الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات الربيع العربي بحاجة لمشاريع فكرية مدنية لبناء الوطن والإنسان

جاسم الصغير

2012 / 1 / 15
المجتمع المدني


تشهد بعض دول العالم العربي أحداث ثورات سياسية متسارعة اطلق عليه
سياسيا واعلاميا بثورات الربيع العربي تمثلت في قدرة الشعوب العربية في
إسقاط بعض الأنظمة الإستبدادية الشمولية ومازالت الإحداث متواصلة
وتتسارع في دول عربية أخرى ولكن الملاحظ على هذه الأحداث التي تجري في
عدد من الدول العربية و سقوط ألأنظمة القمعية انه لايوجد مع التغيرات
السياسية مشاريع فكرية تتزامن مع التغيرات السياسية ولان من اساس اي تغير
سياسي جذري أن يرافقه وجود مشاريع فكرية فعالة لتحقيق التحول السياسي
المطلوب وهذا ماحدث مع الثورة الفرنسية والثورة الروسية وغيرهما من
الثورات التي حصلت في بقاع كثيرة من العالم التي مهدت لها مشاريع فكرية
جادة ولذلك نقول انه بغياب وجود مشاريع فكرية في التغيرات السياسية في
دول العالم العربي هل ستنجح هذه الثورات في مساعيها السياسية أم ان هذه
الثورات ستنتكس في مساراتها المستقبلية مع اننا لانتمنى بالطبع لهذه
الثورات وآمال الشعوب التي تعبت من الاستبداد الطويل والمزمن ان تنتكس او
تتراجع ولكن وكـأحداث موضوعية تجري على ارض الواقع قرأنا وسمعنا ان جميع
الاحداث التي جرت في العالم في الفترات السابقة البعيدة والقريبة مهدت
لها مجموعة من الافكار ذي المضامين التقدمية التي استطاعت تغيير كثير من
المفاهيم البالية التي كانت تسيطر على اذهان افراد المجتمع واكثرنا
كمثقفين قررأ عن جهود المفكر الفرنسي جان جاك روسو الذي لعبت جهوده
الفكرية دوررا كبيرا في ارساء قيم جديدة في المجتمع كمفهوم المواطنة
باعتباره هو الفيصل في الانتماء للأمة وليس العرق او الطبقة او الدين او
جهود المفكرين الاخرين التقدميين في عالم كان لايعرف شيئا عن مفهوم
المواطنة المرتبط بقيم التنويرالاوروبي في العصر الموسوم بعصر الحداثة
يقول الاستاذ محمد صهيب شريف بشأن الحداثة في الثقافة الغربية حاول
ممثلو هذا الاتجاه ان يصححوا تناقضات المجتمع وامكان وان يغيروا
أخلاقياته واساليبه وسياسته واسلوبه في الحياة بنشر آراء في الخير
والعدالة والمعرفة العلمية والحقيقة فان مفكرو عصر التنوير يوجهون آرائهم
ألى جميع طبقات المجتمع وكانوا يوجهونها بالاساس الى اولئك الممسكين
بالسلطة وكان مفكرون امثال (فولتير – روسو – مونتسكيو – هيردر - لسنج -
شيلر – غوته) قد ساعد نشاطهم بقدر كبير بالتغلب على نفوذ السلطة القائمة
وقتها او نفوذ الكنيسة التي استغلت المجتمعات ابشع استغلال الامر الذي
مهد لانبثاق الثورة الفرنسية بعد ذلك ومع هذا التغيير في المفاهيم في
ذهنيات الافراد والتي حلت محلها مفاهيم معاصرة تؤكد على قدرة الانسان على
تحقيق المنجز الافضل عند اقدامه عند ايمانه بها والعمل بشكل حي لتطبيق
هذه المفاهيم والمبادئ على ارض الواقع كل ذلك يدل دلالة لالبس فيها ان
للمفاهيم دورا كبيرا في احداث التغيير فلا شئ ينبثق من الفراغ اطلاقا
وهذا الامر يجعلنا نؤكد على اهمية ان يكون لثورات الربيع العربي مشروعها
الفكري المتزامن مع التغيير السياسي وان ينطلق المثقفون العرب الاحرار في
التفاعل مع جهود السياسيين في احداث وتجذير التغيير السياسي وبناء
الوطن والانسان لان الامر الذي حصل في بعض بلدان العالم العربي هو ليس
سقوط انظمة استبدادية فقط بل في سقوط حقبة استبدادية كاملة بثقافتها
العنصرية والرجعية وهذا التغيير بحاجة الى مشاريع فكرية حية وتقدمية كي
يكون التغيير جذرياً وقادرا على خلق نموذج حي انساني يستطيع توفير
الحياة الكريمة للشعوب التي ثارت ضد الاستبداد وترغب بنوع مختلف في
الحياة أسوة بالشعوب الحية الاخرى وهذا حق انساني مشروع للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية