الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعترافات ديكتاتور !

حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)

2012 / 1 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لتختبر معدن إنسان ، أعطه سلطه وسلطان ، فالدكتاتور بالفطره ليس إلا واحد منا خرج من صلبنا ثم انقلب علينا ..
الديكتاتور يبدأ بفكرة ولا ينتهي بها مفادها " أن من ليس معي .. فهو ضدي " !!
ثم يجد من يهلل له وينصب له التماثيل .
لكن هل كلنا ديكتاتوريون بانتظار فرصة أو تدخل قدري أو لحظة يوفرها التاريخ ،
ربما .. فعندما لا تسمع إلا صوت نفسك فهذه هي الديكتاتوريه .
الطفل ديكتاتورا حين يصيح باكيا الى أن ينفذ مشيئته الطفوليه غير مبالى بقدرة ذويه على تلبية رغباته في محاولة لفرض رأيه، والزوج مشروع ديكتاتور في مملكته الصغيره ولا يطيق المرأة المثقفة لأنها تعلم حقوقها !
والزوجة قد تكون ديكتاتوره حين تسعى لامتلاك كل ما في الرجل لضمان عدم تمرده على مؤسسة الزوجية !
والمدير قد يكون ديكتاتورا حين لا يستمع إلا لمنافقيه وجواسيسه..
الديكتاتور قد يكون أبا أو أما أو معلما أو مديرا في مؤسسة ما ..لكنه حتما لا يولد كذلك أو يرث صفات وطباع الديكتاتور من تلقاء نفسه ولا يمكن أن ينام ليصحو بين ليلة وضحاها مستبدا لكن الآخرون شركائه في رعاية هذه البذرة الى أن تصبح شجرة عملاقة .
ونبدو كمن يهذي حين نسأل متأخرين جدا " من الذي فرعنك يا فرعون ..."
لكن من بذر البذرة الأولى في نفس الرجل حتى يتحول الى طاغيه عظيم يتجبر على من حوله ويتقن فنون القمع والتسلط ، اليست البداية من الاسرة كنموذج مصغر لسيطرة فرد واحد في العائله وممارسته دور الديكتاتور ، شخصا مستبدا في قراراته لا يجرؤ أحد من أفراد الاسره على الرد أو التعديل ..
فكل قائد هو مشروع ديكتاتور إذا ما غذته مجموعته بصلاحيات كاملة دون مسآئله ثم ينمو ويتضخم هذا الوحش في ظلام الجهل والتخلف ذلك لأن الجاهل لا يعرف حقوقه ولا يدرك دوره في صناعة هذا الصنم قبل عبادته كميراث ثقافي لا رجعة فيه !
أعود لأردد "لتختبر حقيقة الانسان ، فقط أمنحه سلطة وسلطان ..
سلطان على الضعفاء من رعيته سواء كان أبا أو أخا أو زوجا أو حبيبا أو قائدا ..
فإن كان مارده كامنا فيه سيخرج من قمقمه معلنا حقيقته ولن يدخل مرة أخرى إلا بالقوة ، القوة التي إما أن تعريه كانسان طبيعي لا يحمل خجلا أو ندما ولا يتمتع بشجاعة الاعتراف بالخطأ وإما أن تحوله الى شهيد وبطل قد يكتب مذكراته لاحقا بعنوان "مذكرات ديكتاتور " ليؤكد : أنتم السبب .

حنان بديع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
ياسر كاظم المعموري ( 2012 / 1 / 16 - 20:10 )
كلام منطقي وجميل في السرد والمعنى

اخر الافلام

.. المكسيك: عنف العصابات يجبر أكثر من 4000 شخص على ترك بيوتهم ف


.. -الهجرة وقبول الآخر-.. -آ ميديا- سليمان البسام و حلا عمران ف




.. توترات جديدة وهجمات متبادلة بين حزب الله وإسرائيل وسط قلق دو


.. الحوثيون يستهدفون 3 سفن في البحر الأحمر والبحر العربي




.. انشقاق نواب عن الحلبوسي يحرمه صفة الأغلبية العددية السنية دا