرنا ولم يبقى لنا أيّ حلول سوى قلمُنا الذي نُدافع بها عن أنفسنا أمام أصحاب المُفخخات والكواتم .. عذراً سيدي - لو كنت متشنجا كما لا حظت - ولكن لا تلومني لإن الوضع يكادُ ينفجر ... ونحن لا نُحسن غير الكتابة والثرثرة . . وأما بالنسبة لقولك بأنها مسألة وقت وسوف تندثر تلك الشعائر .. أقول لك لا ياسيدي لن تندثر بل سوف تكثر وتكثر لإنها نافعة .. وثروة ثمينة ولا سيما تستخدم للتعبئة الإنتخابية الطوباوية ... مع تحياتي لك .


5 - ماذا عسانا ان نقول ولم نرحم
كريم الدهلكي ( 2012 / 1 / 14 - 18:35 )
الاخ حبيب الذ ى تسميه الراحل وانا اقول المقبور هو سبب بلائنا وهو من قاد بحملته الايمانيه وحروبه وحصارته التي ادت الى تجهيل وتسطيح المجتمع وخنق وتدمير طبقته الوسطى والقضاء على الديمقراطيه والحضاره وقتل المدنيه وصعود ابناء الارياف والقرى وتربعهم على سدة المسووليه وهجرة كوادر البلد ومثقفيه وادبائه وشعراءه جعلت من هذا الخلف خير خلف لانذل سلف وهولاء هم الا بناء الغير شرعيين لا ب غير شرعي لهذا البلد المسكين انا لااعتب على ملايين الناس ان تزور وتندب حظهار العاثر انما هي تواسي نفسها هذ ه الجماهير وتواسي ماساتها قبل ماسة الحسين فشعبنا قد تعودت ان تهدر من سنين عمره سنوات عجاف واخرى عجاف وننتظر الفرج لا نعرف بمن وعلى من نتكاء للننتظر الفرج والفرج من القوى الخيره والوطنيه والديمقراطيه امده طويله لا سبابه المعروفه


6 - واسفاه
محمد حجازي ( 2012 / 1 / 14 - 23:39 )
تحية لك السيد سعيد : لقد وضعت يدك على جرح لايخص فقط العراق بل كل البلدان التي بها المتخلفون والرجعيون ومنهم سوريا .


7 - خروج الحسين كان من اجل العدالة والإنسانية
عقيل الساعدي ( 2012 / 1 / 15 - 14:16 )
لم يخرج الحسين من اجل الكرسي كما صور لكم التاريخ الاموي
بل خرج من اجل حريه ورقي وكرامة الشعوب

ان المشكله الحقيقية في العراق ليس قلة الثقافة لدى العوام
بل الجهل لدى المثقفين وعدم الوعي الكامل بحقيقة الانسان
فيما عدى ذلك فالظاهرة التي نرى لا تخلو من سلبيات ويجب على
العقلاء التصدي لها بموضوعية
تحياتي
عقيل الساعدي


8 - إلى السيد محمد الحجازي
نضال سعيد ( 2012 / 1 / 15 - 16:50 )
السيد محمد الحجازي شكرا على مرورك ... عزيزي وهل تحسب أننا نعاني من جرح واحد لا أبداً بل هذه إحداها وإلا فالجروح كثيرة في البلدان العربوإسلاماوية .

تحياتي


9 - السيد عقيل الساعدي
نضال سعيد ( 2012 / 1 / 15 - 17:05 )
عزيزي اهلا بك : أنت تتكلم ( بعاطفة ) دون الرجوع إلى المنطق والتحليلي العلمي مع الأسف لستَ أنت َ فقط من ينتهجون هذا المنهج العاطفي بل هنالك الملايين ... على العموم ثمة موجة دوغموطوباوية .

تحياتي

اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم