الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيحيون لم يعودوا في منأى عن الطائفية أيضا ..!.

موسى فرج

2012 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


. الديانة المسيحية شأنها شأن بقية الديانات انشقت عنها وتفرعت منها العديد من المذاهب والفرق خلال مسيرتها التي دخلت قبل أيام السنة الثانية عشر بعد الألفين وهو أمر ليس بغريب أو مستغرب ..فالاجتهادات تختلف والتطبيقات تتباين باختلاف البيئات والأزمنة..لكننا في العراق لم نعرف الكلداني والآشوري والسرياني والأرمني إلا تحت مسمى واحد هو: عراقي مسيحي .. ولم نألفه إلا ذلك العراقي المنفتح المتسامح المسالم النير التقدمي .. لم نعرف المسيحي العراقي غير ذلك المتحضر النظيف.. جسدا وعقلا , تعاملا وسلوكا ,بيتا ومنطقا ..هذا ما عرفناه عن المسيحي العراقي ورغم الدرن الذي اغرق أذهان الغالبية الشعبية من ترهات لم يأتي الله بها من سلطان تزعم بان المسيحيين في العراق مجرد أقوام غريبة عن البيئة العراقية والعربية عموما وأنها وفدت مع الغزو الأوربي والحملات الصليبية لكن حتى تلك الأوساط الفقيرة والأمية لم تنظر إلى المسيحيين نظرة الريبة والتوجس ومرد ذلك .. هي تلك السجايا الراقية التي اتصف بها المسيحيون في العراق الأمر الذي جعل منهم الأقرب إلى الوجدان العراقي بل إلى شغاف القلوب .. . وبعد إن تطور الوعي الشعبي في العراق وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وعرفت شريحة واسعة من العراقيين أن أولائك الأشقاء ليسوا إلا سكان العراق الأصليين وأنهم بناة حضارة العراق الأولى فكان ذلك إن زاد تلك الأوساط ـ إلا من في قلبه مرض ـ التصاقا باشقاءهم واحتضانا لهم وشعورهم بالغصة والمرارة من جراء ما أصاب أشقاءهم من قتل واعتداء , وشعورهم بالخسارة الفادحة من جراء مغادرة أعداد من أشقاءهم لوطنهم .. . ورغم استشراء الفكر الظلامي التكفيري المنفلت عقاله من دياجير التخلف والتعصب والذي يبيح دماء الجميع من غير تمييز .. والذي انزلق في مستنقعه الكثيرون وبات المسيحيون وكنائسهم وأماكن عبادتهم من الأهداف التي تحتل الأسبقية في خطط ذئاب القتل والتفجير فان عرى الأخوة تمتنت وقويت بصورة أكبر مما كانت عليه بين العراقيون من أديان وطوائف أخرى وبين أشقاءهم من معتنقي الديانة المسيحية .. لكن الملفت للنظر والمؤلم في نفس الوقت أن أصوات مسيحية تنطلق من هنا وهناك خلال السنوات الأخيرة ومعظمها تصدر من عراقيين مسيحيين في الخارج تشكوا التهميش الذي تواجهه أعداد من المسيحيين يمارس ضدهم من قبل مسيحيين عراقيين آخرين ..والمؤلم حقا أن يكون الباعث في ذلك انه بدواعي قومية وطائفية بين الكلدان والآشوريين .. وشكاوى البعض من أن أطراف سياسيه وخصوصا في إقليم كردستان بتجاهل بعضهم أو غمط هويته ..ومن بين ذلك ما أثير من اعتراضات على نصوص في دستور إقليم كردستان. لكن ذروة ما وصل إليه الخلاف هو ما أعلنه الكاردينال دلي في بيانه الصادر أمس والذي أعلن بمقتضاه أن عضو مجلس النواب يونادم كنه لا يمثل المسيحيين العراقيين إنما يمثل شخصه وحزبه وانه حاول أن يهمش ويغمط حق ومكانة المسيحيين من طوائف أخرى . إن التفكير المنطقي والسليم لا يلغي الانتماء القومي أو الديني أو المذهبي للناس إنما يجعل من المواطنة فوق تلك المسميات وجامعة لها ..فقط لا غير .. ولذلك فإننا وفي الوقت الذي نعبر عن مشاعرنا بوصفنا مواطنون عراقيون ليس أكثر ولسنا حكاما أو ساسه فإننا نتضرع صادقين أن يبعد التعصب والبغضاء عن ضمائر أشقائنا المسيحيين وان يحبوا بعضهم ويحبوا أشقاءهم من فقراء وبسطاء بلدهم وان يبعد عنهم رجس الطائفية الذي تسبب في هذا الكم الهائل من الدمار والقتل والويلات والذي أمعن فيهم أكثر من غيرهم من أبناء هذا الشعب.. كنا نسمع عن خليل كنه مدير الأمن في عهد نوري سعيد لكننا كنا لا نستوعب حالة أن يكون مسيحيا بل كنا نطلق عليه تسمية احد أركان نظام حكم نوري سعيد .. وكنا نرفض أن نضعه في خانة المسيحيين حرصا على صورة المسيحيين في وجداننا.. وكنا نعرف طارق عزيز وغرقه في العنجهية البعثية لكننا كنا نرفض أيضا أن نصفه بغير ألبعثي ونجرده لا إراديا عن صفة المسيحي ..إننا نتضرع إلى الله تعالى أن يعيد للمسيحيين العراقيين ألقهم وريادتهم في التسامح والمحبة والسلام ..نحن نحتاج المثل والقدوة في هذا في هذا الزمن الجدب وفي هذه الظروف الغارقة في العتمة .. وعشمنا أن نجد ضالتنا في أشقائنا من المسيحيين ..وأرجو أن لا يخيبوا الظن أيضا .. بعد إن سبقهم أليه آخرون منا فأغرقونا بالدم والقتل والعذاب ..لأنهم يفهمون الحكم على انه استحقاق تاريخي أو عددي, وامتياز سلطوي في حين أن الحكم وفي مختلف مواقع هرمه مجرد خدمه الناس ... تحية لمواطنينا وأشقائنا من المسيحيين كلدانا وآشوريون وسريان وأرمن وتحت أي مسمى كانوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسيحية ام قومية
سليم عبد الاحد ( 2012 / 1 / 16 - 14:27 )
تحية حارة , شكرا لك سيدي على هذا الموضوع . طبعا لاول مرة اسمع ان خليل كنه مسيحي , على كل حال كما تفضلت لم نكن نقيم الشخص لدينه اوعرقه ولكن شكرا للاحتلال الذي جعلنا نعود بضعة قرون الى الوراء . سيدي , المشكلة قومية , فبعد الاحتلال قسم بريمر الشعب الى عروق ومذاهب وعندما وصل الى المسيحيين جعلهم آشوريون ثم اضاف لهم الكلدان فالسريان , اي تم تغيير الدين الى قومية . مع احترامي للجميع ولكن هناك تعمد لتغييب المسيحيين الاخرين من عرب وارمن وبعض الاقليات الهندية والاوربية وغيرها. نحن عراقيون وبهذا نعرف وديننا مسيحي وكفى . من يريد ان يتفاخر بخلفيته العرقية فليفعل ولكن بدون ان يزج الدين في الموضوع , ومن يريد ان يثبت من هي الاكثرية العرقية بين المسيحيين فليتفضل لنقاش اكاديمي . شكرا ثانية


2 - تحية يا استاذ موســـى فرج
كنعــان شـــماس ( 2012 / 1 / 16 - 14:47 )
تحية لهذا الانطباع الحقيقي عن اكثر المظلومين في العراق واللعنة على من يفرق مسيحي العراق على اساس تسميات قومية متحفيـــــــــة الا يكفي هولاء الثرثارون الاقذار عـــار مادار في كنيســـة ســـيدة النجاة وهل فرقت الخنازيـــــر الامر يكية بين رهط واخر


3 - باركك الله
Elias Ashor ( 2012 / 1 / 16 - 20:50 )
أستاذ فرج
أنت إنسان نبيل ومُرهف الإحساس. لو كان جميع المسلمين أمثالك لمل هُحرنا من بلادنا. باركك الله، لأن الإنسان قمة لا تُعوض


4 - الاستاذ العزيز سليم عبد الأحد ...
موسى فرج ( 2012 / 1 / 17 - 14:57 )
تحية لك واحترام ..يوم بعد آخر يثبت بالملموس عقم الثقافة الطارئه على العراق والتي نشرتها الطبقة السياسية في العراق بعد سقوط نظام صدام ..وطبعا لو لم تكن المادة قابلة للاشتعال ما تأثرت بعود ثقاب ولا بحزمه من تلك الاعواد ..لكن الجريمه تسجل باسم أولئك الساسة على طول الخط من كافة المشارب ..كنا نتوق الانعتاق من الاستبداد فدفوعوا البلد الى هاوية التخلف والتعصب ..تقبل احترامي ...


5 - صديقي العزيز كنعان شماس ...
موسى فرج ( 2012 / 1 / 17 - 15:14 )
ليس هذا فقط ..بل اللعنة والخزي لكل من يفرق بين عراقي وعراقي على وفق اي مسطره فان الامال والماني ان كانت غير قادرة أو لا تصلح لأن توحد العراقيين ..فان المرارة والضيم والقهر السرمدي يصلح لأن يجعلهم أخوه ..واحبه ....تقبل محبتي واحترامي ..


6 - أليسا..ايتها العزيزه ..
موسى فرج ( 2012 / 1 / 17 - 15:23 )
بوركت أخيتي وصدقيني ان آلافا مؤلفه من بنات وابناء العراق هم الأنبل ..لكن الكثره والمال والسلطة والتخلف والجهل تغلب الشجاعه ..ولكن ..الى متى يستمر ذلك ..؟؟؟؟ تقبلي محبتي واعتزازي ...

اخر الافلام

.. رغم تضييقات الاحتلال.. فلسطينيون يؤدون صلاة عيد الأضحى في ال


.. دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تعلن عن تأدية 40 ألف فلسطيني




.. خطيب المسجد الحرام: فرحة العيد لا تنسي المسلمين مآسي ما يتعر


.. مراسل العربية أسامة القاسم: نحو 1.5 مليون مليون حاج يصلون إل




.. مبعدون عن المسجد الأقصى يؤدون صلاتهم عند باب الأسباط